ليس ميل الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للذهب والسلع لـ «البيان الاقتصادي»:

عقود ذهب لعملاء التجزئة مع بنك وطني قريباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف ليس ميل، الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للذهب والسلع، أن البورصة تتطلع في الوقت الراهن لإطلاق عقود ذهب لصالح عملاء التجزئة من المستثمرين والمتعاملين الأفراد بالتعاون مع أحد البنوك الإماراتية الكبرى.

وقال ليس ميل لــ «البيان الاقتصادي» في أول حوار له منذ تعيينه في فبراير الماضي: إن تلك الخطوة تأتي بعد الإطلاق الناجح لعقد الذهب الفوري الأول من نوعه في دول التعاون، والوحيد المتوافق مع أحكام الشريعة في العالم في مارس الماضي، في ظل وجود إمكانات كبيرة لطرح المزيد من المنتجات المتوافقة مع الشريعة.

وأضاف أن البورصة طورت أيضاً العديد من المنتجات التي ترتبط بالأسواق العالمية والناشئة، التي تتيح للمشاركين الإقليميين الوصول إلى النمو والأداء السعري لشركات في أسواق دولية خارج المنطقة، وتهدف إلى جلب منتجات عالمية إلى مشاركي السوق الإقليمية، ومنتجات إقليمية إلى مشاركي الأسواق العالمية، ومنها عقود ذهب شنغهاي الآجلة، والعملات، والتوسع في محفظة منتجات الطاقة، وعقد الذهب المتوافق مع الشريعة.

وتابع: إننا نستكشف حالياً عدداً من المبادرات لتعزيز السيولة في بعض المنتجات الحالية من خلال جذب المزيد من المتداولين والمستثمرين إلى الأسواق الإقليمية، كما سندرس طرح منتجات إضافية تخلق منصة للمنتجات المتوافقة مع الشريعة، ليس في دبي وحسب، بل لمنطقة الخليج ككل. وفيما يلي نص الحوار:

منتجات

ماذا عن خطط بورصة دبي للذهب والسلع لهذا العام؟

على صعيد المنتجات، وفي أعقاب الإطلاق الناجح لعقد الذهب الفوري المتوافق مع الشريعة في مارس الماضي، فإننا نرى إمكانات كبيرة لطرح المزيد من المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في المستقبل القريب، وفي الوقت الراهن نتطلع إلى إطلاق عروض عقود ذهب لصالح عملاء التجزئة من المستثمرين والمتعاملين الأفراد بالتعاون مع أحد البنوك الإماراتية الكبرى.

كما نستكشف حالياً عدداً من المبادرات لتعزيز السيولة في بعض المنتجات الحالية من خلال جذب المزيد من المتداولين والمستثمرين إلى الأسواق الإقليمية، ويعد عقد الذهب الفوري المتوافق مع الشريعة بداية جيدة لبناء منتجات جديدة وقوية، وستضع هذه العملية بورصة دبي للذهب والسلع في مقدمة اقتصاد التمويل الإسلامي، ما يساعد دبي في الحفاظ على مكانتها الرائدة في هذا المجال.

وفي مرحلة غير محددة في الوقت الحالي، سندرس طرح منتجات إضافية في بورصة دبي للذهب والسلع، ما يخلق منصة للمنتجات الشرعية، ليس في دبي وحسب، بل لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي ككل.

احتياجات

يبحث المستثمرون حالياً عن منتجات مبتكرة تلبي احتياجاتهم، ماذا يمكنكم تقديمه في هذا الصدد؟

طورت البورصة العديد من المنتجات التي ترتبط بالأسواق العالمية والناشئة، التي تتيح للمشاركين الإقليميين الوصول إلى النمو والأداء السعري لشركات في أسواق دولية خارج المنطقة.

ونهدف إلى جلب منتجات عالمية إلى مشاركي السوق الإقليمية، ومنتجات إقليمية إلى مشاركي الأسواق العالمية، وتلقي عقود ذهب شنغهاي الآجلة، والعملات، والتوسع في محفظة منتجات الطاقة، وعقد الذهب المتوافق مع الشريعة، وتسليط الضوء بشكل رائع على نهج بورصة دبي للذهب والسلع في تقديم منتجات ترتبط باحتياجات المشاركين في السوق.

ونحن لا نرغب في تطوير منتجات متشابهة أو تقليدية، حيث إنها تولد قيمة محدودة جداً للمستثمرين الإقليميين، وهذا هو السبب في أن كل منتج من منتجاتنا فريد من نوعه ومبتكر بحيث يلبي متطلبات التحوط والتداول للمستثمرين في الشرق الأوسط.

شريعة

ما آخر المستجدات بخصوص عقد الذهب الفوري المتوافق مع الشريعة؟

استطعنا من خلال إطلاق عقد الذهب الفوري المتوافق مع الشريعة، الذي بدأ التداول عليه في 29 مارس الفائت، الدخول إلى قطاع الاستثمار المالي الإسلامي واسع الانتشار وبقوة لافتة. ويعد هذا العقد الوحيد من نوعه في العالم، وقد حقق استجابة جيدة للغاية من قبل المستثمرين والمتداولين، حيث تم تداول ما يزيد عن 488 كيلوغراماً من الذهب بقيمة 20.72 مليون دولار منذ إطلاقه، ولغاية 31 مايو.

ويدل نجاح هذا العقد على وجود شهية قوية لدى المستثمرين على المنتجات الإسلامية التي يتم تداولها، كما أثر نجاح العقد إيجابياً على تداول منتجات ذهب أخرى، حيث ازدادت أحجام تداول عقود الذهب الآجلة في بورصة دبي للذهب والسلع خلال شهر أبريل بنسبة 678% منذ بداية العام حتى تاريخه، وارتفع حجم عقود كوانتو الذهب الهندي الآجلة بنسبة 73% على أساس سنوي. ويشهد الإقبال على الذهب نمواً في الفترة الحالية التي تتسم بعدم تيقن سياسي واقتصادي في منطقة الشرق الأوسط.

إنجازات

كيف تقيّم أداء البورصة في العام الماضي؟

حققنا بعض الإنجازات البارزة في 2017، سواء على صعيد المنتجات أو الواجهة التنظيمية، وقد تم إطلاق عقد ذهب شنغهاي الآجل في مارس الماضي، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها إدراج منتج ذهب مرخص من قبل الهيئات الصينية للتداول خارج الصين.

أما على الصعيد التنظيمي، فقد تم الاعتراف بشركة دبي لمقاصة السلع، ذراع المقاصة المملوكة بالكامل لبورصة دبي للذهب والسلع، وهو اعتراف الهيئة الأوروبية للأوراق والأسواق المالية (ESMA) كطرف مقابل مركزي في بلد ثالث، وأتاح لنا هذا الاعتراف التكامل بشكل أكبر مع مؤسسات مقاصة أوروبية، الأمر الذي لم يكن متاحاً لنا من قبل، كما وفر لنا اعتراف الهيئة الأوروبية للأوراق والأسواق المالية العديد من فرص التعاون داخل الإمارات والمنطقة، ونحن متفائلون بأن هذا الاعتراف سيواصل تعزيز آفاق النمو أمامنا.

تقلبات

ما توقعاتك لعام 2018 من حيث حجم العقود المتداولة والتطورات التنظيمية؟

بدأ عام 2018 بتقلبات أكبر مما كان عليه في العام السابق، ونتيجة لذلك حققنا بداية قياسية لهذا العام، وتشير المؤشرات الحالية إلى هذا الاتجاه سيستمر، خاصة بعد الطرح الناجح لعقد الذهب الشرعي الفوري في الربع الأول.

تداول

كم تبلغ أحجام التداول الإجمالية في الأشهر الخمسة الأولى من 2018؟

واصلت بورصة دبي للذهب والسلع مسارها القياسي خلال مايو الماضي، لتشهد أفضل شهري لها على الإطلاق مع تحقيق نموٍ قوي في أحجامها وقيمتها، حيث سجلت أحجام تداول 2.16 مليون عقد، بقيمة تزيد على 46.1 مليار دولار، وقد بلغت أحجام التداول حتى هذه الفترة من العام أكثر من 9.3 ملايين عقد، بزيادة نسبتها 39% عن العام الماضي، مع قيمة تتجاوز 210 مليارات دولار، وكانت منتجات الذهب هي المحركات الرئيسة لهذا النمو، وأزواج العملات الرئيسة الست، وعقود الروبية الهندية الآجلة.

وهل تعتقد أن البورصة ستحافظ هذا العام على أحجام التداول القياسية التي شهدتها في السنوات القليلة الماضية؟

يتمثل هدفنا في تحقيق أرقام قياسية جديدة أعلى من سابقاتها، باستثناء عام 2017، الذي شهد تراجعاً طفيفاً، فقد حققنا نمواً قوياً في أحجام التداول في كل عام تقريباً.

آثار إيجابية

هل لاحظت أي تأثير بعد إعفاء المستثمرين والموردين بقطاع الذهب والماس من أي ضرائب على معاملاتهم التجارية؟

كان لإلغاء ضريبة القيمة المضافة على تداول المعادن الثمينة على مستوى الأعمال آثار إيجابية على تجار الجملة وتجار التجزئة في قطاع الذهب المادي، وبالنسبة لبورصة دبي للذهب لم يكن لهذا الإعفاء أي أثر على مستوى الأعمال، لأن أحجام تداول الذهب في البورصة لا ترتبط بشكل مباشر مع ضريبة القيمة المضافة.

إن التذبذب والتقلبات السريعة في الأسعار، بغض النظر عن الاتجاه الذي يتحرك فيه السعر، هو ما يؤثر في أحجام التداول في البورصة. وتقليدياً، يعد الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين الذين يبحثون عن حماية من أسواق الأسهم المتقلبة، حيث يشكل الذهب أداة تحوط جيدة ضد التضخم وضعف الدولار الأميركي، كما أنه يوفر ميزة تنويع للمستثمرين، وهذا الأمر سيستمر بشكل دائم، خاصةً في فترات تقلبات السوق الحادة وظروف عدم التيقن الاقتصادي.

ترقية

ما الهدف من وراء ترقية منصة «تريد إكسبريس» وأهميتها.. وهل هناك مزيد من الخطوات بهذا الشأن؟

مثل جميع البورصات في العالم، تعمل بورصة دبي للذهب والسلع وفق أحدث التقنيات وتقوم بانتظام بترقية أنظمة التداول فيها، ودار المقاصة التابعة لها وموقعها الإلكتروني بهدف تعزيز وتسريع قدرات تطوير الأعمال إلى مستويات جديدة، والاستفادة من بروتوكول أفضل لبيانات التداول والسوق، بما يؤدي إلى تحسين استخدام النطاق الترددي، وتسعى البورصة باستمرار إلى تقديم خدمة متميزة وتسهيلات للعملاء سواء لأعضاء البورصة أو المشاركين أو الأعضاء المحتملين.

ومع استعدادنا لمزيد من النمو والتوسع، فقد أردنا تعزيز إمكانية الوصول إلى منصة التداول الخاصة بنا وإمكانية الاتصال بها، وبعد هذه الترقية التكنولوجية الأخيرة استطعنا تخفيض استخدام النطاق الترددي بمعدل 45%، ما يمنح أعضاء بورصة دبي للذهب والسلع وصولاً أسهل وأكثر موثوقية وأقل تكلفة إلى السوق.

تعزيز

ما أفضل طريقة لتعزيز مكانة دبي بوصفها مركزاً عالمياً رائداً للمعادن الثمينة؟ وكيف تسهم البورصة في نمو تداول الذهب؟

لكي يتمكن أي مركز تجاري من تحقيق النجاح، ينبغي توافر عدد من العناصر الرئيسة، تتضمن بنية تحتية قوية للتداول والمقاصة، وبيئة تنظيمية تدعم النمو، ونظام تداول حيوياً، وجهوداً رقمية قوية، وتتمتع دولة الإمارات، وخاصة دبي، بجميع هذه العناصر، كما تمتاز بأفضلية كبيرة، هي وقوعها على مفترق طرق بين ثلاث قارات، ما يجعلها نافذة عالمية فريدة للمتداولين والمستثمرين.

وبوصفها بورصة محلية، تعمل دبي للذهب والسلع على البناء على عناصر القوة هذه في دبي لتوفير مجموعة من الأدوات المالية للاستثمار والتداول وإدارة التعرض، وتغطي مجموعة منتجات المعادن الثمينة في بورصة دبي للذهب والسلع المعايير السعرية الرئيسة بالنسبة للمتداولين الإقليميين والدوليين.

كما حققت شركة دبي لمقاصة السلع، دار المقاصة المملوكة بالكامل لبورصة دبي للذهب والسلع، قفزات كبيرة على صعيد مصداقيتها العالمية مع حصولها على اعتراف الهيئة الأوروبية للأوراق والأسواق المالية (ESMA)، وقامت بتنفيذ جميع معاملات المقاصة في بورصة دبي للذهب دون أن تسجل أي عجز أو تخلف.

ويكمن هدفنا في تزويد المستثمرين العالميين بقدرة الوصول إلى الأسواق الدولية والناشئة الرئيسة، مع تقديم منتجات فريدة ومتنوعة، ما يخلق سوقاً تفتح فيها دبي الأبواب لعموم المنطقة.

توقعات

ما توقعاتك لأسعار الذهب على مستوى العالم؟

بصفتنا بورصة تداول فإنه لا يمكننا التعليق على أسعار الذهب، ولكن كما أشرت من قبل، فقد أثبتت التقلبات المتزايدة دائماً أهمية المعادن الثمينة، خاصة الذهب.

أول بورصة لتبادل مشتقات السلع في المنطقة

تأسست بورصة دبي للذهب والسلع عام 2005 كأول بورصة لتبادل مشتقات السلع في المنطقة والوحيدة التي تسمح للمتداولين بتسوية المعاملات ضمن منطقة الخليج، ولعبت دوراً رائداً في تطوير السوق الإقليمية لمشتقات السلع فيما تعد شركة تابعة لمركز دبي للسلع المتعددة، وهي مبادرة استراتيجية من حكومة دبي، مع تفويض لتعزيز تداولات السلع الأساسية عبر الإمارة من خلال توفير البنية التحتية المادية والمالية والسوق والخدمات اللازمة.

وبورصة دبي للذهب والسلع هي بورصة إلكترونية بالكامل لتداول العملات والمشتقات بقاعدة تحوي 267 عضواً من مختلف أنحاء العالم، تقدم عقوداً آجلة وعقود خيارات تغطي قطاعات المعادن الثمينة وقطاعات الطاقة والعملات.

كما تمتلك البورصة وتدير أكبر غرفة مقاصة متعددة الأصول في المنطقة، وهي شركة دبي لمقاصة السلع (DCCC)، الخاضعة للرقابة الاتحادية من قبل هيئة الأوراق المالية والسلع (SCA)، والمعترف بها كطرف مقابل مركزي في بلد ثالث من قبل الهيئة الأوروبية للأوراق والأسواق المالية (ESMA) مع أكثر من 90 بنك مقاصة حول العالم.

غموض تنظيمي يكتنف العملات المشفرة

قال ليس ميل: إن العملات المشفرة تشهد زخماً كبيراً، إلا أنني أشعر أن الناس يستثمرون فيها دون أن يكون لديهم فهم حقيقي لكيفية عملها أو التأثير التنظيمي لها، ولا يزال ينظر لها حتى اليوم على أنها منتج غير منظم، ولا تحدد الهيئات التنظيمية بوضوح ما إذا كانت عملات أو سلعاً أو أوراقاً مالية.

وأضاف: إن العملات المشفرة ستكون خياراً مناسباً بشكل طبيعي من ناحية ما، إلا أن عدم تنظيمها لا يزال يشكل مصدر قلق، وعلى الرغم من أننا نتوقع أن يتغير ذلك مع مرور الوقت، فإننا مستمرون في مراقبتها في الوقت الحالي بالطريقة نفسها التي تتبعها العديد من البورصات المرموقة.

ومن ناحية أخرى، تشكل تقنية البلوك تشين أو تقنية دفاتر الحسابات اللامركزية التي تدعم تداول العملات المشفرة، قيمة حقيقية بسبب قدرتها على تسريع المعاملات المالية وتسويتها في الوقت الحقيقي.

محفظة العملات الرئيسة في البورصة تحقق أداءً جيداً

رداً على سؤال حول مكاسب الدولار الأميركي الأخيرة، وهل ستؤثر في معنويات المستثمرين وتداولاتهم في بورصة دبي للذهب، قال ليس ميل: «إن التقلب هو الذي يدفع أحجام التداول في البورصة، وقد شهدنا أحجام تداول وقيماً تعاقدية متزايدة خلال فترات التقلبات الاقتصادية العالمية، وذلك بفضل محفظة منتجات متنوعة تضم المعادن، والعملات الأجنبية، والمنتجات الهيدروكربونية والأسهم».

وأضاف: حققت محفظة العملات الرئيسة الست G6 في بورصة الذهب أداءً جيداً للغاية، في ظلّ التقلبات الكبيرة التي شهدتها سوق تداول العملات الأجنبية على خلفية الارتفاع غير المتوقع للدولار الأميركي، إضافة إلى مناقشات التجارة العالمية، ونحن نتطلع إلى مزيد من النمو خلال الفترة المتبقية من العام، وخاصة بعد تحديث البنية التحتية للتداول والمقاصة».

Email