إبراهيم ناصر نائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية والتطوير المؤسسي في «دو»:

الإيجابية والمرونة أهم عناصر بيئة العمل الجديدة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد إبراهيم ناصر نائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية والتطوير المؤسسي في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو» أن الروح الإيجابية والمرونة المطلقة تشكلان أهم عناصر بيئة العمل الجديدة.

وفي حوار مع «البيان الاقتصادي» أشار ناصر إلى الدور المهم للابتكارات والتقنيات الحديثة في بيئة العمل المستقبلية، حيث سيساعد الذكاء الاصطناعي الشركات والموظفين على تبني أساليب عمل جديدة أكثر إنتاجية، فيما تتيح تقنية الواقع الافتراضي للموظفين العمل والتواصل مع شركاتهم في بيئة افتراضية من منازلهم أو من أي مكان آخر.

ولفت ناصر إلى أن سياسة التوطين في «دو» تعتمد على استراتيجيتين رئيسيتين، تتمثل الأولى في إطلاق فعاليات وتنظيم برامج ودورات تدريبية سواءً في الشركة أو في جامعات وكليات الدولة وتأمين منح دراسية بهدف تجهيز وإعداد الشباب للدخول في سوق العمل مزودين بخبرات ومهارات مميزة، فيما تعمل الاستراتيجية الثانية على جذب المواطنين الشباب ودعم مسيرتهم المهنية في الشركة. وتالياً نص الحوار

كيف تتوقع أن تصبح بيئة العمل وكذلك الموظفين في المستقبل؟

بالنظر إلى التطورات التي يشهدها عالمنا اليوم، يمكننا من الآن ملاحظة التغيرات التي بدأت تطرأ على كافة جوانب حياتنا اليومية، والتي بكل تأكيد ستستمر في المستقبل، وبيئة العمل ليست بمنأى عن هذه التحولات. إننا نعيش الآن في عصر يتسم بالتغير السريع في بيئة حيوية مليئة بالتحديات، ويخبئ لنا المستقبل مفاجآت جديدة ستسهم بلا شك في تغيير المفاهيم التقليدية حول العديد من الأشياء التي كنا نراها في الماضي ركائز أساسية من الصعب تغييرها أو الاقتراب منها.

ومن وجهة نظري الشخصية أن هناك إيجابيات عديدة ستفرضها المرحلة القادمة فيما يتعلق ببيئة العمل، وأولى هذه الإيجابيات هي تغيير الشركات لرؤيتها الخاصة بمفهوم بيئة العمل وذلك من أجل التمتع بالقدرة الكافية على مواكبة التحول السريع الذي يجري من حولها، بمعنى، سيكون هناك تغيير شامل في الاستراتيجيات والسياسات المتبعة من جانب الشركات الراغبة بتأسيس بيئة عمل جديدة ترتكز بشكل رئيسي على عنصرين رئيسيين هما الروح الإيجابية والمرونة المطلقة، وهو ما بدأنا تطبيقه في دو منذ فترة ليست بالقليلة.

وبحسب تقرير «مستقبل الوظائف» الذي نشر حديثاً من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي فإن 35% من المهارات التي تعتبر مهمة في القوى العاملة اليوم ستتغير جذرياً بعد خمس سنوات من الآن. وقد أوضح التقرير أن أفضل المهارات التي ستكون مطلوبة للتوظيف في المستقبل هي الوظائف المتعلقة بحل المشكلات المعقدة والتفكير النقدي والإبداع وإدارة رأس المال البشري. وبالتالي ستختفي بعض الوظائف وستظهر وظائف جديدة غير موجودة اليوم، والشيء الأكيد هو أن القوى العاملة ستحتاج إلى مواءمة مهاراتها لمواكبة المتطلبات الجديدة للتوظيف.

هناك في الحقيقة طرفان لمعادلة الوصول إلى بيئة عمل مثالية، الطرف الأول هو جهة العمل واستراتيجياتها المتبعة ومدى تقبلها لفكرة التحول الحاصل، أما الطرف الثاني من المعادلة هو الموظف نفسه وقدرته على تطوير نفسه من خلال الاستفادة من الإيجابيات والمزايا التي توفرها له جهة العمل نفسها بما في ذلك برامج التدريب والتأهيل وورش العمل والندوات المعرفية وغيرها. وعندما يكون هناك تكامل وانسجام بين الطرفين سنحصل في نهاية المطاف على نتائج مذهلة.

وسيكون للابتكارات والتقنيات الحديثة دور مهم في بيئة العمل المستقبلية وأتحدث هنا بشكل أساسي عن الذكاء الاصطناعي الذي سيساعد الشركات والموظفين على تبني أساليب عمل جديدة أكثر إنتاجية. أضف إلى ذلك تقنية الواقع الافتراضي التي من الممكن أن تتيح للموظفين العمل والتواصل مع شركاتهم في بيئة افتراضية من منازلهم أو من أي مكان آخر.

استراتيجيات مختلفة

كيف يمكن للشركات أن تستعد لمثل هذا التحول؟

إن المؤسسات التي تسعى إلى تعزيز موقعها في سوق مليئة بالتنافسية يمكنها أن تستعد للمرحلة القادمة من خلال الاعتماد على استراتيجيات عمل مختلفة. والعنصر الرئيسي في هذه المسألة يقوم على الاعتماد على الإبداع والابتكار في السياسات وتطوير الأنظمة المؤسسية القائمة. وقد حرصنا في دو على دمج مفهوم الابتكار في كافة تفاصيل عملياتنا لنجعل منه أسلوب حياة وفلسفة نحقق من خلالها أهدافنا برفعة ورقي دولة وشعب الإمارات.

ليس هذا فحسب بل تعتبر مسألة تعزيز مشاركة وارتباط الموظفين من المسائل التي ينبغي العمل عليها في المستقبل بحيث يصبح كل موظف في الشركة بمثابة مسؤول عن المهام التي ينجزها بما يصب في مصلحة الشركة ككل. ويعتبر امتلاك الشركات لعنصر المرونة وسرعة الاستجابة للتغيرات الطارئة عاملاً آخر من عوامل النجاح.

نحن نؤمن أن في صميم النمو المستدام لأي شركة، هناك أشخاص يشكلون القوى المحركة الرئيسية لها والتي تضمن سير عملياتها على النحو الصحيح، وهؤلاء الأشخاص هم موظفو الشركة. ولكي تضمن المؤسسات مواكبة التطورات الجارية وتلبية متطلبات العصر، ينبغي عليها أولاً ضمان تحقيق استدامة الموارد البشرية لديها من خلال تزويد موظفيها بالأدوات والوسائل والمعرفة اللازمة.

إن إعداد جيل جديد من الموظفين المدركين لحجم التحديات والتحولات القادمة يتطلب توفير برامج تأهيل وتدريب وورش عمل يمكن من خلالها تزويد الكادر الوظيفي بالمعرفة والأدوات التي يمكن الاعتماد عليها في العمل، ويقع جزء كبير من مسؤولية توفير مثل هذه المتطلبات على عاتق أقسام الموارد البشرية في الشركات.

وتلعب خدمات الاتصال دور مميز في مساعدة الشركات على تعزيز منظومة مميزة من القادة والموظفين من خلال مساهمتها في تطوير مهاراتهم نحو بيئة عمل قائمة على التكنولوجيا الذكية.

وبالنظر إلى حقيقة أن الروبوتات الآلية والسيارات ذاتية القيادة والذكاء الاصطناعي وغيرها ستسود عصرنا في المستقبل خاصة بعد إطلاق شبكات الجيل الخامس فإن تبني الشركات للتقنيات الحديثة من الآن سيكون عاملاً مهماً لمواكبة متطلبات المرحلة القادمة.

مثال يحتذى

هناك الكثير من النقاش فيما يتعلق بمسائل المساواة بين الجنسين والتنوع والاندماج وسعادة الموظفين. ما هو رأيكم في ذلك؟

من حسن الحظ أننا نعيش في دولة مثل الإمارات التي أصبحت مثالاً يحتذى به في المنطقة والعالم؛ نظراً للأسس المتينة التي أرستها في التسامح والانفتاح والمساواة بين الجنسين وتعزيز مؤشرات السعادة لشعبها.

ففيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، أولت قيادتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً بالمرأة باعتبارها شريكاً رئيسياً للرجل في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها كافة القطاعات، واتخذت الدولة خطوات ملموسة لزيادة مساحة مشاركة المرأة في مختلف المجالات الاقتصادية والمجتمعية والسياسية.

وأعتقد أن تأسيس «مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين»، وهو الأول من نوعه عربياً، أحد البراهين الواضحة على اهتمام الحكومة بالمرأة وما كان ذلك ليتحقق لولا إيمان القيادة الرشيدة بدور المرأة الفاعل في المجتمع، ودعمها المتواصل لها، وحرصها على توفير البيئة التي تمكّنها من القيام بهذا الدور على أكمل وجه. وكانت نتيجة هذا الدعم زيادة نسبة تمثيل المرأة في سوق العمل من 3.4% في العام 1975، إلى 11.7% خلال العام 1995.

بينما تمثّل المرأة اليوم أكثر من 47% من سوق العمل في الدولة، كما تشغل نحو 66% من الوظائف الحكومية، و30% من مناصب صنع القرار في دوائرها، فضلاً عن كونها تمثّل 70% من مجموع الخريجين على مستوى الدولة.

وبالنسبة لنا في دو، فقد كانت رؤيتنا منسجمة تماماً مع رؤية القيادة الرشيدة، حيث قدمنا دعمنا اللامحدود لتمكين المرأة من الحصول على فرصتها كاملة لبدء مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات.

وتنعكس جهودنا الهادفة إلى تعزيز حضور المرأة على الساحة العملية داخل المجتمع المحلي عبر العديد من المبادرات والفعاليات الخاصة بالمرأة، إضافة إلى برامج مميزة تهدف إلى تطوير خبراتها وتنمية فرصها الوظيفية. وتمتلك الشركة حالياً في كوادر عملها 474 موظفاً من السيدات، يمثلن 30% من مجموع القوى العاملة في دو.

وتؤمن دو بأن المرأة في المناصب القيادية تمثل مصدر إلهام مهم للشركة بأكملها، حيث تتقلد نسبة كبيرة من السيدات في شركتنا العديد من المناصب العليا وقد أحرزن إنجازات عديدة وأسهمن في تطوير الأقسام التي يعملن بها. إضافة إلى ذلك فقد حرصنا على تزويد السيدات ببرامج تدريبية وتأهيلية مميزة داخلياً وخارجياً لضمان تعزيز خبراتهن.

سعت دو في اليوم العالمي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى خلق ودعم بيئة عالمية مميزة لتشجيع الشابات على العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

سياسة التوطين

أشار ابراهيم ناصر إلى أن "دو"تدعم سياسة التوطين، وهي المبادرة التي أطلقتها الحكومة لتمكين المواطنين الإماراتيين من البدء بمسيرة مهنية حافلة بالإنجازات يمكنهم من خلالها المساهمة في بناء المجتمع المحلي، بالاعتماد على استراتيجيتين اثنتين.

تقوم استراتيجيتنا الأولى على إطلاق فعاليات وتنظيم برامج ودورات تدريبية سواءً في شركتنا أو في جامعات وكليات الدولة وتأمين منح دراسية بهدف تجهيز وإعداد الشباب للدخول في سوق العمل مدججين بخبرات ومهارات مميزة.

وفي هذا الإطار تواصل دو العمل باتفاقيتها الخاصة بالمنح الدراسية الموقعة مع الجامعة الأميركية في دبي، وبموجب هذا الاتفاق تقوم دو بتزويد الطلاب الإماراتيين بالمصادر الضرورية للمساهمة في ازدهار الاقتصاد الإماراتي القائم على المعرفة.

وتقدم الشركة من خلال هذه الاتفاقية منحاً دراسية لـ20 طالباً إماراتياً يتم اختيارهم من المدارس الثانوية لمتابعة دراساتهم الجامعية في الجامعة الأميركية، وتؤمن هذه المنح فرصة مهمة لتشجيع المواطنين على استكمال دراساتهم العليا وتمكينهم من خلال تزويدهم بالمعدات والمهارات اللازمة التي تمكنهم من دخول سوق العمل الإماراتي.

إضافة إلى ذلك فقد تم تأسيس صندوق خاص للمنح الدراسية بالتعاون مع الجامعة الأميركية في الشارقة، وذلك بهدف تمكين الطلاب ذوي الكفاءات العليا والذين يواجهون صعوبات مالية من الحصول على مستوى تعليمي ممتاز من خلال التحاقهم بالجامعة الأميركية في الشارقة، إن مبلغ 3 ملايين درهم المخصص لهذا الصندوق سيستمر في دعم الطلبة.

استراتيجيات

برامج تدريب شاملة لرفع مهارات الموظفين

أشار إبراهيم ناصر إلى أن دو تسعى إلى مواصلة استراتيجيتها القائمة على تنظيم وإعداد برامج تدريب شاملة لكافة الموظفين بهدف رفع مستوى مهاراتهم وخبراتهم وإعدادهم بشكل جيد لمواكبة المتطلبات المستقبلية، وأضاف تتيح لنا جامعة دو، التي أسسناها في شهر فبراير من العام 2015، إطاراً تعليمياً مميزاً يتيح لنا الاستثمار في موظفينا وتحقيق أهدافنا المستقبلية فيما يتعلق بضمان رأس مال بشري مستدام.

ونسعى من خلال هذه الجامعة إلى تعزيز إمكانات الموظفين عبر كافة أقسام الشركة بهدف ضمان حصولهم على الهيكلية التعليمية المثلى التي تمكنهم من تطوير مهاراتهم وبالتالي القيام بواجباتهم الوظيفية على أتم وجه واستكمال مسارهم الوظيفي بالشكل الأمثل سواء مع شركتنا حتى خارجها. وقد قمنا خلال العام المنصرم بإضافة أكاديمية التكنولوجيا ومراكز الاتصال إلى الهيكلية التعليمية للجامعة.

وضمن إطار حرصنا على تعزيز خبرات موظفينا، سنواصل عقد شراكات مع مختلف الجهات محلياً وإقليمياً وعالمياً بهدف تعزيز احتكاك موظفينا واكتسابهم لخبرات جديدة. وفي هذا الإطار عقدنا اتفاقية تعاون مع شركة زين السعودية ضمن إطار «برنامج لتبادل الخبرات»، حيث سيحظى الموظفون في كلتا الشركتين بفرصة الاطلاع على بيئات وشروط العمل .

أنشطة

تأمين مقومات السعادة والحياة الصحية لفريق العمل

ضمن إطار جهودها الهادفة إلى تعزيز سعادة ورضا الموظف وحثه على تبني أسلوب حياة صحي يتماشى مع رؤية حكومة دولة الإمارات الهادفة إلى تكريس ونشر مفاهيم الحياة الصحية بين فئات المجتمع، تحرص دو على تأمين كافة مقومات الحياة الصحية التي يمكن لموظفيها الاستفادة منها بما في ذلك وجود عيادة داخلية تشرف على ضمان تمتع كافة الموظفين بصحة جيدة إضافة إلى وجود مركز للياقة البدنية ومسبح وبيئة عمل خالية من التدخين.

وتوفر الشركة للموظفين فرصة المشاركة في الأنشطة الرياضة الهادفة إلى تعزيز العناية بالصحة، الأمر الذي يمكنه أن يضيف مزيداً من الإيجابية والسعادة لبيئة العمل، وفي هذا الإطار حققت دو أعلى نسبة في مستويات ارتباط ومشاركة الموظفين بمعدل 4.44 ما وضع الشركة في النسبة المئوية 76 بحسب بيانات معهد جالوب لبيئة العمل المتميزة بحسب إبراهيم ناصر الذي أضاف قائلاً: «بهدف تعزيز صحة موظفينا أطلقنا العديد من النوادي الرياضية ونظمنا دورة الألعاب الأولمبية الداخلية لأول مرة في العام 2015.

وشارك موظفونا في العديد من المسابقات الرياضية محلياً وعالمياً مثل مسابقة التحدي المؤسسي العالمي للمشي للسنة السادسة على التوالي، حيث شارك في المسابقة 100 موظف من الشركة على مدى 100 يوم.

Email