الرئيس التنفيذي لـــ «أبوظبي لبناء السفن» لـ «البيان الاقتصادي»:

سفينتنا تسير في مأمن رغم التحديات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد د. خالد المزروعي، الرئيس التنفيذي لشركة «أبوظبي لبناء السفن»، على الأداء المالي الجيد للشركة المملوكة بنسبة 40% لشركة «مبادلة للتنمية»، قائلاً إن «سفينتنا تسير في مأمن رغم كل التحديات»، وكاشفاً عن دخول الشركة في مناقشات أولية مع دول خليجية لتصنيع سفن وقوارب عسكرية لكنها لم تصل إلى طور الاتفاقات الرسمية وذلك في إطار السعي لاستكشاف مزيد من فرص العمل على صعيد الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف المزروعي في حوار مع «البيان الاقتصادي» أن الشركة انتهت من مشاريع عدة منها بقيمة 500 مليون درهم وهناك مشاريع أخرى بقيمة مليار درهم سيجري تسليمها قبل نهاية 2017، من بينها سفن «أريلة»، وسفن إنزال للكويت.

وأشار إلى أن الشركة ليس لديها نية حالياً لإتمام صفقات استحواذ جديدة بعدما استحوذت أخيراً على حوض عائم، وورش صيانة في ميناء زايد بقيمة بين 80 إلى 90 مليون درهم، لافتاً إلى أن الشركة تعمل حالياً على تعزيز أعمالها على الصعيد الدولي.

وإلى نص الحوار:

في البداية، ما هي أبرز مشاريع أبوظبي لبناء للسفن خلال العام الحالي؟

نعمل منذ بداية العام على مشاريع تقدر قيمتها بنحو 1.5 مليار درهم، تم الانتهاء من مشاريع عدة منها بقيمة 500 مليون درهم وهناك مشاريع أخرى تقدر قيمتها بمليار درهم سيجري تسليمها قبل نهاية العام 2017، من بينها سفن «أريلة»، وسفن إنزال لدولة الكويت، بالإضافة إلى أعمال وخدمات الصيانة.

مشروع »أريلة«

ما هو مشروع «أريلة»؟ وما التاريخ المتوقع لإنجازه؟

مشروع «أريلة» يتضمن بناء اثنتين من سفن الدوريات البحرية فئة 67 متراً لصالح جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية بالدولة، وذلك بالتعاون مع شركة دامن لبناء السفن في هولندا، ومن المقرر تسليم السفينتين خلال العام الحالي.

وحقق برنامج «أريلة» بالفعل إنجازات كبيرة من ضمنها الانتهاء من تجارب القبول البحرية للمنصات لكلتا السفينتين والتي تمت في رومانيا، وعقب نجاح مرحلة البناء بدأت الشركة في عمليات دمج نظم القتال وإتمام كل الاختبارات والتجارب.

وبالنسبة لمشروع سفن إنزال الكويت، فقد وقعنا عقداً مع وزارة الدفاع لدولة الكويت يتضمن بناء 8 سفن وقوارب بقيمة 260 مليون درهم، تم تسليم 5 منها قبل موعدها، فيما سيتم تسليم 3 سفن أخرى بطول 42 و64 متراً قبل نهاية العام.

ويتوزع المشروع بواقع سفينتين فئة 64 متراً من طراز سفن الإنزال، وسفينة واحدة فئة 42 متراً من طراز سفن الإنزال أيضاً، بالإضافة إلى 5 زوارق فئة 16 متراً من زوارق حرس السواحل.

هل لدى الشركة اتفاقات جديدة مع دول أخرى؟

نحن حالياً في مناقشات أولية مع عدد من الدول الخليجية وغير الخليجية لتصنيع سفن وقوارب عسكرية لكنها لم تصل إلى طور الاتفاقات الرسمية. ويأتي ذلك في إطار مساعي الشركة لاستكشاف مزيد من فرص العمل على صعيد الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي بعدما أبدت تلك الدول اهتمامها بالاستفادة من نتاج الصناعات الوطنية داخل الشركة.

إنجازات

ما هي أبرز المشاريع التي نجحت الشركة في إنجازها خلال الفترة الأخيرة؟

لدينا مشروع «بينونة» الذي جري تسليمه أخيراً، وتضمن بناء وتجهيز 6 سفن فئة 72 متراً لصالح القوات البحرية الإماراتية، وجرى تسليم آخر سفينة خلال معرض «نافدكس» برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وخلال حفل التسليم أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ببناء السفينة في شركة «أبوظبي لبناء السفن»، مؤكداً أنها تعد فخراً للصناعة الإماراتية، كما شدد سموه على أننا في الإمارات سادة البحر منذ أمد بعيد، حيث كان بناء السفن حرفة الآباء والأجداد منذ القدم وسيظل دائماً تراثنا الخالد ومصدر فخر واعتزاز للأجيال القادمة.

زوارق صغيرة

- ما هي آخر التطورات فيما يتعلق بقطاع الزوارق الصغيرة؟

لكي نتمكن من امتلاك منظومة تتسم بالفعالية والكفاء وتطبيق أفضل الممارسات قمنا بتعزيز قطاع بناء السفن ليشمل بناء كل من السفن البحرية والقوارب والزوارق الصغيرة، وهو قطاع مخصص لبناء الزوارق أقل من 30 متراً بأطوال تتراوح بين 10- 15 متراً، وذلك بهدف توسيع نطاق المنتجات وتحقيق الاستفادة المثلى من التكاليف التشغيلية، ونعمل من خلاله على تأمين التصاميم والعقود الجديدة مع مختلف العملاء وأحواض بناء السفن.

ونجحنا في تنفيذ مشاريع عدة خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى توقيع عقدين مع جهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل لتوريد 22 زورقاً من طراز الزوارق الاعتراضية التي يمكنها تحقيق سرعة 60 عقدة، ويجري حالياً تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات.

استحواذ

- هل لديكم نية لإتمام صفقات استحواذ جديدة بعد الحوض العائم؟

ليس لدينا نية حالياً لأية استحواذات جديدة بعدما استحوذنا أخيراً على حوض عائم، وورش صيانة في ميناء زايد بقيمة 80 - 90 مليون درهم، بطول 180 متراً، و30 متراً، عرضاً و6 أمتار ارتفاعاً؛ ما يعني تمكين الشركة من خدمة سفن بأطوال تصل إلى 180 متراً وبوزن 10 آلاف طن.

وجاء الاستحواذ بهدف التغلب على أي تحديات تشغيلية قد تواجهها الشركة فيما يتعلق باستيعاب السفن الكبيرة في منطقة مصفح. ونقوم حالياً بأعمال الصيانة للسفن التي يزيد طولها على 80 متراً في الحوض العائم، بينما يتم صيانة السفن الأقل في مصنع الشركة بمصفح.

هل لدى الشركة خطط للتوسع في أعمال صيانة السفن؟

تستهدف أبوظبي لبناء السفن توسيع أعمال الصيانة، إذ أن 75% من الإيرادات تأتي من بناء السفن والنسبة الباقية من أعمال الصيانة، ونستهدف أن يكون صافي الدخل مناصفة من القطاعين بحلول عام 2021.

ونحن لا نركز في أعمال الصيانة على الشق العسكري فقط، وإنما نعمل أيضاً في الشق التجاري، حيث نقوم بأعمال صيانة لسفن شركة «أدنوك»، بالإضافة إلى عقود دورية مع القوات المسلحة وجهاز حماية المنشآت.

وفى إطار استراتيجية النمو والتوسع التي تنتهجها الشركة فإننا نعمل على تأسيس فريق من ذوي الخبرة ليباشر مهام توفير أعمال التصنيع المختلفة لشركات النفط والغاز الرئيسية ولشركات الهندسة البحرية والتصنيع في المنطقة.

خطط للتوسع

ماذا عن خطط الشركة للتوسع خارج الدولة وفي أسواق جديدة؟

نعمل مع وكالات عالمية عدة في 17 دولة حول العالم بهدف تسويق أعمالنا وزيادة عدد السفن التي يتم صيانتها في الحوض العائم، بما يساعدنا على احتلال مرتبة متقدمة على الخارطة العالمية لصناعة السفن بهدف مواكبة سياسة التنويع الاقتصادي لإمارة أبوظبي حسب رؤية 2030.

ونعمل حالياً على تعزيز أعمال الشركة على الصعيد الدولي، ونتوسع حالياً في بعض الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط، كما نركز بشكل رئيسي على قارتي آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى أعمالنا الحالية في دول مجلس التعاون الخليجي وشبه القارة الهندية.

كيف تقيمون إنجازات الشركة منذ بداية أعمالها قبل نحو 20 عاماً؟

لقد قامت الشركة بنحو 18.3 ألف عملية صيانة وسلمت 286 سفينة وقارباً منذ تأسيسها قبل نحو 20 عاماً معظمها لصالح القوات المسلحة الإماراتية وبعض دول الخليج كالبحرين والكويت وعمان وبعضها تم تصديرها إلى أفريقيا وشبه القارة الهندية، وذلك يساعدنا على الانطلاق من كوننا شركة محلية إلى إقليمية وهدفنا أن نكون شركة عالمية.

أرباح

ما هي توقعاتكم بشأن الأرباح؟

نتوقع أن تستمر الشركة على طريق الربحية في السنوات المقبلة، فعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية الراهنة، فإننا نرى سفينتنا في «مأمن» بسبب الجهود المبذولة من إدارة الشركة والتناغم بين المجلس الحالي والإدارة التنفيذية. ونعمل جميعاً على رفع اسم أبوظبي عالياً وأن نكون داعماً قوياً للقطاع البحري في الإمارات بشكل عام.

ماذا عن تأثيرات هبوط أسعار النفط على أعمال الشركة وخططها؟

لقد ألقت الظروف الاقتصادية الصعبة وهبوط أسعار النفط بظلال سلبية على معظم الشركات العاملة في هذا القطاع، وهناك شركات عدة واجهت أزمات اقتصادية صعبة في الفترة الماضية، لكننا استطعنا تحقيق أداء جيد ونتائج تبشر بالخير. ونفخر كوننا الشركة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحافظ على تقديم أفضل الخدمات من ناحية الكفاءة.

ونركز منذ العام الماضي على إدارة السيولة النقدية والتخطيط المسبق، وهو ما أسهم في تحسن المركز النقدي بنسبة 39% رغم التكاليف الملحوظة التي تحملتها المجموعة بخصوص مرفق الحوض العائم.

ما هي الشركات التابعة؟

«أبوظبي لبناء السفن» لديها شركات عدة تابعة، منها «صفوة مارين» التي نجحت في العام الماضي من إنجاز 33 مشروعاً للخدمات والتجديدات عبر الاستعانة بالقوى العاملة والمرافق لدى شركتنا، إضافة إلى شركة «فرونتيرز» والتي تعمل على تقديم الدعم اللازم للشركة ضمن برنامج خدمات الدعم البحري من خلال دعم أنظمة القتال ذات الصلة.

وماذا عن خطط الشركة لدعم الكوادر الإماراتية؟

تركز الشركة بشكل عام على تطوير وتنمية الأجيال الجديدة من الكوادر الإماراتية، إذ وفرت في العام الماضي أول برنامج للتطوير الفني من أجل جذب الكوادر الإماراتية من الشباب الذين يتسموا بالمهنية والاحترافية، وهو نجاح وإنجاز مهم للشركة، لا سيما مع انضمام أول دفعة من المتدربين الإماراتيين مكونة من 44 متدرباً.

كم تبلغ نسبة التوطين حالياً في الشركة؟

نسبة التوطين في الشركة ارتفعت من 6% إلى 10.5% وسنواصل تقديم فرص عمل جديدة من أجل تشجيع الشباب الإماراتي.

ارتفاع السهم 25 % في عامين ونصف

ارتفع سهم شركة «أبوظبي لبناء السفن»، المتداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية، بنسبة 24.7% على مدار عامين ونصف العام من مستوى 1.9 درهم نهاية 2014 وصولاً إلى 2.37 درهم حالياً. وتبلغ القيمة الاسمية للسهم درهم واحد، والقيمة الدفترية درهمين، ومضاعف القيمة الدفترية 1.18 مرة، وربحية السهم 0.17 درهم، ومضاعف الربحية 13.49 مرة، فيما تبلغ القيمة السوقية نحو 502.4 مليون درهم.

ويبلغ رأسمال «أبوظبي لبناء السفن» نحو 211.992 مليون درهم ويتوزع هيكل الملكية بواقع 40% لشركة مبادلة للتنمية، بينما تمتلك حكومة أبوظبي 10%، ويتم تداول 50% من الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية.

16 مليار درهم حجم إيرادات الشركة منذ التأسيس

تراوح حجم إيرادات شركة «أبوظبي لبناء السفن» منذ التأسيس وحتى الآن بين 14 إلى 16 مليار درهم. ومن المتوقع تحقيق أرقام أكبر ونتائج أفضل في السنوات المقبلة بفضل المشاريع الحالية والمستقبلية للشركة، ونتوقع نمواً بنحو 10% في الإيرادات سنوياً، إذ تقترب حالياً من مليار درهم ونأمل وصولها بين 1.3 - 1.4 مليار درهم بحلول 2021.

ووصلت إيرادات الشركة إلى نحو 920.3 مليون درهم في العام 2016، مقابل نحو 791.3 مليون درهم في 2015، بزيادة تقدر بنحو 16.3%، فيما بلغ صافي الأرباح قبل المكسب من تحويل العملات نحو 71 مليون درهم مدفوعاً بشكل رئيس بتحقيق توفير في التكاليف وزيادة إيرادات مشاريع بناء السفن.

وخلال الربع الأول حققت الشركة أداء قوياً، إذ سجلت أبوظبي للسفن وشركاتها التابعة صافي أرباح موحدة تقدر بنحو 9.4 ملايين درهم عقب الأرباح المحققة من عمليات احتساب فروق صرف العملات الأجنبية بقيمة 1.8 مليون درهم، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث حققت الشركة أرباحاً موحدة تقدر بنحو 18.8 مليون درهم عقب أرباح محققة من عمليات فروق صرف العملات بقيمة 6.5 ملايين.

خدمات متعددة

تأسست شركة أبوظبي لبناء السفن، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها في عام 1996، وتعمل على توفير خدمات البناء والصيانة والإصلاح وإعادة التأهيل للسفن والوحدات البحرية، بما في ذلك السفن التجارية والمنصات البحرية، وخدمات الدعم البحري للجرافات وغيرها من زوارق العمل، بالإضافة إلى الخدمات التي توفرها للسفن العسكرية.

Email