«المبادئ التوجيهية للمطورين» هدية «تيكوم» إلى المدن الذكية عالمياً

أمينة الرستماني: نبني مجمعات متكاملة وليس عقارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الدكتورة أمينة الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم، أن استراتيجية المجموعة تتمثل في بناء مجمعات متكاملة وليس مجرد عقارات، وتماشياً مع ذلك، يعتبر «حي دبي للتصميم» اليوم وجهة متخصصة للتصميم والإبداع، ويتم فيه تطوير 21 مبادرة ذكية تقدم 45 خدمة ذكية على مدى السنوات المقبلة، وباعتباره مجمعاً جديداً يجري تطويره من الصفر، فقد أتاح ذلك للحي فرصة اتباع منهج شامل في تطوير وتنفيذ التصاميم الذكية واختياره لتنفيذ مبادرة المدينة الذكية، حيث سيتم تطبيق عدد من الحلول الذكية التي يجري تطويرها ضمن الحي، إضافةً إلى الحلول التي تطورها جهات حكومية أخرى.

وتطرقت الرستماني في حديث لـ«البيان الاقتصادي»، إلى الدور الذي ستلعبه مبادرة المدينة الذكية في وضع معايير دولية، بفضل نهج شامل يقوم على دمج ومكاملة تقنيات المعلومات والاتصالات ليكون مرجعاً في تطوير المدن الذكية، ووضع مجموعة شاملة من المبادئ التوجيهية تحت اسم «المبادئ التوجيهية للمخطط الرئيسي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات» و«المبادئ التوجيهية للمطورين»، حيث يجري استخدام هذه المبادئ لتصميم الخدمات الذكية كما يمكن استخدامها لتقييم المناطق الذكية. والتي ستتيح لشركات التخطيط والتطوير والحكومات من جميع أنحاء العالم فرصة تحسين البيئات العمرانية في مدنهم من خلال تنفيذ العديد من المبادرات الذكية. وتالياً نص الحديث:

ما هي المبادرات التي تنفذها «تيكوم» فيما يتعلق بالابتكار؟

Ⅶمنذ تأسيسها قبل 16 عاماً، تعمل مجموعة تيكوم على إنشاء مجمعات أعمال متخصصة تسهم في دعم الإبداع والابتكار وقد أطلقنا أخيراً المبادرات التالية:

Ⅶ in5وهو برنامج أعمال متكامل ومتميز يوفر الدعم والرعاية لرواد الأعمال والشركات الناشئة المتخصصة في مجالات التكنولوجيا والتصميم والإعلام من أجل تنمية مهاراتهم إذ يقوم بتطوير وتوفير منصات أعمال لتحفيز النمو في قطاع الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة وتشجيع الابتكار والإبداع. وتوجد هذه المراكز حالياً في ثلاثة مرافق متخصصة ومتطورة توفر مساحات إبداعية مع برامج عديدة للتدريب والتوجيه.

Ⅶمركز الابتكار، وهو مركز مزود بأحدث تجهيزات الاتصالات والتكنولوجيا ويوفر بنية تحتية شاملة للإبداع والتواصل والتعاون في مجتمع حيوي يضم العديد من المبتكرين والمفكرين المبدعين.

Ⅶ المدينة الذكية لحي دبي للتصميم (d3). باعتباره شريكاً استراتيجياً لمبادرة «دبي الذكية»، يوفر حي دبي للتصميم بيئة مثلى لاختبار المبادرات الجديدة التي تطلقها «دبي الذكية». ويلتزم حي دبي للتصميم باستخدام التقنيات المتطورة الذكية لإثراء تجربة سكان الحي وزواره.

لماذا تم اختيار حي دبي للتصميم لتنفيذ مبادرة المدينة الذكية؟

جرى تصميم مبادرات المدينة الذكية لحي دبي للتصميم بحيث تساهم في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تهدف إلى جعل دبي أسعد مدينة في العالم. وباعتباره مجمعاً جديداً يجري تطويره من الصفر، فقد أتاح ذلك لحي دبي للتصميم فرصة اتباع منهج شامل في تطوير وتنفيذ التصاميم الذكية.

نحن ملتزمون بتطوير وجهة إبداعية تقوم في جوهرها على التصاميم الذكية فائقة التطور، ونساهم بذلك في تحقيق رؤية دبي التي ترمي إلى توفير كافة مقومات الحياة العصرية الآمنة وعالية الكفاءة التي من شأنها أن تحسن تجربة المقيمين والسياح والشركات على حد سواء. ويتطلع حي دبي للتصميم لأن يصبح وجهة رائدة للتصاميم الذكية والمبتكرة التي تسهم في دعم ونمو قطاع التصميم في المنطقة، بالتوازي مع تقديم نموذج فريد لجميع المعنيين بهذا القطاع في العالم أجمع.

وفي إطار ما سبق، سوف نقوم بتطبيق عدد من الحلول الذكية التي يجري تطويرها ضمن الحي، إضافةً إلى الحلول التي تطورها جهات حكومية أخرى، مثل هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، وهيئة الطرق والمواصلات، ويسعى حي دبي للتصميم أيضاً لإقامة شراكات عمل وثيقة مع الأطراف المعنية المحلية والدولية ممن يعملون في مجال تطوير المدن الذكية.

ما الدور الذي ستلعبه مبادرة المدينة الذكية في وضع معايير دولية؟

في إطار استراتيجيته لتطوير المدينة الذكية، طبق حي دبي للتصميم نهجاً شاملاً يقوم على دمج ومكاملة تقنيات المعلومات والاتصالات لوضع مخطط رئيسي شامل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليكون مرجعاً في تطوير المدن الذكية.

وقد قمنا بالفعل بوضع مجموعة شاملة من المبادئ التوجيهية تحت اسم «المبادئ التوجيهية للمخطط الرئيسي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات» و«المبادئ التوجيهية للمطورين»، حيث يجري استخدام هذه المبادئ لتصميم الخدمات الذكية كما يمكن استخدامها لتقييم المناطق الذكية.

وتمثل هذه المبادئ التوجيهية، وهي الأولى من نوعها، معلماً رئيسياً ضمن مساعي دبي للتحول إلى مدينة ذكية، إذ انها ستتيح لشركات التخطيط والتطوير والحكومات من جميع أنحاء العالم فرصة تحسين البيئات العمرانية في مدنهم من خلال تنفيذ العديد من المبادرات الذكية.

ما هي المبادرات التي تم تنفيذها حالياً بشأن المدينة الذكية؟

نعمل على تطوير 21 مبادرة ذكية ستقدم 45 خدمة ذكية على مدى السنوات المقبلة. وقد تم تنفيذ هذه المبادرات بهدف توفير حلول تثري تجربة العملاء وتساعد في دعم نمو أعمال الشركات.

وكخطوة أساسية نحو تحقيق هذا الهدف، قمنا بتطوير المبادئ التوجيهية للمطورين والمبادئ التوجيهية للمخطط الرئيسي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي يجري تنفيذها في حي دبي للتصميم ومناقشتها مع مشاريع أخرى في دبي. هذا بالإضافة إلى مبادرات أخرى تهدف إلى تعزيز مستويات الاستدامة والأمن والكفاءة.

وتشمل مبادرات الاستدامة تركيب عدادات ولوحات تحكم ذكية لتمكين المستأجرين من خفض استهلاكهم للطاقة بنسبة تتراوح بين 12% إلى 30%. وانطلاقاً من قناعتنا الراسخة بالفوائد التي يحققها استخدام الطاقة البديلة، فقد تعاونا مع هيئة كهرباء ومياه دبي لتركيب محطات شحن للمركبات الكهربائية في حي دبي للتصميم لتحفيز ودعم استخدام السيارات الكهربائية.

وفيما يتعلق بالجانب الأمني، قمنا بتركيب نظام ذكي يعمل دون لمس ويستخدم بصمة الوجه ثلاثية الأبعاد لتسهيل دخول وخروج الأفراد، وهو الأول من نوعه على مستوى المنطقة.

وقمنا أيضاً بتركيب نظام WiFi ذكي يسمح لنا بمتابعة حركة التنقل داخل الحي وجمع البيانات وتحليلها، وهذا سيتيح لنا تقديم معلومات مفيدة تدعم أعمال تجار التجزئة وشركات إدارة الفعاليات. ويتزامن ذلك مع تركيب نظام LiFi الذي يوفر دليلاً تفاعلياً للحي من خلال تطبيق خاص يمكن تحميله على الهاتف المتحرك.

وفي إطار مبادرة بيانات دبي الذكية، قمنا بإنشاء مركز بيانات للمدينة الذكية وهو يربط بين مصادر البيانات المختلفة داخل المدينة، ويوفر صورة شاملة للبيانات المتعلقة بالمشروع بأكمله، وهذا سيساعد على تحسين تجربة العملاء وإدارة استهلاك الطاقة ومجمل العمليات في المدينة بشكل أفضل، ويشمل ذلك إدارة الأمن والسلامة.

ما هي خططكم للاستفادة من «إكسبو دبي 2020» لتكريس موقع قطاع التصميم في الإمارة عالمياً؟

تشكّل صناعة التصميم المزدهرة في دبي إحدى الركائز الأساسية لاستضافة معرض اكسبو الدولي 2020.

ومن خلال تهيئة بيئة إبداعية يلتقي فيها الأفراد المبدعون مع بقية أفراد المجتمع سيكون من السهل التواصل واستلهام تصميم إبداعي، وهذا ما من شأنه أن يساعد دولة الإمارات في اجتذاب الناس إليها من شتّى أنحاء العالم.

وقاد تركيز دبي على الابتكار إلى مضاعفة حظوظها لتكون الأجدر لاستضافة معرض إكسبو 2020، حيث احتلت دولة الإمارات مركز الصدارة بين الدول العربية في مؤشر الابتكار العالمي، وجاءت ضمن أول خمسة بلدان بالنسبة لروابط الابتكار والأصول المعنوية في بعد الإنتاج الإبداعي. وتنسجم هذه الإنجازات تماماً مع الأهداف المستقبلية لحي دبي للتصميم الذي يحتضن مرافق متنوعة.

«دبي للتصميم» مقر لـ 10 آلاف مبدع

أكد محمد الشحي، الرئيس التنفيذي لحي دبي للتصميم أن عدد سكان الحي سيبلغ بنهاية العام 2017، أكثر من 10 آلاف من المتخصصين في مجال الأعمال التجارية والإبداعية، وسيشهد افتتاح 25 منفذاً إضافياً لتجارة التجزئة، كما أن عمليات تنفيذ المرحلة الثانية من الحي تسير وفق الموعد المحدد لافتتاحها بنهاية عام 2019، حيث ستوفر مساحة إضافية من المكاتب الإبداعية، وورش العمل المرنة، والبوتيكات والاستديوهات الفنية تستوعب ما يصل إلى 6000 من الحرفيين والفنانين والمصممين المحترفين والناشئين.

وأما المرحلة الثالثة، أو الواجهة البحرية، فهي حالياً في مرحلة تصميم المرافق التجارية، والذي سيتم إنجازه قريباً.

وأضاف: يصل عدد شركاء أعمالنا حالياً إلى 415 شريكاً بنسبة إشغال تبلغ 85%. كما يتواجد في الحي حالياً مجموعة كاملة من المحلات والمطاعم والتي تعتبر فريدة من نوعها في حي دبي للتصميم والإمارة ككل. كما أقمنا في عام 2016 أكثر من 100 فعالية تخص التصميم وقد جذبت العديد من الزوار من المنطقة.

وتابع: «باعتبارنا منطقة متخصصة في التصميم، أصبحنا مقراً للعديد من المؤسسات العالمية المتخصصة في الهندسة المعمارية، ومن أبرزها زها حديد، بينوي، فايف بلاس، وفوستر آند بارتنرز. وفي ما يتعلق بقطاع التجزئة، استقبلنا أخيراً علامات تجارية مثل «مولكيول»، و«ذا لايتهاوس»، و«شي شارل». كما نستضيف عدة شركات في مجال الابتكار، مثل كوكا كولا، مختبر IBM للتصميم، وفيرجن موبايل. بالإضافة إلى ذلك، نقلت مبادرة«دبي الذكية»مقرها إلى حي دبي للتصميم خلال الشهر الجاري، وهي خطوة هامة نظراً لأننا مدينة ذكية متخصصة في التصميم. ونرحب في الربع الثالث من العام الحالي بالمقر الرئيسي لمكاتب هايبرلوب ون الذي وقع اتفاقية

مع دبي لدراسة هذه التقنية الفريدة من نوعها، وكذلك استضافة أسبوع دبي السنوي للتصميم للمرة الثالثة على التوالي في حي دبي للتصميم، والذي سيجري تنظيمه من بين 92 أسبوعاً للتصميم تقام في جميع أنحاء العالم.

وقال الشحي: «نتطلع في الربع الرابع لإطلاق مساحة للعمل المشترك ومكاتب صغيرة الحجم لدعم المشاريع الناشئة. ونحن متحمسون جداً لنموذج مجموعة تيكوم في تطوير ذلك من خلال إتاحة إمكانية العمل ضمن مجمعات متخصصة».

وحول مشروع تجهيز استوديوهات التصميم الصغيرة المخصصة للشركات الصغيرة وأيضا ورشة تصنيع تمكن الشركات الناشئة من تنفيذ تصاميمها بأقل كلفة، قال: وصلنا لمرحلة التصميم النهائي لورش العمل، وباشرنا بإنشاء الاستوديوهات الصغيرة. ومن المقرر أن يصبح المشروعان جاهزين بنهاية العام الجاري.وبشأن انتقال مسرعات دبي المستقبل إلى الحي ومتى سيتم ذلك، أجاب انها تتخذ حالياً موقعاً رئيسياً مميزاً، لكننا بالطبع نرحب بانتقالهم إلى مجمعنا الذي يمثل مساحة مفتوحة لكل من يعمل في مجال الابتكار والتصميم والإبداع.

وقال: يحتضن الحي مزيجاً متنوعاً من الشركات العالمية والناشئة، وهي موزعة على النحو الآتي: 35% للأزياء – 28% للتصميم الداخلي – 14% للرسم الجرافيكي والفنون البصرية – 13% للهندسة المعمارية – 10% للتصاميم الجديدة. ولدينا العديد من الشركات المحلية والإقليمية والدولية التي تعمل في مختلف قطاعات، منها 107 شركات للأزياء، و88 شركة للتصميم الداخلي، و45 للفنون التصويرية والبصرية، 37 شركة للهندسة المعمارية، و33 قطاعاً جديداً للتصميم. ونفخر بأن لدينا 85 شركة و221 مؤسسة صغيرة ومتوسطة إماراتية تعمل انطلاقاً من حي دبي للتصميم.

دراسة بحثية للتعرف إلى الاحتياجات والعمل على تلبيتها

قالت الدكتورة أمينة الرستماني: «تشمل أبرز نقاط التعاون مع مجلس دبي للتصميم -الذي ترأس مجلس إدارته- لتطوير قطاع التصميم، إجراء دراسة بحثية للتعرف إلى احتياجات حي دبي للتصميم والعمل على تلبيتها، وكذلك تسليط الضوء على المشهد العام لقطاع التصميم في الشرق الأوسط من خلال تقرير»آفاق قطاع التصميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا«، وتقرير»آفاق التعليم والتصميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا«.

وأضافت: كانت بداية تعاوننا مع المجلس من خلال إجراء دراسة بحثية لدعم احتياجات قطاع التصميم، وقد شكلت هذه الدراسة الأساس الذي استند إليه تقرير»المشهد العام للتعليم والتصميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا«وتقرير»آفاق تعليم التصميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وتسلط نتائج هذه التقارير الضوء على احتياجات خريجي التصميم في دولة الإمارات والمنطقة. إن تنمية المواهب ورعايتها ودعم وتحفيز الابتكار تعتبر مكوناً جوهرياً في استراتيجياتنا، ومن خلال التعاون ومضافرة الجهود يمكننا توفير برامج التدريب والتوجيه اللازمة للمساعدة في تطوير قدرات الطلاب ودعم نمو قطاع التصميم ككل. دبي – البيان

أول منطقة ذكية يتم إنشاؤها من الصفر

قال محمد الشحي، بشأن اختيار الحي ليكون في مقدمة تحول دبي لمدينة ذكية، وما تم إنجازه على هذا الصعيد، وأحدث التطبيقات المستخدمة وخاصة إنترنت الأشياء والخدمات الرقمية، إن حي دبي للتصميم هو أول منطقة ذكية يتم إنشاؤها من الصفر. وقد استفدنا من خبرتنا لوضع مبادئ توجيهية يمكن للآخرين أن يتعلموا منها ويطبقوها. وأهم إنجازاتنا في هذا المجال هي:

المبادئ التوجيهية لمخطط تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: تحدد متطلبات المدينة الذكية على مستوى الحي ومبانيه، ويمكن تنفيذها من قبل أي مشروع منطقة ذكية في الإمارات وحول العالم. ونعمل بالفعل مع عدد من المطورين لتنفيذ هذه المبادئ التوجيهية في مشاريعهم.

الاستدامة: من خلال توفير أجهزة لكل شركاء الأعمال في الحين استطعنا مراقبة استهلاكهم للكهرباء ومراجعة تحكمهم في هذا الاستهلاك على مدار الساعة من خلال توفير البيانات اللازمة.

توفير الوقت: إن تطبيق المبادرات الذكية في حي دبي للتصميم أضفى سهولة أكبر على حياة السكان وساعدهم في توفير الوقت وسط مشاغلهم اليومية.

المستقبل: من خلال تطبيقنا لحوالي 45 خدمة سنستطيع توفير أكثر من 98 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. دبي - البيان

Email