راميش جاجاناثان العضو المنتدب لمنصة ستارت إيه دي لـ«البيان » الاقتصادي:

الإمارات جاهزة للتفوق على «سيليكون فالي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبر راميش جاجاناثان، نائب الرئيس للريادة والتنمية في جامعة نيويورك أبوظبي والعضو المنتدب لمنصة "ستارت إيه دي"، أن دولة الإمارات من أقوى الاقتصادات القائمة على المعرفة والاقتصادات المرتبطة بريادة الأعمال، وهي على أتم استعداد لمنافسة «سيليكون فالي» والتفوق عليه.

مشيراً إلى تقدم بيئة ريادة الأعمال من خلال الجهود والاستثمارات التي تقوم بها الحكومة، ومؤكداً ضرورة ربط المبادرات المختلفة تحت مظلة واحدة وهو ما ينجم عنه مزيد من النضوج في بيئة ريادة الأعمال.

وأشار جاجاناثان إلى وجود بنية تحتية مرتبطة بالتسهيلات القانونية الضرورية لبدء وتنمية روح المبادرة في الإمارات، وخاصة مع تخفيض الحكومة الحواجز والصعوبات أمام المشاريع، وهو ما جعلها تحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية ورقم 41 في العالم من حيث الأداء العام في مؤشر الابتكار العالمي 2016.

وأكد أن مستويات دعم المؤسسات المالية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة في تطور مستمر وأمامها طريق طويل للوصول إلى الأفضل، مبدياً تفاؤله بشكل كبير بشأن النمو الجاري.

حيث تساهم المشاريع الصغيرة والمتوسطة حالياً بنسبة 60% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، ومع انتشار مشاريع التقنيات الحديثة ضمن المنظومة الإيكولوجية فإن هذا الرقم سيشهد نمواً مطرداً. وفي ما يلي نص الحوار:

ما هي «ستارت إيه دي»، وما الذي تقدمه لمجتمع ريادة الأعمال في الدولة؟

تعتبر «ستارت إيه دي» منصة الابتكار وريادة الأعمال، التي تقدم تجربة إعداد مشاريع متكاملة لمجتمع الابتكار وريادة الأعمال. من خلال مقرها في جامعة نيويورك أبوظبي، تدعم المنصة بيئة ريادة الأعمال عن طريق برنامج حاضنة الأعمال من ستارت إيه دي.

ومنتدى ستارت إيه دي الذي يقدم ورش عمل لبناء المهارات وتطوير القدرات والربط بين خبراء ريادة الأعمال ورواد القطاعات المختلفة، ويعد منصة تعليمية مفتوحة ومجانية للجميع في الإمارات على مدار العام، حيث يعمل على تمكين الأفراد والفرق من تطوير شركات ناشئة فعالة ومستدامة.

أما برنامج حاضنة الأعمال فيسهل تعاون الشركات الناشئة المحلية والعالمية مع كبرى الشركات الإماراتية، ليتيح للشركات الناشئة المختصة بمختلف الصناعات مثل الطيران، والشحن، والرعاية الصحية، والطاقة النظيفة فرصة التحقق من جدوى أفكارهم.

وللشركات الرائدة مشاركة خبراتهم مع رواد الأعمال، ويستقبل فرقاً مؤلفة من 10 إلى 15 شخصاً مرتين كل عام، حيث يقدم لهم برنامجاً تدريبياً مكثفاً على مدار 3 - 4 أشهر، ويتضمن فرصة للحصول على استثمار مبدئي ومساحة للعمل وإرشاد ودعم قانوني، إضافة إلى فرصة التواصل مع شبكة جامعة نيويورك العالمية من المرشدين ورواد الأعمال.

إقبال

ما حجم الإقبال على أنشطة المنصة؟ وكم عدد رواد الأعمال الإماراتيين المشاركين بها؟

تم تنظيم 20 برنامجاً خلال الأشهر الماضية، كما قمنا باستضافة 32 متحدثاً ضمن مواضيع متعددة حول ريادة الأعمال والابتكار، وقد حضر البرامج ما يزيد على 1000 شخص من أنحاء الإمارات، ومن قطاعات متعددة وضمن اختصاصات وخلفيات ثقافية متنوعة، ومن أعمار كان أصغرها 10 سنوات في ورش عمل.

شهدنا أيضاً اهتماماً كبيراً من مواطني الإمارات في جميع برامج المحاسبة، بمشاركة بلغت 16٪ من حجم الحضور العام. وفي الدورات التي تغطي الجوانب التقنية مثل برنامج «صياغة عرض المشروع الجديد» حضر مواطنو الإمارات بنسبة 38٪ وتحقق حضور متميز في «تحدي منطقة الخردة» الذي تم تنظيمه مع معرض اكسبو 2020.

حيث بلغت نسبة مواطني الدولة 67٪ وتم تزويد المشروع بمواد كهربائية مستعملة ليتم من خلالها تجهيز آلات موسيقية.

ومن الرائع أن نشهد هذه الرغبة في تعلم أساسيات ريادة الأعمال، وبدورنا قمنا بالاستثمار المتكامل لتقديم الأفضل في هذا المجال. وساهم المنتدى ببناء القدرات الريادية في المنطقة، من خلال إتاحة الفرصة لمقابلة والتواصل مع مؤسسي المشاريع الناشئة الرائدة وقادة الأعمال وأصحاب المشاريع الطموحين.

فرق

ما فائدة برنامج حاضنة الأعمال للشركات الناشئة؟ وهل يستمر الدعم بعد انتهاء التدريب؟

نقوم بدعوة المشاريع الحديثة والمبكرة للتسجيل على الموقع الإلكتروني الخاص من أجل مشاركة المعلومات حول المؤسسين وفريق العمل الأساسي، والفكرة خلف المشاريع، بالإضافة إلى كافة التقنيات الحديثة التي تدخل ضمن هذه المشاريع، ومعلومات إضافية حول مفهوم العمل التجاري المعتمد بما في ذلك القيمة السوقية وفئة العملاء التي يستهدفها المنتج أو الخدمات المقدمة، وتمتد فترة تقديم الطلبات من يناير حتى أبريل، وسيتم الإعلان عن القائمة النهائية في مايو 2017.

بعد قبول الفرق للانضمام لحاضنة الأعمال من ستارت إيه دي، ستحصل الفرق المشاركة على المصادر والدعم التالي:

* تمويل المرحلة التأسيسية بقيمة تصل إلى 220 ألف درهم لكل فريق.

*برنامج حضانة مع منهجية متكاملة لمدة 12 أسبوعاً.

*دعم الدراسات العليا للفرق المتصدرة.

*مساحة عمل مشتركة.

*إمكانية الوصول إلى دعم المرشدين وشبكة جامعة نيويورك العالمية لرواد الأعمال.

*دعم تكاليف السكن.

*المساعدة في عمليات الانتقال إلى الإمارات.

*دعم قانوني للمشاريع المؤسسة في الإمارات.

*يوم عرض للمشروعات أمام المستثمرين ومقدمات عن مجتمع المستثمرين.

نافذة

أنت رائد أعمال، وتعمل عن قرب مع منظمات مهتمة بالريادة، ما الذي ترغب في تقديمه للمجتمع المحلي؟

إن أهم ما يمكن تقديمه هو نافذة الفرصة لنمو الأعمال، والطريق لتصبح قوة عالمية. في القرن الـ21 يبلغ عدد سكان الطبقة الوسطى ما يقارب 3 مليارات شخص، أي ما يعادل نصف سكان العالم، وهم الطبقة التي تحصل على رواتب يومية بين 10 و30 دولاراً.

في الوقت الذي لا يمكن أن تقوم فيه نماذج الأعمال الغربية بتلبية متطلباتهم فهي تستهدف الأشخاص الذين يحصلون على 50 وحتى 120 دولاراً يومياً، وهذه هي المساحة البيضاء الأفضل لأصحاب المشاريع الناشئة.

كما أن الفرصة ليست هي مجرد أجور أقل فحسب، بل هي ظهور جديد للمركز الجغرافي المتمثل في خط الصين والهند وأفريقيا، فالغرب يحده إرث عريق، بينما تملك الإمارات مساحة واسعة للإبداع بين الأجيال الصاعدة، وهذا يمثل نقطة قوة بالنسبة لنا، فنحن نريد أن يحصل الجميع في الدولة على القدرات التعليمية والتنافسية العالية التي نقدمها،.

كما يتمثل هدفنا في تعزيز التوجه المحلي نحو ريادة الأعمال فنحن هنا يمكننا الحصول على أفضل تجارب وممارسات الغرب والاستثمار فيها ضمن المنطقة البيضاء التي ذكرتها سابقاً، والتكيف السريع والتحول إيجاباً في الاقتصاد العالمي، فالدولة على أتم استعداد لمنافسة «سليكون فالي» والتفوق عليها.

تعلم

ما هي نصيحتك لرواد الأعمال في الإمارات، وأيضاً للمؤسسات الداعمة لهم؟

ريادة الأعمال عملية منضبطة، وتستثمر جامعة نيويورك أبوظبي ومنصة «ستارت إيه دي» في تقديم دورات تعليمية ضمن برامج مخصصة لرواد الأعمال والمستثمرين، وأنا أتمنى من كل فرد في دولة الإمارات الاستفادة من هذه البرامج، وتعلم المراحل العملية ومعرفة أسرار ريادة الأعمال والبدء بها وجعل هذا الاستثمار جزءاً من الشخصية التي تقوم بتحويل الأعمال.

تمتلك العاصمة الإماراتية أبوظبي أعلى معدل لصافي الدخل الفردي والثروة النهائية المحتملة. وللتحول من الاقتصاد القائم على النفط في الإمارات إلى اقتصاد ريادة الأعمال، على المواطنين أن يتسلحوا بالتعليم الأساسي والرؤية بعيدة المدى للاستثمارات في الإمارات، بدلاً من الاستثمار في العقارات.

صعوبات

ما هي العوامل السلبية التي تواجه من يريد تأسيس عمل في الإمارات، مثل ارتفاع التكاليف التشغيلية أو الإيجارات؟

إن كل مدينة تحمل قيوداً على سياساتها وبناها التحتية، وكل ما قمت بذكره في سؤالك يندرج تحت تلك القيود، ولكن العامل الأهم يتمثل في الحد من الوصول إلى معلومات شاملة عما يمكن القيام به لمعالجة ذلك. بشكل عام، نشهد تقدماً في بيئة ريادة الأعمال من خلال الجهود والاستثمارات التي تقوم بها الحكومة، وهو ما يجعلنا متفائلين بشكل كبير بمزيد من النمو.

ومع ذلك، فإن أهم المراحل التي تأتي في التغذية الرجعية يجب أن تأتي من الأسفل إلى الأعلى وبذلك فإن الدور الكبير يقع على رواد الأعمال وأصحاب الشركات الصغيرة على أرض الواقع لإيصال ما يواجهون من صعوبات.

هل وجدت ثقافة ريادة الأعمال طريقها إلى الشباب الإماراتيين والخليجيين، ذكوراً وإناثاً؟ وما أهمية تطوير تعليم الريادة في مختلف مراحل الدراسة؟

إن استعراض مشاريع التطبيقات والمبادرات التي يمولها صندوق خليفة يعكس ما يقرب من 61٪ من الطلبات (4732 طلباً من أصل 7743 حتى الآن) و44٪ من المشاريع الممولة (149 من أصل 340 من المشاريع الممولة) تعود إلى رواد أعمال مواطنين من الفئة العمرية بين 15 و34 عاماً.

ما يعكس حصول الشباب على حصة كبيرة من الأفكار التجارية المطروحة التي يجري تطبيقها أو إنشاؤها على أرض الواقع في الإمارات.

63%

أظهر استبيان عالمي صدر أخيراً عن بنك HSBC أن الإمارات والسعودية تمتلكان أكثر رواد الأعمال الشباب نجاحاً في العالم. كما وجد الاستبيان أن 63% من الأشخاص الذين يملكون أعمالاً تجارية في هاتين الدولتين يبلغ حجم مبيعاتهم أكثر من 6.5 ملايين دولار .

وينتمون للفئة العمرية الأقل من 35 عاماً. وقد وجهت الإمارات جميع المؤسسات التعليمية لتقديم دورة تدريبية في ريادة الأعمال وهذه خطوة رائدة في الاتجاه الصحيح.

الإمارات من أقوى الاقتصادات القائمة على المعرفة

بشأن فرص المشاريع الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من التوجه نحو الاقتصاد المعرفي، وهل يمكن أن تستقطب المواهب التكنولوجية الشابة ؟

قال العضو المنتدب لمنصة «ستارت إيه دي أن»: لطالما كان هناك جدل بأن دول مجلس التعاون الخليجي لا يمكنها أن تتنافس بشكل فعال مع اقتصادات المعرفة الرائدة لعدم نضج نظام ريادة الأعمال بها بشكل كافٍ.

هذا يشبه ما كان متوقعاً حول أفريقيا، عندما قيل إن أفريقيا لن تخرج من كونها القارة السمراء. ومع ذلك، قفزت القارة الأفريقية من خلال ابتكار بسيط ضمن تقنيات أجهزة الهاتف المحمولة، أما الفرصة التي توجد في الإمارات فهي فرصة فريدة من نوعها.

وخلافاً للاقتصادات المعرفية التقليدية للقرن 21، أتاح توفر السلع التكنولوجية الحديثة وإتاحة تعلم أسس ريادة الأعمال الأشخاص فرصة اكتساب المهارات المتعلقة بريادة الأعمال، بالإضافة إلى إمكانية خلق مشاريع ريادية تسهم في الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يجعل الدولة واحدة من أقوى الاقتصادات القائمة على المعرفة والاقتصادات المرتبطة بريادة الأعمال.

تشجيع الابتكار لخلق اقتصاد أكثر تنوعاً

قال راميش جاجاناثان، رداً على سؤال عن نقاط القوة والضعف التي تواجه الإمارات لتصبح مركزا لريادي الأعمال بالمنطقة، وكم تحتاج من الوقت؟ إن أبوظبي تلتزم بتشجيع روح المبادرة والابتكار لخلق اقتصاد قائم على المعرفة وأكثر تنوعاً. وتملك كذلك إمكانية النمو بسرعة كبيرة، وهو ما يجعل مبادرة «ستارت إيه دي» قادرة على أن تكون دافعاً هاماً لهذا الطموح.

وأضاف: وفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن «ماغنيت»، فقد شهدت الإمارات أكبر رقم على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال المشاريع الناشئة بقيمة 870 مليون دولار، وهي زيادة تم تسجيلها بنسبة 424%عن السنة الماضية. وبالتالي فإن هناك تقدما واضحا فيما يخص عجلة النمو.

وبشكل عام، لا بد من اعتماد وضع استراتيجية شاملة وطويلة الأجل تقوم بتزويد سكان الدولة بتعليم أساسي في مجال ريادة الأعمال، وهذا الأساس سيكون له دور كبير في تحويل اقتصاد الإمارات إلى اقتصاد مستقبلي قوي ومتنوع وقابل للتطوير.

في الختام، لا يتعلق الأمر برؤية مشروع عمل واحد فائق النجاح، بل على بناء بيئة متكاملة تفسح المجال لآلاف من المشاريع المبتكرة.

Email