أمينة الرستماني تتحدث لـ « البيان الاقتصادي» عن الصناعات الإبداعية

6 ٪ نمواً سنوياً لقطاع التصميم بالأعوام الـ 5 المقبلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ساهمت الصناعات القائمة على الإبداع في نهوض المنطقة العربية طوال مئات السنين، حيث اشتهرت بصناعات مثل الأرابيسك وصياغة الحلي والأنظمة العمرانية الجميلة، واليوم تأخذ دبي على عاتقها استعادة تلك الأمجاد وتطويرها عبر خلق صناعات ترتبط بقطاع التصميم الذي من المتوقع أن يبلغ حجمه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 55 مليار دولار بحلول العام 2019، وسينمو بمعدل 6 % على مدى السنوات الخمس المقبلة، لكن النجاح في هذه الأهداف يتطلب وجود 30 ألف خريج في الأفرع الرئيسية لمجالات التصميم مثل المعماري والداخلي والأزياء، بحسب دراسة «آفاق قطاع التصميم»، حيث يتم حاليا استيراد جزء كبير من الكفاءات، كما لا تزال الصناعات الإبداعية في المنطقة متأخرة عند مقارنتها مع الأسواق الأكثر تقدماً إذ تبلغ مساهمتها في الناتج المحلي 1.5 % مقابل 5-6 % في تلك الأسواق، وبالتالي يجب إعطاء أولوية لإطلاق الإمكانات الحقيقية لقطاع التصميم، وهو ما راعته استراتيجية دبي الصناعية 2030 الهادفة لأن تكون دبي منصة للصناعات القائمة على الابتكار والمعرفة والاستدامة.

وترى الدكتورة أمينة الرستماني رئيس مجلس إدارة مجلس دبي للتصميم والأزياء أنهم وبهدف تأسيس أنظمة متكاملة لصناعة التصميم في دبي تضاهي أرقى عواصم صناعة التصميم العالمية، أسسوا جامعة دبي للتصميم والابتكار، كما يتم تطوير ورعاية المواهب المحلية في قطاع التصميم والأزياء، وركزت الرستماني في حوارها مع البيان الاقتصادي على ما يتيحه قطاع التصميم من فرص واعدة ليس فقط للتوسع والازدهار، بل وتحقيق نمو مستدام أقل اعتماداً على النفط.

مازالت هناك تحديات عدة أمام دبي لتصبح عاصمة عالمية للتصميم، مثل توافر مرافق الإنتاج وقلة المصادر التعليمية التي تخص قطاع التصميم، ما هي خططكم لمواجهة هذه التحديات؟

أشار تقرير «آفاق التصميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» وتقرير «آفاق تعليم التصميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الصادرين عن مجلس دبي للتصميم والأزياء إلى بعض التحديات التي تواجها مدينة دبي في قطاع التصميم، ولأننا نهدف لتحقيق نمو مستدام في قطاع التصميم، أطلقنا عدداً من المبادرات كان أهمها الإعلان عن تأسيس جامعة دبي للتصميم والابتكار، أول مؤسسة تعليمية ينصب اهتمامها على تنمية مواهب التصميم والابتكار وذلك بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكلية بارسونز للتصميم. كما قام المجلس أيضاً بتطوير برامج خاصة للإرشاد والتدريب العملي للمصممين الناشئين بهدف دعم وتطوير قدراتهم، وفي الوقت ذاته تعريف المواهب بخبراء ورواد الصناعة.

ما هو دور الفن والتصميم في دعم الابتكار؟

يرتبط التصميم بالابتكار ارتباطاً وثيقاً، فالاثنان أساس كل فكرة جديدة، ويبرز دعمنا من خلال إعداد المواهب وتطوير مجتمع التصميم ممثلاً في حي دبي للتصميم (d3)، والإعلان عن تأسيس جامعة دبي للتصميم والابتكار، والتي بدورها ستحفز دعم الابتكار في مجال التصميم وتأسيس أنظمة متكاملة لصناعة التصميم في دبي تضاهي أرقى عواصم صناعة التصميم العالمية.

ما هو دور قطاع التصميم في استراتيجية دبي الصناعية؟

تهدف استراتيجية دبي الصناعية 2030 لأن تكون دبي منصة للصناعات القائمة على الابتكار والمعرفة والاستدامة، وسيتحقق هذا عن طريق تعزيز التواصل بين الصناعات وقطاعات التطوير الاقتصادي من أجل خلق فرص استثمارية جاذبة عبر المبادرات والمحفزات، والذي بدوره سينعكس إيجاباً على التطوير والتحسين في قطاع التصميم، كما وسيساعد نمو هذا القطاع على دعم خطة دبي الصناعية 2030 لما سيوفره من فرص عمل في مجالات التصميم المختلفة، إضافةً إلى أنه سيعزز مكانة دبي لتصبح مركزاً عالمياً للثقافة والفن والتصميم.

ويركز مجلس دبي للتصميم والأزياء على 5 مجالات رئيسية وهي: تصميم الأزياء، وتصميم المنتجات، والتصميم الهندسي، والتصميم الداخلي، وتصميم الجرافيك.

خبرات

كيف تخططون لدعم التثقيف والتعليم في قطاع التصميم؟ وكيف تشجعون مواهب التصميم للمشاركة في هذا القطاع؟ وما هي أهم الأسماء التي ظهرت حديثاً في المنطقة؟

نهدف في مجلس دبي للتصميم والأزياء إلى تطوير ورعاية المواهب المحلية في قطاع التصميم والأزياء، من خلال برامج الإرشاد، بالإضافة إلى خلق فرص للمصممين الناشئين للحصول على الخبرات التي تساعدهم في التطور. أحد أهم المواهب الناشئة التي استقطبها البرنامج المصممة الفلسطينية ريما البنا صاحبة العلامة التجارية «ريمامي»، والفائزة بجائزة الأزياء من فوغ أرابيا ومجلس دبي للتصميم والأزياء 2016، والمصممة هدى النعيمي التي شاركت في برنامج التوجيه والإرشاد، وتعتبر من المصممات الإماراتيات البارزات.

وسلط المجلس الضوء على المصممة الإماراتية الجود لوتاه التي شاركت في معرض لمصممات إماراتيات بعملها الفني «الياروف» المستوحى من حرفة الصيد التقليدية، وتم عرضه بالتعاون مع أسبوع دبي للتصميم وبدعم من المجلس وشركة مراس القابضة، وتم تسليط الضوء على العمل الفني «تكاثر» الذي عملت على تصميمه لطيفة سعيد وتالين هزبر ويهدف لإعادة استكشاف الحرف التقليدية بالمنطقة. كما أن برنامج التدريب العملي يقدم فرصاً لاحتضان المهارات عبر ربط المصممين بالشركات لتوفير فرص العمل عن قرب مع خبراء الصناعة في بيئات احترافية.

ما دور التنوع الثقافي وتعدد الجنسيات في إثراء قطاع التصميم في دبي؟

تتميز إمارة دبي بموروثها الثقافي وانفتاحها على مختلف الجنسيات، كما وتضمّ تنوعاً فريداً من المصممين أصحاب الخلفيات الثقافية والتقاليد المختلفة الذين اختاروا دبي وجهة لإطلاق علاماتهم التجارية، والذي بدوره سيشكل الحافز الرئيسي في إثراء قطاع التصميم في دبي. لقد حققت المصممة الفلسطينية آية طبري التي نشأت بين عمّان والرياض واتخذت دبي مقراً لها نجاحاً عالمياً لدمجها العديد من الثقافات المختلفة في العالم عبر استخدام الطرق التقليدية من التطريز وتصميم قطع معاصرة.

تغيير

هل هناك خطط لاستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لإثراء قطاع التصميم؟

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد في عام 2016، وهي خطة متعددة المستويات تركز على قطاعات رئيسية هي البناء والتشييد، والمنتجات الطبية الاستهلاكية، كما تهدف الاستراتيجية إلى أن تكون 25 % من مباني دبي مصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول العام 2030، وكذلك تتوقع ارتفاعاً كبيراً في عدد السلع المنزلية والمنتجات المصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وللطباعة ثلاثية الأبعاد مجالات متنوعة فمن الجانب التعليمي، يمكن أن تفتح العديد من الفرص للمدربين والطلاب وتمكنهم من رؤية تصاميمهم على أرض الواقع. واليوم تؤدي دوراً أساسياً في الهندسة المعمارية والبناء من خلال تغيير الطريقة التي يتم من خلالها تركيب المباني والهياكل الهندسية. كما أنها تفتح عالماً جديداً من الإمكانات حيث تتيح إنشاء واختبار المنتجات قبل اعتمادها للإنتاج بكميات كبيرة.

ما معدل النمو السنوي التراكمي لقطاع التصميم في الإمارات والمنطقة؟

كما هو موضح في الدراسة التي أجراها المجلس بالتعاون مع حي دبي للتصميم (d3) تحت عنوان "آفاق تعليم التصميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، فإن قطاع التصميم سينمو بمعدل 6 % على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بمعدل النمو العالمي للقطاع. ويشهد القطاع في المنطقة ازدهاراً فاق وتيرة النمو العالمي بما يقارب الضعف، حيث بلغ معدل النمو السنوي التراكمي 7.4 % في السنوات الماضية. وسوف يعمل مجلس دبي للتصميم والأزياء على دعم قطاع التصميم لتحقيق هذا النمو على نحو مستدام والحفاظ على التقدم الإيجابي.

كيف يؤثر انخفاض أسعار النفط على قطاع التصميم، وما هي أهمية هذا القطاع في حقبة اقتصاد ما بعد النفط؟

تصب حكومة دبي تركيزها على تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد فقط على النفط، وذلك من خلال إدخال قطاعات وصناعات جديدة، مما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي للإمارة ويدعم جهود تأسيس اقتصاد قائم على المعرفة. ونظراً إلى أن قطاع التصميم يعتمد بشكل رئيسي على المعرفة والمهارات، فسيشهد القطاع فرصة واعدة ليس فقط للتوسع والازدهار، بل وتحقيق النمو المستدام في بيئة اقتصادية أقل اعتماداً على النفط.

مسؤولون وخبراء في عضوية المجلس

تتولى الدكتورة أمينة الرستماني، رئاسة «مجلس دبي للتصميم والأزياء». ويضم المجلس في عضويته 13 شخصاً يمثلون مزيجاً من أصحاب المصلحة الرئيسيين بما في ذلك الهيئات الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والخبراء من القطاعات الخاصة وغير الربحية.

ويضم الأعضاء كلاً من: علي جابر، عميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية في دبي؛ وأشوك سولاني، الرئيس السابق والعضو الفخري الحالي وعضو إدارة اللجنة في مدينة دبي للمنسوجات؛ وعزة فهمي، رئيس مجلس إدارة ورئيس مصممي شركة عزة فهمي لتصميم المجوهرات؛ وفريدة العوضي، رئيسة المجموعة المهنية للتصميم الداخلي والمدير التنفيذي لشركة سنمار للتصميم؛ وغسان حرفوش، الرئيس التنفيذي للمجموعة في شبكة تواصل الشرق الأوسط؛ وخالد الطاير، الرئيس التنفيذي للبيع بالتجزئة في مجموعة الطاير؛ محمد الشاعل، المدير التنفيذي لقطاع التطوير والاستراتيجية في دائرة التنمية الاقتصادية؛ ونيشا جاجتياني، المدير التنفيذي لمجموعة لاندمارك؛ وباتريك شلهوب، الرئيس التنفيذي لمجموعة شلهوب؛ وبيتر فان ويك مدير أول تطوير لدى إعمار للضيافة، ورجا طراد، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات ليو بورنيت وبوبليسيس للشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ وشيرين الخطيب، نائب رئيس أول – لتطوير الهوية المؤسسية والمشاريع الخاصة لدى ماجد الفطيم للمشاريع.

وجهة إقليمية وعالمية

تأسّس "مجلس دبي للتصميم والأزياء"، التابع لسلطة دبي للمجمّعات الإبداعية، بناءً على المرسوم التنفيذي رقم 23 الصادر عن حكومة دبي في عام 2013 بهدف دعم مبادرات التصميم في دبي وترسيخ مكانة الإمارة كمركز عالمي محوري في مجال التصميم. وتمّ تشكيل مجلس إدارة "مجلس دبي للتصميم والأزياء" في عام 2014، بهدف الارتقاء بمكانة دبي كوجهة إقليمية وعالمية للتصميم والأزياء، تستقطب وتطوّر المواهب المحلية والإقليمية وترسي أسس صناعة تصميم مستدامة تدعم قطاعي التجارة والسياحة.

وتتمثل أهداف مجلس دبي للتصميم والأزياء في تطوير ورعاية المواهب المحلية في مجال التصميم والأزياء، وضمان مساهمة قطاع التصميم والأزياء في تحقيق التنمية المستدامة في الإمارة وتعزيز مكانة دبي كوجهة إقليمية وعالمية للتصميم والأزياء.

أهداف ومبادرات وجوائز

مع إنجازات السنوات الماضية يتزايد الاهتمام الإقليمي والدولي لإمارة دبي كوجهة عالمية للتصميم، حيث شهد قطاع التصميم الكثير من التطورات بدءاً من تأسيس حيّ دبي للتصميم (d3)، إلى إطلاق منصات مثل أسبوع دبي للتصميم، وفاشن فورورد، ومعرض أيام التصميم دبي، ومعرض داون تاون ديزاين. وافتتاح مراكز مختصة بالفنون مثل مؤسسة تشكيل ومؤسسة السركال الثقافية وغيرها.

ويعد الإعلان عن تأسيس جامعة دبي للتصميم والابتكار أحد أهم الإنجازات، إضافة إلى برامج التدريب العملي والإرشاد التي أطلقها المجلس، وعدد من المبادرات الرئيسية تشمل جائزة الأزياء من فوغ أرابيا ومجلس دبي للتصميم والأزياء، وهي منحة سنوية للمواهب في الوطن العربي. إلى جانب سلسلة حوارات مجلس دبي للتصميم، والتي تضم ندوات وحلقات نقاش وورش عمل متاحة للجمهور.

Email