محمد الزرعوني مدير عام المنطقة الحرة بمطار دبي في حوار مع « البيان الاقتصادي»:

«التنوع» و«الابتكار» عماد استراتيجية «دافزا» التوسعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور محمد الزرعوني مدير عام المنطقة الحرة بمطار دبي أن استرتيجية دافزا ترتكز على عدة محاور رئيسية تتضمن دعم سياسات التنوع الاقتصادي من حيث تنمية قطاعات جديدة، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز تجربة المستثمرين الأجانب، والابتكار في البنية التحتية والخدمات.

وأضاف الزرعوني في حوار مع «البيان الاقتصادي» أن إنجاز مشروع توسعة المنطقة الحرة في القصيص الذي يضم 33 وحدة صناعية سيتم قبل بداية الربع الثالث من العام الجاري مشيرا إلى أن نسب الإنجاز الحالية وصلت إلى 35 % في حين إن نسبة المبيعات خلال يناير فقط وصلت إلى 19 %.

وأوضح أن «دافزا» تحتضن حاليا اكثر من 1,600 شركة تضم مجموعة من الشركات الدولية المدرَجة ضمن لائحة «فورتشن 500» وبلغت نسبة زيادة المساحات التشغيلية للشركات المتعددة الجنسيات 44 % في العام 2016.

ما أهم محاور خطة «دافزا» التوسعية؟ وكيف انعكست على زيادة مساهمة المنطقة الحرة في الاقتصاد المحلي؟

ترتكز خطة دافزا التوسعية على عدة محاور رئيسية وليس على الصعيد اللوجستي فقط، إنما أيضًا ترتكز على دعم سياسات التنوع الاقتصادي من حيث تنمية قطاعات جديدة، وأثرها المباشر في زيادة مساهمة دافزا في الناتج المحلي الإجمالي، وتجربة المستثمرين الأجانب، والابتكار في البنية التحتية والخدمات.

وتم خلال المنطقة الحرة إنجاز المرحلة الثانية من «دافزا سكوير» بنسبة 45 %، ومن المقرر أن يضم المبنى مقار الشركاء الاستراتيجيين لتقديم مجموعة من الخدمات الحكومية المتميزة تحت سقف واحد، بالإضافة إلى مساحات تأجيرية تبلغ 10 آلاف متر مربع، ومن المتوقع إنجازه في نهاية الربع الثاني من 2017.

توسعات

وماذا عن توسعات «دافزا» في منطقة القصيص؟

وفي 2017 من المخطط أن تنجز «دافزا» أول مشروع توسعة خارج حدود المنطقة الحرة في منطقة القصيص الصناعية حيث تم إنجازه بنسبة 35 % والمتوقع تسليمه في بداية الربع الثالث من العام الجاري. وتحتوي هذه التوسعة الجديدة الذي أطلق عليها «منطقة دافزا الصناعية» على 33 وحدة صناعية يمتاز بعضها بخاصية التبريد. وقد بلغت نسبة المبيعات المبكرة فيها 19 % خلال يناير الماضي.

وتتسم «منطقة دافزا الصناعية» بموقع استراتيجي على بعد 5 كم عن «دافزا» وعلى مقربة من «مطار دبي الدولي»، ما يجعل منها الوجهة المثالية لإدارة العمليات اللوجستية والتخزين والتوزيع للشركات الرائدة ضمن القطاعات الحيوية، لا سيّما الإلكترونيات والأدوية والأغذية والسلع الفاخرة. ويوفر المشروع النوعي، الممتد على مساحة إجمالية 16000 متر مربع، وحدات صناعية حديثة ومستودعات مجهزة بأحدث التقنيات الذكية والمبتكرة، توفر بمجملها فرصاً استثنائية للمستثمرين الإقليميين والدوليين الراغبين في التوسع ضمن الأسواق الواعدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.

ويحظى المستثمرون الإقليميون والدوليون ضمن «منطقة دافزا الصناعية» بمزايا النمو الديناميكي والحوافز الاستثمارية والخدمات الاستثنائية المقدمة في «دافزا». وتم تجهيز المنطقة الصناعية بأعلى معايير الأمن والسلامة للوحدات الصناعية وصيانتها.

كيف كان أداء المناطق الحرة في دبي بشكل عام خلال العام الماضي؟ وما هي توقعاتكم للأداء في 2017؟

تعد المناطق الحرة من أهم الحلول الاقتصادية المتكاملة القادرة على تكييف المناخ الاقتصادي العالمي بتقلباته المختلفة عبر صنع الفرص لمختلف التحديات، وهذا ما أثبته نموذج المناطق الحرة في دبي المتميز عن غيره عالميًا سواء من حيث دعم الحكومة أو تكيف نظم وسياسات الحوكمة الخاصة بالمناطق الحرة وأيضًا العوامل الجيوسياسية والاجتماعية التي تتميز بها دولة الإمارات ودبي عن غيرها.

كان أداء المناطق الحرة في دبي خلال 2016 على أعلى مستويات التنافس وتفوق على تقلبات المناخ الاقتصادي العالمي الذي شهد هبوطا لأسعار النفط وتحديات مختلفة لبعض الأسواق العالمية. حيث بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي في دبي 403 مليارات درهم، وشكّل الاستثمار الأجنبي المباشر ما نسبته 67.2 % من مجمل رصيد الاستثمار الأجنبي.

وتستحوذ المناطق الحرة في دبي على 50 % من صادرات الإمارة وتشكل نحو 30 % من الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي يشير إلى مدى قدرة ونجاح المناطق الحرة في الإمارة على استقطاب الاستثمارات من مختلف أنحاء العالم.

وبالنسبة لـ«دافزا» فقد عملت خلال العام الماضي على وضع خطط نوعية مختلفة لتعزيز تجربة المستثمرين الأجانب في دبي والمنطقة الحرة بشكل خاص من كافة القطاعات الحيوية، سواء على الصعيد الخدمي أو التنموي ودراسة مشاريع توسعة ضخمة سترى النور قريبًا.

وزادت نسبة التوسع في المساحات المكتبية بـ 6 % خلال العام 2016 وبلغت نسبة الأشغال 84 %. كما قامت دافزا مؤخراً بتحديث الخطة الاستراتيجية لعام 2017-2021 والتي سيتم الكشف عنها قريبًا، وفي ظل النمو الاقتصادي الذي تشهده الإمارة من المتوقع أن تواكب دافزا هذا النمو من خلال تحقيق نتائج جيدة وخلال الأعوام المقبلة خاصة أننا أمام استحقاقات عالمية مثل معرض إكسبو 2020.

أسواق

ما الأسواق التي ستركّزون عليها الفترة المقبلة؟ وما مدى أهمية العلاقة مع مجتمع الأعمال الصيني بالنسبة لكم؟

تعتبر الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والهند والصين واليابان وسنغافورة، وكوريا الجنوبية من أبرز الأسواق التي سنركز عليها خلال المرحلة المقبلة بالإضافة إلى عدد من الدول الأخرى.

وعقدنا شراكات استراتيجية استثنائية خلال العام 2016 لدعم مجتمع الأعمال الصيني منها شراكتنا مع «منطقة التجارة الحرة في نانشا»، التابعة لـ «منطقة التجارة الحرة في قوانغدونغ» (GDFTZ)، لتوسيع نطاق التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات ذات المنفعة المتبادلة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية والتعاون المشترك في مجال تكنولوجيا المعلومات والتجارة الإلكترونية والشحن والخدمات اللوجستية وغيرها.

حظيت الاتفاقية الجديدة بأهمية استراتيجية باعتبارها دفعة قوية للجهود الرامية إلى دعم «الحزام والطريق»، المبادرة الاستراتيجية التي أطلقتها الحكومة الصينية في سبيل تقوية أطر التعاون الاقتصادي بين الصين والدول الواقعة على «طريق الحرير»، والتي نجحت إلى الآن في تعزيز قيمة التعاون الثنائي في مجال القدرة على الإنتاج لتتجاوز 100 مليار دولار أميركي.

ما إجمالي عدد الشركات في المنطقة الحرة حالياً؟ وأبرز القطاعات؟

توفر «دافزا» حالياً بيئة حاضنة مثالية لما يزيد على 1,600 شركة. وتضم لائحتها المميّزة من المتعاملين البارزين مجموعة من الشركات الدولية المدرَجة ضمن لائحة «فورتشن 500» وعدد من أبرز الأسماء المعروفة في عالم الأعمال. وبلغت نسبة زيادة المساحات التشغيلية للشركات المتعددة الجنسيات 44 % في العام 2016 نظرا لوجود البيئة المحفزة لنمو أعمالها في المنطقة وتجربتهم في دافزا.

استثمارات

ما ملامح استراتيجية «دافزا» في استقطاب الاستثمارات الأجنبية؟ وما أهم النجاحات التي حققتها على هذا الصعيد؟

ملامح استراتيجية دافزا لزيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة قائمة على خطة لتطوير آليات جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى إمارة دبي ودولة الإمارات لاتخاذها مقراً إقليميًا لها، وتتمثل تلك الآليات في تطوير منظومة من السياسات والخدمات التي تمكن المستثمر الأجنبي من تحقيق مساعيه الاستراتيجية وتحسين تجربته الاستثمارية.

وتم تصميم منتجات دافزا بشكل يلبي أهداف المستثمر الأجنبي، وفقًا لمعايير خاصة للاستثمار في المنطقة الحرة، حيث تركز دافزا على الجودة والملاءة المالية وخطة أعمال المستثمر فيها وغيرها من المعايير الاحترازية لضمان تدفق الاستثمار وإدارته نحو الاستدامة الاستثمارية الأجنبية المباشرة. أما بالنسبة للنطاق الصناعي فإن الوحدات الصناعية الخفيفة في دافزا صممت لأنشطة محدودة مرتبطة بمعايير الأمن والسلامة كونها على مقربة من مطار دبي الدولي، أما الوحدات الصناعية في منطقة دافزا الصناعية فإن لها أفقًا أوسع من حيث النشاط الصناعي والتجاري.

ما تقديركم لمساهمة «دافزا» المباشرة وغير المباشرة في اقتصاد دبي؟

ستساهم «الخطة الاستراتيجية 2021-2017» في دعم الناتج المحلي لإمارة دبي من خلال توظيف الآفاق الاستثمارية في خدمة المسيرة التنموية الطموحة، والمساهمة في بناء اقتصاد تنافسي قوي ومتنوع يحقق الازدهار في المستقبل، ويمهد الطريق نحو مرحلة جديدة قوامها اقتصاد المعرفة القادر على تسريع وتيرة التحوّل نحو مرحلة «الإمارات ما بعد النفط».

وتقديرنا إيجابي جدًا، فقد مضى على دافزا عقدين من النجاح والتميز والعطاء سواء كان على الصعيد الاقتصادي المباشر أو المعرفي ونحن نتطلع إلى عقود قادمة بتفاؤل عالٍ لاسيما بأن دافزا أثبتت خلال المراحل السابقة قدرتها على تخطي التحديات الاقتصادية العالمية ليس فقط من حيث كمية الشركات المسجلة إنما إلى تنمية مساهمة المستثمرين الحاليين في المنطقة الحرة، فنحن لا ننظر إلى الكم بشكل رئيسي إنما ننظر إلى عوامل النمو وجودة الشركات التي تحتضنها المنطقة الحرة.

4 مبادرات في الاقتصاد الإسلامي

تقوم دافزا حاليًا بدراسة أطر استراتيجية المنطقة الحرة القادمة في الاقتصاد الإسلامي وآلية تفعيل دورها في زيادة مساهمتها الاقتصادية لقطاعاته المنوعة وخاصة صناعات الحلال. حيث تعمل المنطقة الحرة بشكل مكثف مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي في تحديد المبادرات الاستراتيجية التي ستتبناها دافزا وسيتم الإعلان عن تدشين أولى تلك المبادرات في قطاع الحلال بالربع الثاني من العام الجاري. كما قامت دافزا بتبني 4 مبادرات، إحداها تعنى بالصناعات الحلال و3 مبادرات بالشراكة مع المركز العالمي للاقتصاد الإسلامي.

كما تستضيف دافزا «المنصة العالمية الابتكارية لمنتجات الاقتصاد الإسلامي» التي تشكل دفعة قوية لمسيرة الريادة في تطوير المنتجات المبتكرة والأفكار الإبداعية الداعمة للمنظومة الاقتصادية الإسلامية في العالم.وقامت «دافزا» بعقد شراكة استراتيجية مع «مؤسسة تنمية صناعات الحلال»، التي تعمل تحت مظلة وزارة الصناعة والتجارة الدولية الماليزية، من أجل تعزيز فرص الأعمال والاستثمار ضمن قطاع الصناعات الحلال.

وقامت «دافزا» بعقد شراكة استراتيجية مع «مؤسسة تنمية صناعات الحلال»، التي تعمل تحت مظلة وزارة الصناعة والتجارة الدولية الماليزية، من أجل تعزيز فرص الأعمال والاستثمار ضمن قطاع الصناعات الحلال.

مناطق حرة عالمية تستفيد من تجربة دبي

قال الدكتور محمد الزرعوني، المدير العام للمنطقة الحرة بمطار دبي إن هناك العديد من الدول التي تحاول الاستفادة من تجربة دبي بشكل عام و«دافزا» بشكل خاص في إدارة المناطق الحرة من خلال إرسال وفود بشكل مستمر للاطلاع على احدث الأساليب التي تتبناها «دافزا» في إدارة المنطقة وعلى الخدمات التي تقدمها للمستثمرين وطريقتها في استقطاب الاستثمارات من مختلف أنحاء العالم.

وقال الزرعوني إن هناك الكثير من المناطة الحرة في مطار دبي على استعداد لإدارة مناطق حرة في الخارج في حال توفرت الشروط والظروف المناسبة التي تضمن تطبيق أفضل الممارسات وأعلى المقاييس في خدمة العملاء والمستثمرين مشيراً إلى أن هناك مناطق حرة في اكثر من دولة فاوضت «دافزا» خلال السنوات الماضية لكن لم تكن هذه المناطق توفر الشروط التي تتناسب مع مستوى «دافزا» من حيث التسهيلات والخدمات التي تقدمها للمستثمرين.

وأضاف إن المنطقة الحرة في مطار دبي تؤمن بأن الالتزام الأساس للمناطق الحرّة يتمثّل في تحقيق الرخاء للشركات والكوادر البشرية العاملة فيها والامتثال لقيم التنافسية والابتكار والنزاهة والانفتاح في الأسواق؛ هذه القيم الجوهرية التي تشكّل العامل الأهم للوصول إلى أعلى معايير النجاح والازدهار الاقتصادي وخلق فرص العمل.

دور الجهات الحكومية في تذليل التحديات

قال محمد الزرعوني، مدير عام المنطقة الحرة بمطار دبي إن دعم القيادة الرشيدة وتكامل دور الجهات الحكومية مع المناطق الحرة في تذليل التحديات واتباع إجراءات وسياسات نهجها الابتكار، السعادة والتميز، الأمر الذي يجعل نموذج المناطق الحرة في دبي متميز ومتكيف مع تحديات المشهد الاقتصادي محليًا ودوليًا. كما أن العلاقة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تمتلكها دولة الإمارات سهّلت عملية استقطاب الشركات والحركة التجارية بين الأسواق الإقليمية من دبي ودولة الإمارات إلى العالم.

وأضاف نشاهد اليوم وجود حاضنات ومسرعات للابتكار تساهم بشكل مباشر لتشجيع ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة من كل العالم للنمو والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تخلقها دبي، إضافة إلى الدعم الحكومي المباشر وتبنيها لسياسات وقوانين داعمة لهم.

Email