بفضل البيئة التشريعية والبنية التحتية المتطورة

«الإمارات» تتفوق عالمياً في انجاز الشحن الإلكتروني

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت طيران الامارات وخلال شهر اكتوبر الماضي في انجاز كافة شحناتها الصادرة من مطار دبي الدولي الكترونيا وبدون اوراق لتكون بذلك الاولى اقليميا والثانية عالميا في انجاز هذا المشروع.

وكان هذا الانجاز مثار اهتمام واشادة من قبل الاتحاد الدولي للنقل الجوي " اياتا" في اجتماع مع الاعلاميين عقد مؤخرا في جنيف خصوصا انها انجزت شحن اكثر من 30 الف شحنة الكترونية مع نهاية العام الماضي يتوقع ان ترتفع لتصل الى 77 الف شحنة مع نهاية العام الجاري.

وقال ديس فيرتانييه رئيس قسم الشحن في الـ«اياتا» ان طيران الامارات وشركة كاثي باسيفيك كانتا اول ناقلتين عالميتين تنجزان شحناتهما بدون اوراق في الوقت الذي يطمح فيه الاياتا الى انجاز هذا المشروع على المستوى العالمي في العام 2014 .

وأكد رام منن نائب رئيس اول دائرة الشحن في طيـــران الامـــارات ان الناقلة ومن ادراكها العميق للـــقيمة الإستراتيجية للشحن الإلكتــــروني وإنجــــاز المعاملات في بيئة إلكترونية ما يســــاهم في تحسين كفاءة العمليات وتطوير سلـــسلة الشحن تمكنت من تنفيذ هذه المبادرة بفضل البنية التشريعية والبنية التحتية المتطورة التي تطبقها طيران الامارات ومطار دبي ممثل في دناتا.

وقال منن ان الشحن الإلكتروني مشروع رائد للصناعة يشمل مشاركة ناقلات جوية وشركات تخليص شحن وشركات مناولة أرضية وشركات شحن بحري وسلطات جمركية ويهدف إلى الاستغناء عن المعاملات الورقية والاستعاضة عنها بنقل البيانات عبر الوسائط والرسائل الإلكترونية مما يسرع العمليات ويقلل التكاليف.

واضاف منن ان طيران الإمارات داعم كبير للشحن الإلكتروني وهي من رواد الصناعة من حيث عدد الشحنات التي تتم بمعاملات إلكترونية. لقد استفدنا من ذلك بصورة كبيرة لذلك نحن نشجع جميع أطراف عملية الشحن على تبني هذه الوسيلة. فالشحن الإلكتروني يشكل مستقبل الصناعة فهو يحقق الدقة العالية ويحد من الأخطاء.

وزاد عدد الشحنات التي نقلتها "الإمارات للشحن الجوي" بمعاملات إلكترونية عن 30 ألف شحنة خلال عام 2010 وهو عدد يفوق الشحنات التي نقلتها أيـــة خــطوط جوية أخرى.

وترى الـ«اياتا» أن مشروع الشحن الالكتروني سيحقق لصناعة الطيران على مستوى العالم وفورات تصل الى 4.9 مليارات دولار أميركي سنوياً. كما سيحقق الشحن الإلكتروني فوائد بيئية من خلال الاستغناء عن 7800 طن من الوثائق الورقية سنوياً أي ما يعادل حمولة 80 طائرة من طراز بوينج 747.

يضم أسطول طيران الإمارات 165 طائرة حديثة ذات جسم عريض منها 8 طائرات مخصصة للشحن تحمل شعار "الإمارات للشحن الجوي". ويعد أسطولها من بين الأحدث في الأجواء.

التخليص الالكتروني

من جهته اكد علي الجلاف المدير التنفيذي لقرية الشحن في دبي ان دبي ومن خلال دائرة الجمارك طبقت نظام التخليص الالكتروني منذ عامين وهي منذ ذلك الوقت تتمتع بجاهزية كاملة لتنفيذ مشروع الشحن الالكتروني بشرط جاهزية الاطراف الاخرى ممثلة بشركات الشحن والتخليص.

وقال الجلاف ان طيران الامارات ودناتا كانا اول جهتين في مطار دبي الدولي يطبقان مشروع الشحن الالكتروني حيث يمكن للعملاء انجاز كافة معاملاتهم عبر الانترنت ودون الحاجة الى التواجد في قرية الشحن الا عند استلام الشحنة فقط وهذا يوفر لها الكثير من الوقت والجهد اضافة الى تقليل النفقات وبدون أي وثائق ورقية .

وأشار الجلاف الى ان دبي تتمتع ببنية تشريعية وتحتية متطورة مكنتها من انجاز هذا المشروع الكبير خصوصا ان جمارك دبي كانت قد اطلقــت نظام مرسال 2 منذ فترة طويلة والذي يشمل العديد مــن المزايا للعملاء .

وتوقع الجلاف ان تبادر مطارات اقليمية وعالمية الى تطبيق هذا المشروع التي كانت احد محاوره منذ البداية بالتعاون مع الـ«اياتا» مشيرا الى ان مثل هذه المبادرة تتطلب ضخ المزيد من الاستثمارات التقنية والبنية التشريعية والتنظيمية التي تسهل على الشركات والمؤسسات تطبيقه.

مرسال 2 في جمارك دبي

وكانت دائرة جمارك دبي قد بدأت في تطبيق النسخة الثانية من نظام مرسال 2 خلال العام الماضي وهو المشروع الذي يتيح لمراجعي الدائرة من الشركات والافراد إتمام معاملاتهم التقليدية إلكترونياً بنسبة 100% دون الحاجة إلى زيارة الدائرة وضمن مدة زمنية لا تتعدى 5 دقائق.

ويوفر النظام الإلكتروني الجديد مرسال 2 منصة للإفصاح عن البيانات الجمركية المطلوبة كما يمكن العملاء من سداد قيمة جميع المعاملات من خلال بوابة الدفع الإلكتروني المتوافرة على الموقع وهو يتيح للشركات تقديم التصاريح للجمارك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع كما يوفر رداً الكترونياً من الدائرة خلال دقائق ما يسهم في رفع مستوى أمن سلاسل التوريد في منظومة التجارة في الوقت الذي تتوفر فيه الانظمة التشريعية اللازمة بالتعاون مع الجهات المختصة في الدولة .

ومن خلال هذا المشروع يمكن للعملاء من الشركات والمؤسسات الاستفسار عن البيانات الجمركية المعتمدة وتخليص بيان جمركي للتصدير والاستيراد من المستودعات الجمركية وتعديل البيانات وطلب فتح حساب جمركي واصدار الرخص فضلا عن تسجيل وكلاء الشحن الجوي والمطالبة برد التأمينات وغيرها.

وتتم أغلب المعاملات الجمركية في الدائرة عبر شركات التخليص الجمركي ومن هنا ركزت الدائرة جهودها لتحويل هذا القطاع إلى نظام التخليص الجمركي الالكتروني بنسبة 100% من خلال التوعية بفوائد النظام وإعداد البرامج التدريبية على استخدامه . ومنذ اطلاقه يشهد استخدام النظام نموا كبيرا مع زيادة الطلب عليه من مختلف الشركات والمؤسسات وتصل نسبة استخدام بعض الخدمات الإلكترونية الجمركية الرئيسية الى 80% خصوصا ان كافة المعاملات تتم الكترونيا بما فيها دفع الرسوم المالية المستحقة عليها من دون الحاجة الى زيارة الدائرة. وخلال العام 2009 تمكنت جمارك دبي من تخليص 2.5 مليون بيان شحن جوي الكترونيا.

ارامكس وفيديكس

تبنت شركات عالمية نظام مرسال لعل ابرزها شركة ارامكس التي بادرت الى تطبيقه في مختلف عملياتها. ويؤكد حسين هاشم الرئيس التنفيذي لشركة أرامكس في الشرق الأوسط وأفريقيا ان نظام الشحن الإلكتروني الجديد الذي بادرت إليه "جمارك دبي" و"طيران الإمارات" يقدم صورة كاملة وواضحة عن مستقبل قطاع الشحن الجوي في المنطقة . وستتمكن أرامكس أيضاً من خلال هذه المبادرة من تقليص انبعاثات الكربون الناجمة عن عملياتها وهو هدف في غاية الأهمية ودائم بالنسبة للشركة.

كما ان هذا النظام يعمل على تعزيز سرعة ومصداقية عمليات الشحن من خلال اختصار زمن التوصيل المطلوب إلى 24 ساعة وإدخال البيانات الإلكترونية ذات الصلة لمرة واحدة فقط في نقطة المنشأ. يضاف إلى ذلك، أن النظام يتيح متابعة حركة الشحنات بسهولة أكبر عبر التوثيق الإلكتروني وإمكانية التعقب عبر الإنترنت.

فيديكس تبادر

وبدورها بادرت فيديكس إكسبريس العالمية وهي اكبر شركة للنقل السريع في العالم للاشتراك في نظام تخليص البضائع وذلك تماشياً مع معايير مرسال 2 .

وهي كانت اول شركة شحن سريع تعتمد هذا النظام في خدمة الشحن بين الشركات والمؤسسات الحكومية مع جمارك دبي .

وتعتمد أنظــمة فيديكس على تقنية تبادل البيانات الإلكترونــية الأمــــر الذي يتيح لها نقل معلومات الشحن بيـــنها وبين جمارك دبي وبالتالي استلام إشعار التخليص الإلكتروني للشحنات بشكل مباشر من جمارك دبي. وفي السابق جرت العادة على تخليص الشحنات الواردة بشكل مسبق ضمن هذه الهيكلية.

تأخر المشروع

وتأخر مشروع الشحن الالكتروني عن التطبيق بسبب طبيعة القطاع الاكثر تعقيدا مقارنة مع التذكرة الالكترونية وتعدد الاطراف المشاركة حيث لا يقتصر الامر على شركة الطيران ذلك ان بوليصة الشحن الالكترونية يرتبط بها أكثر من طرف مثل الجمارك وشركات الطيران والمطارات وبالتالي فان وجود التقنية الملائمة لدى الجهات السابقة شرط رئيس لبدء تطبيق الشحن الالكتروني.

وبدأت الأياتا تعاونها مع 6 دول لبدء هذا المشروع وكانت من بينها دولة الامارات وهي أول دولة في المنطقة تطبق بوليصة الشحن الالكتروني إضافة إلى 6 دول أخرى وهي كندا وهونغ كونغ وسنغافورة والسويد والمملكة المتحدة وهولندا. قرية دبي للشحن

تم اطلاق قرية دبي للشحن في العام 1991 على مساحة 300 الف متر مربع وكانت طاقتها الاستيعابية في ذلك الوقت 150 الف طن سنويا وبتكلفة بلغت آنذاك نحو 275 مليون درهم. وجاء انشاء القرية للتعامل مع نسب النمو المرتفعة التي كان مطار دبي يحققها في اعداد المسافرين والشحن على السواء. لكن هذه المساحات في قرية دبي للشحن سرعان ما اصبحت صغيرة لاستيعاب ذلك النمو الهائل في حركة الشحن في دبي التي تعد مركزا عالميا لاعادة التصدير مما يعني ان ان معدل النمو يصل الى رقم مزدوج وبالتالي اصبحت الحاجة ملحة لتوسعة مقبلة في القرية.

وهكذا بدأت دائرة الطيران المدني آنداك عملية توسعة للقرية بقيمة 200 مليون دولار ضمن مشروع توسعة متعدد المراحل وبناء مبنى الميجا تيرمنال" وتم الانتهاء من هذه التوسعات في عام 2008 واصبحت الطاقة الاستيعابية للقرية تصل الى 2.7 مليون طن من الشحن سنويا مقابل 150 الف طن عند البدء في عام 1991 .

واشتملت عمليات التوسعة على نباء مرافق اضافية للشحن ومكاتب ادارية ومواقف للسيارات وغيرها من المرافق الخدمية الاخرى.

Email