رئيس مجموعة سلسلة الإمدادات واللوجستية:

دول العالم تحاكي تجربة دبي اللوجستية الناجحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد شاشي شكهار، رئيس مجموعة سلسلة الإمدادات واللوجستية في دبي، وتضم ‬185 شركة عاملة في قطاعات النقل والإمدادات، أن دبي تمتلك جميع العناصر والأدوات التي تؤهلها لكي تصبح مدينة الابتكار في العالم. إذ أن العديد من دول العالم باتت تتبنى تجربة دبي الناجحة لوجستيا، وأن المجموعة تخطط للتواجد في ‬60 دولة في العالم خلال السنوات الخمس المقبلة وقال في حديث خاص للبيان على أن المجموعة ستبدأ بالترويج لدبي على أنها قادرة في أن تصبح مدينة الابتكار في العالم من خلال دعوة القطاعين العام والخاص في الدولة إلى تبني أكبر للابتكار والتكنولوجيا. وفيما يلي نص الحوار:

نجاحات المجموعة

ما دور مجموعة سلسلة الإمدادات واللوجستية والشركات التي تعمل تحت مظلتها؟

أذكر قبل عشر سنوات عندما زرت غرفة تجارة وصناعة دبي وقلت للمسؤولين هناك بأننا بحاجة لهيئة تمثلنا كشركات إمدادات ولوجستية وقد حصلت على دعم كبير من الغرفة لهذه الفكرة، وليس ذلك فقط وإنما أيضاً تحدثنا عن ميكانيكية هذا التأسيس وبالفعل تأسست مجموعة سلسلة الإمدادات واللوجستية والتي تعمل تحت مظلة الغرفة.

ومنذ ذلك الوقت ونحن نحظى بدعم الغرفة الكامل لمجموعتنا ونود أن نشيد بشكل خاص بالدعم غير المحدود الذي تقدمه الغرفة لنا وعلى رأسها المهندس حمد مبارك بوعميم مدير عام الغرفة والذي يحرص على تذليل العقبات التي قد تواجهها المجموعة أو الشركات العاملة تحت مظلتها وهو بالتأكيد القناة التي تحمل أصواتنا ومقترحاتنا وأفكارنا للجهات الحكومية المسؤولة بالدولة وبالتالي الغرفة تعد جزءا مهما من النجاح الذي حققته المجموعة.

وبالتالي أي نجاحات نحققها في المجموعة فنحن ندين بتلك النجاحات لغرفة تجارة وصناعة دبي والتي تعمل مجموعة سلسلة التوريد واللوجستية تحت مظلتها وتتألف المجموعة من العديد من الشركات المتعددة الجنسيات يصل تعدادها إلى ‬185 شركة عاملة في سلاسل الإمدادات واللوجستية وهي أكبر المجموعات العاملة تحت مظلة الغرفة مثل شركة دي إتش آل وفيديكس ويو بي اس وسوني وشركة نستله وباناسونيك إضافة للشركات العائلية الأخرى مثل مجموعة كانو إلى جانب الشركات التابعة لحكومة دبي مثل موانئ دبي العالمية. وأود هنا أن أشيد بها بدعمها لنمو مجموعتنا عالميا. وأتوقع أن تتسع قاعدة الشركات العاملة تحت مظلة المجموعة هذا العام.

ومجموعة سلسلة الإمدادات واللوجستية هي نموذج صنع في دبي واليوم هذا النموذج الناجح يجرى تبنيه في العديد من دول العالم وبالتالي هناك فرصة كبيرة أمام مجموعة سلسة الإمدادات واللوجستية في دبي في أن تصبح سلسلة إمدادات عالمية وهيئة لوجستية للعديد من المهنيين في العالم يعملون من خلال مائدة مستديرة خاصة بهم في العديد من بلدان العالم تماما مثل مجموعة سلسلة الإمدادات واللوجستية والتي تربط دبي والإمارات بشكل عام بالعديد من دول العالم فيما تساهم أنشطة المجموعة بشكل كبير في رفع أرقام النشاط التجاري والاقتصادي في الدولة.

ما أهداف وما أهم التحديات التي تواجهها مجموعة سلسلة الإمدادات واللوجستية في دبي؟

الأنشطة الاقتصادية غير المؤكدة التي أحدثتها الأزمة المالية العالمية كان لها بعض التأثير السلبي على أداء المجموعة ولكن مجموعة سلسلة الإمدادات واللوجستية تمكنت من تجاوز الأزمة بشكل إيجابي والمؤتمر الاستراتيجي لسلسة الإمدادات واللوجستية والذي ينعقد سنويا في دبي قوبل بشكل جيد العام المنصرم، حيث شارك فيه أكثر من ‬250 ممثلا عن شركات الإمدادات واللوجستية من أكثر من ‬30 دولة من العالم وهذا العام سينعقد في شهر مايو المقبل ويتوقع أن يحضره أكثر من ‬450 مشاركا يمثلون قطاعات الإمدادات واللوجستية من ‬40 دولة في العالم. والابتكار سيكون من أبرز ما على أجندتنا التي سنثيرها في المؤتمر ونسعى لكسب التأييد لها.

كيف انعكست الأزمة المالية العالمية على قطاع الإمدادات واللوجستية في دبي؟

قامت دبي بتأسيس بنية تحتية من الدرجة الأولى بمواصفات عالمية وعندما تأسس بنية تحتية بتلك المواصفات لا يمكن لدولة أخرى أو مركز لوجستي آخر أن ينافس هذه البنية، ما تحتاجه دبي الآن هو أن تتبنى مزيد من الابتكار فلو نظرنا للأزمة المالية العالمية فقد انعكست تداعياتها على جميع اقتصاديات العالم وعلى مختلف قطاعات الأعمال في العالم والقطاع اللوجستي بشكل عام تأثر كغيره من القطاعات الأخرى.

ولكن أتوقع بحلول ‬2011 أن يستقر القطاع اللوجستي وأن يعاود هذا القطاع تحقيق النمو وفي واقع الأمر توقعاتي بأن النمو في القطاع اللوجستي سيبدأ خلال هذا العام ‬0112. ومن الصعب توقع نسبة معينة للنمو ولكن ما أؤكده هو أنه عندما يحدث النمو فلن يتوقف هذا النمو. ونحن حاليا نتعاون مع شركات بحثية من أجل تحديد الأرقام والإحصائيات وأعتقد أنه خلال عام من الآن سيكون بإمكاننا تقديم إحصائيات وأرقام عن أداء شركات النقل وإحصائيات النمو اللوجستية تعني نقل السلع من مكان لآخر وسلسة الإمدادات تعنى الاتصال علميا لربط الطلب في الأعمال التجارية بتوريد الطلب في تلك الأعمال. والأزمة المالية العالمية أثرت على التجارة ما بين الدول وبالتالي تأثر قطاع اللوجستية في العالم بشكل سلبي.

ودبي قامت ببناء بنية تحتية على المستوى العالمي حيث شيدت موانئ ومطارات بمقاييس عالمية وبنت الخبرة لإدارة البنية التحتية تلك بشكل محترف وتلك القدرات ستبقى وستدفع دبي نحو مستويات جديدة أعلى. الرابحون هم أولئك الذين يمتلكون بنية تحتية قائمة على الخبرات والابتكار وبما أن دبي نجحت في تشييد بنية تحتية بمواصفات عالمية فإن دبي تمتلك الفرصة للإخضاع الابتكار للحوكمة وتشجيع الابتكار في القطاع الخاص والدول الجارة والعالم.

مركز عالمي

ما أهمية دبي في العالم كمركز لوجستي؟

دبي بالتأكيد ينظر إليها باعتبار أنها مركز لوجستي عالمي مهم حيث شيدت الموانئ والمطارات بمواصفات عالمية وكذلك أسست المناطق الحرة وخلقت بيئة ملائمة جداً للأعمال التجارية وكما ذكرت مسبقا دبي بحاجة لأن تضيف بعد الابتكار لبنيتها التحتية ذات المواصفات العالمية وهذا من شأنه إذا ما تحقق بأن يضيف نمو متزايد للتجارة والاقتصاد.

هل تتوقعون أن تصبح دبي أكثر جذبا للمستثمرين خلال السنوات القليلة القادمة. وأين ترون وجهات الاستثمار الجديدة أمام المستثمرين؟

وأقول بأن دبي تمتلك بنية تحتية بمواصفات عالمية وما نحتاجه في دبي هو أن يركز القطاعين العام والخاص والمؤسسات الحكومية على الابتكار بصورة أكبر فلو ركزنا على الابتكار المنهجي من خلال بناء التكنولوجيا فسنرى المزيد من المستثمرين يتدفقون على دبي فالنمو سيكون مصدره الابتكار وهذا ما ينبغي عمله ونحن نقوم بذلك. يجب أن يتم التركيز بشكل أكبر على التكنولوجيا المبتكرة الاقتصاد في العالم في مختلف القطاعات بات يبحث عن طرق جديدة لممارسة الأعمال وعن منتجات وخدمات جديدة يمكن تنقيحها وتحسين نسختها بشكل يساعد على نمو الأعمال التجارية وبالتالي الابتكار هو مفتاح جدول الأعمال.

ودبي أمامها الفرصة لتصبح مدينة ابتكار في الحوكمة وفي خدمة تجارتها واقتصادها وشعبها لذلك أوصى دبي بمتابعة تواصلها في حقل الابتكار في كل أنشطة الأعمال وهذا من شأنه أن يشجع المستثمرين للتدفق على دبي مجدداً.

ويأخذ على شركات التكنولوجيا الهندية بأنها لا تزال تدخل أسواق دبي من خلال شركات غربية وليس بشكل مباشر. كيف يمكن تحفيز الشركات الهندية على الدخول لأسواق دبي والدولة بشكل عام مباشرة؟

وإذا ما أرادت الشركات الهندية العاملة في القطاع التكنولوجي التوسع عالميا فعليها أن يكون لها مركز عالمي وقد تحدثت شخصيا مع العديد من شركات التكنولوجيا في الهند، وعندما تبحث تلك الشركات عن التوسع بأنشطتها في أسواق العالم، فهي تنظر إلى دبي كأحد المراكز للانطلاق بهذا التوسع وهو مؤشر إيجابي.

فرصة كبيرة

هل ترون ذلك مؤشراً على تعافي دبي من تداعيات الأزمة وبأنها لازالت وجهة جذب كبيرة للشركات الأجنبية من منظور لوجستي؟

من منظور لوجستي فإن دبي تعافت بالفعل من تداعيات الأزمة ولم نسمع هذا العام بتهاوي أي شركات بسبب الأزمة وهذا بحد ذاته مؤشر على التعافي من الأزمة. ولكن هناك حاجة لاتباع الابتكار المنهجي ونشر أكبر للتكنولوجيا وخلق بيئة محفزة لجذب أكبر عدد من شركات التكنولوجيا من العالم إلى دبي. أيضاً دبي عليها أن تخلق بيئة أكبر للمعرفة وهذا سيضيف للابتكار الذي تحدثت عنه مسبقا وهذا سيساعد على نمو الابتكار.

والفرصة الآن كبيرة أمام دبي فقد شيدت بنية تحتية عالمية وبالتالي حان الوقت لخلق بيئة معرفة وتكنولوجيا محترفة فدبي تمتلك جميع العناصر التي تمكنها من الابتكار، ودعيني أقول لنجعل دبي رمز للابتكار في العالم اليوم لنوجه رسالة للعالم بأن دبي مدينة ابتكار وهذا سيجذب من المزيد العمالة المحترفة التي تمتلك المعرفة إلى دبي وكذلك مزيد من الاستثمارات إلى دبي وإذا ما تحقق ذلك ستنمو دبي بصورة أسرع من نموها الكبير في عام ‬2008. إذا ما ركزنا على الابتكار وعلى طرق جديدة لبناء عائدات وقنوات لتحقيق العائدات فإن خلق الثروات تمثل بعدا كبيرا. عندما ولد الإنترنت لم يكن أحد يعتقد بأنه سيتحول إلى صناعة بحد ذاتها فإذا ما أصبحت دبي جزئا من ولادة صناعة جديدة كالابتكار فسيصبح الابتكار قناة لتوليد العوائد في دبي وهذا ما يمكن أن يفعله الابتكار.

والأزمات عندما تحدث في الدول تولد فرص لتصحيح ثقة الأفراد وأيضا تسيير الأعمال في الاتجاه الصحيح وإعادة الدول تنظيم اقتصاداتها لخلق تحسن في أداء تلك الاقتصادات مستقبلا. لقد راقبت دبي خلال العامين الماضين وما أراه هو أن طريق مواصلة النمو هو الطريق الوحيد المفتوح أمام دبي.

وفي نهاية المضاف الأزمات تحدث بشكل دورة تصل نقطة القاع وتعود للذروة مجدداً، ولكن ما جعل الأزمة المالية العالمية شديدة الوقع على العالم هو لكوننا رأينا مؤسسات مالية تنهار كبرى في الولايات المتحدة بفعل الأزمة.

نقل التجربة

هل دبي قادرة على نقل تجربتها اللوجستية الناجحة لدول ومناطق العالم الأخرى؟

دبي بإمكانها أن تساعد العديد من البلدان في العالم وهذا ما نفعله في مجموعة سلسلة الإمدادات واللوجستية فالنموذج الذي بنيناها في دبي صنع في دبي يتم تبنيه في الوقت الحاضر في العديد من بلدان العالم بما فيها الولايات المتحدة وإيرلندا وبريطانيا وجنوب إفريقيا والأرجنتين وسنغافورة. العديد من الممثلين الذي حضروا المنتدى الاستراتيجي الذي قمنا بتنظيمه العام الماضي بدأوا هم الآخرين في تأسيس مجموعات مشابهة لمجموعتنا في بلدانهم وهذا بالتالي سيعزز التجارة ما بين دبي وتلك الدول وكذلك تدفق المعرفة والتجارة والاقتصاد مع تلك الدول ونحن في مجموعة سلسلة الإمدادات واللوجستية أن يكون لنا تواجد في ‬60 دولة في العالم خلال السنوات الخمس المقبلة. وبالتالي العديد من الدول بدأت تنظر إلى تجربة دبي اللوجستية الناجحة لتبنيها.

Email