بنك ستاندرد: أفريقيا أرض واعدة بفرص الاستثمار

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت سولا ديفيد ـ بورها، الرئيس التنفيذي لمناطق أفريقيا في «بنك ستاندرد» الجنوب أفريقي، أن أفريقيا تمتلك مقومات وموارد راسخة وفرصاً واعدة للاستثمار تمكّنها من الصمود أمام عددٍ من التحديات الاقتصادية، في الوقت الذي يشهد الاقتصاد العالمي حالة من عدم الاستقرار على خلفية التوترات الجيوسياسية وتزايد المعوقات التجارية، والذي يعكس مسيرة التقدم التي قطعتها القارة السمراء في السنوات الأخيرة. كانت دبي استضافت خلال الأسبوع فعاليات الدورة الخامسة للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال.

اقتصادات متنوعة

وتاريخياً، تحقق النمو في المنطقة مدفوعاً بأسعار السلع الأساسية، ما يجعلها عرضة للتباطؤ الذي تشهده الأسواق الأخرى. ولكن هذه المرة، لا تُعتبر الدول الأفريقية الأسرع نمواً غنية بالسلع الأساسية فحسب، بل هي تلك البلدان التي لديها اقتصادات متنوعة وتطبّق سياسات سليمة.

ووفقاً لمؤشرات صندوق النقد الدولي، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي لدول جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا يتوقع أن يتسارع ليصل إلى نسبة 3.6% في عام 2020، قبل أن تبلغ 4.2% بحلول عام 2024. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يتوقع أن يزيد متوسط النمو على المدى المتوسط بأكثر من 5% لما يقرب من خمسي اقتصادات هذه المنطقة من القارة.

وأشار سولا ديفيد- بورها إلى أن التحديات التي تواجهها أفريقيا معروفة، لكن من الواضح بشكل متزايد أن التطورات في اقتصاد القارة تؤثر بشكل جاد. وفي هذا الصدد، سوف تساهم اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين دول القارة، والتي ستعزز التجارة البينية الأفريقية عند تنفيذها في العام المقبل، في زيادة معدل النمو الاقتصادي لهذه الدول، وستجنّبها ويلات الركود التي طالت الأسواق الأخرى. ولطالما اتسمت مواقف «بنك ستاندرد» بالثقة في إمكانيات القارة، وهو الأمر الذي تبلورت ثماره أخيراً.

استثمار في المستقبل

ففي النصف الأول من عام 2019، جاءت 34٪ من أرباح البنك من الأنشطة المصرفية في أعمال المناطق التابعة للمجموعة في إفريقيا. ونتوقع أن تستمر هذه النسبة في النمو لسنوات مقبلة، لا سيما مع مواصلة الحكومات والشركات الكبيرة استثمارها في المستقبل.

ونشهد استثمارات في البنية التحتية المادية للقارة، وفي قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم، وفي البنية التحتية الرقمية، بما في ذلك مراكز البيانات. وسيؤدي ذلك إلى تطبيق أكثر عُمقاً لنهج الشمول المالي وتمكين التجارة الإلكترونية، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الدخل والإنفاق الاستهلاكي.

وبالنسبة للمستثمرين الأجانب والمحليين، تحظى مسيرة النمو الأفريقية بقناعة لديهم كما كانت عليه دائماً. وهناك مجموعة كبيرة من الفرص في قطاع البنية التحتية، بمجالات النفط والغاز والزراعة والمعالجة الزراعية والطاقة والمعادن والسياحة والتكنولوجيا الرقمية، وغيرها من القطاعات الأخرى.

ربع سكان العالم

بحلول عام 2050، ستصبح أفريقيا موطناً لأكثر من ربع سكان العالم بقليل، وذلك وفقاً لتوقعات الأمم المتحدة. وعلاوة على ذلك، سيصبح أكثر من أربعة أشخاص لكل 10 أشخاص في القارة أقل من 20 عاماً. لذلك فمن الضروري تسريع وتيرة تطوير الموظفين، والتعليم، والمهارات، وخلق فرص العمل، وتطوير المشاريع لشريحة الشباب الآخذة بالتنامي.

Email