تقديرات متسرّعة بانخفاض تجارة التجزئة التقليدية

ميكيله إيوتسو: يجب التكيّف مع متطلبات الجيل الجديد من المستهلكين

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد قطاع التجزئة الكثير من التحفظ في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2018. وتتوقع بعض المقالات تباطؤ النمو في هذا القطاع، فهل هذا هو واقع الحال؟

يشير ميكيله إيوتسو، المدير العام لدى كريتيو في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى بروز تحديات تواجه قطاع التجزئة مثل زيادة العرض في مجال البيع بالتجزئة وأنماط الإنفاق الضعيفة الناجمة عن أسعار النفط المنخفضة بشكل متواصل؛ إلا أن القطاع شهد نمواً طفيفاً بنهاية العام؛ ويعزى ذلك، بشكل كبير، إلى الدعم المتزايد الموجه من قطاع التجارة الإلكترونية إلى قطاع التجزئة.

كانت «آي بي للاستشارات» توقعت أن يشهد سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات نمواً بنسبة 27,5% على أساس سنوي في العام 2018، بواقع 12,3 مليار دولار؛ ورغم أن هذه الإحصاءات تخص قطاع التجارة الإلكترونية، إلا أن الاستنتاجات بانخفاض حجم تجارة التجزئة التقليدية كانت متسرعة جداً.

ويضيف أيوتسو: إن ما نراه هو تأثير التغيير المتواصل في سلوكيات المستهلك خلال السنوات القليلة الماضية، والذي بلغ ذروته في عام 2018؛ حيث إن تحول المستهلكين إلى هواتفهم الذكية ليس فقط للتواصل والأخبار والترفيه بل للتسوق أيضاً. وهذا ما كنا نتصوره بالضبط عندما أطلقنا أعمالنا في الشرق الأوسط في العام 2012 ؛ مثلما توقع أيضاً بعض كبار تجار التجزئة؛ وقد تمكن هؤلاء التجار من توفير تجارب تسوق شيقة جداً عبر الإنترنت للمستهلكين؛ على أن يتبنوا هذا الاتجاه تدريجياً، حيث إن الغالبية العظمى من الأفراد كانوا مقتنعين بأن مراكز التسوق جزء لا يتجزأ من ثقافة البلد وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنها.

عدم التكيف

نمت عمليات الشراء عبر الإنترنت بسبب تحسن وسائل الراحة وتعزيز تجارب المستخدم وتسليم المنتجات إلى المنازل في فترة زمنية قصيرة. ومع ذلك، لم تتكيف متاجر التجزئة التقليدية بسرعة مع هذا التغيير في سلوك المستهلك. وعلى صعيد مراكز التسوق، ليس من الصواب أن نقول إن أعداد الزوار انخفضت عما كانت عليه في الماضي لكن هؤلاء الأفراد لم يعودوا يتسوقون كثيراً، فإن القدرة على تحمل تكاليف المنتجات ليست هي العائق هنا، بل تكمن المشكلة الرئيسة في تغير أهداف الزيارة إلى مراكز التسوق.

وكان التسوق، في وقت سابق، أحد الأسباب الرئيسة التي تشجع المستهلكين لزيارة مراكز التسوق. ولكن اليوم، ظهرت طرق أكثر ملاءمة للتسوق سواء من خلال المنزل أو المكتب؛ وبالتالي يتم الاستغناء عن الذهاب إلى مركز تجاري من أجل التسوق.

وفي المستقبل، سيكون متجر المول الناجح المتجر الذي يلهم الناس بتجارب فريدة. وقد يستلزم ذلك، على سبيل المثال، جلب اتجاهات تعكس أساليب الحياة لدى عملائهم أو عن طريق تبني التكنولوجيا المتكاملة مثل الواقع المعزز في مرايا المتاجر، ما يسمح للعملاء أن يجربوا الملابس فعليًا للعثور على أفضل اختيار.

ويشعر بعض تجار التجزئة بالقلق تجاه توفير هذه التجارب لأغراض الترفيه معللين بذلك أنه هذا لن يكون مربحاً. ومع ذلك، فمن المهم أن نرى الصورة الأكبر. يجب أن تكتمل مسألة نمو معدلات الطلب وتحقيق المبيعات بدمج التجارة الإلكترونية مع إستراتيجية متاجر التجزئة التقليدية التي لا تعمل عبر الإنترنت.

لذلك، يؤكد المدير العام لدى كريتيو في الشرق الأوسط وأفريقيا أن المتاجر التقليدية تبقى تحتل مكانة مهمة في قطاع التجارة وستستمر في الاحتفاظ بها شريطة التكيف مع الجيل الجديد من المستهلكين وتلبية متطلباتهم المتطورة.

Email