قصة نجاح

ستيف وزنياك.. بطل «أبل» الحقيقي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا يوم الثلاثاء يوماً مميزاً بالنسبة لي، إلا أن هذا الشعور تغير بعد أن قبلت دعوة شركة "إيماكس للإلكترونيات" لحضور العرض الأول لفيلم "جوبز" في دبي. فقد احتوى العمل على الكثير من الأخطاء الفنية والتاريخية، وشعرت بالملل بعد نصف ساعة، إلا أن نهاية الفيلم أجهزت على ما تبقى لدي من معنويات، عندما حاول المخرج وضع ستيف جوبز في إطار المخلص لا لشركة أبل بل ولكل الشباب العابث والمختلف عن المجتمع وطرائق تفكيره.

هذا ليس كل شيء، إذ استوقفتني منذ اللحظات الأولى شخصية ستيف وزنياك المشارك في تأسيس شركة ابل مع ستيف جوبز ومعهما رونالد واين في عام 1976. فلهذا الشاب السمين يرجع الفضل عملياً في تطوير أجهزة كمبيوتر أبل 1 و2، ولم يكن دور جوبز سوى في الاستفادة من مواهب صديقه والبحث عن الفرصة في تحويلها إلى نقود، بالإضافة إلى إصراره على تقديم شيء مختلف عما يوجد في السوق.

بحثت عن ستيف وزنياك على فيسبوك وتويتر، فوجدت أنه أجرى حواراً متلفزاً مع قناة بلومبيرغ التلفزيونية عن الفيلم عبر خلاله عن خيبته الكبيرة من الفيلم الذي صوره كأبله، منتفخ المعدة، وهو ما دفعه للقول بأن: أداء الممثلين جيد، لكن الممثل أشتون كوتشر الذي يقوم بدور البطولة، ينقل صورة خاطئة عن ستيف جوبز، في النهاية الفيلم ممتع لكن لا أنصح بمشاهدته".

ويضيف وزنياك: لقد حاول المخرج ان يفهم العالم بأن تجربة ستيف جوبز مع كمبيوتر ماكنتوش كانت ناجحة وعبقرية وانها حققت عوائد للشركة، إلا ان الحقيقة هي غير ذلك، فقد استنزفنا الماكنتوش على مدار 3 سنوات وتسبب في تدهور اسهمنا في السوق، والحقيقة ان أبل 2 كان مصدر الربح الأول لنا".

وتحدث المؤسس الشريك لأبل ستيف وزنياك عن عدة أمور، منها ما يتعلق بالاختراعات: لم يعجبني أن أرى كثيراً من الناس ممن أعرفهم لا ينالون الاحترام الذي يستحقونه.

وقال وزنياك في المقابلة المسجلة بأن الفيلم احتوى على الكثير من الأخطاء. كما أن شخصية ستيف جوبز تم تمجيدها بشكل غير دقيق في الفيلم، دون تقدير من أثّروا عليه في صغره ودون نسب بعض الأشياء لأشخاصٍ آخرين شاركوا في الشركة في سنواتها السابقة.

وقال وزنياك إن تمثيل آشتون كتشر -الذي لعب دور جوبز- أعجبه بشكل عامٍ، لكنه يعتقد بأنه صوّر جوبز من ناحية براقة واحدة. يقول ستيف بأن كتشر لم يتمكن من إظهار حقيقة أنه كانت هناك الكثير من التأثيرات على جوبز في كيفية إدارة الأمور وتنفيذها وصناعة المنتجات التي حظيت بأهمية آنذاك.

ويذكر أن وزنياك تمت دعوته من أجل التشاور حول الفيلم، لكنه رفض الدعوة بعد قراءته لنص الفيلم، قائلًا بأنه أبغضه وزوجته.

وحين تم سؤاله عن السبب في عدم تصحيحه للأخطاء التي رآها، قال وزنياك: لدي حياة مشغولة جداً، وقد جاء الأمر في وقت مشغول جداً في حياتي.

الحالم والعالم

انتقد ستيف وزنياك في المقابلة المشهد الذي يظهر فيه أن ستيف كان يعظه حول قدرة الحواسيب، قائلا: ستيف جوبز لم يقم يوماً بابتكار حاسوب مهم، وكان في تلك الفترة يسجل الاخفاق تلو الآخر ولا شك في أنه كان نافذ البصيرة، لكن لم يكن في وسعه تطبيق تصوراته على أرض الواقع.

هجوم ودفاع

صرح ستيف وزنياك في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ بأن الهالة الضوئية التي جعلت منتجات ابل عالقة في أذهان الملايين من المستخدمين بدأت تختفي مع مرور الوقت، وفي الوقت نفسه، امتدح ستيف وزنياك بعض الشركات المنافسة، مثل غوغل وأمازون. ووفقاً له، فإن منتجات هذه الشركات هي منتجات جيدة جداً، ولكنها تحتاج إلى دعم من المستخدمين المخلصين الذين هم على استعداد لشراء المنتجات الجديدة.

لكنه قال: إن ابل لا تزال جيدة في وضع معايير جديدة رغم المنافسة من قبل سامسونغ، وهذا ما أفقدها جزءاً كبيراً من الهالة التي كانت تحيط بها منذ سنوات.

عبقري البرمجة

ستيف وزنياك عبقري في مجال البرمجة وهندسة الكمبيوتر، وكان شريك ستيف جوبز الوحيد عند تأسيس ابل والذي بنى بمفرده حاسوب ابل-1 سنة 1971. لذلك يمكنك تخيّل مقدار صدمة عشاق ابل عندما انتقد مكيلاً المديح لنظام Android للأوامر الصوتية.

وبعدما كشف ستيف أن هاتفه الأساسي هو جهاز ايفون، اعترف بحبه لموبايلات أندرويد من دون خجل، وبأنه يجد أداءها في معالجة الأوامر الصوتية أفضل من ايفون 4S وSiri - السكرتيرة الرقمية على جوالات ابل.

وقال: تعجز Siri عن الاتصال ب`(مخدّمات) ابل التي تحلل الأوامر الصوتية. مع ايفون 4 كنت اضغط على زرّ واحد للاتصال بزوجتي. الآن مع 4S لا يمكنني أن أفعل ذلك بزرّ واحد إلا إذا كانت Siri متصلة بالإنترنت. وهي تعجز عن الاتصال في العديد من الأوقات.

لم أسمع مرة جوال أندرويد يرد عليّ قائلاً: لا يمكنني الاتصال بالإنترنت. وكنت أسأل Siri عن أكبر البحيرات في أميركا وكنت أخرج بجواب واضح. أمّا الآن، فإن سألتها عن الأرقام الأوّلية أحصل على جواب عن ضلوع لحم ممتازة أو عقارات أولية".

بدايات «أبل»

في 1970 أصبح وزنياك صديقاً لستيف جوبز عندما توظفا الوظيفة الصيفية نفسها. ورد في سيرته الذاتية أن جوبز كانت لديه فكرة بيع الكمبيوتر كلوحة دارات مطبوعة. وزنياك كان في البداية مشككاً لتلك الفكرة لكنه فيما بعد اقتنع عندما قال له جوبز إنهما لو فشلا يستطيعان القول لأحفادهما إنهما كان لديهما شركتهما الخاصة وباعا بعض ممتلكاتهما.

حيث باع وزنياك حاسبته العلمية hp والفولكس فاغن الخاصة بجوبز مما مكنهما من جمع 1300 دولار أميركي وقاما بصناعة النموذج الأول في غرفة نوم جوبز وفيما بعد في مرآب جوبز. أما شقة وزنياك فكانت مليئة بالشاشات والأدوات الإلكترونية وزنياك قام بتطوير بعض ألعاب الحاسب.

Email