قصة نجاح

فرج مرافقة الملك الى مفاوضات السلام- وادي عربة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تدرجت كارولين فرج من طالبة في كلية الإعلام إلى مراسلة للأخبار السياسية إلى مدير تحرير لمكتب محطة "سي إن إن" الأميركية، في رحلة مليئة بالذكريات الملكية والاخبار الساخنة والخبرات التراكمية والعلاقات الدولية المرموقة.

كانت كارولين فرج أول فتاة أردنية تتخرج من كلية الصحافة والإعلام بجامعة اليرموك عام 1984 لتعمل في صحيفة الرأي الأردنية والجوردان تايمز متنقلة بين مختلف الأقسام من المنوعات والثقافة إلى الشؤون المحلية لتستقر في السياسية والتحقيقات.

وتعترف كارولين في حوار مع البيان، أنها واجهت صعوبات اجتماعية وأسرية حين قررت دخول كلية الصحافة حينها، فالعائلة تمتهن التجارة أكثر من الوظيفة العامة، لذا كان قرارها صدمة للوالد الذي أراد لها أن تدرس التجارة والأعمال أو أي شيء إلا الصحافة، إلا أن الاوان قد فات، فميولها الأدبية والكتابية نمت ونضجت منذ سنوات المدرسة الأولى، من خلال المشاركة في النشاطات التي تبني شخصية الطالب.

وتتذكر فرج تلك المرحلة قائلة: شجعني رئيس تحرير صحيفة الرأي السابق المرحوم محمود الكايد، الذي كان حكيما وعادلا ومثالاً للأب وهو من أقنع والدي بخياري حينها.

البدايات المهنية

قالت كارولين: إجادتي للغة الانجليزية ساهمت في ترشيحي لتغطية جميع مفاوضات السلام الثنائية العربية مع اسرائيل (1991 و1993) ومتابعة المفاوضات المتعددة الأطراف من خلال مرافقتي للوفد الأردني، وصولاً إلى معاهدة السلام. ونشرت في تلك الفترة العديد من المقالات التحليلية لشؤون الشرق الأوسط لدى العديد من الصحف والمجلات الإقليمية والعالمية من ضمنها صحيفة "الحياة"، والـ"ديفنس نيوز ويكلي"، إضافة إلى إعداد الأبحاث المتخصصة.

تقديم البرامج التلفزيونية

قدمت كارولين وأعدت في عام 1995 أول برنامج يبث على الهواء مباشرة كل صباح لمدة ساعتين باسم "يوم جديد" عبر التلفزيون الأردني، إلى جانب عملها في صحيفة الرأي، تناول قضايا اجتماعية ترصدها عين الكاميرا في الميدان ثم ليواجه بها المسؤولين. وكان البرنامج جارحاً في تلك الحقبة ومحرجا بمصداقيته للكثيرين. وبعد عام تركت كارولين البرنامج.

عام الحزن

يرتبط حب الأردن كوطن إلى حد كبير بحبها للملك الراحل الحسين بن طلال الذي رافقته كارولين في معظم محطات السياسة والمفاوضات، فتقول: كان الملك حسين رحمه الله، من الشخصيات العبقرية الفذة في عالم السياسة، وكذلك كان إنساناً فريداً بإنسانيته وقدرته على تفهم الآخرين وحرصه على متابعة تفاصيلهم اليومية. وهو ما جعله قريبا إلى قلوب الملايين، فهو لم يكن يشغل منصب الملك بقدر ما كان أباً لكل الأردنيين.

وتضيف: مازلت أذكر ذلك الموقف المضحك، من ضمن مواقف كثيرة دراماتيكية، الذي حدث عندما كنا نستمع إلى شخصية بارزة تتحدث بلغة غير الانجليزية بحضور الملك حسين، وهو ما أثار ملل الملك وملل الحضور، فكان ينظر إلي كأنه يتوسل بأن يوقف أحدهم الضيف عن الكلام سريعا".

إلا أن وفاة الملك الحسين بن طلال عام 1999 والتغيرات التي شهدتها البلاد على اثرها ولدت عند كارولين ردة فعل قوية دفعتها إلى الهروب من الحزن نحو الامام، والانتقال إلى المرحلة الثانية فقررت متابعة دراستها بعد 16 عاما من العمل الصحافي.

"سي إن إن" بالعربية

أنهت كارولين في لندن الماجستير في الإعلام الدولي من جامعة سيتي وتعاونت عبر التقارير التلفزيونية مع وكالة أسوشيتد برس وغيرها ثم طرح عليها المسؤولون في محطة سي ان ان فكرة إنشاء موقع الكتروني باللغة العربية للمحطة في إحدى الدول العربية.

ولكنها ترددت حينها في الموافقة نظرا لكبر التحدي والمسؤولية لاسم كبير في العالم الإعلامي، فالمشرع سيبدأ من الصفر في الإمارات ويجب أن ينطلق مطلع 2002 إلا أنها عادت لقبول الرهان، لتبني أول موقع للمحطة الأميركية ناطق باللغة العربية.

التفاعل مع القارئ

تقول فرج: نقوم بتخصيص مسؤولين لصفحات التواصل الاجتماعي حتى يتفاعلوا مع القارئ، للحد من الانحراف عن الخط العام من دون قيود، إذ لا بد أن نعلي من قيمة احترام الآخر على أن يتم التعامل مع رأيه ما لم يتدخل في حرية الآخر وخصوصياته، ونحن نؤسس مواقع إخبارية وصفحات رقمية اجتماعية تستوعب كل شيء مع احترام حقوق وحرية الآخر وعاداته ومعتقداته والآداب والمهنية.

ومن أكبر التحديات احترام الكلمة، ذلك لأن أدوات البحث الموجودة تلتقط هذه المعلومات التي ظهرت فيها فورا، في الوقت الذي يصعب فيه إزالتها منها، إن لم تكن مستحيلة إلا بواسطة تقنيات عالية جدا حديثة ومتطورة ومكلفة حتى لإزالتها.

وهذا يعني أنه كلما صار هناك تطور وتوسع في الإعلام الرقمي ستظل هناك تحديات تقنية كبيرة، تفرض علينا إما معالجتها تقنيا وإما ماديا، وحتى عندما نقول رقميا نحن لا نتحدث عن المواقع التي نراها فقط وإنما يمكن يكون الحديث عما يأتي على الهاتف أو «آي باد» أو «بلاك بيري»، إذ إن كل هذه الأشياء إنما هي رقمية.

وهذا يتطلب مهنية عالية جدا من قبل المحرر المكلف بأداء هذه المهمة، بحيث يخرج العنوان وكأنه خبر مكتمل العناصر ويحتوى على تفاصيل المحتوى بشكل سليم يوصل المعلومة الكافية التي تغطي القصة بالشكل المراد الخروج به لأكبر شريحة من عملائنا.

وهذا يعني أنك كمؤسسة في حاجة ماسة لمهنيين أكفاء وتقنيين وتكنولوجيا كما تحتاج لرصد أموال كافية بهدف مقابلة تكاليف التطوير هذه العناصر الثلاثة لإنتاج أي خبر أو أي أمر رقمي، أما فيما يتعلق بالتحديات المستقبلية، فإنها تتولد من جراء كيفية الاستعداد لاستيعاب التطور التكنولوجي السريع، ومن ثم التعاطي معه بشكل مهني في ظل الاطلاع المستمر على كل واردة وشاردة من قبل الشباب الذي أخذ هو الآخر يتماشى مع هذا التطور التكنولوجي والتعاطي مع منتجاته.

والمصداقية والشفافية في العمل تختلف مستوياتها ومعاييرها من مؤسسة إعلامية لأخرى، فمثلا عندنا في الـ«سي إن إن» عندما ننتج خبراً لا بد لنا أن يكون لدينا على الأقل مصدران موثوقان له حتى نخرج بخبر مكتمل بعناصر المصداقية والشفافية، إذ ليس مهماً عندنا السرعة فهي ليست أساس عملنا بقدر ما يهمنا تطبيق شعارنا المعني بـ«كن أول من يعلم ولكن من يعلم الحقيقة فقط!».

وقالت: في 19 من يناير 2012 أكملنا عشر سنوات في هذا الموقع، حيث بدأنا من أربع أو خمس قصص، والآن اصبح لدينا أخبار ومندوبون في شتى مواقع الأحداث المختلفة في العالم العربي، وأصبح عندنا فيديو بجانب المجموعات الصورية.

حيث أصبحنا نركز على الصور، ذلك أن الموقع أخذ يكبر شيئا فشيئا. ولكن أصبحت لدينا بالمقابل تحديات تقنية، بجانب الالتزام بالتواصل والمهنية والحيادية والبحث عن صحافي حيادي بعيدا عن الأهواء والميول الشخصية والسياسية في العالم العربي، واستطعنا إلى حد كبير مواجهتها.

تحديات الإعلام الرقمي

 أصبحت كارولين فرج رئيسة تحرير "سي إن إن" بالعربية، في الوقت الذي كان الإعلام الرقمي المعروف حاليا مجرد نوع من النظرية والترف، إلا أنها تبنت الفكرة وعملت على تحقيقها في أقل من عام.

قالت فرج: هناك تحديات تقنية كبيرة، ستظل تفرض علينا إما معالجتها تقنيا وإما ماديا، مع ضرورة الاستعانة بصحافيين أكفاء مهنيين، باستطاعتهم تلخيص القصص الإخبارية الطويلة في عبارة قصيرة جدا تحمل فحواها وعناصرها كاملة.

وأضافت: الإعلام الرقمي وسيلة توثيق ونشر على مستوى العالم سواء كان ذلك لجريدة أو لأي وسيلة إعلامية أخرى، وهذا يعني أنه لا بد من تقديم محتوى عالي الجودة أفضل بكثير مما كان عليه سابقا، حيث أصبح الإعلام الرقمي مساعدا رئيسيا في النشر والتوثيق.

Email