5 نصائح لتجنب الخسائر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء ومحللون في أسواق مال أن تراجعات الأسهم المحلية خصوصاً والعربية عموماً خلال تداولات أمس جاءت بسبب عمليات تسييل وضغوط بيع نفسية جراء المخاوف من التداعيات السلبية لانتشار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي.

وأضافوا لـ«البيان الاقتصادي»، إن الهبوط الذي تشهده الأسهم المحلية في الوقت الراهن مبالغ فيه وغير مبرر ولا سيما أنه يأتي بالتزامن مع موسم التوزيعات النقدية السنوية للشركات المدرجة والذي عادة ما يشهد زخماً ونشاطاً ملحوظاً للأسهم.

وتوقعوا أن ترتد الأسهم صعوداً مع هدوء الأوضاع العالمية، مشيرين إلى أن الأسواق المحلية توفر فرصاً واعدةً للاستثمار مع تداول أسعار غالبية الأسهم عند مستويات سعرية مغرية وجاذبة بعد بلوغها أدنى مستوياتها منذ سنوات.

وقدم الخبراء والمحللون 5 نصائح للمستثمرين خلال أوقات الهبوط، وعلى رأسها التريث وعدم التهور في اتخاذ القرارات الاستثمارية، وعدم الانسياق وراء الشائعات، واستقاء المعلومات من الجهات الرسمية، وتنويع الاستثمارات في قطاعات مختلفة، وعدم الاندفاع ببيع الأسهم عشوائياً.

فرص شراء

وقال محمد علي ياسين، الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات والعملاء في شركة «الظبي كابيتال»، إن استمرار المخاوف بشأن تأثير كورونا أثر سلباً في الأسواق العالمية وخاصة الأمريكية الأمر الذي أدى إلى اختلال في ميزان المحافظ الاستثمارية في الأسواق الناشئة بما فيها الإمارات، واتجاهها إلى البيع.

وأضاف إن أسواق الأسهم المحلية تعرضت لضغوط بيعية بجلسة أمس، التي شهدت عمليات تسييل أجنبية على الأسهم القيادية والنشطة في قطاعات البنوك والعقار والاتصالات ذات الأوزان النسبية الثقيلة في المؤشرات، موضحاً أن الأسواق المحلية تبقى أقل ضرراً من أسواق أخرى في المنطقة شهدت إيقاف التداول بسبب الهبوط الحاد.

ولفت ياسين، إلى أن البيع القوي في الأسواق يوفر للمستثمرين أصحاب السيولة فرص شراء على المديين متوسط وطويل الأجل وخاصة في الأسهم الثقيلة ذات التوزيعات الكبيرة، وخصوصاً أن الهبوط جاء نتيجة نفسية المتعاملين وليس أساسيات الشركات ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة تدريجية وليس اليوم إلى جانب عدم التأكد من تأثيرات الفيروس.

هبوط مبالغ

وقال المحلل المالي وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني بمعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار في الإمارات، إن الأسواق تعرضت لعمليات تسييل وضغوط وهو أمر طبيعي في ظل المخاوف من تأثير فيروس كورونا في الأوضاع الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى أن الأسواق المحلية مرت بالعديد من الحالات المماثلة بسبب التوترات الجيوسياسية ونجحت في استيعاب آثارها تدريجياً مع هدوء الأوضاع.

وأضاف الطه إن هبوط أمس كان مبالغاً فيه وغير مبرر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه على الرغم من سلبية أداء الأسهم أمس لكن لم تصل الأسواق إلى حد الهلع، وهو ما ظهر جلياً من خلال بقاء مستويات السيولة عند معدلاتها السابقة وعدم ارتفاعها بشكل ملحوظ عن المستويات الطبيعية.

بيع عشوائي

وأشار إلى أن تزايد الإعلان عن حالات مصابة بفيروس كورونا حول العالم تسبب في إرباك حسابات المستثمرين ودفعهم نحو البيع العشوائي، ولكن على الرغم من ذلك لم نشهد عمليات تخارج من قبل كبار المستثمرين من الأسهم المحلية مضيفاً: إذا باع كبار المستثمرين كنا سنشهد انهياراً في الأسواق.

وتوقع الطه ارتداد الأسواق في القريب العاجل مع زوال الضغوط، ونصح المستثمرين بعدم الانسياق وراء الشائعات، والانتباه إلى التصريحات الرسمية، وعدم الاندفاع وبيع الأسهم بشكل عشوائي، والتريث في القرارات الاستثمارية.

قلق وحذر

من جانبه، توقع رائد دياب، نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في «كامكو إنفست»، استمرار حالة الحذر في الأسواق العربية خلال الفترة القادمة مع انتشار فيروس كورونا.

وأضاف إن الأسواق الإماراتية لحقت بالخليجية واقتفت جميعاً أثر الخسائر الحادة التي طالت جميع الأسواق العالمية حيث سجلت بعضها أكبر خسائر أسبوعية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 وفقدت أكثر من 6 تريليونات دولار، إلى جانب هبوط أسعار النفط بشكل حاد إثر تراجع الطلب العالمي.

وتوقع دياب المزيد من الحذر وتراجع عمليات الشراء في الأسواق العربية لحين ظهور بوادر جيدة كاحتواء الفيروس والتوصل إلى لقاحات فعالة، الأمر الذي سيعيد إلى الأسواق الزخم المطلوب وخاصة مع وصول أسعار العديد من الأسهم إلى مستويات منخفضة ومغرية ما قد يحفز فعلياً على البدء ببناء مراكز جديدة.

أساسيات قوية

وقال رشدي سماقية، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «جينيرو كابيتال»، إن تأثر الأسواق المحلية جاء بعد تراجعات حادة للأسواق العالمية وأسواق المنطقة، بسبب المخاوف من تأثير كورونا في الاقتصاد العالمي وأسعار النفط.

وأضاف إنه ليس هناك ما يدعو إلى الهلع والبيع الهستيري، ولا سيما في ظل وجود أساسيات قوية للدولة، حيث تمتلك اقتصاداً قوياً ومتنوعاً، لا يُشكل النفط ركيزة رئيسة فيه، إلى جانب أن نتائج الشركات المدرجة خلال العام الماضي تعد قوية، فحققت أرباحاً بنسب جيدة.

وتوقع سماقية سيطرة حالة من الحذر على المتعاملين في أسواق المال في الدولة ترقباً لأية تطورات جديدة عن الفيروس، وحجم تأثيره المحتمل في لاقتصاد العالمي أو تأثير ذلك في أسواق الأسهم.

إرشادات

نصحت هيئة الأوراق المالية والسلع المتعاملين والمستثمرين عند اتخاذ قرار استثماري بالحرص على الاطلاع على الإفصاحات الدورية للقوائم المالية للشركات المدرجة وخصوصاً قائمة المركز المالي، وقائمة الدخل، وقائمة التدفقات النقدية، وقائمة التغير في حقوق المساهمين.

Email