«سوق دبي»: اختيار لندن ونيويورك مدروس ونخطط لتـكرار النجاح في الشرق الأقصى

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال عيسى كاظــم، رئــيس مجـــلـس إدارة ســـوق دبي المــالي، إن السـوق دأب على تنظـيم مؤتمرات للمستـــثمرين العالميين في كل من نيـــويورك ولندن منذ العام 2007 في خطوة سباقة بين الأسواق الــمالية الإقلـــيمية، لافتاً إلى أن تلك المؤتمـــرات تستهدف في الأساس إلقاء الضوء على الفرص الاستثمارية في الشركات المدرجة والتي تمثل قطاعات اقتـــصادية مــتعددة ومـــتنامية مـــدعومة بالأداء الاقتصادي المتميز في الإمارات ودبي بوجه خاص والبنية الأساسية والتنظيمية عالمية المستوى لسوق دبي المالي.

وأوضح كاظم، في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، أن اختيار المدينتين يأتي وفق إطار مدروس باعتبارهما المركزين الماليين الرئيسيين عالمياً وتضمان أكبر تركز للمؤسسات الاستثمارية التي لديها اهتمام بالاستثمار في الأسواق العالمية الناشئة ومن بينها سوق الإمارات، بالإضافة إلى أن هاتين المدينتين تستضيفان أكبر المؤتمرات العالمية المختصة بالأسواق الناشئة سنوياً ما يتيح فرصة استثمارية أوسع، مؤكداً أن تلك المؤتمرات حققت نجاحاً ملموساً في مضاعفة حصة الاستثمارات الأجنبية في السوق من 11% منذ العام 2012 إلى قرابة 20% حالياً، بالإضافة إلى أنها أثبتت المردود الكبير لجهود السوق المكثفة على مدى السنوات الماضية لمساندة الشركات المدرجة وتهيئتها للتعامل مع شرائح أكثر تنوعاً وطلباً من المؤسسات الاستثمارية العالمية يصل مجموع قيمة الأصول المدارة من قبلها إلى 4 تريليونات دولار.

وأشار كاظم إلى أن تنظيم جولات ترويجية في الأسواق الإقليمية وأســـواق الشرق الأقصى كان وما زال ضمن أهداف السوق الترويجــية ولكن تنفيذها يرتبط بعدة عوامل أبرزها التوقيت المناسب إلى جانب توافر الطلب على الأسواق المحلية في تلك المناطق تجاه الأسواق النــاشئة في منطقة الــشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مضيفاً إن السوق على تواصل مستمر مع البنوك الاستثمارية العالمية للتعريف بأهم المزايا والفرص الاستثــمارية المتاحة في أسواق المال في دبي وتمكين الشركات المدرجة من التفاعل مع كبار المستثمرين المؤسساتيين عالمياً لاستعراض قصص النجاح والإنجازات وآخر تطورات العمل في تلك الشركات، الأمر الذي يعزز في النهاية جهود جذب المستثمرين العالميين وتنويع قاعدة المستثمرين.

حضور قوي

وأضاف أن سوق دبي المالي يمتلك كل المقومات من بنية أساسية وتنظيمية عالمية المستوى وخدمات متطورة للشركات والمستثمرين، وقاعدة مستثمرين ضخمة ومتنوعة تتجاوز 844 ألف مستثمر، 40% منهم من المستثمرين الأجانب، كما ويمتلك السوق حضوراً مؤثراً للاستثمار المؤسسي والاستثمار الأجنبي على حد سواء، إذ يتجاوز عدد المؤسسات الاستثمارية المسجلة في السوق 11 ألف مؤسسة.

وقد وصلت نسبة ملكية المؤسسات الاستثمارية من إجــمالي القيمة السوقية إلى 83.6% فـــي نهاية النصف الأول من العام 2019، كما وصلت حصة المؤسسات من التداول إلى 52.3%. وفي الوقت ذاته يحافظ المستثمرون الأجانب على نشاطهم الكبير في السوق إذ استحوذوا على 50% من تداولاته خلال النصف الأول من العام 2019، كما وصلت ملكيتهم إلى 17.5% من إجمالي القيمة السوقية.

وتجدر الإشارة إلى أن المستثمرين الأجانب يحافظون على حضورهم القوي في سوق دبي المالي إذ بلغت حصتهم من التداول 50% خلال النصف الأول من العام الحالي في حين بلغت نسبة ملكيتهم 18% من القيمة السوقية وبمعدل نمو تراكمي سنوي يعادل 6% منذ العام 2010. وبلغ صافي قيمة مشتريات المستثمرين الأجانب منذ بداية العام الحالي 1.8 مليار درهم.

جهود مثمرة

وقال عيسى كاظم، إن سوق دبي المالي نجح في إحداث نقلة نوعية على صعيد تبنـــي الشركات المساهمة العامة المدرجة فيه لأفضل ممارسات علاقات المستثمرين، وذلك بفضل العديد من المبادرات التي قام السوق بتنفيذها منذ العام 2007، ومنها تنظيم ورش العمل، وإصدار الأدلة التعريفية، وتأهيل المواطنين للعمل في مجال علاقات المستثمرين.

وأشار كاظم، إلى أن السوق قاد التحول المهم الذي أسهــم في تحقيق النجاح الكبير في تطبيق علاقات المستثمرين بصورة استباقية، حتى قبل أن يصبح هذا الدور الوظيفي إلزامياً في الشــركات المدرجة، وذلك عبر البدء بنفسه منذ تحوله إلى شركة مساهمة عامة أواخر العــام 2006 وإدراج أسهمه في مارس من العام 2007، حيث كان استحداث قسم علاقات المستثمرين من أوائل الخطوات التي تم اتخــاذها فــي هذا الصدد، ومن ثم بدأنا في تنظيم مؤتمرات سوق دبي المالي للمستثمرين العالميين في لندن ونـــيويورك، وتمــثل تلك المؤتمرات أحد أهم أدوات علاقات المستثمرين في العام ذاته.

قنوات للتواصل

وبخلاف مؤتمرات المستثمرين العالمية، أتاح السوق للشركات المدرجة العــديد من القنوات الفعالة للتواصل مع المجتمع الاستثماري محلياً ومنها تسهيل تواصل الشركات المدرجة مع قاعدة مستثمريها من خلال حلول ذكية وتطبيقات مبتــكرة.

كما يتيح السوق لتلك الشركات إمكانية عقد ندوات تعريفية في سوق دبي المالي على مدى أسبوع كامل بهـــدف التواصل مع المستثمرين والوسطاء وغيرهم من المتعاملين في السوق.

Email