«لومبارد أودييه» متفائل من فرص «الاقتصاد الفضي» في الدولة

15 تريليون دولار الدخل السنوي للمتقاعدين عالمياً 2020

ميريت غوغلر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت ميريت غوغلر، المدير المشارك لمحفظة «العصر الذهبي» والأسهم السويسرية في بنك لومبارد أودييه السويسري الخاص أن القرار الذي اتخذته حكومة دولة الإمارات في سبتمبر الماضي والمفضي إلى اعتماد نظام تأشيرة طويلة الأمد للمتقاعدين، من شأنه أن يساعد الشركات في الدولة على الاستفادة من إمكانات «الاقتصاد الفضي» لدعم النمو والابتكار للشركات المحلية.

وإضافة تنويع مقبول من قبل سكانها الذين هم في الغالب من فئة الشباب.

وبحسب تقديرات «بلومبيرغ»، فإن إجمالي الدخل السنوي المتاح للمتقاعدين أو ما بات يُعرف بـ«الاقتصاد الفضي»، حول العالم يصل إلى ما يقارب 15 تريليون دولار بحلول عام 2020، ما يجعلهم ثالث أكبر اقتصاد في العالم.

وأشارت غوغلر في تصريحات خاصة لـ «البيان الاقتصادي» إلى أن الفرص الاقتصادية التي يمكن أن تخلقها شريحة الذين تتراوح أعمارهم من 54 إلى 72 عاماً، في الدولة عديدة خصوصاً أن الكثير منهم بوضع مالي جيد، وهم أكثر مرونة في الأزمات، بشكل يمنح الشركات الاستقرار، وفي الوقت نفسه يميلون إلى الاستفادة بشكل متناسب مع ازدهار الأسواق.

وأضافت: «حظي موضوع «الاقتصاد الفضي» بأهمية في المنطقة مؤخراً، حيث تقدم الإمارات ما يسمى بتأشيرة التقاعد للمتقاعدين المتمتعين بأساس مالي صلب، فالمتقاعدون هم مجموعة مستهلكة جذابة للغاية، ويمكن أن تساعد هذه الخطوة الشركات في الإمارات على الاستفادة من إمكانات «الاقتصاد الفضي» لدعم النمو والابتكار للشركات المحلية وإضافة شريحة استهلاكية مهمة.

حيث يمكن أن تؤدي تلك القرارات الحكومية إلى مساعدة مكاتب الأطباء والمستشفيات ومختبرات التشخيص والتجميل الطبي ونوادي الغولف والرحلات البحرية ومديري الثروة والمطورين العقاريين، على سبيل المثال لا الحصر».

وأوضحت غوغلر أن المعمرين في العديد من البلدان المتقدمة، بما في ذلك معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة واليابان، يحتفظون بنسبة كبيرة من الثروة، وذلك لأن الذين بلغوا سن التقاعد قد تمكنوا اليوم من الاستفادة من اقتصاد مزدهر وعوائد استثمار عالية تاريخياً على جميع فئات الأصول، خلال فترة الثمانينيات والتسعينايت وهي الفرص التي يصعب الحصول عليها اليوم.

وأضافت: «إجمالاً، يحظى المتقاعدون على ما يصل إلى ثلثي جميع الأصول المالية الصافية في الأسواق المتقدمة. وما يثير الاهتمام هو أن التاريخ الحديث أظهر أن المتقاعدين هم أقل حساسية للدورة الاقتصادية الأساسية والتصحيحات في أسواق رأس المال، فهم كونهم مجموعة استهلاكية، لديهم نزعة إلى الإنفاق الصحيح خلال الأزمة.

وليس من الصعب إدراك ذلك إذا كنت تفكر في حقيقة أن المتقاعدين لم يعد لديهم عمل يخسرونه، وكثيراً ما كانوا قادرين على بناء حاجز مالي من المدخرات والعقارات، لكن جاذبيتهم كونهم مجموعة استهلاكية لا تنتهي هناك.

وبما أن المتقاعدين في المتوسط أفضل حالاً من الناحية المالية مقارنة بالأصغر سناً، فإنهم يتمتعون بحرية استثمار المزيد من أموالهم، على سبيل المثال في الأسهم. ويعني ذلك بالطبع أنه في الأوقات التي تزدهر فيها الأسواق أو الاقتصادات يصبح المتقاعدون هم أكثر المستفيدين».

أربعة قطاعات

وحول القطاعات الأكثر تركيزاً على الاستفادة من الاقتصاد الفضي، قالت غوغلر: مع «الاقتصاد الفضي» الذي بدأت خطاه في التسارع، نعتقد أن عدد الشركات والقطاعات التي تتعامل مع المستهلكين الأكبر سناً سوف يزداد بمرور الوقت.

في الوقت الحالي، نجد أن معظم الشركات التي تركز على المتقاعدين إلى درجة كافية للاستفادة من هذا الاتجاه في أربعة قطاعات هي الرعاية الصحية، القطاع المالي، القطاعات الاستهلاكية الكمالية، وقطاع السلع الاستهلاكية الأساسية، فيما تشترك هذه الشركات هو مساعدة المتقاعدين على العيش لفترة أطول، وأكثر صحة، وأكثر استقراراً مالياً.

وبالشكل المجزي. وفي نهاية شهر أكتوبر 2018 تركزّت استثمارات «صندوق لومبارد أودييه -العصر الذهبي» كما يلي 49.8% في شركات الرعاية الصحية، 13.7% في الشركات الاستهلاكية الكمالية، 13% في القطاع المالي، 8.6% في السلع الاستهلاكية الأساسية، 9.6% في اللوازم، و2.0% في العقارات.

10 آلاف عميل محتمل يومياً في أميركا

قالت ميريت غوغلر، المدير المشارك لمحفظة «العصر الذهبي» والأسهم السويسرية في بنك لومبارد أودييه السويسري أنه في الولايات المتحدة وحدها على سبيل المثال، يتقاعد يومياً ما يقرب من 10 آلاف من مواليد الفترة ما بين 1946 – 1964.

وأضافت: «قد تفكر في أنهم 10 آلاف عميل جديد محتمل للقيام برحلة بحرية لمدة ثلاثة أشهر، حيث لم يكن لديهم وقت لها من قبل، أو حتى 10 آلاف عميل جديد محتمل للحصول على تأمين صحي ممتاز عقب انتهاء تغطيتهم من قبل عملهم السابق. ومع الوضع الصعب للنمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر، فإن الشركات التي تتعامل بنجاح مع مجموعة المتقاعدين الغنية والمتنامية، ينبغي أن تكون قادرة على خلق نمو مستدام يتجاوز السوق».

Email