الصين تهدد أميركا برد انتقامي حال فرض رسوم جديدة

الأسواق العالمية «قلقة» من الحرب التجارية

مستثمرون وول ستريت في حالة ترقب لما ستؤول إليه تداعيات الحرب التجارية - أ ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأثرت الأسواق العالمية باستمرار المخاوف من اشتداد حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتواصل القلق من أن تمضي إدارة الرئيس دونالد ترامب قدماً في فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من الصين.

تحذير صيني

فقد حذرت وزارة التجارة الصينية أمس من أن بكين سوف تضطر للرد إذا فرضت الولايات المتحدة أي رسوم جمركية جديدة، في ظل تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال قاو فنغ الناطق باسم الوزارة في مؤتمر صحافي: «إذا فرضت الولايات المتحدة أي رسوم جمركية جديدة فستضطر الصين لاتخاذ إجراءات انتقامية ضرورية». وأضاف أن الصين ستراقب عن كثب تأثير أي رسوم جديدة، وستتخذ إجراءات قوية لمساعدة الشركات الصينية أو الأجنبية العاملة في الصين على تخطي الصعوبات.

وقالت مصادر مطلعة على خطط الإدارة الأميركية، إن إدارة ترامب تستعد للتحرك صوب جولة جديدة من الرسوم، لكن توقيت فرض الرسوم المحتملة غير معلوم. وستبدأ الرسوم الجديدة في استهداف المنتجات الاستهلاكية مباشرة، بما فيها الأثاث ومنتجات الإضاءة والإطارات والدراجات ومقاعد السيارات المخصصة للأطفال. وتخشى الأسواق أن يؤذن فرض رسوم جمركية أميركية جديدة على الواردات الصينية بتصعيد كبير في النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، ما قد يفرض ضغوطاً كبيرة على استثمارات الشركات والتجارة والنمو على الصعيد العالمي.

وول ستريت

وتأثرت الأسهم الأميركية بالقلق المسيطر على المستثمرين من الحرب التجارية وكذلك بالمخاوف من تراجع أسهم قطاع الطاقة، حيث استقر مؤشر داو جونز 17.20 نقطة تعادل 0.07% إلى 25992.70 نقطة، فيما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 10.67 نقاط تعادل 0.37% إلى 2877.82 نقطة، وهبط مؤشر ناسداك المجمع 57.17 نقطة تعادل 0.72% إلى 7937.76 نقطة.

تراجع أوروبي

كذلك تراجعت الأسهم الأوروبية بفعل خسائر جديدة في الأسواق الناشئة ومخاوف الحرب التجارية، ما أبقى المستثمرين في حالة حذر وترقب.

وتراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي إلى أدنى مستوياته منذ مطلع أبريل ونزل 0.3%، كما انخفض مؤشر داكس الألماني 0.3% وفايننشال تايمز 100 البريطاني 0.2%.

وتراجعت معظم القطاعات، لكن قطاع الموارد الأساسية كان الأكثر تراجعاً، إذ تأثر بهبوط تجاوز 3% في سهم «بي.إتش.بي بيليتون» للتعدين الذي جرى تداوله بعد انقضاء الحق في توزيعات أرباح.

وصعد قطاع المرافق بدعم من ارتفاع سهم إينيل الإيطالية التي تديرها الدولة 1.6% بعدما رفع غولدمان ساكس توصيته للسهم إلى شراء. وزاد سهم سنتريكا البريطانية 3.7% بعدما حددت الجهات التنظيمية المحلية سقفاً لسعر الطاقة عند الحد الأدنى لتوقعات المحللين.

هبوط ياباني

كما تراجع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية بفعل ضعف عام في الأسهم العالمية، بينما ترقب المستثمرون تقييمات الأضرار في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب جزيرة هوكايدو، وهو أحدث حلقة في سلسلة الكوارث الطبيعية التي ضربت البلاد هذا العام.

وهبط سهم هوكايدو للطاقة الكهربائية 6.4% بعدما قالت إنها أغلقت كونه إجراء احترازياً جميع محطات الكهرباء التابعة لها والتي تعمل بالوقود الأحفوري عقب الزلزال.

وتعرضت الأسهم المرتبطة بالسياحة لضغوط أيضاً، حيث نزل سهم اتش.آي.اس للسفر بنسبة 3.4%. وانخفض مؤشر نيكاي 0.4% ليغلق عند 22487.94 نقطة. كما نزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.7% إلى 1692.41 نقطة، مع تجاوز الأسهم الخاسرة تلك الرابحة بواقع 1538 إلى 504 أسهم.

الدولار

وارتفع الدولار في ظل تنامي مخاوف الحرب التجارية، لكن ارتفاع العملات الأوروبية حال دون صعود أوسع للعملة الأميركية، لكن مكاسب الدولار كانت محدودة، حيث استقر مؤشره بوجه عام عند 95.110.

وقال متعاملون: إن هذا يرجع إلى المكاسب التي حققها الجنيه الاسترليني واليورو بعدما أفادت بلومبرغ بأن ألمانيا ستقبل اتفاقاً أقل تفصيلاً بشأن العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي للانتهاء من صفقة الانفصال البريطاني.

وكان الاسترليني فقد بعض مكاسبه بعدما قالت ألمانيا إن موقفها من الانفصال البريطاني لم يتغير ثم صعد اليوم 0.1 ليجري تداوله مقابل 1.2923 دولار.

الذهب

وارتفع الذهب مدعوماً بشراء حاضر وبقاء الدولار تحت ضغط لكن انخفاض اليوان وسط مخاوف من رسوم أميركية وشيكة على الصين حد من مكاسب المعادن. وصعد السعر الفوري للذهب 0.1% إلى 1197.38 دولاراً للأوقية (الأونصة)، بعد أن صعد 0.5% في الجلسة السابقة.

وزادت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.1% لتسجل 1202 دولار للأوقية. وقال دانييل هاينس المحلل لدى «ايه.ان.زد»: إن الضعف الطفيف في الدولار الأميركي أدى إلى انحسار بعض البيع في الذهب الذي شهدناه في وقت سابق من الأسبوع.

وأضاف: «تدعم ذلك أيضاً بمؤشرات إيجابية نسبياً لطلب حاضر، وبخاصة في الهند. يبدو أن ذلك عزز المعنويات قليلاً هو الآخر، مضيفاً أن تراجع الدولار أكثر سيبقي على قوة الدفع في الذهب».

Email