مهلة هيئة الأوراق المالية تنتهي غداً

مطالب للشركات المُدرجة بسرعة الإفصاح عن حجم انكشافهم على «أبراج كابيتال»

حالة من الترقب في الأسواق انتظاراً لإفصاح الشركات عن حجم انكشافها على «أبراج كابيتال» | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت أزمة تصفية شركة "أبراج كابيتال" ومدي انكشاف الشركات المُدرجة عليها، مخاوف المستثمرين ، وذلك بعد أن تقدمت أبراج، أكبر شركة للاستثمار المباشر في الشرق الأوسط، بالتماس في جزر كايمان الأسبوع قبل الماضي تطلب فيه من القضاء تعيين مُصفين مؤقتين للشركة التي تواجه مشاكل.

وقالت مصادر مطلعة لــــ "البيان الاقتصادي"، إن الجهات الرقابية في أسواق المال بالدولة تراقب عن كثب التطورات فيما يتعلق بأزمة "أبراج كابيتال"، وهناك متابعات مستمرة مع الشركات المدرجة للإفصاح عن حجم انكشافهم على الشركة.

وأكد محللون وخبراء، استطلعت "البيان الاقتصادي" آرائهم، على أهمية اسراع الشركات المدرجة بالإفصاح عن حجم انكشافهم على "أبراج" للتقليل من وتيرة المخاوف التي تنتاب المستثمرين وتؤدي إلى ضعف الثقة في الأسواق.

وطلبت هيئة الأوراق المالية والسلع من الشركات المدرجة، الإفصاح عن انكشافها على شركة أبراج للاستثمار المباشر، وذلك بعد أن تقدمت الأخيرة بطلب تصفية مؤقتة قبل أسبوعين.

وقالت الهيئة أنها أرسلت خطاباً في وقت سابق من الأسبوع الماضي، مبينه أن أمام الشركات حتى الخميس القادم لتقديم ردودها، مؤكدة أن بعض الشركات في الإمارات، لها انكشاف على شركة أبراج.

وأعلنت «العربية للطيران» الأسبوع الماضي أن حجم انكشافها على «أبراج» يبلغ 336 مليون دولار، مضيفة في بيان لسوق دبي المالي الأسبوع الماضي، أنها عينت ممثلاً قانونياً لحماية استثماراتها، وإنه لا يوجد تأثير كبير على أنشطتها اليومية أو المستقبلية أو على وضع السيولة لديها.

ولم تعلن أي شركات أخري بخلاف "العربية للطيران" حتى الآن عن انكشافها على "أبراج كابيتال" رغم قرب نهاية المهلة المحددة من قبل الهيئة والمقرر غدا الخميس.

أوضاع صعبة
وقال طارق قاقيش، المدير العام لإدارة الأصول لدى «ميناكورب» للخدمات المالية، إن هناك مخاوف في الأسواق المحلية من وجود انكشافات كبيرة للشركات المدرجة على شركة "أبراج كابيتال" التي تعاني أوضاعاً مالية صعبة منذ عدة أشهر.
وتوقع قاقيش وجود انكشافات لبعض الشركات المدرجة لكن بشكل محدود مطالباً الشركات بسرعة الإفصاح عن حجم انكشافها استجابة لطلب هيئة الأوراق المالية والسلع وقبل نهاية المهلة المحددة والمقررة يوم الخميس القادم.
ولفت قاقيش إلى أن أزمة أبراج أدت إلى اهتزاز ثقة المستثمرين بعد أن كانت عادت لتوها في العودة بشكل تدريجيا، وهو ما ألقي بظلاله على التداولات وأدي إلى شح سيولة وعزوف المستثمرين عن التداولات في سوق دبي.
ويري قاقيش أن الجهات الرقابية في الدولة بدأت في اتخاذ إجراءات حاسمة في يتعلق بأزمة "أبراج" وسيكون هناك محاسبة للمسئولين في الشركة بسبب سوء الإدارة وهو ما سيسهم في عودة الثقة للمستثمرين بشكل تدريجي خلال الفترة القادمة خصوصا وأن أساسيات أسواقنا المحلية قوية وهناك محفزات عدة أهمها قوة ومتانة الاقتصاد الوطني ستدعمها على الانتعاش سريعاً.
مخاوف المستثمرين
وقال المحلل المالي وضاح الطه عضو المجلس الاستشاري الوطني بمعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار في الإمارات، إن تراجع سوق دبي بنحو حاد في الجلستين الماضيتين يرجع بشكل كبير إلى مخاوف المستثمرين من وجود انكشافات للشركات المدرجة على شركة "أبراج كابيتال".
وأضاف الطه أن هناك حالة من الترقب في الأسواق انتظاراً لإفصاح الشركات عن حجم انكشافها على "أبراج كابيتال"، مطالباً الشركات بضرورة سرعة الإفصاح عن حجم انكشافها على "أبراج" خلال الجلستين القادمتين خصوصا وان المهلة التي حددتها الهيئة ستنتهي مع جلسة غداً، إلى جانب إفصاح الشركات التي هبطت أسهمها بأكثر 10% عن الأسباب وراء هذا الهبوط العنيف.
ولفت الطه إلى أنه لا يوجد ما يدعو إلى تراجع الأسواق المحلية خصوصا في الأوضاع القوية للاقتصاد الوطني كونه من أقوي اقتصاديات المنطقة، فضلا عن استقرار أسعار النفط بعد قرارات أوبك الأخيرة بزيادة الإنتاج.
ضغوط بيعية
من جانبه، قال رائد دياب نائب رئيس قسم البحوث لدي «كامكو» للاستثمار، إن سوق دبي استمر في الهبوط خلال الجلستين الماضيتين بسبب الأزمة المتعلقة بشركة "أبراج كابيتال" وهو ما وضع ضغوطاً على أداء الأسهم خصوصا في ظل مخاوف المستثمرين من وجود انكشافات كبيرة للشركات المدرجة على "أبراج".
وأضاف دياب أن سوق دبي قد يشهد بعض التعافي المؤقت في الجلسات القادم لهدف اقتناص الفرص وليس تغييرا جذريا في الاتجاه وذلك لحين انتهاء أزمة "أبراج" وإعلان الشركات بشكل كامل عن حجم انكشافها على الشركة.
الأزمة في سطور (كادر)
بدأت أزمة شركة "أبراج كابيتال" في الظهور عندما ادعى مجموعة من المستثمرين من بينهم مؤسسة بيل وميليندا جيتس ومؤسسة التمويل الدولية، أن الشركة اساءت استخدام أموالهم في صندوق للرعاية الصحية قيمته مليار دولار.
وفى أعقاب ذلك أعلنت "أبراج " أمس الأول أن الرئيسين التنفيذيين المشاركين في إدارة الشركة تقدما باستقالتهما من منصبيهما في مجلس الإدارة، مشيرة إلى أن "عمر لودي" و"سلجوق يورجانس أوغلو" لم يعودا عضوين بمجلس إدارتها، مشيرة إلى أنهما مستمران في منصبيهما كرئيسين تنفيذيين مشاركين.
وفي الأسبوع الماضي اتفقت أبراج على بيع أنشطة إدارة الصناديق في أمريكا اللاتينية وشمال إفريقيا وتركيا ودول إفريقية جنوبي الصحراء الكبرى إلى شركة كولوني كابيتال الأمريكية لإدارة الاستثمارات.

 

Email