«سيمليس الشرق الأوسط» يختتم أعماله

«الرقمنة» تدعم توسّعات تجارة التجزئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مشاركون في معرض "سيمليس الشرق الأوسط " - الذي اختتم أعماله في دبي أمس - أن تبني التقنيات الرقمية يدعم توسعات قطاع التجزئة بما يشمل التجارة الإلكترونية والتقليدية على حد سواء.

وقال أرون وايت، المدير الإقليمي لشركة "نوتانيكس" الشرق الأوسط في تصريحات خاصة للبيان الاقتصادي "تمثل الرقمنة والمدفوعات الرقمية مجالات رئيسية للنمو في المنطقة، وخاصة في دولة الإمارات، حيث تظهر الأبحاث أن المتسوقين عبر الإنترنت يمثلون الآن 62 % من السكان.

ويشهد هذا القطاع تنامياً كبيراً في الإمكانات التي توفرها الخدمات الصوتية، من أمثال أليكسا من أمازون، وغوغل أسيستانت، وسيري من آبل التي أصبحت تضمن للعملاء سهولة وفعالية أكبر في التعامل معها. إن هذه الخدمات تستند في جوهرها على الجمع بين التعلم الآلي أو الذكاء الاصطناعي المدعوم بتحليلات فورية للبيانات.

وبدءاً من تمكين التعرف على الصوت إلى إدارة معلومات الدفع الحساسة، فإن هذه الخدمات تعزز الحاجة إلى تعزيز أمن الحوسبة والشبكات والتخزين لمعالجة عدد كبير من طلبات الدفع. وفي ضوء ذلك، تعتبر البنية التحتية فائقة السرعة والقوة والتقارب الحل الأكثر تطوراً وفعالية من حيث التكلفة لدعم هذه الخدمات السحابية - سواء عبر السحابة العامة أو الخاصة".

ضغط

بدوره توقع ستيفان بارايسو العضو المنتدب لـ "أزور ديجيتال"، أن تساهم شركات التجارة الإلكترونية الكبرى، مثل سوق ونون، بالإضافة إلى متاجر التسوق التقليدية بالتزامن مع ارتفاع العروض عبر الحدود، في زيادة الضغط على تجار التجزئة. فلن يبقى أمامهم أي خيار سوى تسريع تطوير قدراتهم الرقمية من خلال عمليات الاستحواذ والترشيد والتحولات التنظيمية.

فهناك العديد من الطرق التي يمكن لتجار التجزئة من خلالها أن يقفزوا من خلال عروض القيمة عبر القنوات المتعددة omnichannel الخاصة بهم، حيث يمكنهم من خلال هذه القنوات تلبية التوقعات المتزايدة باستمرار لمستهلكيهم المرتبطين، من خلال الجمع بين السرعة والراحة في القنوات الرقمية مع الميزات التحفيزية. إذ يتمتع المتسوقون الذين يشترون من المتاجر وعلى الإنترنت بمعدل قيمة طلبات أعلى وبمستوى ولاء أكبر مدى الحياة.

مرونة

من جانبه أوضح ألان قدوم، المدير العام لشركة سويس لوج الشرق الأوسط أنه ومع التغيرات المستمرة التي يشهدها قطاع التجزئة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، أصبح من الواضح أن الشركات التي تتمتع بالمرونة وتتكيف مع احتياجات العملاء مع توفر عناصر مثل السرعة والسهولة، هي التي تضمن البقاء والاستمرار في السوق.

وأصبحت الشركات الناجحة تملك نهجاً متعدد القنوات، وأنظمة لوجستية قوية ومرنة ـ بمعنى أن تكون ذات أنظمة مؤتمتة وشبكات عالية قادرة على دمج جميع العمليات بنجاح وإدارة عمليات قنوات البيع عبر الإنترنت والقنوات غير المتصلة.

إن امتلاك حلول انترالوجستية (عملية الأتمتة اللوجستية المتداخلة) مخصصة بالكامل يعني أنه يمكن للشركات استخدام أساليب مختلفة للغاية لمواكبة احتياجات عملائها، وأن تكون فعّالة وتنمي أعمال الشركات دون أي ضغوط.

وإن العلامات التجارية التي تحاول الحفاظ على السرعة والجودة باستخدام أساليب تقليدية من شأنها أن تزيد من تكاليف العمالة لعدم قدرتها على أن تكون فعّالة وسريعة. ولفت إلى أن جميع الشركات ترغب في تقليل الإنفاق، وهذا ينطبق بقدر كبير على عمليات المستودعات والتوزيع مثل أي جزء آخر في المؤسسة.

وذكرأن فوائد الأتمتة تشمل تحسين استخدام المساحة، مما يقلل من الحاجة إلى إضافة مساحات إضافية مكلفة، وانخفاض تكاليف معالجة الوحدة، بالإضافة إلى أنها ذات متطلبات عمل أقل وتساهم في زيادة الحماية في المستودعات وزيادة قدرة معالجة الطلبيات كما تعمل على تحسين مستويات توصيل الخدمات ودقة أعلى للطلبيات وتقليل الأخطاء.

روبوتات

وبلغ حجم السوق العالمي للروبوتات في مجال المستودعات والخدمات اللوجستية نحو ملياري دولار في عام 2016، ومن المتوقع أن يتجاوز 22 مليار دولار بحلول نهاية عام 2021. ولاشك أن هذه الشركات التي تستثمر في مجال الروبوتات والأتمتة ستكون مستعدة بشكل أفضل لتزدهر في السنوات المقبلة.

وأضاف: إن دول المنطقة لها وتيرتها التنموية الخاصة بها، لكن الأهم من ذلك هو أن قادتها يتمتعون بالرؤية المستقبلية الصحيحة. على سبيل المثال، من الرائع حقاً أن نرى في الإمارات جميع المبادرات الذكية التي تقودها الحكومة ومعرض اكسبو 2020، حيث يقود ذلك لمفاهيم مثل الثورة الصناعية الرابعة، والرقمنة وتجربة قناة أومني.

إن النمو السريع للتجارة الإلكترونية سيزيد بدوره الطلب على المستودعات الحديثة ذات التقنيات والحلول الرقمية المتطورة.

بالإضافة إلى ذلك، إن زيادة شركات توزيع المواد الاستهلاكية والتي تسهم بشكل كبير في النمو الاقتصادي في المنطقة، ستزيد بدورها الطلب على المستودعات الحديثة. ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تحويل خدمات المستودعات في المنطقة، وتحديداً في مجالات إدارة المخزون، وتحميل البضائع، والتقاط الطلبيات، ومراقبة المخزون في الوقت الصحيح.

وحول التكاليف الإضافية التي تفرضها الأتمتة على الشركات قال قدوم : تواجه الكثير من الشركات العديد من التحديات، منها ارتفاع التكاليف وتغير متطلبات المستهلك، وزيادة نفقات التشغيل، مما يزيد من الضغط على الشركات.

إن مواكبة الاتجاهات نحو كميات الإنتاج والتسليم الأصغر، وتوافر أسرع للمنتج وبدورة حياة أقصر، يتطلب ذلك أنظمة فعالة ومرنة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن الكثير من الشركات لا تزال تخشى استخدام أحدث التقنيات في عملياتها التجارية لاعتقادها بأنها مكلفة للغالية. وهو من أكبر التحديات في هذا السوق.

وتابع : لا يتم الإعلان عن القرارات المتعلقة باستثمار رأس المال في التوزيع إلا عند تقييم ومقارنة تكلفة عدم إحداث تغيير في المستودع مقابل تكلفة التحديث والأتمتة.

Email