في أعقاب الشراكة التاريخية بينهما:

محللون: أثر مالي جيد في نتائج أعمال «إعمار» و«الدار»

الشراكة بين عملاقي التطوير العقاري تمتد آثارها الإيجابية إلى مختلف القطاعات وأسواق المال | تصوير: زافير ويلسون

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محللون ماليون، أن الشراكة التي تجمع بين عملاقي التطوير العقاري في الدولة «إعمار» و«الدار» تساهم في تعزيز الأداء المالي للشركتين، علاوة على آثارها الإيجابية التي تمتد لتشمل قطاعات أخرى مثل البناء والتشييد والمقاولات إضافة إلى القطاع المالي والسياحي والخدمات.

وأضافوا في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، إن الشراكة ستساعد على خفض التكاليف للشركتين ومن شأنها تعزيز الأرباح والإيرادات خلال الأرباع القادمة بما يفوق التوقعات، كما ستفتح آفاقاً واسعة ومجالات جديدة لهما.

ووقعت شركتا «إعمار» و«الدار» اتفاقاً لتأسيس شراكة لتطوير مشروعات محلية وعالمية واعدة، قوامها 30 مليار درهم على مدار السنوات الثلاث المقبلة.

وبموجب الاتفاقية الموقعة، ستتشارك الدار وإعمار في تطوير مشروعي «سعديات غروف» في قلب المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات ومشروع «إعمار بيتشفرونت» الذي يمثل جزيرة خاصة في دبي تقع بين «جميرا بيتش رزيدنس» و«نخلة جميرا».

وأكد المحللون أن الشراكة تساعد الشركتين على السرعة في إنجاز المشروعات المتفق عليها في وقت أسرع وبأسعار مناسبة.

ووصف وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمار والأوراق المالية البريطاني في الإمارات، أن الشراكة التي تجمع بين عملاقي التطوير العقاري في الدولة تعتبر أكبر من مجرد اتفاق بين شركتين، حيث لا تتوقف آثارها المالية الإيجابية عليهما فقط، بل تمتد لتشمل القطاعات الاقتصادية كافة، بما في ذلك قطاعات البناء والتشييد والمقاولات إضافة إلى القطاع المالي والسياحي والخدمات.

وضاح الطه: نتائجها المالية تبدأ بالظهور في الربع الرابع

 

خفض التكاليف

وقال الطه، إن الشراكة ستساعد على خفض التكاليف للشركتين، كما ستعزز الأرباح والإيرادات كما ستفتح آفاقاً واسعة ومجالات جديدة لهما لا سيما وأن تساعد «الدار» التي تركز على سوقها المحلية، في التوسع خارجياً على غرار «إعمار».

وتوقع الطه بدء ظهور الأثر المالي على النتائج المالية في الربع الرابع من العام الحالي في حال مباشرة الأعمال في المشروعات المستهدفة.

صفقة غير مسبوقة

قال المحلل المالي مروان شراب رئيس قسم الأفراد والحسابات الخاصة في الرمز كابيتال، إن هذه الشراكة الاستراتيجية والتي تعتبر صفقة غير مسبوقة ستنعكس إيجاباً بشكل كبير على التدفقات النقدية للشركتين وحجم المشاريع الخاصة بهما، وسيفتح الباب أمام مزيد من النمو.

مروان شراب: أبرز نتائجها تقليل التكاليف وزيادة التدفقات النقدية

 

وتوقع أن تساعد الشراكة على خفض المخاطر وتقليل المصروفات من خلال المشاركة في التكاليف إضافة إلى السرعة في إنجاز المشروعات المتفق عليه في وقت أسرع وبأسعار مناسبة.

وأوضح أنه وفقاً لاتفاقية الشراكة من المنتظر تنفيذ 9 آلاف وحدة 77% منها في دبي و23% فقط في أبوظبي، ما يساعد الدار على توسيع نطاق انتشارها الجغرافي من خلال شركة إعمار.

وأضاف شراب، إنه على افتراض أن نسبة البيع من المشروعات الجديدة تبلغ 83% لكلا المشروعين، ومتوسط سعر تقريبي لكل وحدة بقيمة 1.6 مليون درهم ما يحقق قيمة إضافية بقيمة 6.3 مليارات درهم إلى المشروعات المعلن عنها سابقاً.

 

عوائد قوية

وقال عصام قصابية، المحلل المالي لدى «مينا كورب» للخدمات المالية، إن الشراكة ستحقق عوائد قوية إضافية للشركتين، حيث يصل العائد على رأس المال المستثمر ضمن الشراكة إلى 7.45% على اعتبار أنها مناصفة بنسبة (50%)، وبقيمة متوقعة تصل إلى 2.23 مليار درهم.

عصام قصابية: أثرها سيمتد إلى شركات المقاولات المدرجة

 

وأضاف قصابية، أن الآثر المالي المتوقع لتلك الشراكة سيظهر خلال النتائج المالية للعام المالي 2018 في حال ما إذا تم البدء فوراً في المشروعات، موضحاً أن هناك استفادة متبادلة بين الشركتين، حيث تستفيد الدار من قدرات خبرات «إعمار» أعلى صعيد التطوير العمراني، والتي تراكمت بعد تطوير سلسلة من المشاريع الضخمة داخل وخارج الإمارات وقدرتها الجيدة على البيع علاوة على مساعدة «الدار» في دخول دبي، بينما ستعزز «إعمار» من محفظة المشاريع في أبوظبي.

وأوضح أن أثر الشراكة سيمتد إلى شركات المقاولات والتشييد المدرجة في الأسواق، ومنها آرابتك ودريك آند سكل.

وشركتا إعمار والدار يعتبران أكبر شركتين تطوير عقاري بالإمارات حيث تولت "إعمار" بناء برج خليفة أطول بناية بالعالم في دبي، فيما شيدت "الدار" حلبة سباقات فورمولا ون الشهيرة للسيارات بأبوظبي.

أداء قوي

حققت الشركتان أداء مالياً وتشغيلياً قوياً خلال 2017 بما يعزز خطط النمو ويساعد على مواصلة الأداء على نفس الوتيرة في العام الحالي، وحققت «إعمار» أرباحاً تشغيلية صافية بقيمة 5.7 مليارات درهم خلال 2017، بنمو 16% مقارنة بالأرباح التشغيلية الصافية المسجلة في 2016، والتي بلغت 4.917 مليارات درهم. وشهدت الإيرادات الإجمالية خلال السنة المالية 2017 نمواً بـ21% إلى 18.8 مليار درهم مقارنة بإيرادات 2016 التي بلغت 15.5 مليار درهم.

فيما حققت «الدار» نمواً في إجمالي أرباحها التشغيلية بنسبة 34% إلى 2.7 مليار درهم خلال العام الماضي، وسجلت مبيعات المشاريع التطويرية أداءً قوياً، حيث وصلت إلى 3.5 مليارات درهم، وهو ما يؤكد الإقبال القوي على عقارات الشركة، وهو ما يتفوق على توقعات الشركة منها 1.2 مليار درهم مبيعات المشاريع التطويرية في الربع الأخير، مدفوعةً بمبيعات مشروعي وترز أدج وياس إيكرز.

وعلى صعيد الأرباح، كانت «إعمار» الأكثر ربحية بين الشركات العقارية المدرجة في سوقي دبي وأبوظبي الماليين، بعدما حققت نحو 5.7 مليارات درهم في العام الماضي بنمو 9%، مقارنة بنحو 5.23 مليارات في 2016، مع ارتفاع إيراداتها بنسبة 2.1%، من 15.5 ملياراً إلى 18.8 ملياراً، بفضل استراتيجية الشركة القائمة على تنويع القطاعات، وتوسعة الأعمال في مراكز التسوق والضيافة والترفيه. وبلغ صافي أرباح «الدار» ملياري درهم في 2017.

Email