الوضع القوي للاقتصاد عامل دعم رئيس للأسهم

الأسواق تُراهن على المحفّزات لاستعادة زخم النشاط

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعوّل أسواق الأسهم المحلية على ظهور مزيد من المحفزات الإيجابية لاستعادة زخم الصعود والنشاط، لا سيما بعدما قفز سوق دبي بقوة الأسبوع الماضي، على وقع أنباء زيادة رأس مال بنك الإمارات دبي الوطني، محققاً أكبر مكاسب أسبوعين في شهرين ونصف الشهر.

ووفق حسابات «البيان الاقتصادي»، حقق سوق دبي المالي ثاني أكبر مكاسب أسبوعية خلال العام الجاري، في ختام تداولات الأسبوع الماضي، بعدما صعد 1.26% ليغلق عند 3197.3 نقطة، بينما ارتفع المؤشر العام لسوق أبوظبي 0.35%، وهي أكبر مكاسب أسبوعية في شهر ونصف الشهر، ليغلق عند 4542.74 نقطة.

مراكز جديدة

وقال محللون وخبراء لــ«البيان الاقتصادي» إن الأسواق المحلية تترقب ظهور محفزات جديدة تدعم المستثمرين وتشجعهم على بناء مراكز جديدة في الأسهم، لا سيما في ظل الأوضاع الإيجابية من الناحية الاقتصادية، إضافة إلى الأداء المالي القوي للشركات النقدية.

وأضاف المحللون والخبراء أن سيولة الأسواق في طريقها إلى التعافي، لا سيما بعد إقرار التوزيعات النقدية بشكل رسمي، حيث من المتوقع أن يعاد ضخ جزء كبير منها في الأسواق لإعادة شراء الأسهم، خصوصاً أنها تتداول حالياً عند مستويات سعرية جاذبة ومغرية.

بناء المراكز

وقال رائد دياب، نائب رئيس قسم البحوث لدى «كامكو» للاستثمار: «استمرت الأسواق المحلية في التذبذب لعدة أسابيع متتالية، لكنها عاودت الصعود في الأسبوع الماضي، لا سيما في ظل انتظار المستثمرين لمحفزات جديدة لتشجيعهم على بناء مراكز، بينما الصورة العامة لا تزال إيجابية من ناحية الوضع الاقتصادي وأداء الشركات ونتائجها الإيجابية».

وأضاف: «انتعش مؤشر سوق دبي في الجلسات الماضية بعد وصوله إلى مستويات لم يشهدها منذ ما يقرب من العامين، نتيجة عمليات شراء انتقائية على بعض الأسهم، لبلوغها مستويات مغرية إلى حد ما، إضافة إلى عملية تصحيح فني طبيعي، بعد وصول مؤشرات القوة النسبية إلى منطقة الإفراط في عمليات البيع».

ورجح رائد دياب رؤية المزيد من التحسن في أداء مؤشر سوق دبي خلال الفترة القصيرة المقبلة، حيث يقع مستوى المقاومة الأولي عند 3220 نقطة، في حين أن كسره لأعلى سيقوده للوصول إلى 3250 نقطة قبل 3315 نقطة، بينما الهبوط دون مستوى الدعم القوي عند 3125 نقطة من شأنه أن يعيد الشعور السلبي إلى الأضواء مرة أخرى، مما قد يسمح بملامسة المستوى النفسي عند 3000 نقطة.

وأضاف أن الأنظار في سوق أبوظبي تتجه إلى مستوى الدعم عند 4480 نقطة الذي قد يمنع المزيد من التراجع، لكن كسره إلى الأسفل سوف يؤدي للوصول إلى 4440 نقطة، بينما الصعود فوق 4550 نقطة، من شأنه أن يكون علامة التحسن الأولي التي ستقود إلى استهداف 4600 نقطة قبل 4630 نقطة.

أسهم قيادية

من جانبه، قال محمد الأعصر، مدير إدارة البحوث لدى شركة «أمان» للخدمات المالية، إن الأسواق المحلية أغلقت في المنطقة الخضراء الأسبوع الماضي، مستفيدة بشكل رئيس من مكاسب بعض الأسهم القيادية على وقع ظهور بعض المحفزات الإيجابية، أبرزها الإعلان عن زيادة رأس مال «بنك الإمارات دبي الوطني».

و«الإمارات دبي الوطني» هو ثاني بنك في دبي يعلن عزمه زيادة رأس المالـ بعدما أعلن بنك دبي الإسلامي الشهر الماضي رفع رأس ماله 33.33% عن طريق إصدار حقوق، لتعزيز رأس المال العادي من الشق الأول للبنك، وتسهيل توسيع الائتمان في عام 2018.

وأضاف محمد الأعصر: «إذا استمرت الشركات في الإعلان عن محفزات وأنباء جديدة، نعتقد أن ذلك سيكون المحرك الرئيس للأسواق في الأسابيع المقبلة، بحيث تستعيد زخم الصعود والنشاط مجدداً، وأيضاً ستشهد الأسواق عودة قوية للسيولة التي نعاني انخفاضها في الوقت الراهن».

ويرى الأعصر أن الأسابيع المقبلة من شهر مارس الجاري ستكون خضراء، خصوصاً مع وصول أسعار الأسهم إلى مستويات سعرية مغرية للتجميع على المديين المتوسط والطويل، إضافة إلى التوزيعات السخية للشركات والبنوك التي سيعاد ضخ نسبة كبيرة منها في الأسواق مجدداً.

وارتفعت قيمة التوزيعات النقدية للشركات الوطنية المُدرجة في سوقي دبي وأبوظبي الماليين إلى نحو 33.1 مليار درهم عن العام الماضي 2017، وذلك حتى نهاية الأسبوع الماضي، وفق مسح لــ«البيان الاقتصادي»، وهو ما يضع الشركات الإماراتية في صدارة الأعلى من ناحية توزيعات الأرباح مقارنة بنظائرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

أسس متينة

وقال المحلل والخبير المالي، عمرو حسين، إن الأسواق الإماراتية تستند إلى أسس متينة قوية، ولديها محفزات إيجابية عدة، من المتوقع أن تدفعها نحو الصعود في الفترة المقبلة، لا سيما بعد النتائج السنوية القوية للشركات مقارنة بنظائرها في المنطقة.

وتوقع أن تسترد الأسواق نشاطها القوي مع نهاية الربع الأول الذي سيصحبه الإعلان عن نتائج الربع الأول من العام الحالي التي نعتقد أن تحمل مزيداً من الإيجابية، لا سيما بعد الأداء الذي فاق التوقعات في عام 2017 لغالبية الشركات المدرجة.

ويرى عمرو حسين أن بدء شركات إعادة هيكلة رأس المال في الإعلان عن الفوز بمشاريع جديدة سيكون عاملاً محفزاً للكثير من المستثمرين الذين تأثرت معنوياتهم في سنوات سابقة بالخسائر الحادة التي تكبدتها تلك الشركات.

 

Email