«جوليوس باير» ينصح عملاءه بعدم الاستثمار في البيتكوين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال دييغو فورغلر، رئيس استشارات الاستثمار في «جوليوس باير» إن البنك السويسري لا ينصح عملاءه بالاستثمار في البيتكوين، واصفاً العملة الرقمية التي سجلت أمس انخفاضاً بنسبة 25% في غضون 24 ساعة بـ«الفقاعة»، ومشدداً على أن البنك يركّز في عمله مع عملائه على بناء محفظة مستدامة على المدى الطويل.

ولفت إلى معظم العملاء ما زالوا حذرين وخجولين بشأن الاستثمار التقليدي، مشيراً إلى أنه وبحسب المعدل العالمي والمحلي، فإن 20% من المحافظ تتركز في السيولة النقدية، ما يعني أنّ العملاء ما زالوا خائفين من أسواق المال.

وأضاف فورغلر في تصريحات خاصة لـ «البيان الاقتصادي»: «نريد إدارة الخطر المالي للعملاء وثرواتهم ولا نريد المغامرة بها، البيتكوين اليوم عبارة عن مغامرة.

وكما تعلم فقد فقدت البيتكوين أكثر من 120 مليار دولار من إجمالي قيمتها السوقية في أقل من أسبوع أي من الصعب تحديد القيمة الحقيقية للبيتكوين. ونعتقد أنّ ما يدفع البيتكوين اليوم هو الكثير من التخمينات إذ لا يرتكز على أيّ قيمة محددة. كما نعتقد أنّ هذه الفقاعة التي تدفعها هذه التخمينات لا بد أن تنفقئ يوماً».

وحول نصيحة البنك للمستثمرين المسارعين في الاستثمار في العملات الرقمية، قال فورغلر: «العملاء مهتمون جداً وهذا طبيعي. الإنسان ينجذب عادةً بأي أنماط جديدة وبأيّ شيء يشهد ارتفاعاً كالبيتكوين. ولكن رسالتنا للعملاء واضحة وهي أن يكونوا على حذر من المبلغ الذي يريدون استثماره في البيتكوين لانه سوق متقلب خطير جداً.

نظرة الاستثمار

وحول توقعاته عن الاستثمار في أسواق المال لعام 2018، قال فورغلر: «نتوقع إلى حد ما أن يكون عام 2018 مثل عام 2017 بمعنى أنّ دوافع هذه السنة ستكون مشابهة الى حد كبير للدوافع التي ستطبع المناخ الاقتصادي لعام 2018.

لهذا السبب، نعتبر أنفسنا بنائين فيما يتعلق بالأسواق المالية. كما أننا نرى أنّ الاقتصاد الكلي جيد وسيستمر في التحسن. كذلك، ستواصل البنوك المركزية حول العالم تقديم الدعم عن طريق سياسات نقدية توسعية.

نحن بناؤون في ما يخص السوق المالي لأنّ أسعار الفائدة المنخفضة ـ في حال استمرارها- ستدفع المستثمرين إلى التوجه نحو سوق الأسهم كونه الطريقة الوحيدة لتحقيق عوائد مجزية لمحفظتهم المالية، مع الإشارة إلى أن السيولة النقدية لا تعود عليهم بأي شيء.

أما سوق الدخل الثابت فباهظ الثمن، وعندما تكون العوائد منخفضة، سيتطلع المستثمرون إلى بديل آخر. كما أنّ المستثمرين لن يتأثروا بالأوضاع السياسية كما كانوا يفعلون طوال هذه السنة، حيث لا انتخابات العام المقبل باستثناء إيطاليا. ولكن لن تكون مهمة بالنسبة إلى المستثمرين.

عامل «ترامب»

وحول مدى تشجيع سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستثمار في الولايات المتحدة الأميركية، والتي وصفها الأخير بأنها «هدية أعياد الكريسماس» قال فورغلر: «أجل نعتقد أنها ستكون داعمة، وهي ستفتح الباب أمام المرحلة التالية، ألا وهي إصلاح البنية التحتية. ويجب أن ينعكس هذا إيجاباً على الاقتصاد الأميركي».

محفظة مثالية

وحول محفظة الاستثمار المثالية لعام 2018، قال فورغلر: «معظم المستثمرين يريدون جني عوائد تتراوح ما بين 5% و 10%. ولست أتكلم عن عملاء جوليوس باير، وإنما عن المستثمرين بشكل عام، وإذا أراد المستثمرون الحد من مخاطر استثماراتهم في السندات المالية فمن الممكن أن يحققوا عوائد مالية بنسبة 3%. ولهذا السبب يشكل سوق الاسهم الاستثمار الأمثل لتحقيق عائدات بنسبة 10% أو أكثر.

بالنسبة لنا فإن العميل هو نقطة الانطلاق لتشكيل المحفظة وليس ما نعرفه عن السوق، ولكل عميل ملف شخصي معيّن. نعتمد على قبول العميل للمخاطرة ثم نجد التوازن المطلوب للمحفظة الخاصة به. نعتقد أنّ فئة الأصول الأكثر جاذبية في 2018 ستكون الأسهم كذلك.

وللوصول إلى محفظة «متوازنة» نوصي بتخصيص 47% من المحفظة للأسهم و 42% لأصول الدخل الثابت. فنحن نعتمد على الأسهم أكثر من السندات. الباقي ينتشر بين جزء من المال النقدي وجزء من الاستثمارات البديلة التي تمتاز بطبيعة متقلبة. رسالتنا للمستثمرين هي ألا تخافوا بل استثمروا هذه السيولة النقدية في الأسواق المالية، فالفرص قوية العام المقبل».

سوق مفضلة

قال دييغو فورغلر، رئيس استشارات الاستثمار في «جوليوس باير» حول سوق البنك المفضلة للاستثمار: «منطقتنا المفضلة هي منطقة اليورو لأننا نعتقد أنّ أوروبا قد وصلت إلى مرحلة متقدمة في الدورة الاقتصادية.

بينما أمام الولايات المتحدة الامريكية سنتان أو أكثر للبدء بالتعافي الاقتصادي، على عكس أوروبا التي بدأت بالتعافي الآن، ويجب أن ينعكس هذا على الأداء المالي. نحن لسنا سلبيين تجاه أسواق الولايات المتحدة ولكننا نفضل منطقة اليورو. وعندما يتعلق الامر بالأسواق الناشئة، نفضّل أسواق آسيا، مع التركيز على الأسواق الاستهلاكية الآسيوية.

 

Email