المصارف الإسلامية تدعم عام الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تحمل مبادرة «عام 2017، عام الخير» كما أعلنتها القيادة الإماراتية الرشيدة، مجرد قيمة نظرية أو مفهوم مجرد للخير، بل هي بمثابة «عقد اجتماعي» بين جميع أفراد المجتمع، للالتزام بالمصلحة الخاصة والعامة عند كل قرار وسلوك يتخذه الفرد في حياته اليومية. وتلتقي أهداف المصارف الإسلامية مع «عام الخير» في أحد أهم محاور المبادرة ألا وهو المسؤولية الاجتماعية. فكل منتجات المصارف الإسلامية بمختلف وظائفها من التمويل حتى الادخار، تهدف إلى تحقيق الاستقرار المالي للأفراد والمجتمع، وإدارة الثروات الخاصة وتنميتها بأقل الأضرار المحتملة، فمنتجاتها تضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، وقد أثبتت التجربة أن صون المصلحة العامة هو صون للمصالح الفردية.

ويشير خبراء في التمويل الإسلامي إلى أن الربح الأكبر الذي تسعى المصارف الإسلامية إلى تحقيقه هو «الخير العام» الذي يتمثل بإضافة قيم حقيقية مادية وعينية على المجتمع وعلى الاقتصاد بكل قطاعاته، لذلك نعتبر أن قرار كل فرد بالتوجه نحو المصارف الإسلامية، هو قرار بمشاركتنا مسؤوليتنا الاجتماعية والوطنية تجاه بلدنا وأهلنا.

وقد يتساءل البعض: هل حقاً تؤثر قراراتي كفرد على اقتصاد البلد؟ والإجابة عن هذا التساؤل في غاية البساطة، وهي أن الفرد بذاته عماد الاقتصاد، فهو المستهلك والمنتج، وعلى أساس توجهاته ووعيه، تبني المؤسسات المالية والاستهلاكية سياساتها وخططها. إن أمن الفرد المالي واستقراره، هو أمن المجتمع واستقراره في المقابل.

ويضيف الخبراء أن مسؤولية القرار المالي للفرد تجاه وطنه ومجتمعه في عام الخير، تتحدد في خمسة محاور رئيسية:

أولاً: على الفرد أن يمتلك الحد الأدنى من الوعي الاقتصادي، ومن المعرفة بالسياسات المالية للمصارف، وأن يتطلع باستمرار على منتجات المصارف وأن يقارن بينها، وعند الاختيار فليتذكر أن مصلحته هي جزء من مصلحة المجموع.

ثانياً: إذا مال الأفراد للاستهلاك المفرط، زاد التضخم وضعفت قدرة العملة الشرائية وارتفعت الأسعار، وإذا اعتدلوا في استهلاكهم تراجع التضخم واستقرت الأسعار. وإذا زادوا من مدخراتهم، زادت فرص التمويل لمشاريع التنمية التي تتيح الفرص للعمل وتنشّط الاقتصاد الوطني.

ثالثاً: عند اختيارك للمصرف الذي تود التعامل معه، تذكّر أن المصرف الإسلامي ليس مجرد خزينة تخفي فيها مالك، بل هو مؤسسة استثمارية وإنمائية، وجزء من الاقتصاد الوطني ومساهم في الدخل الوطني، وأن مدخراتك تساهم في مشاريع التنمية المختلفة بصورة مباشرة. ضع هذه المزايا في ذهنك ليقع اختيارك على المصرف الإسلامي الذي تتوفر فيه هذه المواصفات.

رابعاً: في عام الخير علينا تعزيز قيم الخير التي يزخر بها تراثنا الإماراتي الأصيل، فالمال لا يحدد مكانتك الاجتماعية، وقيمتك الحقيقية لا يحددها نوع ملابسك أو سيارتك أو استهلاكك المفرط، بل وعيك وأخلاقك ومسؤوليتك تجاه أهلك وأصدقائك وبلدك.

خامساً: عندما تفكر في الاستثمار، لا تنسَ أن الاستثمار في الخير، خير مستدام، وأن الربح لا يكون فقط عائداً مادياً مباشراً، بل قد يأتيك بألف صورة أخرى، فوظيفة المال في كل بلد تحددها الأخلاق السائدة في هذا البلد وقيمه وأعرافه وتقاليده، وكلنا مدينون لهذا البلد، سعادتنا ورفاهيتنا وأمننا واستقرارنا ورفعة مكانتنا بين الأمم، دين في أعناقنا، فلا نبخل على هذه البلاد، لتدوم هذه المزايا ولتتحول إلى وعي يعبّر عن رقي مجتمعنا.

Email