بعضها يرفع الحد الائتماني لبطاقات الائتمان من دون موافقتهم

عملاء يشكون «ازدواجية معايير» في البنوك

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شكا عملاء بنوك من «ازدواجية معايير» في القطاع المصرفي، موضحين قيام البعض منها برفع الحد الائتماني لبطاقات ائتمانهم من دون موافقتهم وبنسب تجاوزت أحياناً 300%، الأمر الذي يرفع من حجم التزاماتهم المالية ويحرمهم فرص الحصول على تسهيلات تمويلية جديدة بشروط ملائمة.

وأوضحوا أن قيام بعض البنوك بإغرائهم بإنفاق مبالغ أكبر من أن تحملها ملاءتهم المالية يوقعهم في شرك التعثّر والديون، وذلك بالرغم من أن بعض تلك البنوك تحث المستهلكين في الظاهر على ضرورة الانضباط والتخطيط المالي.

وطالب خبراء بضرورة تشديد الرقابة على الإجراءات المتعلقة بأنظمة القروض المصرفية وسقف الحد الائتماني للعميل، واصفين الحد بأنه ديون «غير مرئية»، خصوصاً مع ارتفاع نسبة التعثر في بطاقات الائتمان، نظراً لافتقار الكثيرين إلى القدرة على إدارة شؤونهم المالية، مشيرين إلى أن رفع الحد الائتماني يزيد صعوبة حصول العملاء على قروض في المستقبل.

وأوضح متحدث رسمي باسم شركة الاتحاد للمعلومات الائتمانية في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» أنه كلما ازداد الحد الائتماني لاقتراض العميل، قلت فرصه في الحصول على تسهيلات ائتمانية جديدة. وأضاف: «مستوى الحد الائتماني للعميل يؤثر بشكل مباشر في معدل عبء الدين (DBR)، وهو أحد أهم العوامل التي تؤثر في قرار البنك في منح تسهيلات تمويلية للعميل مهما كان نوع تلك التسهيلات».

وأضاف المصدر: «نحن نشهد زيادة مطردة في عدد الأشخاص الذين يحصلون على تقاريرهم الائتمانية، التي باتت أكثر أهمية من أي وقت مضى، خصوصاً وأن تلك التقارير تمكّن الفرد من الاطلاع بشكل استباقي على مدى كفاءته المالية من أجل تقييم أهليتهم للحصول على الائتمان. ولذلك نقول إن ارتفاع الحد الائتماني لبطاقات الائتمان بشكل لا يتناسب مع الدخل الشهري أو الملاءة المالية للعميل يؤثر في حصوله على تسهيلات تمويلية قد تكون بشروط أفضل بالنسبة له».

50 %

وتنص المادة (7) من نظام القروض المصرفية والخدمات الأخرى المقدمة للعملاء الأفراد، حالياً في فقرتها الأولى على أنه “يجب ألا يزيد ما يقتطع من الراتب أو الدخل المنتظم لأي مقترض لجميع القروض الممنوحة من قبل البنوك وشركات التمويل مجتمعة، وعلى سبيل المثال لا الحصر قرض السيارة وقرض البيت الخاص وكذلك تسهيلات السحب على المكشوف وتسهيلات بطاقات الائتمان، عما نسبته 50% من راتبه الإجمالي وأي دخل من مصدر معروف ومحدد في أي وقت من الأوقات”.

وقال عمر خباز، مدير العمليات في المجموعة الدولية للاستشارات، إن البنك الذي يتعامل معه قام برفع الحد الائتماني لبطاقته من 60 إلى 250 ألف درهم، أي بنسبة تزيد على 300%، وذلك لأنه لم «يعترض» على ذلك الإجراء خلال يومين، وعندما أراد تمويل شراء سيارة جديدة فوجئ برفض البنك طلب التمويل لأن رفع الحد الائتماني رفع بصورة آلية من حد التزاماته المالية الشهرية المحتملة إلى أكثر من 50% خصوصاً، وأن راتبه الشهري لا يتناسب مع الحد الائتماني الجديد لبطاقته، وعندما اتصل بالبنك ليطلب منه خفض الحد الائتماني طلب منه الموظف إثبات إحضار وثيقة من شركة الاتحاد للمعلومات الائتمانية تثبت ارتفاع حدّه الائتماني، قبل أن يوافق الموظف على تخفيض الحد الائتماني بعد اعتراض ونقاش طويل.

ضغوط

وقال حسام عبد النور، مدير أحد استوديوهات التصوير الفوتوغرافي في دبي، إنه قام بعد محاولات ضغط عديدة من أحد مندوبي البنوك بالموافقة على الحصول على بطاقة ائتمان لاستخدامها في الشراء عبر الإنترنت أو السحب النقدي حصراً. وبعد أقل من شهرين فوجئ بنفس المندوب يتصل به هاتفياً ليحثّه ويغريه على استخدام البطاقة في السحب النقدي الذي ترتفع خلاله نسبة الفائدة إلى حدها الأقصى، مما ترتب عليه احتساب فوائد مضاعفة وصلت إلى حد إرهاقه مادياً، ما جعله اليوم لا يستطيع حتى أن يفي بالحد الأدنى من الدفعات المستحقة.

وأشار إلى أن البنك رفع الحد الائتماني لبطاقته الائتمانية من 15 ألفاً إلى 50 ألف درهم مرتين في غضون سنتين فقط أي بنسبة 400%.

وأضاف عبد النور: «بعد تجربتي «المريرة» مع بطاقات الائتمان في البنوك، أنصح عملاء البنوك بألا ينفقوا أكثر من 20% من مداخيلهم على بطاقات الائتمان، وإلا فسيؤدي ذلك عاجلاً أم آجلاً إلى تأخرهم في سداد قرض البطاقة ويخفض من تصنيفهم الائتماني ويزيد صعوبة حصولهم على قروض جديدة في المستقبل، وأطالب البنوك بأن تكون مساهمتها في تثقيف المستهلكين حول مسائل الإدارة المالية حقيقية وليس مجرد ادعاءات».

إجراء غير مقبول

من جانبه، أكّد الخبير المالي ومؤسس موقع «بيزات» للاستشارات المالية صلاح الحليان، أن رفع البنوك للحد الائتماني للعملاء بشكل كبير هو إجراء غير مقبول، مشيراً إلى أن ذلك يعني توريط العملاء بحدود ائتمان سائل يفوق إرادتهم وقدرتهم، الأمر الذي قد يؤدي إلى إفراطهم في الإنفاق ومواجهتهم لصعوبات مالية.

وأضاف صلاح الحليان: «من المهم أن تقوم العلاقة بين البنوك وجميع المؤسسات المالية من جهة والعملاء من جهة أخرى على أساس المنفعة المتبادلة بهدف العثور على خدمات تفيد كلا الطرفين، وهذا يشمل توفير حد ائتماني ضمن حدود القدرة المالية للعميل. وفي حال تحقق ذلك، من خلال حوار البنوك مع عملائها وتثقيفهم حول إيجابيات ومخاطر الخدمات (مثل زيادة الحد الائتماني)، فإن البنك سيكون مستقرا مالياً بعيداً ويجنب العملاء التعثر، وحينها تتعزز علاقة العميل بالبنك على المدى الطويل، بفضل الثقة المتبادلة».

وحول مساوئ رفع الحد الائتماني للعميل، قال الخبير المالي ومؤسس موقع «بيزات» للاستشارات المالية: إن زيادة حد بطاقة الائتمان يمكن أن يعطي الناس شعوراً زائفاً بقدرتهم المالية، فهم قد يشعرون بأن في استطاعتهم إنفاق المزيد من المال على المدى القصير، ولكنهم في الواقع يقومون بإنفاق أموال البنك خارج حدود ملاءتهم المالية. وبطبيعة الحال، فهذا الوضع يمكن أن يكون له تأثير كبير على أمننا المالي على المدى الطويل ومكانتنا كعملاء جيدين للبنك.

توضيح

وشدد ملاذ أيوبي، صاحب أحد محال المفروشات في الشارقة، على ضرورة قيام موظفي البنوك بشرح وتوضيح طبيعة الحد الائتماني لبطاقة الائتمان والرسوم والغرامات المرتبطة ببطاقات الائتمان للعميل، وأن يتسم هذا بالشفافية والوضوح التام، تجنباً للمشكلات التي تقع بين البنك والعميل عند تعثر الأخير عن السداد. وأضاف ملاذ أيوبي: «تلقيت رسالة نصية تفيد بأن البنك الذي أتعامل معه سيقوم برفع الحد الائتماني لبطاقتي خلال أسبوع في حال لم أعترض هاتفياً على ذلك لأحد موظفي البنك، المشكلة أنني كنت خارج الدولة آنذاك واستلمت الرسالة بعد عودتي، ومن حينها ارتفعت فاتورة بطاقة ائتماني من حوالي 5 إلى أكثر 10 آلاف شهرياً».

الحد المثالي

قال صلاح الحليان: إن الوضع المثالي للحد الائتماني لمجموع التسهيلات التمويلية هو ألا يزيد عن الدخل الشهري للفرد. وأضاف: «بغض النظر عن حد الائتمان الخاص بك، حاول أن تسدد رصيد بطاقتك الائتمانية بالكامل شهرياً قبل تاريخ استحقاق قسط البطاقة، حتى لا تكتوي بالفوائد المركبة أو الرسوم الإضافية. كذلك عليك تثقيف نفسك حول طبيعة المنتجات المالية مثل بطاقات الائتمان، والفائدة أو الربح المضاعف، وكيف يمكن أن تؤثر عليك سلباً مع الدين، أو إيجاباً مع المدخرات والاستثمارات الخاصة بك».

Email