أزمة ضرائب أوراسكوم تكبد بورصة مصر 1.36 مليار دولار في جلستين

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت البورصة المصرية هبوطها الحاد لدى إغلاق جلسة تعاملات الخميس "نهاية تداولات الاسبوع الماضي" متأثرة باستمرار أزمة شركة أوراسكوم للانشاء والصناعة مع مصلحة الضرائب وتردد أنباء عن إحتمال وجود حالات تهرب ضريبي مشابهة مع شركات أخرى كبرى بالبورصة قد تفتح ملفاتها فى الفترة المقبلة مما انعكس سلبا على أداء السوق خاصة المستثمرين الاجانب الذين زادت ضغوطهم البيعية المكثفة خاصة على سهم أوراسكوم.

وسجل رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة خلال جلسة الخميس خسارة قدرها نحو 4.8 مليارات جنيه ليرفع خسائره فى جلستي الأربعاء والخميس إلى 9.2 مليارات جنيه (حوالي 1.36 مليار دولار أميركي)، منهيا الاسبوع عند مستوى 361.9 مليار جنيه، وبلغ حجم التداول الكلي بالسوق خلال الأسبوع 391.4 مليون جنيه.

وهبط مؤشر البورصة الرئيسي إيجي إكس 30 بنسبة 2.08 % ليصل إلى 5207.21 نقاط وهو أدنى مستوى له في 3 أشهر، وذلك تأثرا بالهبوط الحاد الذي سجله سهم أوراسكوم للانشاء صاحب الوزن النسبي الاكبر بالمؤشر.

وكانت الخسائر أقل حدة على صعيد مؤشرات السوق الثانوية، ليتراجع مؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة إيجي إكس 70 بنسبة 0.11 % ليصل إلى 456.15 نقطة، فيما تراجع مؤشر إيجي إكس 100 الاوسع نطاقا بنسبة 0.99 % لينهي الاسبوع عند مستوى 758.09 نقطة.

وقال وسطاء في البورصة ل"البيان الاقتصادي" إن أزمة ضرائب أوراسكوم خيمت على أداء السوق خلال تعاملات الامس خاصة في ظل عمليات البيع المكثفة من المستثمرين الاجانب على السهم والتي دفعت به إلى تسجيل أدنى مستوى له في أربعة أشهر ليبلغ نحو 222 جنيها قبل أن يتحسن نسبيا عند الاغلاق مسجلا 228 جنيها. وفقد سهم اوراسكوم للإنشاء والصناعة خلال إسبوعين ما يقرب من 20 % من قيمته.

وذلك منذ الاعلان عن منع رئيس مجلس إدارتها ناصف ساويرس من السفر على خلفية تهرب الشركة من دفع ضرائب متأخرة عن بيعها قطاع الاسمنت بها عام 2007 بقيمة 71 مليار جنيه دون أن تسدد ما عليها من ضرائب للخزانة العامة للدولة فيما ترى الشركة أنها استفادت من قانون الاعفاء الضريبي بالقيد فى البورصة. وقالت مروة حامد مدير إدارة التنفيذ بشركة وثيقة لتداول الاوراق المالية إن سهم أوراسكوم للانشاء شهد يوم الخميس عمليات بيع مكثفة وعشوائية بدت وكأنها تهدف إلى الضغط على السهم والذي يؤثر بدوره على السوق نظرا لوزنه النسبي الكبير فى المؤشر.

وأشارت إلى أن هناك شائعات تتردد في السوق حول أن هذه المبيعات تهدف إلى الضغط على البورصة وبالتالي الضغط على الحكومة في إطار المفاوضات بين مصلحة الضرائب والشركة لحل أزمة التهرب الضريي للشركة مما زاد من عمليات البيع على السهم من مستثمرين افراد. لكن محمد رشدي العضو المنتدب بشركة النوران لتداول الاوراق المالية اعتبر المبيعات المكثفة من المستثمرين على سهم أوراسكوم للانشاء تأتي بسبب مخاوف ثبوت تورط الشركة فعليا وتهربها الضريبي مما سيفرض عليها دفع المبالغ المستحقة عليها والتي قد تصل إلى 14 مليار جنيه أو أقل، مما يعني أن إجمالي حقوق المساهمين فى الشركة سينخفض وبالتالي تقييم الشركة سيتراجع بنسب ملحوظة.

ورأى الدكتور معتصم الشهيدي خبير أسواق المال أن هناك مخاوف من وصول المفاوضات بين الشركة ومصلحة الضرائب إلى طريق مسدود وهو ما سيجعل المسلك القضائي الحل النهائي مما سيترتب عليه الكثير من الاوضاع السلبية على الشركة وأبرزها وقف عملية الاستحواذ من قبل شركة أوراسكوم إن في الهولندية بجانب التداعيات القانونية الاخرى.

 

Email