الشهور الأخيرة من العام شهدت نشاطاً ملحوظاً

217 ألف مركبة مبيعات السيارات في الإمارات 2022

تحسن مبيعات السيارات خلال العام الماضي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بلغ إجمالي مبيعات سوق السيارات بالإمارات 217244 سيارة خلال عام 2022، وفق مؤشرات سوقية متخصصة أظهرت تحسناً تدريجياً إجمالياً بحوالي 2 % عن عام 2021 مع حصص نمو عالية حققتها الكثير من العلامات التجارية العالمية في السوق المحلي خلال العام المنقضي.

واستند نشاط السوق إلى عدد من العوامل حددها وكلاء محليون، في مقدمتها سعي العملاء لاقتناص فرص وفرة المخزون وسهولة التوريد التي شهدها السوق في النصف الثاني من العام، إلى جانب سعي الكثير من الشركات المنتجة عبر الوكالات المحلية إلى تنويع الطرز السوقية للتغلب على ارتفاع الأسعار.

وتقديم بدائل بمواصفات ملائمة وأسعار مناسبة أمام الكثير من شرائح العملاء أصحاب الدخل المتوسط، مع توفير المزايا البديلة، كالتسهيلات على التأمين أو التسجيل، إلى جانب عروض الصيانة المجانية على بعض الموديلات أو فترات الضمان.

وتوقع البعض تواصل التحسن خلال العام الجاري ربطاً بوفرة المخزون واستمرارية العروض خلال النصف الأول من العام الجاري مع محافظة الشركات المنتجة والوكالات على ولاء العملاء عبر استمرارية توفير البدائل السعرية والمواصفات الملائمة.

تحسن بواقع 2 %

وأفاد تقرير حديث لمنصة «focus2move» الإلكترونية المتخصصة في قياس أداء أسواق السيارات العالمية، بأن سوق الإمارات شهد تحسناً بواقع 2 % خلال عام 2022، ليحقق مبيعات بلغت 217244 سيارة مقارنة بعام 2021، موضحاً أن الشهور الأخيرة من العام شهدت نشاطاً مضطرداً، حيث سجل الشهر الأخير بمفرده حصة 18.6 ألف سيارة.

ووفق ترتيب العلامات التجارية ضمن التقرير، كانت «تويوتا» قد سجلت نمواً في حصتها البيعية في السوق الإماراتي بحوالي 13.4 % عن العام الماضي، بحصة بلغت أكثر من 66504 سيارات، تلتها «نيسان»، مسجلة ما يناهز 33997 سيارة، ثم «متسوبيشي»، التي سجلت نمواً بلغت نسبته 10.6 %، ليصل إجمالي مبيعاتها إلى 28577 سيارة.

فرصة للشراء

وعدّد مسؤولو وكالات محلية العوامل التي أسهمت في حركة السوق خلال عام 2022، الذي شكل فرصة للشراء أمام الكثير من العملاء اقتناصاً لوصول طلبيات الإنتاج الجديدة على مدار العام، وفق استشاري المبيعات في «مرسيدس» بشركة الإمارات للسيارات، أنيس الشعراني.

حيث شكلت لوائح الانتظار وطول فترات التسليم عائقاً خلال العامين السابقين، سواء كان ذلك تأثراً بالجائحة أو بسبب تباطؤ سلاسل الإنتاج والتوريد عبر مرحلة التعافي. وتابع الشعراني أن وجود ملاءة مالية أيضاً على صعيد المشترين سهل على العديد من العملاء القيام بعمليات الشراء خلال تلك الفترة، والاستفادة من الطرز الجديدة ومواصفات الرفاهية التي تمتعت بها الموديلات المستحدثة.

متوقعاً استمرارية ذلك مع مواصلة إطلاق الطرز الجديدة والمستحدثة، سواء في السيارات الاعتيادية الأكثر طلباً حتى الآن، أو الهجينة والكهربائية، التي بدأت تلقى قبولاً جيداً في السوق المحلي.

أسعار ملائمة

وتحدث المدير التنفيذي للمبيعات والتسويق «شيفروليه» و«جي إم سي» في «بن حمودة للسيارات» أيمن البيجاوي عن تغير خطط الإنتاج وتوفير طرز أكثر قيمة من حيث المواصفات والمعايير ومستويات استهلاك الطاقة بمستويات سعرية ملائمة للكثير من شرائح العملاء.

ما أسهم بشكل واضح في اجتذاب نوعيات جديدة من العملاء أصحاب الإنفاق المتوسط في الوقت الذي استقطبت بالمقابل، استناداً للمواصفات، عدداً من العملاء الباحثين عن الرفاهية العالية في السيارات، ما أحدث توازناً نسبياً في المبيعات وتحسناً تدريجياً حتى نهاية العام.

وأكد أهمية مرونة خطط الإنتاج وبحث الشركات المنتجة على زيادة الكميات الواردة إلى السوق المحلي، مع تلبية أكبر قدر ممكن من الاحتياجات، ما وفّر بدائل متعددة ساعدت على سرعة البيع وتحفيز العملاء على اتخاذ قرارات الشراء، مؤكداً تركز الحصة الكبرى من المبيعات في النصف الثاني من 2022.

وأشار في الوقت ذاته إلى أن تحديث البنية التحتية للمعارض وتشغيلها بكل طاقتها وسهولة الانتقال إليها حفّز المشترين على الاطلاع المباشر على الموديلات الجديدة، والتعرف إلى العروض السعرية، وتقلص فترات الاستلام، كما أن عروضاً سعرية على بعض أنواع السيارات الصغيرة حفزت مؤسسات خاصة على التزود باحتياجاتها من السيارات الجديدة بما يواكب اتساع أعمالها.

عوامل النشاط

ورصد مدير مبيعات فولكس فاجن بوكالة «علي وأولاده»، سامر دويعر، عدة عوامل كانت وراء نشاط السوق خلال تلك الفترة، في مقدمتها التغير الواضح في أداء السوق ومبيعاته في النصف الثاني من عام 2022 عن النصف الأول، مع وجود الزيادات التدريجية في المخزون بدءاً من منتصف العام.

حيث شهدت تلك الفترة زخماً في الطلبيات المرسلة إلى السوق المحلي مع تحسن خطط الإنتاجية وزيادة وتيرة سرعة التوريد. وأضاف أن العروض السعرية وبرامج البيع النشطة التي تتضمن تسهيلات ما بعد البيع قد حفزت نوعيات جديدة من المشترين بسبب التخفيضات، إلى جانب قدرة بعض الموديلات الجديدة على اجتذاب شرائح العملاء، ولا سيما مع زيادة التعريف بها عبر المنصات الإلكترونية.

وتوقع مواصلة السوق النتائج الإيجابية خلال العام الجاري مقابل استمرارية العروض الترويجية، وتحسن خطط الإنتاج، وزيادة السيولة، والملاءة المالية لدى العملاء، إلى جانب تزايد الرغبة في اقتناء السيارات من جانب العملاء الجدد الباحثين عن الحصول على متطلباتهم توقياً لحدوث أي تغيرات طارئة قد تؤثر على السوق ونشاطه مستقبلاً.

بيانات تراكمية

أظهرت البيانات الأخيرة أن السوق يعاود نموه من جديد بعد فترة التقلص النسبي الذي خيّم على الأسواق الدولية للسيارات بشكل عام خلال فترة كورونا ومرحلة التعافي، حيث أشارت البيانات التراكمية ضمن تقرير منصة «focus2move» مرور السوق بفترات متباينة على صعيد المبيعات خلال السنوات الماضية.

حيث ارتفع من 213 ألف سيارة مباعة بنهاية 2010 إلى أكثر مستوى قياسي في مبيعات السوق المحلي تجاوز 408154 سيارة مباعة في عام 2015، في الوقت الذي شهدت الفترة ما بين عامي 2016 و2018 معدلاً سنوياً للمبيعات استقر عند 247600 سيارة سنوياً، ليعاود السوق النشاط في 2019 بحوالي 6.2 %، لتربو المبيعات فوق حاجز 263 ألف سيارة.

Email