عمالقة التكنولوجيا يقتحمون عالم صناعة السيارات الكهربائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن الأسماء البارزة في عالم صناعة السيارات الكهربائية باتت تجد مزاحمة كبيرة من قبل عمالقة التكنولوجيا التي قررت النزول إلى حلبات المنافسة بكل ثقلها مزودة بعتاد لا نهائي من تقنياتها التي لا تنضب رافعة شعار «المستقبل الكهربائي لنا وتقنياتنا الأفضل».

ومن بين تلك الشركات التكنولوجية العملاقة التي قررت خوض غمار المنافسة في صناعة السيارات الكهربائية مصنع الهواتف الأبرز عالمياً «أبل»، والعملاق الكوري «سامسونج»، والاسم الصيني التكنولوجي البارز «هواوي»، والاسم الياباني العريق «سوني».

أبل

البداية كانت مع «أبل»، ففي عام 2014، ظهرت تسريبات للمرة الأولى عن نية الشركة الأمريكية العملاقة اقتحام سوق السيارات الكهربائية، لكن القليل جرى الكشف عنه رسمياً في هذا الإطار.

وذكرت تقارير صحفية أن هناك علامات تظهر تقدم «أبل» في مشروع السيارات الكهربائية، مشيرة إلى الاختبارات المستمرة التي تجري على برنامج القيادة الذاتية في مدينة كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا. وتجري هذه التجارب على أسطول من سيارات «لكزس» الرياضية، حيث جرى إضافة أدوات متطورة لها مثل أجهزة الاستشعار. وبناء على هذه المعلومات، يتوقع الخبراء الشكل الذي ستبدو عليه سيارات «أبل»، والميزات الثورية التي قد تتضمنها.

ومن أبرز هذه المزايا: شاشة تحكم تعمل باللمس، إلى جانب مساعد آلي ذكي يشبه نظام «سيري» الموجود في هواتف آيفون. وعملت شركة بريطانية لتأجير السيارات اسمها «Vanarama» بالتعاون مع فنانين لرسم نموذج تقريبي للشكل الذي ستظهر عليه سيارة «أبل». ويتميز الشكل المتوقع للسيارة المنتظرة بالخطوط الأنيقة والبسيطة في آن واحد.

وقال المدير التنفيذي للشركة، آندي ألدرسون، إن الشائعات حول سيارة «أبل» بدأت في عام 2014، واكتسبت زخماً منذ ذلك الوقت. وأضاف أن الأمر صار بالغ الأهمية في صناعة السيارة وحتى خارجها، مؤكداً أن الشركة حريصة على رؤية الشكل الذي ستبدو عليه.

ولفت إلى أن التصميم اعتمد على براءات اختراع قدمتها شركة «أبل»، مع بناء تصميمات وجماليات متوقعة من أبل، بالإضافة إلى ما تسرب من معلومات عن السيارة، فهذه أبرز مؤشرات عن الشكل الذي ستتخذه السيارة.

سامسونج

ومثلما وجدت شركة «أبل» مزاحمة مستمرة من الصانع الكوري «سامسونج» في مجال صناعة الهواتف الذكية، سوف تستمر تلك المزاحمة في مجال صناعة السيارات الكهربائية، ففي عام 2013 ظهرت شركة باسم «رينو سامسونج موتورز» وهي وحدة كورية جنوبية تابعة لشركة «رينو» الفرنسية للسيارات، وأعلنت حينها بداية إنتاج سياراتها الصالون الكهربائية، ولكن الأمر واجه صعوبات عدة في بدايته.

إلا أنه في يوليو 2021، أعلنت شركة «سامسونج إس دي آي» الكورية لتصنيع البطاريات، الاستثمار في السوق الأمريكية لتلبية الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية، ما أثار التكهنات بشأن شراكة محتملة مع شركات صناعة السيارات الكبرى.

وتقوم «سامسونج إس دي آي»، ذراع تصنيع البطاريات التابعة لشركة «سامسونج للإلكترونيات»، بمراجعة خيارات مختلفة لبناء مصنع جديد في الولايات المتحدة الأمريكية، لتزويد العملاء المحتملين. وتشير تقارير إلى أن سيارات «سامسونج» المستقبلية سوف تأتي بميزات تفاعلية عديدة معززة بشاشات عالية الدقة بتقنيات متطورة للغاية تلبي متطلبات محبي الموسيقى والألعاب والتطبيقات الرقمية.

هواوي

كما دخل المصنع الصيني للهواتف الذكية «هواوي» على خط السباق مستعيناً بما في جعبته من تقنيات لإرهاب منافسيه في هذا المجال، حيث كشفت عن تفاصيل حول سيارة بمواصفات تقول إنها ستتغلب على منافسيها.

وتشتهر «هواوي» بمنتجات الاتصالات والهواتف الذكية، وتقول إنها لن تصنع السيارات بمفردها، لكنها كانت تعمل مع شركات صناعة السيارات في مجال تكنولوجيا السيارات.

وقال ريتشارد يو، المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي لمجموعة أعمال المستهلكين التابعة لهواوي، إن السيارة الأولى التي تعمل بنظام التشغيل «هارموني» من «هواوي» تعمل بالكهرباء والوقود.

وأوضح أن «هواوي» طورت سيارة مميزة لتتحدى بها مركبات «تسلا» وأحدث السيارات الكهربائية والهجينة المطروحة في الأسواق حالياً. وتأتي سيارة «AITO M5» بهيكل كروس أوفر انسيابي مدروس وفق أحدث معايير ديناميكية الهواء، ومجهز بمصابيح «LED» متطورة توفر إضاءة ممتازة في مختلف ظروف الطقس.

ويأتي هيكل هذه السيارة بطول 4 أمتار و77 سنتيمتراً، بعرض 193 سم، وارتفاع 162 سم، أما قمرتها فصممت لتوفر للركاب أفضل معايير الرفاهية، إذ جهزت المقاعد بأنظمة تدفئة وتبريد وأنظمة لتدليك الظهر والقدمين، كما حصلت واجهة القيادة على شاشة لمسية كبيرة متطورة بمقاس 15 بوصة، وشاشة أخرى قبالة السائق تعمل كلوحة عدادات رقمية

وحصلت نماذج هذه المركبة على منظومة هجينة تضم محركات كهربائية ومحركات بنزين توربينية بسعة 1.5 لتر، تمكنها من قطع مسافة 1100 كلم في كل رحلة بعد تعبئة خزانات الوقود وشحن البطاريات، وتخولها من التسارع من 0 إلى 100 كيلومتر بالساعة في غضون 4.4 ثوان.

وزودت هذه السيارات بمستشعرات خاصة تتحكم بإضاءة المصابيح تبعاً لمعدلات الإضاءة الخارجية، كما حصلت على نظام تثبيت للسرعة يمكنه التحكم بالسرعة تلقائياً اعتماداً على رادارات متطورة، فضلاً عن تجهيزها بحساسات مسافات وكاميرات ترصد محيطها بالكامل.

سوني

كذلك دخل العملاق الياباني «سوني» على خط المنافسة، حيث قال كينيشيرو يوشيدا، رئيس مجلس إدارة المجموعة إنها سوف تؤسس شركة جديدة للسيارات الكهربائية في الربيع المقبل، لتصبح أحدث عمالقة التكنولوجيا الذين يدخلون السوق سريعة النمو. وأضاف إن إنشاء الشركة الجديدة «سوني موبيليتي» يأتي بينما تستكشف «سوني» الإطلاق التجاري للسيارات الكهربائية.

ورغم أن منافسين آسيويين مثل «سامسونج» الكورية الجنوبية أضعفوا وضع «سوني» الذي كان مهيمناً في السابق على سوق الإلكترونيات الاستهلاكية، لا تزال الشركة اليابانية تملك ترسانة من التكنولوجيا المتطورة في مجالات مثل أجهزة الاستشعار الحساسة الضرورية للقيادة الذاتية.

Email