أكد راكيش ناير، المدير التنفيذي للعلامات التجارية الأوروبية «ستيلانتيس الشرق الأوسط» أن الإمارات تلعب دوراً رئيساً في نمو التنقل الكهربائي بالمنطقة مع وجود أكثر من 240 محطة شحن للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء الدولة مستوحاة من الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، إذ تركز الدولة على تحسين جودة الهواء والحفاظ على الموارد المائية.

وزيادة مساهمة الطاقة النظيفة، وتنفيذ خطط النمو الأخضر والحفاظ أيضاً على البيئة.
وكان عالم صناعة السيارات قد شهد ولادة عملاق جديد، بعد أن أعلنت مجموعة «فيات كرايسلر الإيطالية - الأمريكية» و«بي. إس. إيه» الفرنسية المالكة لعلامة «بيجو» الاندماج بين الشركتين لتحمل المجموعتان اسم «ستيلانتيس» والذي سيكون رابع أكبر شركة سيارات في العالم.
وقال راكيش في حوار مع «البيان الاقتصادي»: تسلط الأجندة الوطنية للدولة أيضاً الضوء على أهمية البنية التحتية مع التوسع في انتشار شبكات الشحن الكهربائي على نطاق واسع لدعم العملاء الذين يرغبون في امتلاك سيارات كهربائية.
كما تهدف الأجندة الوطنية إلى أن تكون الإمارات من بين الأفضل في العالم من ناحية جودة المطارات، والموانئ، والبنية التحتية للطرق، والكهرباء. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 تعني أن الإمارات ستسعى جاهدة لتطوير البنية التحتية للاتصالات ما يسمح لها بأن تصبح رائدة في تقديم الخدمات الذكية.

ورداً على سؤال حول مستقبل السيارات الكهربائية بشكل عام، قال: تشهد الطاقة المستدامة في المنطقة دفعة كبيرة، إذ بدأت الحكومات الاستثمار في مصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وبالتالي فإن هذا يؤدي إلى خلق الوعي بين المؤسسات لخفض بصمة انبعاثات الكربون أيضاً. ويعد قطاع النقل والمواصلات أحد أكثر القطاعات تأثراً إيجاباً بهذا الاتجاه، ولذا فإننا نشهد الكثير من الاستثمار من قبل السلطات المحلية لدعم السيارات الكهربائية مثل محطات الشحن الكهربائي ومواقف السيارات المجانية.
وفي هذا الإطار، أطلق صانعو السيارات أيضاً مجموعة واسعة من المركبات الكهربائية المتوافقة مع معايير دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك من أجل زيادة الوعي وبالتالي التفكير في الشراء في نهاية المطاف.
وتابع: وفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) أصبح الاستثمار في الطاقة المتجددة في الإمارات يحظى بأولوية قصوى مع تكثيف تركيز الدولة على مصادر الطاقة المتجددة لتصل إلى ما نسبته 10% من إجمالي خليط الطاقة الكلي في البلاد، و25% من إجمالي الطاقة المولدة.

وهذا بدوره يمكن أن يحقق توفيرات سنوية قدرها 1.9 مليار دولار بحلول عام 2030 من خلال تجنب استهلاك الوقود الأحفوري وخفض تكاليف الطاقة. وهذا بدوره يخلق بيئة مثالية للسيارات الكهربائية في المستقبل.
وحول خطط «بيجو» المستهدفة لإنتاج المركبات الكهربائية، قال: نريد أن يكون لعملائنا مجموعة مختارة من المحركات عند شراء منتجاتنا من المركبات.
ويتوافر اليوم في أوروبا الطرازان 208 و2008 الجديدان كلياً بمحركات البترول والديزل والكهرباء. وهذا يتيح للعملاء موديلات تحظى بالكفاءة وتوفر راحة البال.
كما نخطط لإطلاق إصدارات سيارات كهربائية من جميع الموديلات الجديدة بما في ذلك «بيجو PHEV SUV 3008» التي ستتوافر في الإمارات قريباً جداً والبدائل الكهربائية من بيجو 208 / 2008 وإنشاء خط إنتاج مركبات كهربائية كامل بحلول عام 2023.
وفيما يتعلق بالعقبات التي تواجه تطوّر المركبات الكهربائية، قال: تتمثل المخاوف الرئيسة بفهم تكلفة امتلاك سيارة كهربائية. ومع زيادة مبيعات هذه السيارات، تصبح التكلفة النسبية لامتلاك سيارة كهربائية بدورها أكثر جاذبية، وثمة عقبة أخرى تتمثل بإمكان الوصول إلى محطات الشحن.
.jpg)
وفي حين أنها تتزايد بمعدل سريع في العديد من المدن، يسكن معظم السكان في مبانٍ وأبراج عالية، ولذا فإن توافر مرافق شحن كهربائية في هذه المباني سيكون مفتاحاً لتحسين معدل الإقبال على امتلاك هذه السيارات.
وأردف: هناك ما يقلق العديد من العملاء المحتملين وهو نطاق سير السيارة الكهربائية بشحنة واحدة، ولكن في حين أن المركبات الكهربائية الحديثة لديها نطاقات سير لمسافات أطول إلى جانب توافر محطات شحن تستغرق وقتاً أقل لشحن السيارات، فإن امتلاك سيارة كهربائية لا يزال يعني التخطيط لرحلتك حول وفي محيط محطات الشحن.
بينما يختلف الأمر مع السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي (ICE) فهناك محطات وقود متاحة بسهولة. بمجرد تطوير البنية التحتية، سنرى المزيد من العملاء يضاعفون ثقتهم بالمركبات الكهربائية.
وأضاف: بعد أن أصبحت السيارات الكهربائية متاحة بسهولة، بات هناك بالفعل اهتمام متزايد من المستهلكين. ومن ضمن ما رأيناه أن العملاء المحتملين الذين يتطلعون إلى التحوّل من السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية يبحثون عن حلول وسطية.
ولذلك يختارون بدورهم سيارة كهربائية هجينة تعمل بالكهرباء والبنزين - مثل طراز بيجو الهجين 3008 هايبرد 4 الجديد - لأن لديهم حرية التبديل بين المحركات.
وتابع: بات العملاء أكثر وعياً بالبيئة وبالتالي أصبحوا أكثر اهتماماً بالآثار البيئية الإيجابية التي توفرها قيادة المركبات الكهربائية. ويوجد الآن إقبال أكبر بشكل عام تجاه المركبات الكهربائية لأسباب أهمها انبعاثات الوقود المنخفضة وصولاً إلى استخدام التكنولوجيا المتقدمة المتزايدة.
وسيستمر هذا النهج في النمو من قوة إلى قوة إذ سيقل شعور العملاء بالقلق بشأن مدى سير وتكلفة امتلاك السيارات الكهربائية، مع زيادة الإنفاق على البنية التحتية.
