جنرال إلكتريك تدعم الاقتصاد اليمني بتزويد بترومسيلة بتوربين غازي متنقل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت كل من «جنرال إلكتريك» وشركة «بترومسيلة»، التي تتولى إدارة عمليات التنقيب عن النفط وإنتاجه في اليمن، عن اتفاق لإضافة توربين غازي متنقل جديد من طراز TM2500 لتوليد الكهرباء بالاعتماد على الغاز المصاحب الذي كان يتم حرقه سابقاً بما يسهم في خفض الانبعاثات وتوليد طاقة كهربائية إضافية تسهم في زيادة ساعات الإمداد بالكهرباء في المجتمعات المحلية. 

وسيتم تركيب التوربين الغازي الجديد في حقل القطاع 14 في منطقة حضرموت، ليمنح الشركة طاقة تصل إلى 34 ميجاواط في الظروف المثالية، وسيسهم التوربين بعد ربطه بشبكة الكهرباء المحلية، بضخ نحو نصف الكهرباء المنتجة في حقل القطاع 14 إلى الشبكة، ما يعني توفير الطاقة الكهربائية للمنازل في هذه المنطقة باليمن التي تعاني حالياً من انقطاعات متكررة بالتيار الكهربائي. 

ويأتي الإعلان الجديد في أعقاب تركيب «جنرال إلكتريك» سابقاً لثلاثة توربينات من نفس الطراز في القطاع 10 في شرق محافظة شبوة في اليمن عام 2022، ليتيح لبترومسيلة الاستغناء عن الديزل باهظ التكلفة وعالي الانبعاثات الكربونية، الأمر الذي أسهم في خفض الانبعاثات بنسبة تزيد على 50%.

وتسهم هذه التوربينات عالية الكفاءة والمرونة من جنرال إلكتريك في تنفيذ خطط شركة بترومسيلة لتوليد الطاقة من الغاز الطبيعي الذي كانت تحرقه سابقاً، خصوصاً أن حرق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط يمثل هدراً اقتصادياً، فإنه يؤدي إلى تلويث البيئة أيضاً، إذ يحتوي على غاز الميثان ومركبات هيدروكربونية تسهم في زيادة كمية الانبعاثات الكربونية العالمية. 

ووفق تقرير تتبع أنشطة حرق الغاز في العالم لعام 2022، حرقت حقول إنتاج النفط والغاز في عام 2021 -أي أهدرت- نحو 144 مليار متر مكعب من الغاز في مختلف أنحاء العالم، مما أطلق نحو 400 مليون طن من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون. وبالاستفادة من الغاز الذي تحرقه حالياً، سيقطع العالم أشواطاً إضافية نحو أهداف أمن الطاقة التي يسهل الحصول عليها من مصدر متوفر.

وفي هذا السياق، قال محمد بن سميط المدير العام التنفيذي لشركة «بترومسيلة»: «نلتزم في بترومسيلة بدعم الاقتصاد اليمني من خلال تطوير الموارد الهيدروكربونية في البلاد، والارتقاء بكفاءة عمليات الإنتاج والتكرير والتنقيب، والعمل على توفير مصادر طاقة موثوق بها لسكان المناطق التي نعمل فيها، وفي هذا السياق، نثمن العمل عن كثب مع (جنرال إلكتريك) خلال السنوات الماضية، حيث إن التزامها بخفض الانبعاثات الكربونية من خلال توفير تقنيات رائدة ومرنة يدعم جهودنا لخفض بصمتنا الكربونية في المستقبل مع توفير الطاقة الكهربائية التي يحتاجها المواطنون في اليمن».

وأضاف، إن «التخلص من عمليات حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط تمثل تقدماً بالغ الأهمية لنا، لأنه يخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من جهة، ويتيح لنا توليد الكهرباء باستخدام الغاز من جهة أخرى، والحد من الاعتماد على أنواع وقود غير مستدامة - مثل الديزل - لتلبية احتياجات المجتمع من الطاقة».

وقال جوزيف أنيس، الرئيس والمدير التنفيذي لوحدة أعمال خدمات الطاقة وأنظمة الطاقة الغازية لدى «جنرال إلكتريك» في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: «يمثل توربين TM2500 من جنرال إلكتريك حلاً مثالياً لدعم جهود تحقيق أمن الطاقة من جهة والتحول إلى مصادر أكثر استدامة من جهة أخرى، إذ تسهم التكنولوجيا المتقدمة المعتمدة في هذا التوربين في توفير حلول مرنة وذات كفاءة عالية تقلل الانبعاثات الكربونية بالإضافة إلى زيادة الطاقة الكهربائية في منطقة حضرموت بشكل عام نظراً لتخصيص نصف إنتاج الكهرباء من التوربين الجديد لهذا الغرض». 

ولأن استكمال مشاريع الطاقة الضخمة يستغرق فترة طويلة، قررت شركة «بترومسيلة» البحث عن حلول مرنة وسريعة لتوفير الطاقة للشعب اليمني، في ظل التحديات الجمّة لإيصال الكهرباء إلى شريحة كبيرة من السكان، بسبب الأضرار الواسعة التي لحقت بالشبكات وأنظمة التوزيع نتيجة الظروف الأمنية والاقتصادية. وفضلاً عن تزويد «بترومسيلة» بحل يتيح لها مزيداً من المرونة في استهلاك الوقود والحد من الانبعاثات الكربونية، فإن التوربين يمتاز بمعدل موثوقية يصل إلى 98%.

وسيضمن نظام جنرال الكتريك للمراقبة والتشخيص عن بعد تشغيله بأعلى مستويات الفعالية والموثوقية، وبالنظر إلى إمكانية ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة إلى مستويات عالية، ستزود توربينات TM2500 بمصافي إضافية للوقاية من الرمال والغبار، بالإضافة إلى أجهزة تبريد تضمن كفاءة إنتاج الطاقة خلال ذروة أشهر الصيف.

يذكر أن تصميم توربينات TM2500 يعتمد على تكنولوجيا المحركات النفاثة المتقدمة المستخدمة في صناعة الطيران، التي عملت الشركة على تطويرها لتوفير حلول طاقة متنقلة سريعة التشغيل. والطراز TM2500 محطة توليد طاقة قابلة للنقل تعمل بالغاز، ويعبأ في نظام ثلاثي المقطورات ويتضمن نظاماً لتنقية الهواء وعادماً. ويشحن عن طريق البر أو الجو أو البحر إلى أي مكان في العالم، ويمتاز بسرعة تركيب عالية ما يعني أنه حل مثالي للمناطق التي تحتاج إلى حلول سريعة لتوليد الطاقة. ومنذ بدء نشره في الأسواق العالمية قبل أكثر من 20 عاماً، ركّبت «جنرال إلكتريك» ما يزيد على 300 محطة من هذا النوع في نحو 30 دولة حول العالم وصل مجموع ساعات تشغيلها إلى أكثر من 6 ملايين ساعة.

Email