استثمر بذكاء..نصيحة أسطورة صناديق التحوط لتجنب المخاطر

كشف الملياردير راي داليو، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة بريدج ووتر أسوشيتس، أحد أكبر صناديق التحوط في العالم، بأصول مُدارة تبلغ 162 مليار دولار، عن وصفة سحرية للاستثمار الامن والابتعاد عن المخاطر في الوقت الحالي الذي يشهد تقلبات في مختلف الأسواق والاقتصادات سواء القوية أو الناشئة، و إن أهم مبدأ ينبغي على المستثمر اتباعه حاليًا هو التنويع. وأشار أيضًا إلى أن الولايات المتحدة قادرة على حماية نفسها من تقلبات السوق المثقلة بالديون من خلال الاستثمار في الذهب.

التنويع مفتاح النجاح

أكد داليو على أن التنويع هو المبدأ الأكثر أهمية للمستثمر في الوقت الراهن. ويشمل ذلك التنويع في فئات الأصول المختلفة مثل الأسهم والسندات والذهب، بالإضافة إلى التنويع الجغرافي عبر الاستثمار في أسواق مختلفة حول العالم. يرى داليو أن الاعتماد على فئة أصول واحدة أو عملة واحدة قد يعرض المستثمر لمخاطر كبيرة

الذهب مقابل الدولار الأمريكي

أوضح داليو أن الولايات المتحدة تواجه تحديات بسبب أعباء الديون، وأنه في مثل هذه الظروف، يُعد الذهب وسيلة حماية فعالة. نصح داليو بالاستثمار في الذهب كوسيلة لتحقيق الاستقرار والحماية من تقلبات السوق.أشار داليو إلى أن العالم يمر بدورات اقتصادية، وأن البيئة الحالية تتميز بارتفاع مستويات الديون. لذلك، يجب على المستثمرين أن يكونوا حذرين

قرارات تكتيكية

وقال داليو "التنويع مهم للغاية، خاصة في وقت عدم اليقين الحالي، حتى نتمكن من اتخاذ قرارات تكتيكية يمكن أن تساعدك على التغلب على الأسواق".نؤكد على التنوع. وبناءً على ذلك، فإن محفظة استثمارية متنوعة جيدًا ستحتوي على ما بين 10% و15% من الذهب. فهو عملة بديلة غير مرتبطة بأصول أخرى، لأنه عند مواجهة أزمة، يميل سعره إلى الارتفاع بشكل كبير، بينما تنخفض العملات الأخرى بشكل كبير.

وفقاً لخبير صناديق التحوط، ينبغي على المستثمرين إعادة النظر في ماهية المحفظة المحايدة. ويحذر من الانحياز المفرط لفئات الديون والأصول التقليدية، ويؤكد على أهمية الحفاظ على تنويع مناسب للاستثمارات.

قال داليو: "العالم مليء بالديون. عندما تحتفظ بالمال، فأنت تحتفظ بأداة دين. وديون شخص ما هي أصول لشخص آخر. لذا، عندما تحتفظ بها كأصل ومخزن للثروة، تظهر مشكلة".

تصاعد التوترات الجيوسياسية

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، قال: "من المهم معرفة مَن يملك أمواله". وأشار إلى أن دولًا مثل الصين واليابان وروسيا استثمرت احتياطياتها في أصول أمريكية، معظمها سندات، وهو ما لم يُحقق لها نتائج جيدة في نهاية المطاف. وأضاف: "لهذه الأسباب، ينبغي على المستثمرين مراعاة شكل المحفظة المحايدة، وتجنب الانحياز نحو فئات الديون والأصول التقليدية".

تحدث داليو أيضًا عن الرسوم الجمركية الأمريكية، مشيرًا إلى أنها قد تُدرّ إيرادات على الولايات المتحدة، إلا أن البلاد تُنفق مبالغ أكبر لخدمة ديونها، على حد قوله.

وشبّه أسواق الائتمان ورأس المال بالجهاز الدوري البشري قائلًا: "الائتمان يعمل كغذاء. إذا وُجّه نحو استثمارات وأنشطة تُدرّ دخلًا، يبقى النظام سليمًا. أما إذا لم يُوجّه، فإن خدمة الدين تتراكم كالبلاك، مُضيّعةً بذلك النفقات الأخرى. هذا ما نشهده الآن".