كشف تقرير للأمم المتحدة صدر في يوليو الماضي، أن قارة أفريقيا تمتلك 60% من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم، حيث تخلق الصحاري والمناخ الدافئ في القارة إمكانات هائلة لمشاريع الطاقة الشمسية. ورغم ذلك، لم تتلق أفريقيا سوى 2% من الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة في عام 2024.
300 جيجاواط
في قمة المناخ التي عُقدت في يناير من هذا العام، التزم القادة الأفارقة برفع قدرة الطاقة المتجددة في أفريقيا إلى 300 جيجاواط بحلول عام 2030. وتعادل هذه الكمية من الطاقة إنتاج حوالي 114 محطة طاقة كبيرة، أي ما يكفي لتزويد مدينة كبيرة أو دولة صغيرة بالطاقة. وفي الوقت نفسه، تتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إمكانية توليد 90% من طاقة أفريقيا من مصادر الطاقة المتجددة، بما فيها الطاقة الشمسية، بحلول عام 2050. ويتضمن ذلك مصادر أخرى للطاقة المتجددة إلى جانب الطاقة الشمسية، حيث اختارت بلدان مثل جنوب أفريقيا مزيجًا من الطاقة يتضمن الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح.
صادرات الصين إلى أفريقيا
وأظهرت بعض التحليلات الأخيرة لبيانات الصادرات الصينية أن صادرات الألواح الشمسية إلى أفريقيا زادت بشكل كبير خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
ويشير تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة «إمبر» إلى أن الواردات من الصين ارتفعت بنسبة 60% في العام الماضي إلى 15032 ميجاواط، مع تحقيق 20 دولة أفريقية رقماً قياسياً في واردات الألواح الشمسية خلال فترة 12 شهراً.
ورغم أن الزيادة في الألواح الشمسية كانت مدعومة في السابق بواردات جنوب أفريقيا، التي عانت من سنوات من انقطاع التيار الكهربائي بسبب أزمة الكهرباء الطويلة، فإن واردات الألواح الشمسية من خارج جنوب أفريقيا تضاعفت ثلاث مرات في الأشهر الاثني عشر الماضية. وبشكل متزايد، تنظر شركات الطاقة المستقلة إلى أفريقيا باعتبارها سوقاً لمنتجات الطاقة الشمسية، حيث تتطلع إلى تلبية احتياجات القارة من الطاقة.
احتياجات أفريقيا من الطاقة
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، يعيش نحو 600 مليون شخص في قارة يبلغ عدد سكانها نحو 1.5 مليار نسمة بدون كهرباء، مما يترك الأطفال بدون أضواء للدراسة في الليل والمنازل بدون طاقة للأجهزة.
و يُقدّر البنك الدولي أن معدلات التزويد بالكهرباء في وسط وغرب أفريقيا من بين أدنى المعدلات في العالم. ففي غرب أفريقيا، حيث لا يحصل 220 مليون شخص على الكهرباء، يصل معدل التزويد بالكهرباء إلى 8% فقط. ويؤدي نقص الكهرباء أيضاً إلى الحد من قدرة القارة على الحصول على الرعاية الصحية الجيدة والتعليم والنمو الاقتصادي الناتج عن إمدادات الطاقة الكافية والمتواصلة.
وكان تبني القارة للطاقة المتجددة بطيئا مقارنة بالاقتصادات الأكثر تقدما مثل الصين والدول الأوروبية والولايات المتحدة، والتي تمثل 80% من قدرة الطاقة المتجددة المثبتة في جميع أنحاء العالم.
