أعجوبة معمارية مستدامة بمفهوم «الغابات المطيرة المظللة»

ماليزيا تكشف عن تفاصيل جناحها في «إكسبو 2020 دبي»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت ماليزيا عن تفاصيل مفهوم «الغابات المطيرة المظللة» (رين فورست كانوبي) الفريد لجناحها في «إكسبو 2020 دبي»، مسلّطة الضوء على التزامها بالاستدامة.

وقال محمد طارد سفيان، سفير ماليزيا لدى دولة الإمارات، خلال مؤتمر صحفي: «يمثل الجناح، الممتد على مساحة 1,234.05 متر مربع، أول مبادرة خالية من الانبعاثات الكربونية في «إكسبو 2020 دبي»، ويعد أعجوبة معمارية، تدمج التصميم الحصري الغامض مع عناصر الرسوم المتحركة، لتوفير تجربة رفيعة حول العلاقة بين الإنسان والطبيعة للزوار». 

وتابع: «لقد أردنا أن نذكر بالحاجة إلى امتلاك نظرة مستقبلية مستدامة حول الحياة والأعمال في هذه الأوقات العصيبة، من خلال مفهوم «الغابات المطيرة المظللة» لدينا في «إكسبو 2020 دبي»، الحدث العالمي المحوري، الذي يسهم في تعزيز جهود الانتعاش الاقتصادي لمرحلة ما بعد كوفيد 19». 

وأضاف: «يمثل «إكسبو 2020 دبي»، بالنسبة لماليزيا، منصة استراتيجية لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي وتجاوز تأثير الوباء، واطلاع العالم حول تركيز ماليزيا على الحلول المستدامة»، معرباً عن تهنئته لدولة الإمارات لاستضافتها الحدث ومواجهتها لمختلف التحديات بعزيمة واقتدار. 

وسيشارك في الجناح الماليزي 22 جهة حكومية، و40 وكالة و5 حكومات ولايات، حيث ستقوم هذه الكيانات معاً بتنفيذ 26 برنامجاً أسبوعياً مخصصاً للتجارة والأعمال التجارية على مدار الأشهر الستة لانعقاد المعرض. وتشير التقديرات إلى أن 200 وفد تجاري ماليزي على الأقل سيشكلون جزءاً أيضاً من المجموعة الكبيرة من المشاركين من البلاد. 

وأضاف السفير: «انسجاماً مع شعار «إكسبو 2020 دبي»– تواصل العقول وصنع المستقبل – سيضم الجناح الماليزي مجموعة متنوعة من الشركات من أكثر من 10 قطاعات صناعية مختلفة موزعة عبر 6 تجمعات». 

تركيز على الاستدامة

يشكل التزام ماليزيا بالاستدامة وتعزيز العلاقة التكافلية بين الإنسان والطبيعة محور التركيز لجناحها، وهو ما يتجسد بموضوع الجناح «تنشيط الاستدامة»، الذي يعبر عن التزام البلاد بالموازنة بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية من جهة والحفاظ على البيئة وصونها من جهة أخرى. 

وبموقعه بين منطقة الاستدامة ومنطقة التنقل في «إكسبو 2020 دبي»، يمثل الجناح محاولة قلّ نظيرها لتسليط الضوء على عطاء الطبيعة وتناغمها الأخاذ والحاجة لأن يتعامل البشر بعناية معها. وجرى استخدام خشب «ميرانتي» بشكل مكثف على واجهة الجناح ليعكس التزام ماليزيا بالممارسات الحرجية والمنتجات الخشبية المستدامة. ولتعزيز أثر التصميم، تم اعتماد أسلوب هندسي مبتكر لاستعراض خشب الميرانتي على الواجهة الخارجية. 

وبدروه، قال «شامسول بهار محمد نور»، الرئيس التنفيذي لـدى «المركز الماليزي للتكنولوجيا الخضراء وتغير المناخ» (MGTC)، الوكالة المنفذة لمشاركة ماليزيا في «إكسبو 2020 دبي»: «ستجدون مفهوم»الغابات المطيرة المظللة«في وسط الصحراء مكاناً ساحراً ومتكاملاً مع تجمعات شجرية يمكنكم السير عبرها محاطة بأنواع من النباتات والحيوانات مع نهر متعرّج في الوسط. يتمثل الهدف في إعادة إحياء تجربة»الطبيعة السليمة«والتأمّل في كيفية حماية الطبيعة للبشرية طوال الوقت». 

وتعد «وزارة العلوم والتكنولوجيا والابتكار» الوزارة الرئيسية المعنية بالمشاركة الكاملة لماليزيا في المعرض. 

وأوضح «نور» أن «إيصال رسالة العيش المستدام وحماية البيئة يمثل ضرورة حتمية في أوقات الاحترار العالمي وتغير المناخ»، مضيفاً أن الجناح مُصمّم لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة عبر تحقيق وفورات في الطاقة بنسبة 20 % بفضل هندسته المعمارية وبنائه الصديق للبيئة.

وأضاف «نور» أن «بناء الجناح كان مشروعاً حافلاً بالتحديات، ولكنه رائع أيضاً لكونه دمج المهارات الفائقة مع سعة الخيال لتوفير تجربة غامرة للزوار ليشعروا وكأنهم في غابة مطيرة. لقد تم الجمع بين التكولوجيا والتصميم بنسب صحيحة لابتكار عمل فني بالفعل». 

ويضم الجناح النابض بالحركة أجهزة إسقاط ضوئي خاصة، بما في ذلك شلال مذهل يظهر على خلفية مشهد لصحراء. حيث ينبع الجدول من أعلى الجناح ويجري نحو أسفل المنحدر، الذي يعطي انطباع بجسر معلق أثناء السير عليه. 

وبينما تطأ أقدام الزوار أرضية الجناح، ترحب بهم أعمدة إنارة تم تصميمها بحيث تتمايل قليلاً. فيما يتميز الجناح بهيكله خفيف الوزن، حيث تم تصنيعه باستخدام الكمية المناسبة من الفولاذ، مما يعزز من مرونته ويتيح تفكيكه وإعادة استخدامه بسهولة. وتم تشييد الجناح على مساحة صغيرة ولكن بمجرد دخوله سيختبر الزوار مساحة أكبر من الواقع. 

وانسجاماً مع الغرض البنائي المتمثل بـ«ملامسة الأرض بخفة»، تم تعليق قاعات العرض على أعمدة رفيعة طويلة جداً، على ارتفاع 4 – 6 أمتار فوق الأرض. وتهدف قاعات العرض الثلاث، التي تلامس الأرض في أقل نقاط ممكنة، إلى استحضار دلالات للغابات الاستوائية من خلال عواميد أشجار ترتفع للحصول على ضوء الشمس.

العلاقات الثنائية

قال «محمد طارد سفيان» إن «المشاركة في إكسبو 2020 ستساعد في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع دولة الإمارات، أكبر شريك تجاري وأهم وجهة تصدير لماليزيا بين دول مجلس التعاون الخليجي. وبلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية في العام 2020، 4.9 مليار دولار، منها 2.03 مليار دولار صادرات و2.89 مليار دولار واردات. كما تعتبر الإمارات أيضاً ثاني أكبر مصدر استيراد لماليزيا بعد المملكة العربية السعودية. 

وأضاف: ستساهم مشاركتنا في دعم تعزيز العلاقات الثنائية وتنمية الاتصالات سواء على صعيد الأنشطة التجارية أو الأفراد أو الحكومات، موضحاً أن الشركات المشاركة من ماليزيا تنتمي لقطاعات مختلفة، بما في ذلك التعليم، والشباب، والتجارة، والصناعة 4.0، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، والبيئة، والزراعة المستدامة والسلع الزراعية، والسياحة والثقافة، والتجارة الإلكترونية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وصناعة الحلال، والصيرفة الإسلامية. 

وختم بقوله أن المعرض سيساعد ماليزيا على إنعاش قطاع السياحة لديها ومع وضع ذلك في الاعتبار سيضم الجناح قسماً مخصصاً للفن والثقافة والسياحة بشكل دائم وذلك في منطقة «تمكين التناغم» ضمن الجناح. بينما تضم الأقسام الثلاثة الأخرى مناطق «تمكين اليوم» و«تمكين الغد» و«تنشيط الأعمال».

Email