سياحة وطيران
رحلة في إندونيسيا ـ جزر التوابل وأكبر أرخبيل في العالم
تتألف اندونيسيا من أكثر من 17 ألف جزيرة تشكل مجتمعة اكبر ارخبيل في العالم ويكفي المرء ذكر أسماء هذه الجزر ليعيد إلى الأذهان صور الشرق الساحر وحكايات جاوة وسومطرة وسولاويسي ولوكبوك وبالي.
وتوفر اندونيسيا التي تنتشر على امتداد قوس بطول 5 آلاف كم يقع بين البر الرئيس لقارة آسيا وقارة استراليا ويحيط بها المحيطان الهندي والهادي تشكيلة مذهلة من فرص قضاء العطلات وتتراوح المناظر الطبيعية والآسرة فيها ما بين البراكين بحممها المتوهجة وحقول الأرز الخضراء المتألقة والغابات المطيرة والكثيفة والمزارع المفتوحة ومستنقعات أشجار الغاف والمناطق الريفية المنتشرة فوق تلال ذات طقس معتدل. كما تمتلك اندونيسيا بالطبع بعضا من أجمل الشواطئ في العالم والتي تؤدي رمالها البيضاء إلى مياه البحار الرقراقة. وتوفر اندونيسيا للزوار أيضاً مجموعة متنوعة من الأنشطة التي يمكنهم القيام بها والأماكن التي يتعين عليهم استكشافها اذ يمكن لعشاق المغامرات التنزه سيراً على الأقدام في الغابات وركوب الزوارق في مياه الأنهار سريعة الجريان والتزلج على الماء والغوص في المياه العميقة .
واستكشاف الكهوف بينما يمكن لهواة التسوق التمتع بشراء أقمشة الباتيك والدمى المتحركة التقليدية والمنتجات الخزفية والمقتنيات الأثرية والمنحوتات الخشبية والأقمشة المنسوجة يدويا والمنتجات الجلدية والفخارية وأثاث خشب الراتان والمجوهرات وتضم اندونيسيا كذلك مجموعة كبيرة من المعابد البديعة والمناظر الطبيعية الساحرة ونماذج العمارة الجميلة. أبرز المعالمالمعابد البوذية والهندوسية والآثار والقلاع العريقة والمتاحف والمساجد والكنائس ومدافن العائلات الملكية والأبطال الوطنيين والمقابر التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية والمتنزهات الوطنية والبراكين.
جاكرتا - مدينة الانتصارات
تم إنشاء مدينة جاكرتا على أنقاض ميناء سوندرا التجاري القديم والخاص بتصدير الفلفل وقد حصلت المدينة على اسمها الحالي الذي يعني مدينة الانتصارات بعد الفتح الإسلامي لها قبل نحو 500 عام.
وتشكل مدينة جاكرتا الحديثة المركز السياسي والثقافي والاقتصادي والتجاري والصناعي الزاخر بالنشاط والحيوية لاندونيسيا. وهي تشكل موطنا لنحو 10 ملايين نسمة جاؤوا إليها من شتى مناطق ارخبيل اندونيسيا. وعلى نحو متزايد من مختلف أنحاء العالم أيضاً.
وفي تطورات المدينة في العقود القليلة الماضية لتتحول إلى احد أكثر مراكز آسيا الحضرية نشاطا إذ انها تضم ناطحات سحاب تستخدم كمبان للمكاتب ومراكز التسوق الحديثة التي تضفي مزيدا من التألق على المباني التي تعود إلى الفترة الكولونيالية والمتاجر والمستودعات القديمة المؤلفة من طابقين.
ويمكن للسائح التعرف إلى هذه المدينة الحيوية من خلال زيارة الميناء القديم الذي لا يزال قيد الاستخدام منذ أكثر من 800 عام وهو محاط بقوارب «بينيسي» الخشبية الشراعية التقليدية أو زيارة المتحف الوطني في ميدان موديكا «ميدان الحرية» الذي يؤوي مجموعة متميزة من المنحوتات الحجرية والمقتنيات الأثرية البرونزية والتماثيل والمنتجات الخزفية.
أما الراغبون في الحصول على معلومات شاملة عن اندونيسيا فيمكنهم زيارة اندونيسيا المصغرة التي تصور التنوع في أساليب العمارة والفنون والتقاليد والثقافات التي نشأت في جزر اندونيسيا.
كما يمكن لعشاق التسوق التمتع أيضاً بما توفره المدينة لهم حيث تعتبر المساومة في الأسعار باستثناء المتاجر التي ترفع لافتة «هارجا باس» «الأسعار الثابتة» جزءا لا يتجزأ من عملية البيع والشراء التي تتسم بالكثير من الابتسامات والعديد من العروض غير الجديرة بالاهتمام من كلا الجانبين.
ومن أهم المعالم في هذه المدينة التي تعود إلى فترة الاستعمار المنتجعات الواقعة في الجزر في بولا سيريبو «الألف جزيرة» ومجمع انكول الشاطئي الترفيهي ومسجد الاستقلال الذي يعتبر اكبر المساجد في جنوب شرق آسيا وبرج موناس الذي يرتفع لنحو 137 مترا والذي يوفر اطلالات فائقة الروعة للعاصمة جاكرتا.
سحر وبهاء بالي
من ضمن العروض التي تطرحها الإمارات للعطلات رحلة لمدة 5 أيام بسيارة خاصة إلى جزيرة بالي الشهيرة وهي رحلة عبر المناظر الطبيعية الساحرة والمعالم الثقافية للجزيرة بدءا من زيارة المعابد القديمة وانتهاء بالأنشطة الرياضية الحافلة بالمغامرات.
ويمكن خلال هذه الرحلة زيارة معبد «تاناه لوت» الذي يحظى بشهرة واسعة والذي يعد المعلم الذي تم التقاط اكبر عدد من الصور له وتتجه بعد ذلك إلى غابة القردة حيث تشاهد المئات من القردة البرية ثم شمالاً إلى منطقة لوفينا حيث تشاهد سوق الفاكهة المحلية في كاندي كوننج.
وتشكل بالي احدى المقاطعات ال33 التي تتكون منها اندونيسيا وتهيمن على تضاريس هذه المقاطعة سلسلة من الجبال التي تمتد من الغرب إلى الشرق وتقسم الجزيرة إلى جزأين. ويتسم الجانب الشمالي للمنحدرات الجبلية بانحداره الشديد مشكلا بذلك أراضي منخفضة على امتداد المنطقة الساحلية .
بينما تتميز المنحدرات الجنوبية بكونها اقل انحدارا مما يشكل سهلا خصيبا يعتبر بمثابة المركز الرئيس لحضارة بالي ويقع بعض من أكثر الشواطئ الرملية البيضاء جمالا مثل شواطئ سانور وكوتا ونوسا دوا في الجنوب كما يضم المنحدر الجنوبي أربع بحيرات.
وتؤوي المناطق الساحلية الواقعة في الجزء الجنوبي لهذه الجزيرة اكبر عدد ممكن من السكان حيث يعيش نحو 370 ألف نسمة في العاصمة دينباسار وقد كانت الزراعة على مر العصور مصدر رزق رئيسا لسكان بالي بينما لعبت الأنشطة الأخرى مثل صيد الأسماك والحرف اليدوية والسياحة خلال العقود الماضية دوراً مهما في نمو اقتصاد هذه المقاطعة.
ويحظى شاطئا كوتا ونوسا دوا الجميلان بالشهرة الأكبر في بالي حيث يشكلان مركزا للترفيه لكونهما يمتلكان صفوفا من متاجر الهدايا التذكارية والمطاعم والمقاهي والعديد من فرص الترفيه.
وفي لوفينا وكانديداسا يمكن مشاهدة الدلافين في الساعات الأولى من الصباح ثم زيارة كينتاماني للتمتع بالاطلالات الساحرة على جبل وبحيرة باتور وبعتبر الجبل احد البراكين النشطة التي تحيط بالبحيرة التي تعتبر الأكبر بين بحيرات بالي ثم يمكن زيارة معبد بيساكيه الذي يشتهر باسم معبد الأم ويقع على منحدرات جبل اجونج ويعود تاريخ إنشاء المعبد إلى العصور الحجرية.
ومن بين معالم هذه الجزيرة أيضاً يمكن زيارة كهف الخفافيش في جوالاواه ثم شرقا إلى كلونجكونج ثم زيارة دار العدل وهي عبارة عن مبنى يحيط به خندق مائي ويمثل أنموذجاً رائعاً من أنماط العمارة في منطقة كلونجكونج وهو يشتهر بالرسوم الجميلة التي تزين سقفه.
أما في اوبود فيمكن للزائر الانطلاق برحلة في قارب في مياه نهر ايونج سريعة الجريان وركوب احد فيلة سومطرة للتمتع بالمناظر الجميلة هناك. وهناك رحلة إلى اوبود التي تمثل عاصمة للفنون ومركزا ثقافيا لبالي وزيارة متنزه جارودا ويسنو كينكانا الثقافي الذي ينتشر على مساحة 20 هكتارا في منطقة جيمباران.
متنزه تامان لرحلات السفاري
يقع متنزه تامان في مكان مرتفع على منحدرات جبل اورنجو الذي يبعد عن جاكرتا مدة ساعتين بالسيارة ويعتبر مركز تامان الذي تم افتتاحه في العام 1986 المركز الرئيس في اندونيسيا لحماية الحياة البرية المهددة بالانقراض ويتجول في هذه المحمية أكثر من 2500 حيوان تنتمي إلى 270 نوعا مختلفا تعيش في القارات الخمس وتشمل الأسود والنمور والجواميس البرية وتنين كومودو والزرافات ووحيد القرن والثيران الأميركية والدببة والتي تتجول بحرية عبر المناطق الطبيعية ذات الجمال الساحر.
وينقسم المتنزه الذي يمتد على مساحة 340 هكتارا إلى ثلاث مناطق واحدة برية تتيح للزوار مشاهدة الحيوانات في بيئتها الطبيعية ومنطقة تعليمية تتضمن ألعاباً وعروضاً للحيوانات وثالثة تتضمن حديقة لصغار الحيوانات تتيح للأطفال التفاعل عن قرب مع أشبال الأسود وصغار النمور والحيوانات البرية الأخرى.
وبعد ذلك يمكن زيارة جبال ارجونو البركانية باتجاه ممر بونكاك وهي منطقة ترتفع لنحو 1500 متر فوق سطح البحر أو زيارة احدى مزارع الشاي ذات المساحة الشاسعة حيث تتم زراعة الشاي بشكل يشبه تنسيق الحدائق الرسمية الأنيقة على امتداد التلال المتدحرجة.
رابع أكبر دولة سكاناً في العالم
تقع جزر اندونيسيا في جنوب شرق آسيا وأوقيانيا. تضم 508, 17 جزيرة. ويبلغ عدد سكانها حوالي 230 مليون شخص، بذلك تكون رابع أكبر دولة سكانا وأكبر عددا من السكان المسلمين في العالم.
اندونيسيا هي جمهورية وعاصمتها مدينة جاكارتا، حيث تشارك حدودها البرية مع بابوا غينيا الجديدة، تيمور الشرقية، وماليزيا. والدول المجاورة الأخرى وتشمل سنغافورة، الفلبين، أستراليا، وأراضي الهنود لجزر أندامان ونيكوبار.
الارخبيل الاندونيسي كان منطقة تجارية هامة على الأقل منذ القرن السابع الميلادي عندما كانت المملكة Srivijaya تتاجر مع الصين والهند. قد تأثرت القوى الأجنبية وجلب انتباهها مواردها الطبيعية. حيث الإسلام جلب التجار المسلمين، والقوى الأوروبية تحتكر بعضها البعض في تجارة التوابل في جزر مالوكو خلال عصر الاستكشاف.
بعد ثلاثة قرون ونصف القرن من الاستعمار الهولندي، وإندونيسيا ضمنت استقلالها بعد الحرب العالمية الثانية. تاريخ اندونيسيا منذ ذلك الحين مضطرب مع التحديات التي تفرضها الكوارث الطبيعية، والفساد، والنزعة الانفصالية، وعملية التحول الديمقراطي، وفترات من التغير الاقتصادي السريع.
الجزر الاندونيسية تتكون من المجموعات العرقية واللغوية والدينية المتميزة. فقد وضعت الهوية المشتركة التي حددت لغة وطنية واحدة التي تلم شملهم، من التعددية الدينية والعرقية داخلها حيث أغلب سكانها مسلمون . وتحتوي على مناطق شاسعة من المناطق البرية وتعتبر ثاني أعلى دولة في مستوى التنوع البيولوجي وهي غنية بالموارد الطبيعية.
دبي - «البيان»
