متاعب منطقة اليورو تضر بنمو اقتصادات أوروبا الناشئة

البرتغال تقرّ تدابير تقشفية واحتجاجات في اسبانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتخذت البرتغال تدابير تقشفية جديدة لتسريع خفض العجز العام من خلال زيادة الضرائب وخفض النفقات. وبذلك عاد رئيس وزراء البرتغال جوزيه سوكراتيس عن تعهده بعدم زيادة الضرائب تحت ضغط الاسواق وشركائه في منطقة اليورو حيث باتت البرتغال تعتبر احدى الدول المعرضة للاصابة بعدوى الازمة اليونانية.

وقال سوكراتيس، في مؤتمر صحافي اثر اجتماع لمجلس الوزراء، إن هذه التدابير الاضافية ضرورية لحماية اقتصادنا وتعزيز مصداقيته في الاسواق العالمية والدفاع عن اوروبا وعن منطقة اليورو.

وتتضمن التدابير الجديدة زيادة ضريبة القيمة المضافة نقطة واحدة الى 21% وزيادة الضريبة 5 .2% على ارباح الشركات الكبيرة التي تتجاوز مليوني يورو وضريبة اضافية من 1 او 5 .1% على الدخل العالي. ولكي يشكل السياسيون، من الرئيس الى اعضاء المجالس البلدية ومدراء الشركات الحكومية، قدوة، سيتم خفض مرتباتهم بمعدل 5%.

ويفترض ان تسهم هذه التدابير في خفض العجز العام منذ السنة المقبلة الى 6 .4% من اجمالي الناتج الداخلي للبرتغال، كما قال سوكراتيس. في حين كانت التوقعات السابقة تتوقع ان يصل العجز العام الى 1 .5%. وتعهد رئيس الوزراء بخفض العجز خلال 2010 الى 3 .7% مقابل 4 .9% في 2009. واعتبر الامين العام للنقابة المركزية كارفالهو داسيلفا هذه التدابير «شديدة القسوة» ودعا الى التحرك.

وقال سوكراتيس ان هذه التدابير لن تسري سوى حتى نهاية 2011 وانه سيتم تقاسم الاعباء «بصورة عادلة» بين الدولة والمجتمع.

وفي أسبانيا، دعت اكبر نقابتين اسبانيتين الى اضراب عام للموظفين في الثاني من يونيو المقبل احتجاجا على خفض الرواتب الذي اعلنته الحكومة في اطار خطة تقشف. الا ان رئيسي اكبر نقابتين في البلاد، «يو جي تي» و«سي او او او»، استبعدا في الوقت الحاضر توسيع الدعوة لتشمل كل القطاعات الاقتصادية، وذلك لدى خروجهما من اجتماع مع رئيس الحكومة الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو.

واعتبر الامين العام لنقابة «سي او او او» ايغناسيو فرنانديث توكسو «ان الدعوة من جانبنا الى اضراب عام قد تسهم على الارجح في زيادة تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، وستكون عملا غير مسؤول».

واضاف ان ذلك قد يخدم ايضا لعبة الذين لهم مصلحة في حصول ذلك في اشارة الى المعارضة اليمينية. وقد تحركت اتحادات الموظفين في هاتين النقابتين اللتين تشكلان الغالبية الساحقة، على الفور امام خفض معدل الرواتب بنسبة 5% في الوظيفة العامة اعتبارا من يونيو وتجميدها في 2011.

ودعا اتحاد المرافق العامة التابع للنقابة جميع موظفي قطاعات البلاد المختلفة من الصحة الى التعليم مرورا باجهزة الطواريء والبلديات والاقاليم والهيئات العامة الى اضراب عام في الثاني من يونيو المقبل.

كما دعا الى تنظيم تظاهرات في 20 مايو الحالي في كل انحاء البلاد. واجتمعت نقابة الموظفين «سي او او او» بعد ظهر اليوم لتبني تحركات مماثلة.

واقتصار هذا التحرك على الموظفين يبدو انه يستجيب لاستراتيجية النقابتين اللتين جددتا معارضتهما التامة والمطلقة لاجراءات ثاباتيرو، من دون الذهاب مع ذلك الى حد القطيعة.

واشارتا خصوصا الى اهمية المفاوضات الجارية مع الحكومة ونقابة اصحاب العمل حول مشروع اصلاح سوق العمل.

وقال كبير الاقتصادييين في البنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية أمس ان أزمة عجز الميزانية التي تواجهها بعض الدول الاعضاء في منطقة اليورو ستلحق الضرر بالاقتصادات الناشئة لوسط وشرق أوروبا المعتمدة على الطلب على الصادرات من غرب القارة.

وقال اريك بيرجلوف لتلفزيون رويترز انسايدر على هامش الاجتماع السنوي للبنك الاوروبي للانشاء والتعمير الاجراءات في غرب أوروبا التي تؤدي لتراجع الطلب مثل القيود المالية... سيكون لها تأثير على دول وسط وشرق أوروبا اذ إنها تعتمد كثيرا على الصادرات الى منطقة اليورو.

وقال بيرجلوف ان الاثر السلبي من منطقة اليورو سينعكس في توقعات البنك الجديدة للنمو الاقتصادي في 2010 للاقتصادات الاوروبية الناشئة المقرر نشره غدا .

وقال البنك الذي يتخذ من لندن مقرا له في يناير ان هذه المنطقة ستنمو بمعدل يبلغ 3.3 بالمئة في المتوسط في 2010.

وقال بيرجلوف كنا أكثر تفاؤلا من قبل لكن المخاطر الخارجية من الواضح أنها ما يقلقنا الآن.

وفي وقت سابق هذا الشهر حذر البنك من أن بلغاريا ورومانيا وصربيا قد تواجه صعوبات نتيجة للازمة الحاصلة في اليونان بسبب مستويات التعرض العالية في هذه الدول للبنوك اليونانية.

Email