أحمد بن سعيد: واصلنا النمو بالمنافسة لا الحماية ونتوقع استمرار الأرباح في 2011

4.2 مليارات درهم أرباح مجموعة الإمارات بنمو 248%

ت + ت - الحجم الطبيعي

سجلت مجموعة الإمارات نمواً قياسياً في أرباحها للسنة المالية 2009-2010 محققة نموا بلغ 248% قفزت بأرباحها إلى 2 .4 مليارات درهم عن السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2010.

واستقرت عائدات المجموعة عند مستوى السنة السابقة بقيمة 4 .45 مليار درهم مما يعكس تراجعاً في الحصيلة المتأتية من مبيعات الركاب والشحن تم تعويضها بنمو الحركة. وتحسن هامش ربحية المجموعة وصولاً إلى 1 .9% مقارنة مع 6 .2% للسنة السابقة.

وقام سمو الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، بإعلان نتائج السنة المالية 2009/ 2010 خلال مؤتمر صحافي عقده صباح اليوم في المقر الرئيس لمجموعة الإمارات في دبي.

وقال سموه إن هذا العام كان عاما استثنائيا بجميع المقاييس حيث واصلنا تحقيق الأرباح في أسوأ أوضاع الركود العالمي. إلا أن النصف الأول كان الأكثر صعوبة وتحدياً بفعل تداعيات الأزمة المالية التي خيمت على الاقتصاد العالمي.

وقد أسهمت روحنا الوثابة وقدرتنا على التكيف في مختلف الظروف في مساعدتنا على المضي قدماً وسط أحوال اقتصادية صعبة، ونجحنا في تسجيل أداء قوي للغاية في النصف الثاني من العام.

وزادت الاحتياطات النقدية للمجموعة إلى 5 .12 مليار درهم بنهاية مارس وبنمو كبير نسبته 3 .43% أو 8 .3 مليارات درهم عن احتياطات السنة السابقة. وجاءت هذه النتائج الممتازة أيضاً بعد استثمار 4 .3 مليارات درهم في شراء طائرات ومعدات جديدة وتجهيز صالات خاصة للركاب.

وتجلى الأداء الكبير هذا العام وسط أصعب ظروف تشغيلية في نجاح المجموعة في مواصلة أعمالها كالمعتاد وتفوق منتجاتها وخدماتها. وانعكس ذلك في وصول أعداد الركاب الذين نقلتهم طيران الإمارات خلال السنة المالية إلى 5 .27 مليون راكب، بزيادة 7 .4 ملايين راكب عن السنة السابقة في الوقت الذي واصلت دناتا نموها في عمليات المناولة الأرضية عبر العالم، ليصل عدد المطارات التي تخدمها إلى 20 مطاراً في تسع دول.

وأضاف سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: مرة بعد أخرى، تتغلب طيران الإمارات على الصعاب. فقد عملنا في السابق وسط قلاقل إقليمية وانتشار مرض السارس وتداعي الاقتصاديات الآسيوية، ومؤخراً الأزمة المالية العالمية والارتفاع القياسي لأسعار الوقود.

وقد شكل نمو أعداد ركابنا بنسبة 21% تطوراً رائعاً ساعدنا على موازنة آثار انخفاض العائدات. ويعود هذا النمو، بالإضافة إلى موقعنا في قلب طريق الحرير الجديد بين الشرق والغرب، إلى التزامنا القوي بتنمية شبكة خطوطنا ومعايير خدماتنا في وقت يتراجع الكثير من المنافسين ويلجأون إلى الانكماش والتقليص.

وأبرز سموه قدرة مجموعة الإمارات على تحدي الأزمات والازدهار في أقسى الظروف بالرغم من توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) بأن الخسائر المالية لشركات الطيران العالمية سوف تصل إلى 4 .9 مليارات دولار نتيجة لأصعب ظروف تواجهها الصناعة على الإطلاق.

وأشار سموه إلى الإنجازات المهمة للمجموعة التي ساعدت على ضمان استمرار النمو والنجاح ومنها إستراتيجية دناتا للتوسع عالمياً من خلال تملك أصول بعض الشركات وإضافة 15 طائرة إلى أسطول طيران الإمارات واحتفال دناتا بمرور 50 عاماً على انطلاق عملياتها.

وافتتاح منتجع وسبا وولغان فالي الذي يعد واحداً من الفنادق العالمية الرائدة في حماية البيئة ومرور 10 سنوات على افتتاح منتجع وسبا المها الصحراوي، ومرور عام على انتقال عمليات طيران الإمارات إلى المبنى 3 في مطار دبي الدولي، وتوسيع شبكة الخطوط التي يخدمها أسطول طائرات الإيرباص أ380 لتشمل مطارات سيول وبانكوك وجدة.

وأضاف سموه: «نفخر بأننا في مجموعة الإمارات حققنا هذه الإنجازات من دون تلقي أي دعم أو حماية من المنافسة الأجنبية في سوقنا المحلية، وذلك بفضل رؤية حكومة دبي الثاقبة وتطبيقها سياسة الأجواء المفتوحة. لقد واصلنا النمو ليس من خلال الحماية ولكن في أجواء المنافسة.

وقد أسهم تصميمنا ومبادراتنا في مساعدتنا على اكتساب وترسيخ سمعة ممتازة عبر العالم، وسوف نمضي قدما ولن نتوقف في وضع وتنفيذ خطط التوسع التي تلبي متطلباتنا واحتياجاتنا لمواجهة المنافسة».

وقال إن تصميم طيران الإمارات على التمسك بتقاليدنا القائمة على الإبداع والابتكار واحداً من أعظم إنجازاتنا في سنة شهد العالم فيها الكثير من التقلبات. وكذلك قدرتنا على الاحتفاظ بثروتنا البشرية ذات الخبرات العميقة والواسعة.

وقد تمكنا من ذلك من خلال عدد من الأفكار والإجراءات الخلاقة، التي تمثلت في استخدام مواردنا البشرية بكفاءة عالية، بالإضافة إلى طرح البرنامج الاختياري «الإجازة بدون مرتب»، الذي لقي إقبالاً واسعاً.

ويعد موظفونا، البالغ عددهم 50 ألفاً في مختلف دول العالم أثمن أصولنا ومواردنا، ونحن ملتزمون بالاحتفاظ بكل واحد منهم، فقد أسهم ولاؤهم وإخلاصهم في ترسيخ أوضاع مجموعتنا، وسوف نواصل النمو والازدهار بفضل ذلك.

طيران الإمارات

بلغت عائدات طيران الإمارات 5 .43 مليار درهم بنمو 4 .0% عن عائدات السنة السابقة. وبلغت أرباح الناقلة 5 .3 مليارات درهم بنمو قياسي نسبته 416% عن أرباح السنة المالية الماضية التي كانت 686 مليون درهم.

وعلى الرغم من زيادة الطاقة الاستيعابية بنسبة 9 .16% خلال السنة المالية 2009/ 2010 إلى 28526 مليون طن كيلومتري، فقد انخفضت التكاليف التشغيلية لطيران الإمارات بنسبة 7 .2% عن السنة السابقة. ونجم عن ذلك تحسن ملموس في تكلفة الوحدة بنسبة 6 .16% وارتفاع كبير في الإنتاجية لكل موظف، في الوقت الذي ارتفعت فيه أعداد العاملين بنسبة 3 .2% فقط.

وانخفضت تكلفة الوقود بنسبة ملحوظة مقارنة بالسنة السابقة وبمقدار 5 .2 مليار درهم (691 مليون دولار) وشكلت 9 .29% من تكاليف التشغيل الإجمالية، مقارنة مع 2 .35% في السنة السابقة. وجاء التراجع في تكلفة الوقود الإجمالية نتيجة انخفاض متوسط سعر جالون وقود الطائرات خلال العام بنسبة 8 .30%.

واستمر توسع الأسطول خلال السنة المالية 2009/ 2010 بانضمام 15 طائرة جديدة، منها 4 طائرات إيرباص أ380، و10 طائرات بوينج 777- 300 ئي آر، بالإضافة إلى طائرة شحن واحدة من طراز بوينج 777.

ووصل أسطول طيران الإمارات في 31 مارس الماضي إلى 142 طائرة 4 منها للشحن. وأصبحت طيران الإمارات خلال العام أكبر مشغل للبوينج 777 عندما تسلمت طائرتها رقم 78 من هذا الطراز. ويعد أسطول الناقلة واحداً من بين الأحدث في الأجواء بمتوسط عمر يبلغ 69 شهراً.

ووصل إجمالي طلبيات طيران الإمارات مع نهاية السنة المالية، إلى 146 طائرة (ما عدا حقوق الخيار) تزيد قيمتها عن 176 مليار درهم.

وأطلقت طيران الإمارات، خلال السنة المالية 2009/ 2010، خدمات ركاب إلى ثلاث محطات جديدة للركاب هي: ديربان ولواندا وطوكيو. كما عززت خدماتها القائمة بزيادة عدد الرحلات إلى محطات عليها طلب كبير ضمن شبكة خطوطها.

وسجل معدل إشغال المقاعد 1 .78% وهو مستوى جيد إذا ما أخذ في الاعتبار زيادة عدد الكيلومترات المقعدية المتاحة بنسبة 6 .20%. وتراجعت الحصيلة على العائد بنسبة 9 .16% إلى 211 فلساً (5 .57 سنتاً أميركياً) لكل طن كيلومتري مقطوع، انخفاضاً من 254 فلساً (2 .69 سنتاً) في السنة المالية السابقة 2008/ 2009، وقد تمت موازنة هذا التراجع بفعل الزيادة في معدل إشغال المقاعد.

وافتتحت طيران الإمارات خلال السنة المالية 2009/ 2010 ست صالات خاصة لركابها في مطارات رئيسية عبر شبكة خطوطها، ليصل بذلك عدد هذه الصالات، المخصصة لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال وأعضاء الفئة الذهبية في برنامج سكاي واردز، إلى 26 صالة. ويبلغ استثمار طيران الإمارات في برنامج إنشاء هذه الصالات 266 مليون درهم.

واحتفل سكاي واردز، برنامج مكافأة ولاء المسافرين الدائمين مع طيران الإمارات، بعامه العاشر، وتجاوز عدد أعضائه بنهاية السنة المالية الخمسة ملايين عضو.

وواصلت الناقلة طوال الأشهر الاثني عشر الماضية تحسين منتجاتها على الأرض وفي الأجواء، فاستثمرت 286 مليون درهم (78 مليون دولار) لتحسين مقصورات الركاب وتطوير نظامها الفريد ice للمعلومات والاتصالات والترفيه الجوي.

الإمارات للشحن الجوي

نقلت الإمارات للشحن الجوي 6 .1 مليون طن من البضائع، بنمو 2 .12% عن السنة السابقة التي نقلت خلالها 4 .1 مليون طن. وسجلت عائدات الشحن 3 .6 مليارات درهم بانخفاض نسبته 1 .8% عن السنة السابقة نتيجة لتراجع الحصيلة. وساهمت عائدات الشحن، بما في ذلك البريد والتوصيل السريع، بنسبة 2 .17% من إجمالي عائدات الناقلة المتأتية من النقل.

واستطاع قسم الشحن في طيران الإمارات، بفضل مرونته وقدرته على التكيف سريعاً مع الأوضاع المتغيرة للأسواق العالمية، ضبط حجم الأسطول خلال السنة المالية، وتقليل عدد طائرات الإمارات للشحن الجوي من ثماني إلى سبع طائرات، تشمل خمس طائرات بوينج 747 ف، وطائرتي بوينج 777ف، مما كان له أكبر الأثر في الحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية.

165 ألف ليلة فندقية لدائرة العطلات والرحلات

وعلى الرغم من الضغوطات الاقتصادية خلال السنة المالية الماضية، إلا أن مبيعات دائرة العطلات والرحلات في طيران الإمارات من البرامج بلغت مليار درهم.

وتعاملت «الإمارات للعطلات» مع حجوزات تضمنت 165 ألف ليلة فندقية خلال السنة، بتراجع عن معدلات السنة السابقة، وذلك نتيجة لجوء العملاء لقضاء عطلات أقصر نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية.

وافتتحت المغامرات العربية مركز عملياتها الجديد في دبي، الذي يشكل استثماراَ رئيسياً ضمن إستراتيجيتها على المدى الطويل. وواصل قسم «حلول المؤتمرات الدولية» تنظيم مؤتمرات عالمية كبرى، بما في ذلك قمة المنتدى الاقتصادي العالمي حول الأجندة العالمية 2009، وتولى إحضار 700 من كبار الشخصيات من 90 دولة.

وشهدت السنة المالية أيضاً قيام قسم «الإمارات للفنادق والمنتجعات» التابع للدائرة، بافتتاح منتجع وسبا وولغان فالي البيئي في منطقة بلو ماونتنز باستراليا، الذي أصبح أول فندق في العالم يلبي معايير اعتماد موازنة الكربون. ويجسد المنتجع إستراتيجية دائرة العطلات والرحلات التي تركز على البيئة والتنمية المستدامة.

دناتا

حققت دناتا نمواً قوياً في أرباحها، التي سجلت أعلى مستوى لها في 50 عاماً ونمت بنسبة 9 .20% لتصل إلى 613 مليون درهم على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمطارات ولمشغلي عمليات الشحن. وحافظت العائدات على مستواها تقريباً عند 2 .3 مليارات درهم بتراجع بسيط نسبته 7 .0% عن السنة السابقة.

وانخفضت التكاليف التشغيلية لدناتا بنسبة 2 .4%، أو 113 مليون درهم عن السنة السابقة، ويعود ذلك إلى برامج ومبادرات الوفورات الكبيرة التي اتخذتها مختلف أقسام الشركة.

واستهلت دناتا لعمليات المطار السنة المالية 2009/ 2010 بإتمام عملية شاملة لإعادة الهيكلة، حيث تحولت من شركة تعتمد عملياتها على الموقع (التواجد الجغرافي) إلى شركة تعتمد على الأداء. وقد ساهمت هذه المبادرة الجذرية في فتح المجال أمام نمو عمليات المطار وتحسين الإنتاجية والربحية.

وتواصل دناتا لعب دور رئيس في نمو المجموعة وقدمت خلال العام خدمات مناولة عبر العالم لعدد قياسي من الطائرات وصل إلى 192120 طائرة (بنمو 2 .8% عن السنة السابقة)، وناولت 1121 ألف طن من البضائع بزيادة نسبتها 8 .11% عن السنة السابقة.

واستمرت دناتا العالمية في توسيع عملياتها للمناولة الأرضية خلال السنة المالية 2009/ 2010، ووصل عدد المطارات التي تقدم فيها خدماتها إلى 20 مطاراً ضمن تسع دول. ومع إضافة لندن ومانشستر وأربيل، نمت أنشطة دناتا للمناولة الأرضية بنسبة 45%، ووصلت مساهمة العمليات الخارجية (من خارج دبي) في عائدات عمليات المطارات وخدمات مناولة الشحن إلى 9 .26%.

وأصبحت دناتا الشركة الوحيدة في قطاع المناولة الأرضية العالمي التي تقوم بعمليات استحواذ كبيرة خلال عام 2009، حيث اشترت اثنتين من الشركات البريطانية الكبيرة العاملة في خدمات المطارات.

وهما: «بلانيت هاندلينج» التي توفر خدمات الساحة والشحن في مطار هيثرو وخدمات مناولة الشحن في مطار مانشستر، وشركة «أفيانس» التي تقدم خدمات مناولة الركاب والساحة في المبنيين 3 و4 في مطار هيثرو.

ومع الاستحواذ على هاتين الشركتين، أصبحت دناتا العالمية تقدم خدمات مناولة شحن لعدد من الطائرات ولكميات بضائع تعادل ما تقدمه في دبي.ووصل عدد العاملين في مجموعة الإمارات والشركات التابعة في 31 مارس 2009 إلى 50 ألف موظف، ينتمون إلى 150 جنسية.

دبي ـ علي الصمادي

Email