«نيكاي» يتراجع بعد ارتفاع و«يوروفرست» يتعافى بعد خسائر مبكرة

قلق المستثمرين يؤرجح أداء البورصات العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأرجح أداء بورصات الأسهم العالمية أمس بين الصعود بفعل تفاوت المؤثرات على حركة الأسواق، واستمرار حالة غياب اليقين بين المستثمرين على خلفية مشكلات ديون منطقة اليورو. وتراجع مؤشر نيكاي القياسي للاسهم اليابانية 2 .0 بالمئة أمس مبددا مكاسب حققها في التعاملات المبكرة حيث واصل القلق بشأن مشاكل ديون منطقة اليورو النيل من ثقة السوق حتى بعد اعلان حزمة انقاذ أوروبية بقيمة تريليون دولار.

وقال متعاملون في السوق ان أسهم شركة كوماتسو ليمتد لصناعة معدات التشييد وشركات أخرى تعتمد على الطلب الصيني انخفضت وسط علامات على تنامي الضغوط التضخمية في الصين والذي ينظر له كمؤشر على مزيد من تشديد السياسات من جانب بكين.

وأغلق مؤشر نيكاي القياسي لاسهم الشركات اليابانية الكبرى منخفضا 07 .17 نقطة عند 03 .10394 نقطة بعد أن ارتفع حوالي واحد بالمئة خلال الجلسة.ولم يشهد المؤشر توبكس الاوسع نطاق تغيرا يذكر وبقي عند 83 .932 نقطة، وكانت الاسهم اليابانية صعدت في التعاملات المبكرة أمس رغم انه من المتوقع ان تكون المكاسب محدودة بسبب المخاوف بشان الديون في منطقة اليورو.

وقفز سهم تويوتا موتور 3 .2 بالمئة بعد ان أعلنت اكبر شركة في العالم لصناعة السيارات أرباحا فصلية فاقت التوقعات.وارتفع مؤشر نيكاي القياسي لاسهم الشركات الياباني الكبرى 72 .67 نقطة اي بنسبة 65 .0 بالمئة الي 82 .10478 نقطة في الدقائق الاثنتي عشرة الاولى للتعاملات ببورصة طوكيو. وزاد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 60 .0 بالمئة الى 71 .937 نقطة، غير أن السوق ما لبثت أن عادت إلى التراجع فيما بعد.

الأسهم الأوروبية

وعلى عكس ما حدث في بورصة طوكيو فقد تعافت الأسهم الأوروبية في أواسط التعاملات أمس بعد خسائر مبكرة وذلك بفعل مكاسب للقطاع المالي إثر نتائج قوية للبنوك واعلان أسبانيا عن اجراءات تقشف صارمة. وصدور بيانات تكشف أن الناتج المحلي الاجمالي في ألمانيا نما على نحو غير متوقع في الفترة من يناير حتى مارس الماضيين. وكذلك نمو الصادرات الالمانية بأسرع وتيرة في 18 شهرا في مارس أيضا.

وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 4 .0 بالمئة إلى 47 .8301 نقطة بعدما تراجع إلى 14 .7201 نقطة في وقت سابق من الجلسة، وكانت الاسهم الاوروبية تراجعت لليوم الثاني على التوالي في مستهل تعاملات الأمس في ظل تحول حالة النشوة اثر حزمة انقاذ قدرها تريليون يورو لنزع فتيل أزمة الديون السيادية بمنطقة اليورو الى حالة من الحذر الامر الذي أحدث ضغوطا على أسهم البنوك.

حيث انخفض مؤشر يوروفرست 300 لاسهم الشركات الاوروبية الكبرى 6 .0 بالمئة الى 62 .1028 نقطة بعدما تراجع 4 .0 بالمئة أمس الأول. وسجل المؤشر ارتفاعا نسبته 4 .7 بالمئة يوم الاثنين الماضي بعدما اتفق الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي على حزمة الانقاذ.

وقال كوين دو لويس الاقتصادي لدى «كيه.بي.سي سكيوريتيز» انتهت أزمة السيولة لكن لا تزال هناك أزمة ملاءة مالية. وتابع ستستمر حالة التقلب في ظل استمرار عدم التيقن ولم يجر بعد تحديد تفاصيل اتفاق الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي.

وجاءت الاسهم المالية بين أكبر الاسهم الخاسرة اذ انخفض مؤشر ستوكس أوروبا 600 لقطاع البنوك 3 .1 بالمئة. وتراجعت أسهم ستاندرد تشارترد واتش. اس. بي. سي وباركليز ولويدز ورويال بنك اوف سكوتلند وبي.ان.بي باريبا وسوسيتيه جنرال وكريدي أجريكول بنسب تراوحت بين 7 .0 و 6 .3 بالمئة.

الناتج الألماني

وقال مكتب الاحصاءات الاتحادي الالماني ان الناتج المحلي الاجمالي في ألمانيا نما على نحو غير متوقع في الفترة من يناير حتى مارس في رابع نمو فصلي على التوالي في أكبر اقتصاد في أوروبا.

وأظهرت بيانات أولية نمو الناتج المحلي الاجمالي 2 .0 بالمئة على أساس فصلي مما فاق متوسط توقعات بعدم حدوث تغير وذلك بفضل نمو الاستثمار في المعدات ونمو الصادرات اللذين عوضا ضعف قطاع البناء والاستهلاك الخاص.

وجرت مراجعة نمو الربع الاخير بالزيادة وأظهرت نموا بنسبة 2 .0 بالمئة بعد أن أعلن في السابق بقاءه عند نفس المستوى.وقال الخبير الاقتصادي يورج كريمر من كوميرتس بنك بالرغم من الشتاء القاسي فاجأنا الاقتصاد الالماني بتحقيق نمو. وبهذا المعنى فان أداءه أفضل بكثير من منطقة اليورو.

وأضاف: الان وقد حالت حزمة مساعدات طارئة بقيمة 750 مليار يورو دون حدوث صدمة كتلك التي شهدناها بعد انهيار بنك ليمان براذرز سيواصل الاقتصاد الالماني التفوق على أداء بقية منطقة اليورو في الاشهر المقبلة لتمتعه بقاعدة صادرات قوية. وتابع كريمر قائلا اذا كنت ستشتري أسهما أوروبية فعليك بالاسهم الالمانية.

تسارع نمو الصادرات

وأظهرت بيانات رسمية ارتفاع الصادرات الالمانية بأسرع وتيرة في نحو 18 شهرا في مارس متجاوزة أكثر التوقعات تفاؤلا. وكشفت البيانات عن نمو الاقتصاد على أساس سنوي بواقع 7 .1 بالمئة في الربع الاول متجاوزة متوسط توقعات لرويترز بلغت 2 .1 بالمئة. ويأتي هذا عقب تباطؤ سنوي بنسبة 5 .1 بالمئة في الفترة من أكتوبر حتى ديسمبر.

وخرجت ألمانيا من أسوأ ركود شهدته بعد الحرب العالمية الثانية في الربع الثاني من العام الماضي لكن الانتعاش تباطأ في الشتاء حيث عرقل الطقس السيء الانشطة الاقتصادية.لكن المؤشرات الاقتصادية الاخيرة فاقت التوقعات وأشارت الى تسارع الانتعاش مجددا. وأظهرت بيانات الاسبوع الماضي ارتفاع الانتاج الصناعي والطلبيات في مارس.

شكوك المستثمرين

وتراجعت الاسهم الاوروبية أمس الأول بفعل شكوك في أن خطة الانقاذ الكبيرة التي عززت الاسهم في الجلسة السابقة تمثل حلا في الاجل البعيد وشكوك فيما اذا كانت اليونان قادرة على تنفيذ الخفض في عجز الميزانية.

وبعدما خسرت أكثر من اثنين في المئة خلال التعاملات قلصت الاسهم الاوروبية خسائرها في اواخر التعاملات مع صعود الاسهم الاميركية في وول ستريت. وقادت أسهم القطاع المصرفي الخاسرين حيث هبطت أسهم مصرفي بانكو سانتاندر وبي. بي. في.ايه الاسبانيين 3 .3 في المئة و1 .3 في المئة على الترتيب في حين هوت الاسهم اليونانية بنسبة 9 .4 في المئة.

وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لاسهم كبرى الشركات الاوروبية منخفضا 4 .0 في المئة عند 1035 نقطة بعدما قفز 4 .7 في المئة يوم الاثنين بفعل التفاؤل بشأن خطة انقاذ منطقة اليورور التي تتكلف تريليون دولار.

وتراجعت أسهم البنوك البريطانية اتش. اس. بي. سي وباركليز وستاندرد تشارترد ما تراوح بين 3 .1 في المئة و1 .3 في المئة كما هبط سهم بي.ان.بي باريبا الفرنسي 3 .2 في المئة. وهبط مؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني واحدا في المئة بينما ارتفع داكس الالماني 3 .0 في المئة ونزل كاك 40 الفرنسي 7 .0 في المئة.

تقلب وول ستريت

وتراجعت الاسهم الاميركية في معظمها عند الاغلاق أمس الأول في جلسة متقلبة اذ طغت المخاوف من ان صفقة انقاذ لمنطقة اليورو بقيمة تريليون دولار لن تحل المشكلات العميقة الجذور للمنطقة على مشاعر التفاؤل بتحسن حالة الاقتصاد.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي عند الاغلاق 88 .36 نقطة أو 34 .0 في المئة الى 26 .10748 نقطة. وانخفض مؤشر ستاندرد اند بورز 500 394 نقطة أو 34 .0 في المئة الى 79 .1155 نقطة.وزاد مؤشر ناسداك المجمع 64 .0 نقطة أو 03 .0 في المئة الى 31 .2375 نقطة.

نمو متواضع لاقتصاد منطقة اليورو في الربع الأول

أظهرت تقديرات أولية أمس أن اقتصاد منطقة اليورو سجل نموا متواضعا في الربع الاول من العام بعد جمود في الربع الاخير من العام الماضي لكن انتاجا صناعيا أقوى من المتوقع في مارس أوحى بأن النشاط الاقتصادي اخذ في الانتعاش.

وقال مكتب الاحصاءات الاوروبي (يوروستات) ان الناتج الاجمالي لدول منطقة اليورو الست عشرة نما 2 .0 بالمئة على أساس فصلي في الفترة من يناير الى مارس بينما ارتفع بنسبة 5 .0 بالمئة على أساس سنوي متماشيا مع توقعات خبراء الاقتصاد.

لكن الانتاج الصناعي لمنطقة اليورو في مارس فاق توقعات خبراء الاقتصاد بزيادة نسبتها 3 .1 بالمئة على أساس شهري و9 .6 بالمئة على أساس سنوي مسجلا أعلى زيادة سنوية منذ مايو عام 2000.ولا يتضمن التقدير الاولي بيانا تفصيليا لارقام الناتج المحلي الاجمالي.

وكان أولي رين مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية بالاتحاد الاوروبي قال الاسبوع الماضي ان المرحلة الاسوأ قد انتهت بالنسبة لاقتصاد منطقة اليورو ورفع توقعاته للنمو السنوي الى 9 .0 بالمئة مقارنة مع 7 .0 بالمئة كان قد توقعها في فبراير.

ونما الناتج المحلي الاجمالي الالماني 2 .0 بالمئة في الربع الاول مقارنة مع الربع الاخير من 2009.

وسجلت فرنسا صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بعد ألمانيا نموا اقتصاديا بنسبة 1 .0 بالمئة على أساس فصلي في الربع الاول وهو ما جاء دون التوقعات.

وجرى تعديل نسبة النمو في الربع الاخير من 2009 بالخفض الى 5 .0 بالمئة من 6 .0 بالمئة.وقفز الانتاج الصناعي الالماني 1 .9 بالمئة على أساس سنوي بينما ارتفع بنسبة 4 .6 بالمئة في كل من فرنسا وايطاليا صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

وفي الربع الاخير من العام الماضي لم يسجل الاقتصاد أي نمو على أساس فصلي اذ نجت منطقة اليورو من تسجيل انكماش بفضل نمو الصادرات والمخزونات بعدما لم تسهم الحكومة واستهلاك الاسر بأي نمو. (رويترز)

Email