بسبب مخاوف من أزمة ائتمان جديدة بتأثيرات محنة اليونان

مؤشرات «وول ستريت» تهوي وتبدد مكاسب 2010

ت + ت - الحجم الطبيعي

بددت الاسهم الأميركية جميع مكاسب العام 2010، و هوت في ختام تعاملات الأسبوع مساء أمس الأول بفعل المخاوف من ان تثير المشاكل المالية في اليونان أزمة ائتمان عالمية جديدة. ودفعت خسائر أمس الأول المؤشرات الرئيسية الثلاثة في وول ستريت للتراجع عن مستوياتها في بداية العام.

وأنهي داو جونز الاسبوع منخفضا 7 .5 بالمئة، بينما بلغت خسائر ستاندرد اند بورز 4 .6 بالمئة وناسداك 8 بالمئة( على مدى الأسبوع).

وهذه هي أكبر خسائر اسبوعية لداو جونز وستاندرد اند بورز منذ مارس 2009 في حين ان خسائر ناسداك هي الاكبر منذ نوفمبر 2008

وما زالت وول ستريت تلعق جراحها بعد الخسائر الحادة المفاجئة التي منيت بها اثناء التعاملات في جلسة الخميس والتي سجل خلالها مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الاميركية الكبرى هبوطا قياسيا بلغ في احدى المراحل حوالي 1000 نقطة.

وأنهى المؤشر القياسي جلسة أمس الأول منخفضا 89 .139 نقطة أي بنسبة 33 .1 بالمئة إلى 43 .10380 نقطة بينما هبط مؤشر ستاندرد اند بورز الاوسع نطاقا 27 .17 نقطة أو 53 .1 بالمئة إلى 88 .1110 نقاط.

وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا منخفضا 00 .54 نقطة أو 33 .2 بالمئة إلى 64 .2265 نقطة.

وفي أسواق العملة، وبعد أيام من تحقيق مكاسب، انخفض الدولار أمام اليورو ليسجل 51 .78 سنت يورو مقابل01 .79 سنت يورو عند الإغلاق يوم الخميس

وهو أعلى مستوى وصل إليه خلال 14 شهرا. وارتفع الدولار أمام الين ليسجل 53 .91 ينا مقابل 56 .90 ينا عند الإغلاق يوم الخميس.

تحقيقات حول الهبوط

إلى ذلك قال مسؤول في ادارة اوباما أمس الأول إن وزارة الخزانة الاميركية تتابع عن كثب تحقيقا تجريه هيئات تنظيمية بشأن الهبوط الحاد والمفاجيء للاسهم في وول ستريت يوم الخميس لكنها لا تشارك فيه.

وفي وقت سابق قالت كريستينا رومر المستشارة الاقتصادية للبيت الابيض ان وزارة الخزانة قلقة بشأن هبوط سوق الاسهم وتتجه للتحقيق في الامر.

واوضح مسؤول بالادارة في وقت لاحق تعليقات رومر قائلا لجنة الاوراق المالية والبورصات الاميركية ولجنة تداول العقود الاجلة للسلع الاولية تجريان تحقيقا ووزارة الخزانة تتابع عن كثب ذلك التحقيق لكنها لا تشارك فيه.

وقال مسؤول بوزارة الخزانة الاميركية أمس الأول إن وزير الخزانة تيموثي جايتنر بحث لليوم الثاني على التوالي التقلبات الحادة في الاسواق الاميركية مع رئيسي لجنة الاوراق المالية والبورصات الاميركية ولجنة تداول عقود الاجلة للسلع الاولية.

وتحدث جايتنر بالهاتف مع رئيسة لجنة الاوراق المالية والبورصات ماري شابيرو ورئيس لجنة تداول عقود السلع الاولية جاري جينسلر لكن المسؤول لم يقدم تفاصيل عن فحوى المحادثات.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الاميركية الكبرى أكثر من 200 نقطة أو حوالي اثنين بالمئة أمس الأول بعد أن أنهى الجلسة السابقة منخفضا 347 نقطة بعد هبوط أكثر حدة في معاملات بعد الظهر عزته مصادر في السوق الى خطأ تقني في التداول.

وقال المسؤول إن جايتنر أجرى عدة محادثات هاتفية يوم الخميس حيث تحدث مع جينسلر وشابيرو ومسؤولين بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) ومصرفيين بالبنوك المركزية الاوروبية.

وشارك جايتنر صباح أمس الأول في مؤتمر بالهاتف لوزراء المالية ومسؤولي البنوك المركزية من مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لمناقشة أزمة ديون اليونان.

موجات البيع الحادة

ومن ناحية اخرى قال عضو مجلس النواب الاميركي بول كانيورسكي أمس الأول ان موجات البيع الحادة التي شهدتها بورصة وول ستريت يوم الخميس سيجري بحثها في جلسة استماع بلجنة فرعية بالكونجرس يوم الثلاثاء.

وقال كانيورسكي الذي يرأس لجنة أسواق رأس المال بمجلس النواب في بيان الهبوط الحاد والمفاجيء لسوق المال مزعج بدرجة لا تصدق.

وأضاف قائلا ظهرت تقارير بأن هذه الحركة ربما تكون قد نجمت عن خطأ للكمبيوتر. لا يمكن أن نسمح لخطأ تقني أن يفزع الاسواق ويثير الهلع. هذا غير مقبول.

وأوضح أن لجنة الاوراق المالية والبورصات يجب أن تبحث الامر. ومضى قائلا بالاضافة الى ذلك فان لجنتي الفرعية ستعقد جلسة استماع للبحث في المسألة

وأعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس الأول إن الجهات التنظيمية الاميركية بدأت تحقيقا في الانهيار غير العادي لسوق الاسهم يوم الخميس وانه تحدث مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بشأن الوضع المالي في أوروبا.

وأكد اوباما في تصريحات بشأن الاقتصاد الاميركي انه يشعر بتفاؤل للبيانات التي اظهرت استحداث 290 ألف وظيفة في ابريل مضيفا أن زيادة معدل البطالة من 7 .9 بالمئة الى 9 .9 بالمئة جاءت نتيجة سعي عدد متزايد من الاميركيين للاستفادة من تحسن الاقتصاد بالحصول على وظائف.

وقال اوباما للصحفيين علينا أن نضع في أذهاننا ان ارقام الوظائف التي صدرت اليوم في حين انها محل ترحيب الا انها تضع على عاتقنا الكثير من العمل الذي يتعين ان نقوم به. تحقيق النمو القوي والمتواصل للوظائف -وهو شيء ضروري- سيستغرق وقتا.

نشاط غير عادي

وأضاف الرئيس الاميركي أن الجهات التنظيمية الاميركية بدأت تحقيقا بشأن انخفاض مفاجيء في الاسواق المالية وصفه بأنه نشاط غير عادي للسوق. وتابع قائلا تقيم السلطات التنظيمية هذا عن كثب واضعة في اعتبارها حماية المستثمرين ومنع هذا من الحدوث مرة اخرى وهم سيعلنون نتائج مراجعتهم مع توصيات لاتخاذ اجراءات مناسبة.

وقال اوباما انه ناقش مع ميركل التطورات المالية والاقتصادية في أوروبا.واتفقا على أهمية الرد بسياسة قوية من البلدان المتضررة واستجابة مالية قوية من المجتمع الدولي.

وذكر اوباما أنه أوضح لميركل أن الولايات المتحدة تدعم هذه الجهود وستواصل التعاون مع السلطات الاوروبية وصندوق النقد الدولي اثناء هذه الفترة الحرجة

الأسهم الأوروبية

و هبطت الاسهم الاوروبية أمس الأول إلى أدنى مستوى اغلاق في ستة أشهر مسجلة أكبر انخفاض اسبوعي منذ نوفمبر 2008 مع تضررها من تصاعد المخاوف بشأن مشاكل الدين السيادي في منطقة اليورو.

وعقب الهبوط الحاد في وول ستريت وبورصات آسيا ، تراجع مؤشر «ستوكس 600» القياسي لأكبر 600 شركة في أوروبا بنسبة 75 .3% في ختام التعاملات قبيل المؤتمر الذي عقده وزراء مالية الدول السبع الكبرى عبر الفيديو في وقت لاحق من مساء أمس الأول وقمة منطقة اليورو التي تضم 16 دولة من دول الاتحاد الأوروبي.لكن اليورو نجح في تقليص خسائره الكبيرة التي تعرض لها مؤخرا ليرتفع بنسبة 1% ويتخطى حاجز 27 .1 دولار قبل أن يعود إلى مستوى 2626 .1 دولار.

وكانت العملة الأوروبية الموحدة قد هوت إلى أدنى مستوى لها في 14 شهرا يوم الخميس في ظل مخاوف من احتمالات تكرار أزمة ديون اليونان مع دول أخرى في منطقة اليورو مثل أسبانيا والبرتغال.

وتكافح السلطات السياسية والاقتصادية في أوروبا من أجل تعزيز ثقة المستثمرين في أسوق المال بالمنطقة واحتواء أزمة ديون اليونان من أن تنتشر إلى دول مثل البرتغال وأسبانيا.

ورغم ذلك تراجعت أسعار سندات الخزانة اليونانية والأسبانية والبرتغالية مجددا في تعاملات اليوم مع نهاية أسبوع التداول في ظل المخاوف من أن تطيح أزمة الديون بآفاق تعافي الاقتصادات الأوروبية.

يأتي ذلك في الوقت الذي وافق فيه البرلمان الألماني أمس الأول على تقديم قروض لليونان في إطار حزمة الإنقاذ التي ستقدمها لها منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي وتصل قيمتها إلى 110 مليارات يورو (140 مليار دولار).

وفي بريطانيا ، ساهم الغموض السياسي الناتج عن الانتخابات في البلاد في دفع بورصة لندن أكبر سوق للأسهم في أوروبا للتراجع.

وانخفض مؤشر فاينانشيال تايمز بأكثر من 2% في مستهل التعاملات ليتراجع لليوم الخامس على التوالي. كما تراجعت البورصات الوطنية في منطقة اليورو المؤلفة من 16 دولة مع ختام تعاملات اليوم.

وفيما خسر مؤشر داكس ببورصة فرانكفورت حوالي 4% من قيمته خلال أسبوع ، تراجعت الأسهم في بورصة باريس بأكثر من 2% . وتراجعت بورصة أثينا بنسبة 4 .2% ليصل مؤشرها العام إلى 1638 نقطة بعد سلسلة من الخسائر الكبيرة في الأيام الماضية.

كما أضيرت معنويات المستثمرين في الأسواق العالمية بعد الهبوط الكبير في بورصة وول ستريت الليلة قبل الماضية عندما تراجعت الأسهم في أكبر سوق في العالم بحوالي ألف نقطة في خلال دقائق كنتيجة فيما يبدو إلى خطأ من جانب أحد المتعاملين.

وفي صورة مشابهة في أنحاء أوروبا ، تراجع مؤشر نيكاي لبورصة طوكيو بأكثر من 3% فيما انخفض مؤشر بورصة سيدني بنسبة 2 .2% وبورصة شنغهاي بنسبة 87 .1% وبورصة إندونيسيا بنسبة 54 .2% وبورصة كوريا بنسبة 2 .2%.

وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لاسهم الشركات الكبرى في اوروبا منخفضا 34 .37 نقطة أي بنسبة 71 .3 بالمئة إلى 32 .969 نقطة بعد ان سجل في وقت سابق من الجلسة أدنى مستوى له اثناء التعاملات في 8 أشهر ومنهيا الاسبوع على خسائر قدرها 75 .8 بالمئة.

اسهم البنوك

وتراجعت اسهم البنوك عن مكاسبها التي سجلتها في وقت سابق لتصبح اسوأ القطاعات اداء. وهبطت اسهم (بي.ان.بي باريبا) وباركليز وسوسيتيه جنرال في نطاق بين 5 .5 و8 .7 بالمئة موسعة خسائر مؤشر القطاع المصرفي في اوروبا إلى 16 بالمئة عن مستواه في بداية العام.

وقال فيليب جيسلز رئيس الابحاث في (بي.ان.بي باريبا فورتيس جلوبال ماركتس) في بروكسل حالة عدم اليقين بشأن اليونان تتفاقم. المستثمرون لا يريدون الاحتفاط بمراكزهم في عطلة نهاية الاسبوع لانهم لا يعرفون ماذا سيحدث.وتراجعت اسهم شركات الطاقة مع هبوط اسعار النفط 4 .2 بالمئة.

وانخفضت اسهم (بي.بي) و(بي.جي. جروب) ورويال داتش شل وتوتال في نطاق بين 5 .2 إلى 1 .3 بالمئة. وسجلت المؤشرات القياسية للاسهم البريطانية والالمانية والفرنسية والاسبانية والبرتغالية والايطالية خسائر حادة تتراوح من 6 .2 إلى 6 .4 بالمئة

مؤشر فاينانشال تايمز

وأغلق مؤشر فاينانشال تايمز 100 لاسهم الشركات البريطانية الكبرى عند أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر أمس الأول متأثرا بمخاوف المستثمرين من اتساع نطاق أزمة ديون اليونان وعدم فوز أي من الاحزاب البريطانية بأغلبية مطلقة في الانتخابات.

وأغلق المؤشر منخفضا 97 .137 نقطة أي بنسبة 6 .2 بالمئة إلى 02 .5123 نقطة ليقلص القيمة السوقية للشركات المسجلة بحوالي 30 مليار جنيه استرليني.وسجل المؤشر البريطاني أدنى مستوى اغلاق منذ التاسع من فبراير في خامس جلسة من الخسائر على التوالي وأسوأ اداء أسبوعي منذ أوائل مارس 2009.

وجاءت البنوك البريطانية بين أكبر الخاسرين مع تراجع أسهم رويال بنك اوف سكوتلند وباركليز ومجموعة لويدز المصرفية في نطاق بين 5 .5 وستة بالمئة.

لكن ستاندرد تشارترد الذي تتركز عملياته في الاسواق الصاعدة تراجع بنسبة أقل بلغت 5 .2 بالمئة. وقال حزب المحافظين البريطاني المعارض انه سيحاول تشكيل حكومة مع حزب الديمقراطيين الاحرار بعد فوزه بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية في أول انتخابات غير حاسمة في عقود.

Email