الأسرة المسلمة هي نواة المجتمع الإسلامي وكيانه وهي ركيزة تقدمه وأساس بنيانه، وبصلاح الأسرة واستقامة أفرادها يصلح المجتمع الإسلامي ككل في دنياه وفي أُخراه.
ولكي نصل إلى هذا التقدم داخل الآسرة لابد لنا من منهج قويم وتخطيط سليم وقدوة حسنة، ونموذج أخلاقي نهتدي بهديه ونتبع منهجه.
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهديه هو طوق النجاة في هذه الدنيا لكل أسرة مسلمة وكيف لا وهو القائل تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً... «كتاب الله وسنتي».
ومن أهم الحقوق التي أرساها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين هو مبدأ إفشاء السلام فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه».
أهمية إفشاء السلام بين المؤمنين:
ولنا مع هذا الحديث وقفة يسيرة، فلقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم تلك الحقوق بالسلام وذلك لأن السلام سبب لإيجاد المحبة بين المؤمنين وذلك يتضح لنا من حديث آخر يقول فيه النبي الكريم: «أفشوا السلام تحابوا».
والمقصود هنا هو ثمرة السلام وهي تأليف قلوب المؤمنين.
ابتسامة الوجه:
ولكن هناك أناس قد يجعلون السلام بينهم وسيلة للبغضاء والعياذ بالله بدلاً من كونه وسيلة لإنماء المحبة كأن يلقي أحدهم السلام على أخيه وهو عابس الوجه أو مقطب الجبين....! أو أن يلقي السلام بنبرة صوت غير ودودة...!
وهذه الطريقة في الإسلام ليست الطريقة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم،! فالتبسم في وجه الآخرين صدقة، وإلقاء السلام على من نعرف ومن لا نعرف سُنة، وابتسامة الوجه وعدم تقطيبه في وجه الآخرين لها أجر عظيم، فلربما يقف العبد بين يدي الله تعالى فتستوي حسناته مع سيئاته فتأتي حسنة من ابتسامته في وجه أخيه المسلم فتكون سبباً في دخوله الجنة.
فعَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ كُتِبَتْ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً، وَمَنْ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ كُتِبَتْ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً». أخرجه الطبراني
الرد على السلام:
وإذا كان هذا واجب من ألقى السلام فإن واجب من أُلقيت عليه التحية أن يردها بأحسن منها أو أن يردها. أما أن يصل الأمر ببعض الناس أن يتجاهلوا التحية التى ألقيت إليهم فإن هؤلاء ذنبهم عند الله كبير!
ويكفينا قوله تعالى:
{وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا }.
السلام على كل الناس:
وقد نرى أن البعض قد لايسلم إلا على من يعرف فقط! مع أن الأصل فى السُنة أن إفشاء السلام يكون على من نعرف ومن لانعرف.
فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة « رواه أحمد (5/333).
وهذا قد يكون أيضاً من علامات قيام الساعة..!
ففي رواية أخرى «إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة». أي أن يسلم الخاصة على بعضهم البعض ولا يلقون السلام على من لا يعرفون!
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي الإسلام خير؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعامَ، وتقرأُ السَّلام على مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لَمْ تَعْرِفْ».
إلقاء السلام على مختلف طبقات المجتمع:
وقد لا يدرى أحدنا أي الثواب والأجر الذي يجنيه كل منا إذا ألقينا السلام على البسطاء والمساكين ومن ليس لنا حاجة عندهم.
جيهان محمود