«أوبك»: بطء التعافي الاقتصادي يحد من الاستهلاك

النفط يتراجع صوب 73 دولاراً تحت مخاوف الطلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

انخفضت اسعار النفط صوب 73 دولارا للبرميل أمس بفعل مخاوف بشأن ضعف الطلب في أكبر دولتين مستهلكتين للنفط في العالم، بعد أن اظهرت بيانات زيادة كبيرة في مخزونات النفط الأميركية وانخفاضا في واردات الصين من النفط .

وفي إحدى مراحل التداول انخفض سعر عقود النفط الخام الخفيف تسليم مارس 37 سنتا الى 73 .38 دولارا للبرميل بعد صعوده أكثر من 2% إلى 73 .75 دولارا عند التسوية في الجلسة السابقة . ومازال النفط الخام في طريقه لتسجيل زيادة قدرها 2 .1% هذا الاسبوع . وانخفض سعر عقود مزيج النفط الخام برنت في لندن 50 سنتا الى 71 .36 دولارا للبرميل .

ورفع العراق السعر الرسمي لبيع خام البصرة الخفيف للمشترين الأميركيين في عقود مارس بواقع 80 سنتا ليصل الى سعر خام غرب تكساس الوسيط الاميركي القياسي ناقصا 4 .35 دولارات للبرميل . وخفض العراق سعر خام البصرة الخفيف لعقود مارس للمشترين الآسيويين ليساوي متوسط أسعار خامي عمان ودبي ناقصا 0 .45 دولار للبرميل وذلك انخفاضا من 0 .40 دولار في فبراير .

وخفض العراق سعر بيع خام البصرة للمشترين الاوروبيين 20 سنتا الى السعر الفوري لمزيج برنت وفورتيز وأوزبرغ وايكوفسك القياسي لبحر الشمال ناقصا 1 .70 دولار للبرميل .

المخزون الأميركي

وقال معهد البترول الأميركي في تقرير ان مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم زادت بواقع 7 .2 ملايين برميل الى 337 .6 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في الخامس من فبراير . وتجاوزت هذه الزيادة في مخزونات النفط الخام توقعات المحللين بزيادة قدرها 1 .5 مليون برميل .

وتأجل صدور البيانات الرسمية من ادارة معلومات الطاقة الاميركية الى غد الجمعة نظرا لأن المكاتب الحكومية مغلقة بسبب عاصفة ثلجية . وارتفعت ايضا مخزونات البنزين أكثر مما كان متوقعا، اذ زادت 1 .6 مليون برميل الى 228 .8 مليون برميل متخطية تقديرات المحللين بزيادة قدرها 500 الف برميل .

دعم سياسي

وارتفعت أسعار النفط في الجلسة السابق بعد أن لقيت دعماً من النزاع النووي بين ايران والغرب واستمرار التهديد الذي تتعرض له امدادات الخام في نيجيريا من متشددين مناوئين للحكومة، بينما ساعدت موجة من الاحوال الجوية شديدة البرودة في الولايات المتحدة في صعود اسعار العقود الآجلة لزيت التدفئة . واستفادت الأسعار أيضاً من هبوط الدولار .

وتميل أسعار النفط الى الارتفاع عندما يتراجع الدولار، اذ أن ذلك يجعل النفط أقل تكلفة على مشتريه من حائزي العملات الاخرى . ويشجع هبوط الدولار ايضا المستثمرين على اللجوء الى مزيد من الاستثمارات الملموسة مثل السلع الاولية .

وقادت العقود الآجلة لزيت التدفئة مكاسب المجمع النفطي مع توقع ارتفاع الطلب على الوقود واستمرار عاصفة ثلجية في شمال شرق الولايات المتحدة، أكبر منطقة مستهلكة لوقود التدفئة في العالم .

وقالت هيئة الارصاد الجوية الاميركية يوم الاثنين ان من المتوقع ان يزيد الطلب على زيت التدفئة بنسبة 7 .6% عن المستويات العادية هذا الاسبوع .

وقال محللون ان التوترات السياسية بشأن برنامج ايران النووي ساعدت ايضا في اعطاء دعم لأسعار النفط . وفرض عقوبات على ايران قد يدفعها الى الانتقام عن طريق تقليل انتاج النفط أو عرقلة صادرات الخام عبر مضيق هرمز الذي تمر فيه حوالي 40% من تجارة النفط العالمية .

مستوى الاستهلاك

في الأثناء قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك في تقرير إن بطء التعافي الاقتصادي العالمي سيحد من استهلاك النفط هذا العام، وذلك في الوقت الذي خفضت فيه توقعاتها لنمو الطلب العالمي في 2010 .

وتوقعت أوبك في تقريرها الشهري أن ينمو الطلب العالمي على النفط بواقع 810 آلاف برميل يوميا في 2010 بانخفاض قدره عشرة آلاف برميل يوميا عن تقديرها السابق .

التعافي الاقتصادي

ويعد تقرير المنظمة مؤشرا جديدا على أن طريق التعافي الاقتصادي المتذبذب، خاصة في الدول النامية، يثير حالة من عدم اليقين بشأن الطلب على النفط . وقالت المنظمة ان استهلاك النفط في الولايات المتحدة أكبر مستهلك في العالم يشكل المخاطرة الرئيسية على تقديرات هذا العام .

وقال التقرير ان الوتيرة البطيئة للتعافي في الاقتصادي العالمي في 2010 تحد من الطلب على النفط . أظهر التقييم الاولي أن مستوى أقل من المتوقع للطلب الأميركي قد يقلص توقعات الطلب العالمي على النفط في عام 2010 بواقع 100 ألف برميل يوميا .

إنتاج أوبك

وأظهر التقرير أيضا زيادة جديدة في الانتاج من الاعضاء الذين يخضعون لنظام الحصص وعددهم 11 دولة . وضخت تلك الدول 26 .80 مليون برميل من النفط الخام يوميا في يناير بزيادة حوالي 150 ألف برميل يوميا عن ديسمبر . وتفيد حسابات بناء على بيانات أوبك بأن الالتزام بتخفيضات حصص الانتاج تراجع الى 53% في يناير مقارنة مع 57% في ديسمبر .

وتضخ منظمة أوبك التي تضم 12 دولة أكثر من ثلث انتاج النفط في العالم . لكن المنظمة قالت ان الانتاج من الدول غير الاعضاء في المنظمة سينمو بواقع 330 ألف برميل يوميا في 2010 أو أقل من التوقع السابق هذا العام بواقع 20 ألف برميل يوميا .

ورفعت أوبك توقعات الطلب على خامها هذا العام بواقع 160 ألف برميل يوميا الى 28 .75 مليون برميل يوميا، لكن ذلك يرجع بالأساس الى انخفاض التوقعات لإنتاجها من سوائل الغاز الطبيعي . والتقرير هو واحد من ثلاثة تقارير عن توقعات قطاع النفط من المقرر أن تصدر هذا الاسبوع وتحظى بمتابعة قوية .

مخزون استراتيجي

وقالت وزارة النفط الهندية ان العراق عرض زيادة امدادات النفط الخام الى البلاد في اطار خطة لزيادة الطاقة الانتاجية النفطية بقوة خلال السنوات القليلة المقبلة .

واوضحت ان فوزي الحريري وزير الصناعة العراقي أخبر وزير النفط الهندي مورلي ديورا أن الشركات التي ستستثمر في قطاع تكرير النفط العراقي ستحصل على امدادات مؤكدة من النفط الخام . وقال سارثاك بيهوريا رئيس شركة النفط الهندية الحكومية ان شركته أكبر مشتر للخام العراقي في الهند، اذ تستورد نحو 220 ألف برميل يوميا من الشركة العامة لتسويق النفط العراقية .

وعرض ديورا على الحريري استغلال مرافق التخزين الهندية المزمع اقامتها وقال انه مهتم باستخدامها كقاعدة لتخزين الامدادات التي سيجري شحنها حينئذ الى أماكن أخرى .

وتقوم الهند ببناء مرافق سعتها خمسة ملايين طن لتخزين الخام الاستراتيجي وذلك في ثلاثة مواقع في جنوب البلاد وسيجري بناء الخزان الاول بسعة 1 .33 مليون طن في عام 2011 .

وعلى خلاف أعضاء أوبك الآخرين والبالغ عددهم 11 عضوا لا تفرض أوبك على العراق مستوى مستهدفا لإنتاج النفط، الأمر الذي تستخدمه المنظمة لتحديد مستويات الانتاج . واستثنت منظمة أوبك العراق في تسعينات القرن الماضي عندما كان يخضع لعقوبات .

شحنات السعودية

وقال مصدر في صناعة النفط ان المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للخام في العالم ستقوم بتوريد كامل الكميات المتعاقد عليها من النفط الخام في مارس الى مشتر آسيوي بعقد طويل الأجل، وذلك دونما تغيير عن مستويات فبراير .

وكان وسطاء توقعوا ان تقوم المملكة الى حد كبير بتوريد كامل الكميات المتعاقد عليها في مارس مثلما فعلت في شحنات يناير وفبراير لمعظم المشترين في المنطقة بعد أن قيدت شحناتها في معظم عام 2009 عملا باتفاق منظمة اوبك للحد من الإنتاج لدعم الأسعار .

واردات الصين

مازالت المملكة العربية السعودية وانغولا وايران اكبر ثلاثة مصادر تمد الصين بالنفط فى 2009، حيث تمد الدول الثلاث الصين بـ 47 .7 في المئة من إجمالي واردات الصين من النفط، حسبما كشفت البيانات الصادرة عن مصلحة الجمارك الصينية .

وأوضحت ارقام المصلحة ان واردات الصين من النفط من الدول الثلاث العام الماضي وصلت إلى 41 .86 مليون طن، و32 .17 مليون طن و23 .15 مليون طن على التوالي . ويمثل هذا ارتفاعا على اساس سنوي نسبته 15 .1 و7 .6 و8 .6% على التوالي .

واستوردت الصين 204 ملايين طن من النفط الخام، بارتفاع 13 .9% مقارنة بالعام السابق، بمتوسط سعر 438 دولارا للطن الواحد . ويكلف هذا ثالث اكبر اقتصاد في العالم 89 .26 مليار دولار بانخفاض 31 في المئة على اساس سنوي نظرا لانخفاض اسعار النفط . وشكلت المملكة العربية السعودية، اكبر مورد للنفط للصين، 20 .5 في المئة من إجمالي واردات الصين في 2009 .

وتزود انغولا البلاد بنسبة 15 .8% فيما بلغ نصيب إيران 11 .3%، وفقا لمصلحة الجمارك . ومن بين الدول الاخرى التي تزود الصين بالنفط روسيا وعمان والسودان .

وأكدت مصلحة الجمارك ان التصنيع والحضرنة وزيادة ملكية السيارات من بين العوامل الرئيسية لزيادة الطلب على النفط في الصين .

واصبحت الصين تعتمد بصورة متزايدة على النفط الخام المستورد . وكان النفط الخام قد شكل العام الماضي 52 في المئة من اجمالي استهلاك البلاد للنفط . وانتجت الصين نفسها حوالي 189 .5 مليون طن من النفط الخام العام الماضي .

Email