جديد الطب

ديدان طفيلية في عين الإنسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك الكثير من العلل التي تصيب العين بضرر مؤقت أو دائم يتجلى في أعراض مختلفة مثل ألم في العين، احمرار، ضعف في الرؤية، وعدم تحمل الضوء.

ومن أكثر العلل شيوعاً هي الالتهابات والتي تتعدد أسبابها من ميكروبات، فيروسات، طفيليات، وهناك ديدان طفيلية من أنواع خاصة يمكنها أن تعيش في عين الإنسان وتبدأ في العيش عليها شيئاً فشيئاً مما يؤدي لآلام في العين المصابة، وضعف في الرؤية، وحدوث ألم شديد عند التعرض لأي ضوء.

وتشخيص هذا النوع من الإصابات صعب للغاية ويحتاج إلى عينات من الأجزاء المحتمل إصابتها، تؤخذ بطريقة خاصة للفحص المخبري للتحقق من نوع الدودة المسبب للمرض، حقيقة يمكن لديدان العين أن تحوم في العين ويمكن رؤيتها بالعين المجردة في عين المريض المصاب.

وتتنوع مصادر الإصابة والعدوى، فمنها الطعام، الحيوان الأليف في البيت، المياه الراكدة التي قد يمشي بها أي شخص مضطر أو غير منتبه فيمكن للدودة الطفيلية أن تخترق الجلد وتبدأ رحلة الهجرة في الجسم وتستقر في نهاية الأمر في أكثر من عضو مما يؤثر على قدرته الوظيفية وربما ينتهي بقصور يهدد حياة الإنسان. كذلك تلعب الحشرات دوراً كبيراً في نقله إلى أماكن بعيدة، على سبيل المثال ذبابة المانجو، وذبابة تسي تسي، وبعض أنواع البعوض تنقل أمراضاً أشد فتكاً مثل الملاريا.

والتعرف على هذه الحشرات ضروري وقد يساعد في اختصار الوقت والوصول إلى التشخيص الصحيح حيث أن حشرة لديها طفيليات معينة تنقلها، وعند حدوث لبس في التشخيص عند طبيب العيون فإنه يكون قائمة الأمراض المتشابهة بما يسميه الأطباء قائمة التشخيص التفريقي، ومنها يمكن حصر الأسباب أكثر ويستعين بالتخصصات المختلفة الأخرى لدعم التشخيص النهائي.

وتعتبر معرفة مثل هذه الأمراض المعدية مهمة جداً لكل من يسافر بكثرة في مختلف مناطق العالم، أو الذين يذهبون في رحلات تنقلهم إلى بيئة مختلفة تماماً عن بيئتهم بحيث يصعب عليهم التعامل معها بشكل يضمن عدم إصابتهم بالأمراض ذات الطابع المعدي في الأماكن التي يودون زيارتها.

إضافة إلى ذلك، وهناك من يحب أن يجرب الأطعمة الجديدة وتتميز بغرابة الطعم والمصدر وربما تكون نيئة أو مطهوة بطريقة لا تضمن موت الكائن الطفيلي أو موت البيوض الخاصة به في الطعام المقدم، فعلى هؤلاء الحذر من هذه الأطعمة ويراقبون أنفسهم، ولا يستحب لأصحاب الأمراض المزمنة ومن هم على الأدوية الكورتيزون التي تخفض مستوى المناعة أكل أي شي نيئ والحذر عند تناول السلطات الغريبة غير الموثوقة المصدر.

من حين لآخر قد تلاحظ قلة معرفة بعض الأطباء بهذه الكائنات الدقيقة، وذلك لكثرة تنوعها في كل أنحاء العالم، وتدعو الأعراض المتشابهة الأطباء إلى تحديث معلوماتهم بشكل دائم، ويعلب التاريخ المرضي وأماكن السفر التي يرتاد عليها المصاب دوراً في مساعدة الطبيب على تقصي ما ينتشر في تلك الأماكن، ويساهم علم الأمراض، وهو القسم المختص بتشخيص الأمراض على حسب كل خزعة أو عينة تخص المريض، في عملية تسريع التشخيص وتحديد المرحلة التي تمر فيها الدودة الطفيلية لتحديد نوع العلاج ومدى سوء إصابة الأنسجة الأخرى في الجسم.

وتصنف الديدان الطفيلية بشكل عام إلى:

1. الديدان المدورة (نيماهيلمنث) الطفيلية.

2. الديدان المسطحة (بلاتيهلمنث) الطفيلية والتي تضم مجموعتين منها الشراطيات (سيستودز) والمثقوبات (تريماتودز).

ومن أشهر الديدان الطفيلية المدورة هي دودة وتنتقل إلى الإنسان عن طريق ذبابة معينة تحمل هذه دودة الطفيلية. وتعتبر مراحل هجرة هذه الدودة في أنحاء الجسم خطيرة جداً لما لها من تأثرات سلبية، فيمكنها التنقل في نسيج العين التشريحي من داخل وخارج العين وعنها يمكن رؤيتها بالعين المجردة. ويبلغ معدل هجرة هذه الدودة بمعدل 1 سم\دقيقة.

ويمكنها أن تتحرك داخل كرة العين وتصيبها بالضرر الشديد، وقد يلجأ الطبيب إلى استخراجها بالملقط عندما تكون ظاهرة في الملتحمة (المنطقة البيضاء من العين) ويمكنها أيضاً أن تصل إلى أعضاء أخرى كفروة الرأس والقلب وأماكن أخرى.

والخطير في هذه الدودة الطفيلية أن على الطبيب المعالج أن يكون حذراً في التعامل مع طريقة العلاج، فإذا ما ماتت الدودة الطفيلية بسرعة بسبب جرعة معينة من الدواء الخاص بها تتحلل وتطلق المواد الخاصة بها بشكل قد يؤدي إلى تأزم الجهاز المناعي مما يشكل خطراً على العين نفسها وكل عضو ماتت فيه هذه الدودة، وقد يصل الأمر إلى التهاب الدماغ التحسسي والذي غالباً ما يتطور إلى غيبوبة عميقة.

إعداد ـ الدكتورة شيخة المهيري

Email