نبض الشارع

أمراض الطفولة.. شبح يطارد الصغار

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتعرض بعض الاطفال حديثي الولادة للاصابة ببعض الامراض الوراثية او الخلقية عند ولادتهم والتي تمتد من الشكل الخارجي للطفل وحتى الاعضاء الداخلية وقد يكتشف الوالدان ان وليدهم الجديد يعاني من اعراض ضعف الابصار او عدم الاستجابة للضوء او حركة اليد لذا فانه من الضروري ان يتم فحص الطفل عند ولادته بصورة شاملة بواسطة طبيب الاطفال لاكتشاف اي مرض ظاهري لدى الطفل او اية اعراض اخرى.

ويقول د. عماد وليم اخصائي عيون بمستشفى القاسمي ان هناك عددا من المظاهر التي لابد من التوقف عندها بالنسبة للعيون من بينها كبر حجم عين الطفل المولود بصورة غير طبيعية، وجود مياه بيضاء خلقية، اختلاف في شكل العين يكون مصاحبا لاختلافات اخرى في اعضاء الجسم وهو مايعرف باسم المتلازمات.

ويضيف انه من الضروري ان تعرف كل ام ان الطفل الطبيعي يبدأ برؤية الضوء اولاً ثم الالوان الزاهية «الاحمر، الازرق، الاخضر» بدءاً من عمر شهرين إلى 3 شهور ثم يبدأ عقب ذلك بالتركيز في وجه امه.

خاصة خلال الرضاعة لذا فان اي تأخير في هذه التوقيتات لابد ان يسترعى انتباه الام وعرض الطفل على طبيب عيون خصوصاً اذا صاحب ذلك نوع من الحول او رقرقة العين «حركة العين الافقية المستمرة والسريعة» او بياض في بؤبؤ العين لان كل هذه الاعراض هي مؤشر لوجود خلل ما يستدعي العلاج او العرض على الطبيب.

سلامة النظر

ويضيف انه من مظاهر سلامة النظر لدى الطفل هي قدرة الطفل على التركيز على اشياء معينة كالالوان والاشخاص من مسافة قريبة بعد مرور 3 شهور، ايضاً من خلال متابعته في رؤية الاشياء البعيدة في المنزل كالتلفزيون او الاشخاص المحيطين به او الالعاب ذات الاحجام الكبيرة.

حيث ان كل هذه الاشياء تعد مؤشرا على سلامة النظر. ويضيف انه من الممكن ان تكون احدى العينين قوية والاخرى ضعيفة من الناحية الوظيفية ولكن يوجد اختلاف في مايعرف بالانكسار الضوئي «درجة الابصار لكل عين» وهو مايتم علاجه بواسطة النظارات الطبية فوجود فرق كبير في مقدار هذا الانكسار قد يؤدي إلى خلل في وظيفة العين الضعيفة لذا فانه يفضل القيام بالفحص الدوري للاطفال من سن ثلاث سنوات ونصف إلى اربع حيث ان الطفل ذا القدرات الطبيعية لايتمكن قبل هذه السن من تميز علامات فحص النظر حتى الخاصة بالاطفال.

وايضاً لايفضل الانتظار لما بعد هذه السن لان التأخير في اكتشاف ضعف الابصار سيقلل من فرص تحسين الرؤية من خلال استخدام النظارات الطبية، ويقول ان قدرة الله سبحانه وتعالى تتجلى في ان هذه السن التي يتعرف فيها الطفل على علامات النظر هي السن المناسبة لعلاج اي خلل في انكسار العين والحصول على نتائج جيدة وتفادي حدوث الكسل الوظيفي.

وينفي د. عماد مسألة ان الطفل لايستطيع ارتداء نظارة قبل هذه السن اذانه في بعض الحالات التي لاتحتاج إلى قياس قوة الابصار فأنه ينصح بارتداء النظارة قبل هذه السن وفقاً لكل حالة مثل حالات علاج الحول الذي يحدث بسبب طول النظر الشديد.

أمراض العيون الوراثية والخلقية

ويضيف انه بالنسبة للاطفال المصابين بأمراض وراثية او خلقية مثل وجود مياه بيضاء او مياه زرقاء خلقية بإحدى او كلتي العينين فان الام تلاحظ المياه البيضاء من خلال وجود نقطة بيضاء او بياض كامل في بؤبؤ العين الاسود ايضاً المياه الزرقاء وهي عبارة عن ارتفاع في ضغط العين وتظهر في صورة كبر او زيادة حجم العين وهو مالا يحدث لدى الكبار لان أغشية العين لدى الاطفال رخوة، ايضاً الدموع المستمرة وعدم قدرة الطفل على فتح عينيه امام الضوء ووجود عتامة في العين، عدم ثبات العين في مكان واحد، اوان تكون هناك اعراض اخرى مصاحبة مثل التشنج او تأخر النمو.

الحول

ويتابع ان الحول لدى الاطفال له اشكال مختلفة البعض يحدث بسبب انكسار العين ويمكن علاجه من خلال ارتداء النظارات الطبية ولكن هناك بعض الحالات الاخرى التي تحتاج إلى تصحيح بواسطة التدخل الجراحي وتتم خلال اواخر السنة الاولى من العمر اذا كانت درجة الحول كبيرة حيث يتم تصحيحه من خلال شد او رخي العضلة المطلوبة بمقدار بضعة ملليمترات وفقاً لدرجة الحول.

بالاضافة إلى ذلك فهناك بعض الامراض الوراثية التي يمكن ان تصيب الطفل عند سن الـ 10 سنوات مثل امراض الشبكية والعصب البصري، كما انه من اكثر الحالات التي تظهر بالنسبة للاطفال هي تأخر فتح القناة الدمعية المسؤولة عن تصريف الدموع إلى داخل تجويف الانف وهو مايؤدي إلى وجود دموع بالعين مع المصابة مع وجود افرازات واكثر هذه الحالات تتحسن بالعلاج خلال السنة الاولى من العمر ولكن توجد بعض الحالات الاخرى التي تحتاج إلى تسليك القناة الدمعية ولاتستغرق العملية اكثر من 10 دقائق يعود بعضها الطفل إلى حالته الطبيعية.

الاطفال المبتسرون «الخدج»

من ناحية اخرى يحذر د. مجدي انيس اخصائي عيون بمستشفى القاسمي من ان الاطفال المبتسرين «اقل من 38 اسبوعاً يتعرضون لمشكلة عدم اكتمال نمو شبكية العين والاوردة والشرايين المغذية للاطراف الامامية والتي لاتكتمل الا عند الاسبوع الـ 40، وهو مايؤدي في بعض الاحيان إلى نمو خلايا وشرايين غير طبيعية ان لم تعالج في مرحلة معينة يمكن ان تؤدي إلى انفصال الشبكية. لذا لابد من متابعة الطفل المبتسر والكشف على شبكية العين بعد توسيع حدقة العين بنوعية معينة من القطرات التي لاتؤثر على الطفل.

حيث يوجد جدول متعارف عليه عالمياً لمتابعة الطفل المبتسر حسب اول كشف على قاع العين وحسب مرحلة المرض نفسه ولايتم اتخاذ اي اجراء طبي الا عند وصول المرض إلى المرحلة الثالثة من المرض ويتم العلاج من خلال الليزر للجزء عديم التروية «الجزء الذي لايصل اليه الدم» او بواسطة طريقة التبريد من الخارج.

الامراض الاستقلابية

من جانبها قالت د. الهام الاميري استشاري السكري والاطفال ان بعض الاطفال حديثي الولادة يمكن ان تظهر عليهم اعراض المرض من خلال الشكل الخارجي مثل كبر حجم الرأس او الاطراف او العين متلازمة دوان. كما تظهر من خلال زرقة الجسم نتيجة وجود خلل في القلب او عيوب خلقية في البطين او الاذين او صمامات القلب، ايضاً امراض الجهاز العصبي.

حيث يكون هناك تأخر في النمو والتطور الحركي للطفل الذي من المفروض ان يبدأ في التعرف على وجه الام وخلال الشهر والنصف الاول تظهر ابتسامته مع اللعب. وتضيف انه بالنسبة للاطفال المصابين باضطرابات عصبية فيلاحظ وجود رخاوة شديدة او شد في العضلات بالاضافة لبعض التشنجات العصبية.

كماً يصاب الاطفال بما يعرف بالامراض الاستقلابية وهي امراض وراثية ناتجة في بعض الاحيان عن زواج الاقارب حيث يتمتع الطفل بشكل خارجي طبيعي غير انه يعاني من عدة امراض مثل هبوط السكر «تشنجات» ارتفاع بعض النواتج الاستقلابية وهو ما يمكن ان يؤدي للاصابة بأمراض التخلف العقلي.

لذا فأنه من الضروري ان يخضع الاطفال لعدد من الفحوصات منها الفحص السريري والذي يتضمن الشكل الخارجي وشكل الرأس، الوزن، الطول.

ــ فحص العيون

ــ فحص القلب، البطن والاعصاب.

ــ فحص منطقة مفصل الورك للتأكد من عدم وجود خلع ولادي.

ــ فحص السمع وهو يتم اجراؤه في بعض الدول المتقدمة.

ــ فحص الامراض الوراثية ويتم اجراؤه في اليوم الثالث من الولادة «المسح الوطني» في الامارات.

وهو يتضمن 4 فحوصات فحص وظائف الغدة الدرقية لتجنب نقص هرمونها والذي يؤدي إلى التخلف العقلي الشديد مع تغيرات واضطرابات في النمو، فحص الفينايل كيتوتيوريا وهو من الامراض الاستقلابية التي تؤدي ايضاً تأخر النمو والتخلف العقلي، فحص الغدة الكظرية والتي يؤدي نقص افرازاتها لاختلال في الاملاح والحاجة للعلاج بالهرمونات، واخيراً فحص الانيميا المنجلية لتجنب اصابة الطفل بمضاعفات المرض في وقت مبكر.

وتضيف انه من المفروض مع كل زيارة للطبيب للتطعيم ان يتم اجراء فحص شامل للطفل يشمل نموه وتطوره الحركي والروحي لضمان سلامته الجسدية والعصبية.

دبي ـ عاطف حنفي

Email