ضيف العدد

تقنية لعلاج مرض القرنية بدون جراحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الدكتور خالد الشريف استشاري طب وجراحة العيون عن ادخال تقنية حديثة لعلاج مرض القرنية المخروطية ومنع البصر من التدهور المتسارع تدعى ( تقوية القرنية بالأشعة). وقال ان هذا المرض يصيب نسبة عالية من الأطفال والشباب في المنطقة العربية ويؤدي الى تدني شديد في حدة الابصار إذا لم يتم علاجه بالطريقة الصحيحة.

حول أسباب هذا المرض وطرق علاجه التقت (نور الصحة) مع الدكتور خالد الشريف وسألناه بداية عن مرض القرنية المخروطية؟ وما هي المراحل التي يمر بها؟ فقال يصيب هذا المرض قرنية العين- والتي تعتبر نافذة العين المسؤولة عن دخول الضوء بطريقة صحيحة.

حيث يحدث تدني مرضي في سماكة القرنية وصلابتها في مرحلة المراهقة والشباب مما يؤدي الى ازدياد تحدب القرنية فتتحول الى الشكل المخروطي مما يؤثر على حدة الابصار بسبب الاستجماتيزم ( الانحراف) الناتج عن التحدب.

ويمر مريض القرنية المخروطية بأربع مراحل المرحلة الأولى يمكن تعديل ابصاره بالنظارة الطبية اما المرحلة الثانية فلابد من استعمال العدسات اللاصقة الصلبة لتعديل الانحراف اما المرحلة الثالثة والرابعة فلابد من التدخل الجراحي لإنقاذ بصر المريض وذلك عن طريق عمليات زراعة القرنية.

كيف يمكن ان تساعد التقنية الحديثة مريض القرنية المخروطية؟

تقنية (تقوية القرنية بالأشعة) هي اختراع ألماني اثبت جدوى عالية في علاج هذا المرض خلال الخمس سنوات الماضية.

يتم العلاج عن طريق وضع قطرات فيتامين- ب في عين المريض ثم يتم تعريض القرنية لجرعة مركزة من الأشعة فوق البنفسجية لمدة نصف ساعة. وقد أثبتت الأبحاث العلمية ان تفاعل الأشعة مع الفيتامين في قرنية المرض تؤدي الى تقوية ألياف القرنية الضعيفة وتعيد لها صلابتها وبالتالي تمنع تدهور المرض وتوقف من تزايد الانحراف مع مرور الوقت.

وقد وفرت لنا هذه التقنية ثورة علمية في علاج هذا المرض حيث اصبح بإمكان الأطباء إيقاف المرض في مراحله الأولى وبالتالي لا يحتاج المرض لإجراء عمليات جراحية مثل زراعة القرنية.

هل العلاج مؤلم؟ وما هي فترة النقاهة؟

لا يحس المريض بأي ألم أثناء علاجه بالأشعة ، أما خلال فترة النقاهة والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام فقد يشعر المرض بالمضايقة من الضوء القوي لذا ننصحه بالابتعاد عن الضوء القوي وعدم قيادة السيارة لمدة ثلاثة أيام يعود بعدها لحياته الطبيعية.

ما هو العمر المناسب لإجراء عملية ( تقوية القرنية بالأشعة)؟

يمكن إجراء هذه العملية عن طريق تشخيص المرض وتعطي هذه التقنية نتائج أفضل إذا أجريت في مراحل مبكرة لذا فنحن نقوم بإجرائها للمريض عند بداية التشخيص وقد أجريت لشباب في العشرينات ولأطفال من عمر 14 عاما واستفادوا استفادة عالية.

هل يحتاج المريض لأكثر من جلسة علاجية، أم يتم العلاج كله في جلسة واحدة؟

خلال الأبحاث التي أجريت في الأعوام الخمسة الماضية تبين أن غالبية المرض- ( 95%) ــ يتم علاجهم من خلال جلسة واحدة وقد أحتاج فقط خمسة بالمئة من المرض لجلسة ثانية للحصول على النتائج المرجوة.

هل تتوقع أن يقل عدد المرضى الذين سيحتاجون إلى عملية زراعة القرنية في المستقبل مع توفر هذه التقنية الحديثة؟

نعم وهذا الهدف من عمليات ( تقوية القرنية بالأشعة) حيث نطمح في مساعدة الشباب وجميع الأطفال المصابين بهذا المرض في المراحل الأولى وبالتالي نوفر عليهم مشقة عملية زراعة القرنية والتي تعتبر عملية زراعة أعضاء تحتاج الى فترة نقاهة طويلة نسبيا. وأتوقع مع زيادة المرضى المستفيدين من هذه التقنية الحديثة أن تقل أعداد عمليات زراعة القرنية في العالم بنسبة 50 بالمئة خلال العشر سنوات القادمة. وهذه تعتبر أنباء سارة جدا لمرضى القرنية المخروطية ولأهاليهم.

لماذا نسبة هذا المرض أعلى في المنطقة العربية مقارنة بأوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية؟

هناك عوامل بيئية وأخرى وراثية مسؤولة عن ارتفاع نسبة مرض القرنية المخروطية في منطقتنا العربية لعدة أضعاف نسبة لحدوثه في الدول الأخرى.

من العوامل البيئية انتشار مرض الرمد الربيعي في المنطقة العربية وحوض البحر الأبيض المتوسط وهو نوع من أنواع الحساسية التي تصيب الأطفال وتؤدي الى حكة شديدة ومزمنة في العيون مما يؤدي مع مرور الوقت الى تمخرط القرنية.

اما العوامل الوراثية في انتشار زواج الأقارب في منطقتنا مما يؤدي الى توريث بعض الجينات المتنحية في نسبة اعلى من الأطفال بدليل وجود عدة أفراد من نفس العائلة مصابين بهذا المرض.

دبي ـ عماد عبد الحميد

Email