الحدث عقد برعاية «إمارات» وناقش عناصر بيئة العمل

مديرو الموارد البشرية في قطاع النفط بالدولة يعقدون مؤتمرهم السنوي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مديرو الموارد البشرية في قطاع النفط والغاز في الدولة، ضرورة الاهتمام بالجوانب الصحية في بيئة الأعمال، خاصة ما يتعلق بالضغوط اليومية المختلفة الناتجة عن عوامل اجتماعية واقتصادية ونفسية وبيئية، لتأثيرها المباشر في الإنتاجية وربحية الشركات. كما أكدوا خلال المؤتمر السنوي لمديري الموارد البشرية في مؤسسات وشركات النفط والغاز العاملة في الدولة، ضرورة المحافظة على العنصر البشري باعتباره جوهر التنمية والتطوير.

وناقش المؤتمر الذي عقد في فندق رافلز تحت رعاية مؤسسة الإمارات العامة للبترول «إمارات»، أوراق عمل عدة، أعدها كل من الدكتورة مريم مطر، الوكيل المساعد لوزارة الصحة لشؤون الصحة العامة والرعاية الأولية، وعبدالله سمبيج مدير الموارد البشرية في «إمارات»، والدكتور يوسف البدر مؤسس ومدير مركز البدر للاستشارات الغذائية والصحية والطب التكميلي، والدكتور انتوني فيليبس مؤسس ومدير ولكوم لخدمات الشركات، وحسن البشل الخبير الدولي في تدريبات الصحة من الطب الصيني. وتناولت ورقة الدكتورة مريم مطر، تأثير المكان وموقع العمل في صحة العاملين موضحة العناصر التي يجب أن تتوفر في مكان العمل الصحي وفوائده وشروطه المختلفة. ودعت إلى اختيار أثاث المكاتب الذي يساعد على إيجاد بيئة عمل مريحة ومرضية للعاملين، وينسجم مع طبيعة احتياجات كل منهم.

وأوضحت أن «احتياجات الموظفين تختلف باختلاف مهامهم وطبائعهم، فالمرأة المتزوجة على سبيل المثال يجب أن تستخدم مقاعد ومكاتب تختلف عن المرأة غير المتزوجة، وتختلف عن مقاعد الرجال، نظرا لارتباط ذلك بتكوينها الفسيولوجي والجسدي». وتحدثت عن أهمية أداء تمارين رياضية خفيفة خلال ساعات العمل اليومية، للمساعدة على الاسترخاء والراحة للتخفيف من ضغوط الوظيفة. وعبر عبدالله سمبيج عن الموضوع من وجهة نظره التي تشبه مديري الموارد البشرية على أنهم «أطباء الأحاسيس» لأنه يفترض بهم امتلاك مهارة وفراسة التنبؤ بدرجة الحالة المعنوية للموظفين وما يعترض بيئة العمل من ضغوط. وحث المسؤولين والمنظمات خلال عرضه على إعطاء الأولوية للجانب المعنوي في برامجهم الموجهة للجوانب الصحية لأنها الأساس حيث لن يكون لبرامج التطوير الصحي المردود الأفضل طالما الروح المعنية للموظفين في أدنى مستوياتها. وشرح للحضور فلسفته التي يتوجب على كل قائد امتلاك ما تتطلبه من مهارات.

أما الدكتور يوسف البدر فتحدث عن إدارة الضغوط الحياتية اليومية ودور الطب التكميلي في هذا المجال، موضحا أن «ضغوط العمل تسفر عن الكثير من التوتر النفسي والصراعات الداخلية في حياتنا، ما يؤدي إلى الإضرار بصحتنا ومستوى أدائنا الوظيفي».

وأشار إلى ضرورة «التحكم في تصرفاتنا وعواطفنا لتقليل ما نواجهه من ضغوط ونتكيف مع متطلبات الغد بسهولة أكبر». وأضاف أن الطب التكميلي يشمل أنواعا عدة من العلوم والعلاجات التي تهدف إلى الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض بالطرق الطبيعية ودون علاجات كيماوية.

موضحا أن «الطب التكميلي له فلسفته العلاجية الخاصة التي تختلف عن الطب العادي، فقد أثبت فاعليته في معالجة أمراض مزمنة ومستعصية، الأمر الذي يفسر ظهور معاهد ومدارس الطب التكميلي في الغرب، واقتناع عدد لا بأس به من المسؤولين بإضافة أقسام للطب التكميلي في وزارات الصحة والمؤسسات التابعة لها، من خلال إصدار قوانين منظمة لممارسته، وإدراج العديد من تخصصاته في كليات الطب والعلوم الطبية.

واستعرض حسن البشل ورقة بعنوان «المبادرة الصحية لتخفيض تكاليف الرعاية الصحية وتحسين جودتها». وقال فيها انه عند الحديث عن الوضع الصحي المتردي وعلاقة ذلك بضغوط العمل، يبدي معظم المسؤولين تفهما كاملا لهذا الموضوع لأنهم عانوا ويعانون فعلياً من المشكلة ويدركون تأثيرها السلبي في صحتهم وإنتاجيتهم.

ومع ذلك فهم لا يتخذون أي إجراء بهذا الخصوص، لأن الاهتمام منصب على المشاكل الصحية الناتجة مباشرة عن مخاطر بيئة العمل نفسها مثل الحروق والتلوث في الصناعات البتروكيمائية، أما المشاكل الأخرى والتي هي في الواقع أشد تأثيرا وأكثر نسبة حدوث، فلا تجد الاهتمام الكافي بها وتكون النتيجة ارتفاع مخاطر حدوث العديد من المشاكل الصحية مثل التي ذكرناها».

وأضاف أن على من يعارضون أي خطوة في اتجاه تخصيص برامج صحية للموظفين، التنبه إلى أن«الشركات والمؤسسات والأعمال لن تعاني من آلالام الرقبة أو أسفل الظهر، ولن تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بالسكري وأمراض القلب وغيرها من المشاكل الصحية التي تؤدي إليها ضغوط العمل عادة. ولكنها ستعاني من الخسائر المادية وتدني الإنتاجية وأخطاء العمل التي قد تؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها.

ولذلك، فإن عليهم الاهتمام بالجانب الصحي للعاملين في شركاتهم، ومواجهة المشاكل الرئيسة في بيئة الأعمال، مثل الضغوط اليومية ونظام أوقات العمل المتغير وكثرة السفر، لأن اتخاذ حلول جذرية من خلال تنظيم برامج تأهيلية مبسطة، سيساعد على تخفيف الخسائر ويحسن الناحية الصحية للموظفين.

ويتابع: «للبرهنة على فعالية هذه الخطوة، فقد أجرت شركة سينت بول للتأمين البحري دراسات على فوائد استخدام برامج لمقاومة الضغوط في المستشفيات وكانت النتائج مشجعة جدا.. إذ أظهرت إحدى الدراسات انخفاض عدد تكرار الأخطاء في إعطاء الدواء بنسبة 50% بعد تقديم برنامج لمقاومة الضغوط. وكان عدد الأسرة 700 سرير في هذا المستشفى.

وفي دراسة ثانية انخفض عدد الدعاوى المقدمة بسبب الأخطاء الطبية بنسبة 70% في 22 مستشفى طبقت برامج لمقاومة الضغوط مقابل انعدام أي انخفاض في 22 مستشفى آخر مشابه لم يطبق برامج مشابهة».

Email