القول إن الدراما السورية ألغت الإنتاجات المصرية استدعى مني ردة فعل قاسية

حسين فهمي «صعيدي» للمرة الأولى في «حق مشروع»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مهما تفاوتت آراء النقاد في التجربة السينمائية والدرامية للفنان المصري حسين فهمي، تبقى له حصة كبيرة من مساحة النجومية الفنية للعالم العربي، فقد أمضى فهمي ما يزيد على الربع قرن، ممثلاً في الصف الأول، بين مجايليه ومن سبقوه أمثال محمود ياسين وكمال الشناوي وعادل إمام، وسواهم من أركان الفن السابع في مصر، الذين تحول معظمهم أحياناً إلى نجوم تلفزيونيين.

ذاك هو حال حسين فهمي في الماضي القريب، أو بالأمس حين انتهى من تجسيد شخصية (زناتي) في مسلسل (حق مشروع)، عن قصة تجري أحداثها في الصعيد المصري، إخراج رباب حسين وتأليف محمد صفاء عامر ( شاهدنا له العام الماضي (حدائق الشيطان) بطولة الممثل السوري جمال سليمان، الذي وصلت الإشادة به لإتقانه اللهجة الصعيدية الخاصة حد المبالغة).

وكان فهمي قد شن منذ أسابيع هجوماً غير مسبوق على الممثلين السوريين متحدياً إياهم، في أن يستطيع احدهم الوقوف أمام أي ممثل مصري، وإلى ما هنالك من كلام لا يقدم ولا يؤخر، وبالتأكيد لا يفيد الفن العربي في مصر أو سوريا أو أي قطر عربي آخر. وبرر فهمي لـ «البيان» ما تناقلته وسائل إعلامية كثيرة بالقول: البعض ضخم ما صرحت به، أي أنهم أضافوا (البهارات) اللازمة، لتلميع عناوين ما نشروا، لكن هذا لا يلغي أنني تحدثت بصراحة الفنان عما سمعته عن لسان بعض الفنانين السوريين.

* لكن هل يكفي أن يتبنى الفنان موقفاً سلبياً شاملاً، بناء على ردة فعل على أحدهم؟ - الاستفزاز المتكرر والعنجهية يدفعان أحياناً، إلى ردة فعل قاسية.

* لكن ردة الفعل تصنع ردة فعل مقابلة وهكذا دواليك؟ - هذا صحيح من جانب، ومن جانب آخر، يتم تناسي أن الفنان مثله مثل أي إنسان آخر يمتلك جهازاً عصبياً. وينفعل ويتفاعل مع محيطه، ومع ما يقال في الشارع، أو على صفحات الجرائد. إضافة إلى أنني لا أضع نفسي في دائرة اللوم. فأنا أجبت على طارق باب، في الأصل هو بدأ في الإساءة.

وكذلك في إجابتي حقائق. فإذا ما قارنا عمر الدراما السورية بالدراما المصرية زمنياً، لظهرت المسافة واسعة. هذا من حيث الشكل، ومن حيث المضمون هناك أيضاً فوارق. الممثل في مصر اكتسب خبرة متراكمة كبيرة، لم تتوفر حتى الآن للمثل السوري. لكن ذلك لا يلغي أن الدراما السورية حاضرة اليوم. وقفزت بسرعة إلى الصدارة. وهذا لا يسيء للدراما المصرية بشيء. لكن أن يتبجح البعض من الممثلين السوريين، بأن أعمالهم ألغت الإنتاجات المصرية من الحضور، فهذا ما لا يقبل به، ويستحق الرد القاسي والجدي.

* لماذا يتم حشر الدراما في البلدين في مقارنة ضيقة، ألا يمكن اعتبار كل تجربة على حدة ذات خصوصية؟ - المقارنة يفرضها الجمهور والرأي العام، ولم يخترعها الفنان المصري. والمقارنة مهمة إذا كانت في سبيل الاستفادة وتبادل الخبرات بين تجربتين. أما إذا كانت هدامة وسلبية فقط، فيجب على الطرفين الحذر منها.

«حق مشروع».. صراع بين شقيقين على الثروة

يصور مسلسل «حق مشروع»، قضية الصراع بين شقيقين على الثروة والسلطة، في منطقة الصعيد في مصر. وسوف يعرض في شهر رمضان المبارك على تلفزيون أبوظبي وقناة «المنار» اللبنانية والفضائية المصرية والتلفزيون المغربي. والعمل بطولة حسين فهمي وعبلة كامل ومحمد وفيق وسمير صبري وأحمد زاهر وخليل مرسي وأميرة فتحي وجمال إسماعيل وسليمان عيد ورشوان توفيق ورجاء الجداوي وإيمان العاصي، وزيزي البدراوي وأحمد السعدني.

ويجسد حسين فهمي فيه شخصية الصعيدي للمرة الأولى في تاريخه الفني، كما يلتقي للمرة الأولى في التلفزيون مع الفنانة عبلة كامل. وقال فهمي: «إن الشخصية غريبة عليه لكنها مكتوبة بتميز يجعل من الصعب على أي ممثل أن يفوت فرصة تقديمها».

وأشار إلى أن اللهجة الصعيدية صعبة لكنها جميلة، وأنه حرص على تعلمها على مدار شهر كامل بمساعدة مصحح لهجات متخصص حتى أجادها بدرجة كبيرة.. والجمهور سوف يحكم على هذه التجربة أولاً وأخيراً. ويؤدي فهمي دور الشخصية السلبية، التي تستخدم كل الوسائل للحصول على مبتغاها. وتصل الأمور إلى حد القتل. فمحتوى القصة ليس جديداً.

لكن أسلوب طرح القضية من نافذة معاصرة ومطلة على الواقع ومتغيراته وتشابك إشكالاته هي الجديدة. والأجدد منها أن فهمي لم يؤد في تاريخه، أي دور مشابه، فقام بتحضير شخصيته بشكل مدروس، وبدل في شكله الخارجي، من إطلاق شاربه، والتدرب على عضلات الوجه التعبيرية. أما مخرجة العمل رباب حسين فقد عبرت عن الرضا في ما قدمت. وكذلك مؤلف العمل.

وقالت: وجدت متعة تامة في بلاتوهات التصوير، وبالطبع سأكرر خوض هذا الغمار، في فرص أخرى متاحة. وجوهر الحكاية ليس محصوراً بالداخل الاجتماعي الريفي لأنه يطل على جوانب أخرى، من خلال شخصيات تعود من الخارج لتواجه واقعاً متبدلاً. مثل التطرف.

وعدم قدرة المثقف على إحداث تغييرات في جزء من العادات والتقاليد البالية. وأقصد تلك المفاهيم التي تحافظ على ما يضر بالتطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. والتطرف يساهم في استمرار الوضع على حاله. هذه جملة تناقضات، تحقق للعمل روحية تجمع بين ماضٍ مستمر، وحاضر لا يتورع عن الاستلهام من الأمس.

دبي ـ حسين قطايا

Email