رزيقة الطارش: أم كلثوم تنبأت لي بمستقبل كبير

سفيرة الدراما الإماراتية تغار من السينما وتخاف من المسرح

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر الممثلة الإماراتية رزيقة الطارش من الفنانات الرائدات اللواتي رفدن مسيرة الفن الإماراتي بإيمان حقيقي بأهمية هذا الفن، وقد شكلت إلى جانب زميلاتها سميرة أحمد و موزة المزروعي، ومريم سلطان و ريحانة التمري وأحلام سالم، الرعيل الأول في الفن الإماراتي المسرحي و التلفزيوني.

وحين تتحدث رزيقة عن هذا الجيل لا تنسى ان تتحدث عن المحبة والإحساس بالمسؤولية اللذين يعتبران عنوانين أساسيين في تعاون الفنانين مع بعضهم البعض، وفي هذا الحوار تسجل رزيقة الطارش التي أطلقوا عليها في البحرين لقب «سفيرة الدراما الإماراتية عتبها على هذا الجيل من الفنانين الذي يركض مسرعاً باتجاه نجومية وهمية صنعها لنفسه واقتنع بها.

ومن المحطات المهمة في حياة رزيقة الطارش، لقاء هام جمعها بكوكب الشرق ام كلثوم، وحينما نسأل عن هذا اللقاء تضحك وتقول : «أعدتني الآن إلى سنوات طويلة للوراء، رحم الله أم كلثوم هذه السيدة العظيمة، كان عندنا عام 1972 احتفال بعيد الجلوس استقبلتها أنا كوني المذيعة المواطنة الوحيدة،

وقد التقيت بمجموعة من البنات، قابلناها في الفندق بعد أن رافقناها من البداية، ونتيجة جلوسنا مع بعض لفترة قالت لي: «أنت ستكونين فنانة ولست مذيعة وفنانة متعددة المواهب وستذكرينني في المستقبل»، هذه لحظات الإنسان لا ينساها.

بدأت رزيقة رحلتها مع الإذاعة، وبعدها لعبت «كومبارس» في أحد برامج الأطفال، والى جانب هذا كله عملت في التلفزيون، وقد تحدت في هذه التجربة نفسها والآخرين في ظروف صعبة.القاهرة كانت محطتها الأكاديمية، حيث التحقت بالمعهد العالي للسينما في مصر لتحقيق ثقافة تحصن موهبتها، ومن اجل شغفها بالكتابة الدرامية،

فاستفادت من هذه الخطوة، وأفادت الشاشة الإماراتية والجمهور بعدد من الأعمال الدرامية التي قدمت على مدار سنوات طويلة، ورصدت الواقع الإماراتي بأسلوبها الخاص. وحكاية رزيقة مع التمثيل طريفة، فقديما جاء إلى الإمارات الإعلامي محمد ياسين الذي كان يلقب ببابا ياسين، كان يقدم برنامجاً في الإذاعة،

وأتيح لرزيقة أن تستفيد من مواهبها في الكتابة إلى أن سنحت لها الفرصة لتقديم صوتها عبر الإذاعة في صوت نسائي، فتمت الاستعانة بها. كانت الطريقة التي يمثل فيها الفنانون في الفن السابع تستهوي رزيقة وتجعلها تغار منهم، إلى درجة أن السينما كانت الملاذ الوحيد لها وغالبا ما كانت تشاهد الأفلام أكثر من مرة..

بدأت التمثيل بالشخصيات البسيطة في الإذاعة ثم المسرح، الذي كانت تخافه ثم صار صديقها، وبعدها التلفزيون، إلى أن تم افتتاح قناة أبوظبي عام 1971 فقدمت بطولة في مسلسل مشترك بين الإمارات والكويت كان فيه عبد العزيز الموشي، رحمه الله، ومحمد جابر ومجموعة كبيرة من الفنانين.

كان هذا التعاون الجسر الذي أوصلها إلى الجمهور الخليجي، وتقول في هذا الخصوص: «كنا نرى الكويتيين، وكنا نطمح لأن نمثل معهم وهذه الخطوة التي جمعتنا بهم في هذا العمل، كانت لصالحنا مئه بالمئة المهم أن المشروع تحقق تلك الأيام، وبعدها صرت اثبت نفسي على الرغم من العادات والتقاليد التي كانت تقف ضدنا».

وتعود رزيقة لتربط بين العمل الفني ومتطلبات المجتمع وتقول: «عملي في الإذاعة كان صوتاً فقط لم تكن هناك صورة، فالأمر بالنسبة لتقبل المجتمع بسيط ولا مشكلة فيه، تعلقت بالمسرح من خلال عملي مع الرعيل الأول، وقد أمر مدير الإذاعة أن أكون موظفة رسمية في إذاعة أبوظبي في سن الـ 14..

وكان غريباً أن أتعين في الإذاعة وأنا في سن ال14.. وبعد اخذ ورد في تفاصيل إدارية عينت بالمكافأة حتى لا أنقطع عن العمل، وكنت أصغر موظفة إماراتية، تعينت وظلت مهنتي مذيعة . مع التمثيل الذي كنا نقوم به حسب الفرص المتاحة بين الحين والآخر ..كنا العصر الذهبي الذي لا يمكن تعويضه».

كانت تحلم بزيارة القاهرة ولكن الطريق إليها كان طويلا، أما إصرارها فكان أهم من كل تلك الطرقات: « نعم سافرت إلى القاهرة وقمت هناك بدراسة السيناريو، لم أكن اشعر أنني يجب أن أتوقف عن العلم والدراسة، أردت أن اصقل موهبتي بالثقافة، كان لا بد من أن أطلع على كل شيء، درست الثانوية وظلت الثانوية سلاحي،

وحينها بدأت أتلمس موهبة الكتابة في داخلي، كان محمد السيد ندا هو المسؤول عن برامج الإذاعة عندنا، كنت أكتب وكان يقرأ لي، كان يشجعني على موهبة الكتابة، ولأجل هذا علمني المبادئ الأساسية، وقد بدأت الكتابة فعلياً في مجال الدراما كتبت في البداية خماسية وسباعية.

وأحسست أن الكتابة هي شيء آخر مختلف ويحقق متعة للإنسان، وهو يحاول ان يخلق الكلمة ويبني العلاقات بين الشخصيات. وكان «أم صواب» أول مسلسل كوميدي تكتبه رزيقة الطارش، وأتبعته بمسلسل آخر اسمه «ناعم ونعيمة» شارك في تمثيله سميرة احمد واحمد الأنصاري ومحمد الجناحي.

تصمت قليلاً عن الكلام ثم تتابع فتقول: «حقيقة لا أخفيك أن جيلنا تخطى العقبات، بالحب، فقد كان التعاون هو السمة الغالبة، وهذا ما يمكن أن تشاهدوه وتلمسوه عبر الأعمال التي قدمناها والتي نقوم بها، واود أن أشير هنا إلى أن جيل الشباب الآن يبدو في غمرة استعجاله للوصول إلى النجومية التي يدعونها هم فقط..وطبعا هذا الجيل يختلف الى حد كبير عن جيلنا وزمننا، كان الإحساس بالفن وبالمستقبل أهم».

وعن اعمالها الجديدة أشارت رزيقة الطارش الى انها انتهت أخيراً من تصوير دور «سعيدة» في مسلسل «أبله نورة» إخراج الفنان عارف الطويل، وهو دور محوري وإنساني في المسلسل الجديد الذي سيبث على تلفزيون دبي، كما ستصور عملين احدهما في الكويت والآخر في الإمارات خلال الأشهر الخمسة المقبلة.وكشفت أخيراً أنها ستكون أمام استحقاق سينمائي إماراتي جديد في فيلم للمخرج عبد المجيد عبد الرازق.

دبي ـ جمال آدم

Email