كيف خطفها ريدلي سكوت.. ولماذا بكت عندما غادرت «إم بي سي»؟

نشوة الرويني: مملكتي بنيتها بالحب والجهد.. وهذا سر نجاحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين تتحدث نشوة الرويني عن مسيرتها في عالم الإعلام العربي، يشعر المرء أن هناك مؤسسة ضخمة تتحدث بكامل طاقمها عن تاريخها الطويل الحافل بالإنجازات التي تدهش من يستمع إليها، فتحار من أين لها بالوقت لتفعل كل ذلك. تصافحك ضحكاتها قبل أن تراها، فتعتقد أن أحد أفراد عائلتها في مكتبها وإذا بهم الموظفون الذين يعسكرون معها ليل نهار، تداعبهم وتمازحهم، ولكن لا بد من الحزم ساعة الحزم حتى تنضبط الأمور، ولا بد أن نذكر أنها احتاجت وقتاً لتفكر في عدد المساعدين الذين يعملون تحت إمرتها. «تضحك بثقة، وتتحدث بعفوية، وتفكر بدهاء».. هل هذه هي خلطة النجاح التي أوصلتها إلى بناء مملكتها الصغيرة؟ ربما ولكن حتما هناك أشياء أخرى تحكي عنها في الحوار التالي:

* بداية ثمة من يتساءل كيف تكتب كلمة نشوة أهي بالتاء أم بالألف؟

ـ نشوة تكتب بالتاء المربوطة، أو هكذا أحبها أنا على الأقل.

* وما الفرق بينها وبين تلك التي تكتب بالألف المقصورة؟

ـ الفرق كبير، فالأولى تعني حالة الفرح، والثانية تعاني حالة السكر وعلى هذا الأساس، وبعد ان أعلنت معنى المفردتين أرى ان والدي كان متمسكاً بالمعنى الأول على ما أعتقد لأنه حتما لم يسمني محبة بالخمور.

* هل عائلتكم كبيرة؟

ـ لا لدي أخ وأخت أي عائلتنا صغيرة من خمسة أشخاص فقط

* يحكى أنك من عائلة ميسورة، وجئت إلى الإعلام وأنت صاحبة ثروة؟

ـ أعوذ بالله، هل سيبدأ الحوار بالحسد

* إذا ما يقال صحيح.

ـ ما يقولونه كثير فأي منه صحيح؟

* أي أنك إحدى أهم عشر سيدات أعمال عربيات؟

ـ «ضاحكة» يبدو لي أنك من الضرائب ولست صحافياً، على كل الأحوال سأروي لك القصة وربما هي المرة الأولى التي أتحدث بها عن هذا الأمر،أنا من عائلة مصرية تمتلك الكثير من الأراضي والعقارات بحيث أننا لو قمنا ببيعها لحصلنا على ثروة كبيرة، ولكن هذا كان بعيداً عن أخلاقيات العائلة، أي أننا لسنا بائعين للأرض والحمد لله، و حتى الآن والدي لا يزال حياً، ولدينا الثروة ذاتها في الأصول إذا جاز القول، والأراضي التي أعيدت لنا لاحقا زادت من أملاكنا، ولكن كما قلت حياتنا لم تكن غير عادية بل مثلها مثل حياة أي أسرة مصرية، وأود أن أشير الى أن العائلة من طرف والدي ووالدتي كانوا ملاك عقارات وتجارا وإقطاعيين وما إلى ذلك، وهذا يؤكد أنني لم أدخل الوسط الإعلامي بثروة، بل كونت ثروة من العمل الإعلامي وفق تسلسل زمني ومع تدرجي في العمل الإعلامي.

* غريب هل يستطيع العمل الإعلامي ان يجني ثروة؟

ـ طبعا إذا عرف المرء كيف يدير هذا العمل وكيف يستثمر أفكاره في أعمال إعلامية تسجل باسمه.

* هل تذكرين كيف بدأت حكايتك مع الإعلام؟

ـ أتذكر جيدا، وما زلت أدهش من تلك الطفلة التي أحبت أن تغامر وتسافر إلى قطر بعد أن قرأت إعلاناً في إحدى الصحف بأن تلفزيون قطر يرغب بتعيين مذيعات. كان عمرها خمسة عشر عاما وكانت أصغر من أن تكون لتلك المهنة، حتى أن القائمين على اختيار المذيعات دهشوا من والد الفتاة وهو يقود مفتاح مستقبلها بيديه إلى حيث لا يعلم كيف ومتى، كانت الطفلة مزودة بالحلم والطموح والمغامرة والإصرار على النجاح، وهكذا كانت بعد عشرة أيام على الهواء مباشرة.

* كنت أصغر مذيعة تطل عبر الشاشات العربية؟

ـ إن جاز لنا أن نقول هذا فالإجابة نعم.

* إذا كانت خطواتك الأولى في تلفزيون قطر، فكيف قفزت خطوتك الأهم باتجاه تلفزيون ام بي سي؟

ـ دائما هناك من يصطاد المواهب الجديدة، وهذا ما حصل معي إذ شاهدتني إدارة ام بي سي واختارتني لأكون بين طاقمها، والحمد لله وفقت في أن أكون ابنة هذه المحطة على مدار اثني عشر عاماً، وهي قادتني إلى مكانتي التي أنا فيها الآن.

* إذا كنت تتحدثين عن هذه المحطة بكل هذا الحب، لماذا غادرتها؟

ـ غادرتها لأسباب تتعلق بتطورات خطيرة في عمل آخر أي كان لا بد أن اتجه للمكان الذي يعتبر خطوتي التالية.

* هل تركت ام بي سي بإرادتك أم رغما عنك؟

ـ ماذا تقصد؟

* أقصد أن هناك مشكلات سمعنا عنها جرت بينك وبين ام بي سي مما قادهم للاستغناء عنك؟

ـ «ضاحكة» ما أكثر الكلام في هذا الموضوع، وما أسوأه. لو أنني تركت ام بي سي بمشكلة لما كانت علاقتي معهم جيدة حتى الآن، علاقتي جيدة بالشيخ وليد الابراهيم وبعلي الحديثي مدير عام القناة وبعائلاتهم أيضا والعيد الماضي كنت معهم، وهذا بطبيعة الحال ينفي حدوث أية مشكلات جرت بيننا، وغير هذا هناك عمل بيننا أي أنني مازلت أقدم لهم برامج من خارج القناة حتى الآن.

* هل إم بي سي هي من صنع نجوميتك؟

ـ طبعاً.. لا أنكر هذا ولكن أنا جئتهم نجمة أيضاً، يجب أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار.

* وصلت إلى مناصب هامة في المحطة؟

ـ «مقاطعة»أجل، كنت مذيعة ومدير إقليمي وفي البرمجة، ومن ثم رئيسة المجموعة للتطوير وكنت حينها في إم بي سي.

* وما الفرصة التي قادتك للمغامرة بكل هذا الاهتمام وهذا الحب الذي حصلت عليه؟

ـ جاءتني فرصة أعتبرها فرصة واحدة في العمر حينما طلبني المخرج العالمي السير ريدلي سكوت لأكون المستشار الإعلامي العربي لفيلم «مملكة الجنة»، فاخترت أن أدخل مجالا مختلفا تماما هو مجال السينما العالمية وترددت مليون مرة قبل ان أتخذ قراري هذا، ولكن كان لا بد ان أختار هذه الفرصة وعندما قاموا بحفل تكريم لي في دبي، صرت أبكي مثل الأطفال 12.. عاما وأنا معهم فكيف اترك القناة بمشكلة.

* هل كان الإغراء المادي لعرض ريدلي سكوت أهم؟

ـ على الإطلاق، لم أفكر بهذه الطريقة، لم يكن في ذهني الجانب المادي للعمل فالحمد لله وضعي كان جيد مهنياً ومالياً في إم بي سي، ولكن العرض الذي جاءني من ريدلي سكوت، كان كما يقال عنها الفرصة التي لا تفوت.

* أعتقد أن لديك شركة إنتاج اسمها بيراميديا؟

ـ تماما وقد أسستها عام 2000 مع زملاء لي، وكنا نعمل في أشياء لها علاقة بالسينما وليس بالتلفزيون، حتى لا يكون هناك تضارب بين شغلي بالإم بي سي وشغلنا في الشركة وحقيقة لم أكن مضطلعة كثيرا بدوري في الشركة فقط كنت من ملاك الأسهم فيها، وعندما جاء عرض سكوت اتخذت قراري وسافرت إلى اسبانيا لمقابلته، وأقنعته بأن يأخذ ممثلين عرباً في فيلمه.

وهنا رشحت إلى جانب غسان مسعود الذي لعب دور صلاح الدين جمال سليمان وخالد النبوي وغيرهم كثر، واختار غسان وخالد النبوي وقلنا إن هذه حالة جديدة وخطوة هامة للمستقبل فنحن امسكنا بطرف الخيط كما يقال.. والحمد لله، بدأنا نعمل على أساس ترويج المواهب العربية في السوق العالمية وصرنا الوكلاء الحصريين لخمسة وخمسين ممثلا عربياً، هناك أسماء مشهورة وهناك أسماء نحن اكتشفناها وصرنا نؤسس لمحطات فضائية متخصصة، وهذه أيضا أتت بثمارها جيدا ولاحقا صرت المستشار الإعلامي لوزير الإعلام المصري الأستاذ أنس الفقي.

* وكيف وصلت شركتكم إلى دبي؟

ـ كان هذا من منطق توسيع رقعة العمل لما لدبي وللإمارات من مكانة اقتصادية وحيوية هامة عربيا ودوليا، فقلنا إن الشركة يجب أن تتوسع أكثر فإلى جانب الفرع الموجود في لندن والآخر في القاهرة، يجب أن يكون هناك فرع في دبي وهذا ما حدث.

* وبالتالي قمتم بتبني مشروع شاعر المليون في أبوظبي؟

ـ تماما، ففي هذا الوقت قدم لنا رئيس مجلس إدارة الشركة مشروع شاعر المليون وجئنا إلى أبوظبي، وقابلنا الأستاذ العزيز محمد خلف المزروعي وقدمنا تصوراً كاملاً عن برنامج «شاعر المليون»، وهذا تزامن مع عودتي إلى الشاشة.

* العودة كانت على شاشة تلفزيون دبي الفضائية في برنامج (نشوة) بعد توقف لفترة غير قصيرة، أليس كذلك؟

ـ تزامنت عودتي نتيجة انشغالاتي بالشركة بعد غياب لمدة سنتين، وكان هناك تحد من نوع خاص في أنني يجب ان أعود بعد أن تلقيت اتصالا من قبل مدير تلفزيون دبي بتقديم برنامج عبر شاشة دبي، وهنا ولدت فكرة «نشوة».

* ما خلطة نجاحك، بل ما مفتاح الدخول إلى النجاح؟

ـ في البداية أريد أن أوضح أمراً ما، ربما له علاقة بسؤالك في أنني لا يمكن أن أسعى لأمر جاءني بشكل مباشر ومن دون أن أتعذب للحصول عليه، وهذا أمر يعرفه عني المقربون جدا، كنت أريد إثبات أشياء كثيرة، فعلى سبيل المثال لم أستسلم لمجمل المقولات التي جاءت من شخصيات مرموقة، بعد ان سعيت لإدخال العرب في الفيلم العالمي وهذا الأمر أتعبني إلى أن حصلنا عليه ولم أرض أن أعلق بكلمة واحدة، مع يقيني بأن الفيلم كتبه يهودي ولكنه من أفضل كتاب السيناريو في العالم، وتبع ذلك عملنا على حوالي ثلاثة وثلاثين فيلماً عالمياً منها «وادي الذئاب».

أبوظبي ـ جمال آدم

Email