يحاول الممثل المصري خالد أبو النجا استثمار موهبتي التمثيل والتقديم اللتين يملكهما وتسييرهما جنباً إلى جنب، فبعد تحقيقه جائزة أفضل ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم «لعبة حب»، ها هو يتعاقد مع تلفزيون دبي لتقديم برنامج تلفزيوني جديد يبدأ بثه خلال الموسم المقبل بعنوان «الليلة الكبيرة»، وهو من نوعية سهرات آخر الليل، الذي يقدم في العديد من دول العالم ويتناول الأحداث الجارية على كل الأصعدة بطريقة ساخرة ولاذعة. وسيكون البرنامج هو التعاون الثاني لأبو النجا مع تلفزيون دبي بعد نجاح برنامج «رفقة عمر» الذي قدم على مدى موسمين متتاليين.

«البيان» التقت خالد أبو النجا خلال زيارته دبي، وحاورته حول نشاطاته التلفزيونية والسينمائية:

* ماذا عن فكرة برنامج «الليلة الكبيرة»، وما هو الجديد الذي يقدمه على الشاشة؟

ـ فكرة البرنامج ليست جديدة، فهذه نوعية من البرامج المتعارف عليها في العديد من دول العالم تقدم في آخر الليل، لتعطي المشاهد فكرة عن الأحداث السياسية والفنية والاقتصادية، لكن بأسلوب ساخر يبتعد كل البعد عن الجدية والرزانة، فالبرنامج عبارة عن كوميديا آخر الليل، ومهمته إزالة الهموم عن المشاهدين بعد يوم طويل من التعب والعناء.

* كيف تشرح سير البرنامج والفقرات التي يقدمها؟

ـ أساس برنامج «الليلة الكبيرة» كما أسلفت، هو المادة الخبرية وكيفية التعليق عليها، حيث سأواجه الكاميرا مع عدد من الأخبار التي تم رصدها طوال الأسبوع في محاولة لتقديمها بشكل ساخر، كما أن هناك فقرة تتضمن استضافة فنان مدتها حوالي عشر دقائق.

* مع وجود برنامج جديد، هل يعني أنك ستتوقف عن تقديم «رفقة عمر» على شاشة تلفزيون دبي؟

ـ بالتأكيد سيتوقف هذا البرنامج بعد موسمين ناجحين، وربما أصبح من الضروري إيقافه بعد أن استنفد تقريباً شخصياته وضيوفه.

* تقديمك برنامجاً أسبوعياً، هل يمكن أن يسرقك من عملك السينمائي وقد بدأت تتقدم فيه بشكل جيد؟

ـ لا أعتقد ذلك، فأنا أحاول تنظيم وقتي بحيث أستطيع التوفيق بين العملين من دون أن يؤثر أحدهما على الآخر.

* في الشق السينمائي، أحرزت أخيراً جائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي، خلافاً لتوقعات النقاد ومفاجئا لهم؟

ـ بالنسبة لي كانت المفاجأة أكبر، فلم أكن أتوقع الحصول على الجائزة، كنت أتصور أن ينال فيلم «لعبة حب» إحدى الجوائز، لاسيما الإخراج، لكن الجائزة عرفت طريقها إلي. في المحصلة لم أكن أؤمن كثيراً بنزاهة المهرجانات، وقد واجهت صدمة في إحداها عندما كنت مرشحا لجائزة أفضل ممثل دور ثانوي عن أحد الأفلام والجميع أكدوا لي حصولي عليها، لكن الأمور تبدلت عند إعلان النتائج الرسمية، لمهرجان الاسكندرية السينمائي في دورته الأخيرة.

* لكن خلافاً لما ذكرته فإن المهرجانات المصرية متهمة بمحاباتها لأبناء مصر على حساب الجنسيات الأخرى؟

ـ هذا الكلام لا ينطبق على مهرجان الإسكندرية، فهو مهرجان دولي ولجنة الحكم تضم أعضاء من جنسيات مختلفة والدليل ذلك أنني كنت الفائز المصري الوحيد بإحدى جوائز المهرجان.

* قدمت العديد من الأفلام التي أثارت الجدل وحققت نجاحات كبيرة، أمثال: «مواطن ومخبر وحرامي»، و«سهر الليالي» و«رانديفو»...، فما مقياسك لاختيار الفيلم الذي تؤديه؟

ـ أولاً: اعتبر أنني محظوظ في الاختيارات، فإن تكون بدايتي مع مخرج كبير كداوود عبد السيد في فيلم «مواطن ومخبر وحرامي»، ومن ثم في فيلم «سهر الليالي» الذي يحمل قضية حساسة وجريئة، لاشك وأنها مهدت لي الطريق لخوض غمار تجارب سينمائية متميزة. لقد حاولت بعد هاتين التجربتين أن أمسك العصا من المنتصف، لا أن التصق بدور محدد ولا أنجر وراء شخصية بعينها، وعلى هذا النحو وفقت في اختياراتي حتى الآن.

* لكن هذه السياسة قد تؤخر حصولك على دور البطولة المطلقة، طالما أنك لا تلتزم بخط معين؟

ـ هذا صحيح البطولة المطلقة قد تتأخر، لكن النتائج بعد ذلك ستكون في صالحي بالتأكيد.

* ربما من بين هذه النتائج مشاركتك في فيلم أميركي، أليس كذلك؟

ـ نعم، هذا صحيح شاركت في فيلم «مهمة مدنية» بدور شاب عربي يعيش في نيويورك، وكانت ردود الفعل ممتازة بعد عرض الفيلم في مهرجان سينمائي بنيويورك، وقد رشح للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي، وأتوقع أن يكون مفاجأة للجمهور العربي.

* سمعنا عن مشروع سينمائي يجمعك مع الفنان حسين فهمي، أين أصبح هذا المشروع؟

ـ الفيلم الذي تقصده هو «علي فوق الشجرة»، لكنه توقف لأسباب تتعلق بظروف إنتاجية، كما أنني كنت مشغولا بتصوير فيلم «مفيش غير كدة» مع الممثلة نبيلة عبيد.

* كيف ترى انعكاس مشاركة النجوم الكبار للممثلين الشباب في الأفلام الجديدة؟

ـ بطبيعة الحال أنا من أكثر المشجعين على هذه المشاركة التي تجمع الجيلين، وأعتقد أنه يجب التغاضي عن الخلافات التي تروج لعدم رغبة النجوم الكبار مشاركة الشباب أفلامهم أو رفض الشباب العمل مع الممثلين الذي سبقوهم في الخبرة والعمل السينمائي.

* لكن قيل إنك رفضت العمل مع المخرج يوسف شاهين، عندما رشحك لفيلم «المصير»؟

ـ ليس صحيحاً، كان المفروض أن أؤدي دوراً في فيلم «المصير»، غير أنني فوجئت بتجريدي من هذا الدور، حينما بدأت عمليات التصوير، ويومها ذكرت في الصحافة أنني «زعلان» من يوسف شاهين والآن تم الصلح بيننا.

* يؤخذ عليك اتجاهك الدائم لتصوير اللقطات الجريئة ومشاهد القبلات، فكيف تبرر هذه التصرفات لمنتقديك؟

ـ بالنسبة لي لا يتوقف العمل السينمائي عند خط معين، فهو بإمكانه تجاوز الخطوط الحمراء وأنا شخصياً ضد القوالب الجاهزة التي نؤطر فيها عملنا السينمائي، هناك لجان متخصصة مهمتها تصنيف الأفلام منها للكبار ومنها للعائلة من دون أن يضطر العاملون في هذه اللجان إلى حذف مشاهد من الفيلم قد تخل بسياقه وتسلسل أفكاره.

دبي ـ نائل العالم