«جمرة غضى» .. أداء بارع للممثلين ومعالجة سطحية لظواهر اجتماعية

«جمرة غضى» .. أداء بارع للممثلين ومعالجة سطحية لظواهر اجتماعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«جمرة غضى» مسلسل محلي من تأليف الكاتب المتميز جمال سالم الذي كتب في الدورة الرمضانية الحالية مسلسلاً آخر هو «جنون المال». جمرة غضى الذي يعرض على قناة الإمارات وتلفزيون الكويت تدور أحداثه بين الهند والإمارات حول المواطن سند الذي كان يرافق شقيقته في رحلة علاج إلى الهند ومعهما طفلته منى،

ويعترض اثنان من اللصوص طريقهما وفي موقف الدفاع عن أخته يقتل أحد اللصوص ليمضي عقوبة في السجن المؤبد في سجون الهند، بينما تستولي شقيقته في الإمارات على أمواله وتعهد تربية ابنته إلى إحدى معارفها. ويقترب موعد خروج «سند» من السجن فتعيد الشقيقة حساباتها فتحضر ابنته إلى بيتها وتعطيها نصيبها من ملايين والدها.

وكعادة الكاتب جمال سالم، لا يركز في أحداث مسلسلاته على شخصيات بعينها، ففي البيت الكبير وحده يعيش أفراد الأسرة تناقضات وهموما أهمها مشكلة الابن الأكبر عبدالرحمن الملتزم، والأصغر «حكيم» ضعيف الشخصية، والابنة التي تبحث عن ذاتها فتجدها في أحضان صديقة تكبرها وتشجعها على الخطأ، أما الأب فغائب عن البيت والكلمة فيه للأم «جواهر» والتي تؤديها الفنانة القديرة سميرة أحمد سيدة الأعمال الناجحة والمرأة التي تحاول الإمساك بزمام الأمور، لكن كثيرا ما تفلت منها.

أحداث المسلسل تتلاحق في أكثر من مكان، والمسلسل مثل الكثير غيره يتناول في جانب كبير منه موضوع الإسلاميين من خلال مدرس التربية الإسلامية وما يتعرض له من مضايقات ووقف عن العمل إثر خروجه عن المنهاج. ويعاب على المسلسل سطحية طرح بعض الظواهر مثل قضية المراهقات في غياب الرقابة الأسرية، بل حتى بعد هروب الابنة من المنزل اكتفى أفراد أسرتها بإبلاغ السلطات وكفى الله المؤمنين شر القتال حتى عادت إلى المنزل من تلقاء نفسها مع

وعيد اتخذته في قرارة نفسها بتكرار الهروب حال تعرضها لأي نوع من الإزعاج من أحدهم، بل جاءت وفي ذاتها تحد كبير، وهو ما يخالف واقع تعامل الأسرة عندنا في مثل هذه الحالات. وربما الفجوة الكبيرة التي ظهرت في أحداث المسلسل والتي لم يستطع المشاهد بلعها تتمثل في تغير «جواهر» شقيقة «سند» تجاه شقيقها الذي أقدم على قتل اللص الهندي دفاعاً عنها

وأوضحت المشاهد التي سبقت القتل العلاقة الأخوية الوطيدة التي تربط بينهما فهو الذي رافقها في رحلة العلاج إلى الهند، وهو الذي أراد التخفيف عنها عندما أخذها لسوق الذهب لشراء المجوهرات حيث حدث ما حدث. موقف «جواهر» لم يكن مقنعاً ومبرراتها كانت واعية حول إنكار شقيقها بسبب الفضيحة ولأنها أرادت الزواج وكان من الممكن في هذا الحال البدء بالاهتمام بالشقيق شيئاً فشيئاً، يقل الاهتمام وينسى كما هي عادة الإنسان في نسيان البعيد عن العين وانخفاض وهج العلاقة.

أما المشاهد الهندية فتتضمن الكثير من عنصر التشويق خاصة مع محاولات هروب سند من السجن، لكنها تبوء بالفشل في كل مرة، ما أصابنا بالملل وأصبحنا نشعر وكأننا أمام فيلم هندي حقيقي. بالنظر إلى شخصيات «جمرة غضى» يشد انتباهنا الممثل القطري عبدالله عبدالعزيز الذي يلعب دور عبدالرحمن ويؤدي هنا دوراً مختلفا عن أدواره في مسلسلات أخرى تعرض على شاشات الفضائيات بل حتى يختلف عن أدواره السابقة والحق انه أجاده وأداه بإتقان كبير جعلنا نعيش معه معاناته بل ونتعاطف معه متمنين انتهاء أزمته.

ويبدو أن مسلسلات رمضان هذه السنة ستكون خيرا على هذا الممثل الذي يمتلك موهبة كبيرة وإمكانات هائلة تضعه في مصاف كبار أهل التمثيل على مستوى الخليج رغم ولعه بالإخراج المسرحي. أما الممثل محمد العامري فقد ظلمه هذا الدور الذي لم يتمكن من إبراز إمكاناته بالشكل الكافي أو بالأصح ليس فيه متسع لإظهار المزيد. نجما المسلسل هما العملاقان سميرة أحمد وجاسم عبدالعزيز الذي كعادته لا ينسى الكوميديا وسط كم من الأحداث.

دبي ـ فضيلة المعيني

Email