جاء إعلان السيناريست بسيوني عثمان عن انتهائه من كتابة سيناريو فيلم «حب الدنيا تحبك»، الذي سيقوم بدور البطولة فيه ثلاثة من كبار المغنين المصريين، وهم: علي الحجار، ومحمد منير، ومصطفى قمر، بمثابة المفاجأة القنبلة التي سلطت الأضواء على فئة الأفلام، التي يتولى فيها عدد من أهل الغناء دور البطولة، التي يطلق عليها «أفلام المصريين».

يذكر أن هذه النوعية من الأفلام جاءت نتيجة مباشرة لسعي المنتجين وراء استغلال شعبية المغني للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية، وقد تبلور ذلك في بداية دخول هؤلاء المغنين إلى ساحة العمل السينمائي، عندما أقنع المقربون سيدة الغناء العربي أم كلثوم ، بالقيام بدور البطولة في فيلم «سلامة»، الذي لاقى نجاحاً كبيراً، فتولت دور البطولة في فيلمها الثاني «فاطمة».

وفي الجانب الآخر سعى غريمها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب إلى منافستها على شاشات السينما، فتولى البطولة في عدة أفلام لاقت نجاحاً كبيراً، مثل «رصاصة في القلب» و«يحيا الحب»، وتلي ذلك مرحلة جديدة من مشاركات المطربين في أعمال سينمائية، وفيها تعددت المشاركات وشملت وجوهاً كثيرة، أكثرها أثراً مشاركة «العندليب الأسمر» عبدالحليم حافظ بالبطولة في أعمال متعددة.

وبحق، يعد «العندليب الأسمر» عبدالحليم حافظ أفضل المطربين الذين ظهروا على شاشة السينما، حيث قدم عدة أفلام تعد من علامات السينما العربية ومنها: «شارع الحب» و«الخطايا» و«أبي فوق الشجرة»، ولا يعني ذلك ضعف مشاركات المطربين في هذه المرحلة بل جاءت هذه المشاركات في غالبيتها قوية متميزة، مثل قيام فريد الأطرش ببطولة عدة أفلام ،

حيث فتح بتلك المشاركة الباب على مصراعيه أمام دخول طائفة من المطربين العرب إلى السينما مثل أسمهان، وصباح، ووردة الجزائرية، والعديد من المطربين العرب الذين أثروا الحياة السينمائية العربية في حينها. وواصل المغنون دخولهم إلى السينما في عصرنا الحالي لنشاهد عمرو دياب يقوم ببطولة عدة أفلام سينمائية، كفيلم «العفاريت» و«آيس كريم في جليم»، وغير ذلك، وتبعه محمد فؤاد الذي قدم فيلماً ناجحاً له في نهاية القرن الماضي وهو، «إسماعيلية رايح جاي»، ثم تبعه بعدة تجارب أخرى، مثل: «غاوي حب» و«هو فيه أيه»،

بينما شارك مصطفى قمر زملاءه وقدم عدة أفلام كان آخرها، «حريم كريم»، ومثله فعل تامر حسني الذي شارك بالبطولة في فيلمين هما: «حالة حب» و«سيد العاطفي». وفي قراءة سريعة لأفلام الصيف الحالي نجد غلبة لهذه النوعية من الأفلام،

حيث نجد أكثر من خمسة أفلام يشارك في بطولتها مغنون من بين 17 فيلماً معروضة الآن في دور السينما المصرية، وهي: «الغواص» بطولة عامر منيب، و«لخمة راس» بطولة سعد الصغير، و«الفرقة 16 إجرام» بطولة عصام كاريكا، و«العيال هربت» بطولة حمادة هلال، و«علي الطرب بالثلاثة» بطولة ريكو وسعد الصغير ومحمد عطية.

ويشير النقاد إلى أن هذه الظاهرة من المتوقع أن تستمر بل ربما تزيد في الأعوام القليلة المقبلة نتيجة الشعبية الجارفة، التي يكتسبها مغنو هذه الأيام عقب مشاهدة أغنياتهم عبر القنوات الغنائية الفضائية، وإن كان ذلك يهدد عرش السينما العربية التي تحولت إلى ما يشبه المشروع المكمل للأغنيات المصورة.

خدمة(وكالة الصحافة العربية)

القاهرة ـ رمضان محمود