تعود الليالي المخصّصة للفلكلور اللبناني إلى أحضان هياكل بعلبك الأثرية العائدة إلى عصر الرومان، حيث تجتذب بعلبك «مدينة الشمس» مغنين وفرقاً من شتى أصقاع الأرض احتفاء باليوبيل الذهبي لمهرجانات بعلبك الدولية التي انطلقت للمرة الأولى في العام 1956. فتفتتح الفنانة فيروز في 13 يونيو المقبل الحدث بمسرحيّة «صحّ النوم» وفق رؤية جديدة أعدها نجلها الفنان زياد الرّحباني، على مدرج مسرح جديد شيد بين معبدي باخوس وجوبيتير.
وكانت مسرحية «صح النوم» قد عرضت على خشبة مسرح البيكاديللي في بيروت، لمدّة قصيرة جداً عام 1971 ثم تلتها عروض أخرى في معرض دمشق الدولي.واختارت فيروز أن تحتفل من خلال «صح النوم» في صيغتها الجديدة بذكرى مرور 50 سنة على انطلاق مهرجانات بعلبك. فقبل خمسة عقود احتضن هيكل جوبيتير أول مسرح غنائي لفيروز وعاصي ومنصور الرحباني وهو أوبريت «أيام الحصاد»، فشكل منعطفاً جديداً للأغنية اللبنانية.
وتتضمّن مسرحيّة «صح النوم» انتقاداً للحاكم ضمن قالب مسرحي ظريف، رغم قدمها فهي تعكس بوضوح الواقع الذي يتخبّط فيه لبنان حالياً. وهذا ليس بالأمر المستغرب، فكل مسرحيات الأخوين الرحباني تحمل في طياتها مغازي سياسية واجتماعية. وكالعادة تمثل فيروز الإنسان الصالح البسيط الذي يحارب الظلم بصوتها الأسطوري وحوارها وتصرفاتها المشاكسة.
«صح النوم».. الحكاية
تروي المسرحية قصة وال لا يستيقظ من سباته إلا في يوم يكون فيه القمر البدر. ولا تدوم يقظته أكثر من ليلة يختم خلالها ثلاث معاملات فقط ،كي لا يتلف ختم الولاية الأثري، قبل أن يعود إلى النوم ويعود الناس إلى الانتظار.«قرنفل» فيروز بين المنتظرين ختم الوالي، فسطح بيتها قد تهدم وهي تريد إصلاحه، قبل حلول الشتاء. فتعمد قرنفل إلى سرقة الختم وتختم المعاملات وترميه في البئر.
ولم يكشف بعد عن أسماء الذين سيشاركون الفنانة فيروز في المسرحية. ولم يعرف إذا كان الممثلون الذين وقفوا إلى جانبها قبل 35 سنة، سيعاودون الكرة وخصوصا الأحياء من بينهم. شارك في المسرحية في ذلك الحين إلى جانب فيروز الفنان الراحل نصري شمس الدين في دور «زيدون» مستشار الوالي الذي أدى دوره أنطوان كرباج. وفي المسرحية شخصيات أخرى ،
مثل «شاكر الكندرجي» الذي لعب دوره الفنان إيلي شويري بينما لعب وليم حسواني دور «عيد الحارس»، وشاركت فيها الفنانة هدى والفنان الراحل جوزيف ناصيف.في المسرحية أربع أغنيات هي: «شام يا ذا السيف» كلمات الشاعر سعيد عقل و«زوروني» الحان سيد درويش، و«بعدك حبيبي» و«يا قمر يا قمر» كلمات والحان الأخوين رحباني.
كركلا و«أوبرا الضيعة»
مهرجانات بعلبك التي تبدأ مع الفن اللبناني، تختتم في 24 و25 و26 أغسطس مع فن لبناني من نوع آخر مع فرقة كركلا، التي بدأت تحضيراتها للاحتفال باليوبيل الذهبي منذ سنتين، فمهرجانات بعلبك كانت بمثابة نقطة الانطلاق لابن بعلبك عبد الحليم كركلا، الذي يقدّم «أوبرا الضيعة» بعنوان «كلنا من لبنان»، وهي تحيّة إلى بعلبك و«الدبكة» فيها.
كتب كلمات الأوبرا وأشعارها المغناة الشاعر طلال حيدر، وهي مسرحية غنائية غنية بالموسيقى والرقص والغناء، مؤلفة من 12 لوحة راقصة. ويشارك في العمل الفنّانون عاصي الحلاني، هدى حداد وألين لحود ابنة المخرج والموسيقار روميو لحود، جوزيف عازار وغيرهم.
روك وجاز وباليه
وتختتم الفرقة البريطانية «ديب بربل» وهي واحدة من أوائل فرق الروك منذ عام 1968 جولتها الأوروبية في 27 يوليو في «مدينة الشمس». وسجلت الفرقة خلال مسيرتها الفنية مبيعات فاقت المئة مليون اسطوانة. وتضم أيان غيلان غناء وعازف الغيتار ستيف موريس، ودون ايري على البيانو الكهربائي، وروجر غلوفر على باص، وأيان بايس على الطبول.
وتعود فرقة «أول ستار بيغ باند» مع المغنية الجاز الأميركية ديان شور إلى بعلبك للسنة الثانية على التوالي، ولكن ببرنامج جديد يمزج بين الجاز اللاتيني والجاز الأميركي في 29 يوليو. ويقدم مسرح باليه بوريس ايفمان سانت بيترسبورغ في بعلبك حفلتين مميزتين في 4 و5 أغسطس،ويعد بوريس ايفان من أعظم وجوه الباليه المعاصر وقد حصد مجموعة من الجوائز العالمية وفي 12 أغسطس تحط أوبرا «لوسيا دي لامرمور» الايطالية في بعلبك، مع اوركسترا بودابست السيمفونية وكورس مدينة نيس الفرنسية.
إعداد: كارول ياغي


